قصة طالوت وجالوت من بني إسرائيل
قصة طالوت وجالوت ذكر كتاب الله الكثير من القصص التي تساعد المسلم على أن يتفكر في قدرة الله سبحانه وتعالى على تغيير أحوال الناس من حال إلى حال، كما تبرهن هذه القصص على سبب تقدم الأمم وتراجعها، والسبب الرئيسي في ذلك هو تقوى الله تعالى واللجوء إليه في الخير والشر، ومن قصص الأمم التى أتت فى القرآن الكريم ونرغب في عرضها عبر موقع الماقه ، قصة قوم لوط وقوم ثمود وقوم عاد وقوم فرعون وبني إسرائيل.
ماذا تعني القصة؟
القصة عبارة عن حكاية خاصة ببعض الشخصيات المعينة التي تتناقلها الأجيال، وقد قص القرآن الكريم العديد من القصص حول عدد من الأشخاص وكذلك عدد من الأقوام، والهدف من القصة هي أخذ العبرة والموعظة.
بنو إسرائيل
- إن لفظ إسرائيل هو الاسم الذي يطلق على نبي الله يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم جميعا السلام، وذرية النبي يعقوب قد سموا باسم بنو إسرائيل.
- وبنو إسرائيل كانوا قد عاشوا عهد العديد من الرسل والأنبياء، وفي المرات التي تكرر فيها ذكر قصص بني إسرائيل في آيات القرآن الكريم مواعظ و حكم عديدة.
- حيث قد لاقوا التفضيل من الله عز وجل على جميع العالمين، ولكنهم لم يقدروا هذا التفضيل العظيم وقاموا بالتفريط فيما آتاهم الله وأنعم عليهم.
- وكان لذلك نتيجته أن لاقى بنو إسرائيل غضب من الله عز وجل وضرب عليهم الذلة والضعف والمسكنة، ولعنهم الله عز وجل وجعل منهم القردة والخنازير.
- وفي ذلك موعظة لجميع الأمم والبشر، بأن الله عز وجل لا يفضل أمة عن أخرى بسبب النسل، ولكن عامل الفضل عند الله سبحانه وتعالى هو اتباع أوامره ونواهيه وتصديق أنبيائه وأتباعهم تنفيذا لأمر الله.
قصة طالوت وجالوت
- قد أتت قصص بني إسرائيل في عدد من آيات القرآن الكريم، فقد عاصر بنو إسرائيل أكثر من نبي ورسول، منهم بالتأكيد ما تم ذكر أسمائهم لنا من الله عز وجل ومنهم من لم يذكر.
- وفي وقت وعهد نبي لهم لم يذكر الله عز وجل لنا اسمه، وقعت قصة طالوت وجالوت، حيث كان بنو إسرائيل في هذه فترة يعانون من الضعف والهزيمة، وكانوا أعدائهم يضطهدونكم.
- حيث كان ذلك بسبب أنهم قد فقدوا التابوت الذي كان فيه ما تبقى مما ترك آل موسى وهارون عليهما السلام ويقال أنها عبارة عن الألواح التي أنزلها الله عز وجل على موسى عليه السلام والعصا الشهيرة له.
- وأن بني إسرائيل قد كانوا يأخذون هذا التابوت معهم فى كافة المعارك، وذلك تبارك به ولكي تنزل عليهم السكينة ويكون النصر حليفهم، ولكن عندما تم سرقة هذا التابوت منهم قد أصبح حالوا أكثر سوء وباتوا مشردين.
- فذهبوا إلى نبيهم وطلبوا منه أن يطلب من الله عز وجل أن يرسل لهم واحد من الملائكة يقاتلون معه ، ويساعدهم فى إخراجهم مما وقعوا فيه ووصل إليه.
- وقد قام بنو إسرائيل بتقديم الوعود إلى نبيهم بأنهم يقاتلون فى سبيل الله سبحانه وتعالى، وكان يتوقعون أن يبعث الله ملكا من وجهائها حتى يقودهم، لكنهم فوجئوا عندما عين الله عز وجل عليم طالوت ملك.
- ولكنهم قد قابلوا ذلك باستخفاف واستنكار بأن يكون الملك الذي سيقودهم لـ يخرجهم مما هم فيه رجل فقير ليس من بيت الملك، وأبلغهم نبيهم أنه من عند الله عز وجل وقد منحه الله سبحانه وتعالى درجة عالية من الحكمة وقوة الجسد.
- وأن البرهان على ملكة أن تأتي الملائكة بالتابوت الذى قد سرق منهم، وكان ذلك من الأدلة والإثبات على أن طالوت ملك بعث من عند الله عز وجل، فوافق بنو إسرائيل على ملكه مكرهين.
- خرج الكل إلى الحرب خلف ملكهم الجديد، فأراد الله عز وجل أن يختبر قوة إيمان بني إسرائيل، فأبلغ طالوت للمقاتلين إنهم سيجدون في طريقهم نهرا، من يقوم بالشرب منه من أجل التذوق فقط فقد نجح فى الاختبار.
- بينما من يقوم بالشرب من هذا النهر من أجل الارتواء فقد خسر الاختبار وسوف يطرد من الجيش، فقام أكثر المقاتلين بالشرب من هذا النهر لأنهم لم يكونوا قادرين على تحمل العطش، وبقي مع طالوت عدد قليل من المؤمنين.
- وبعدها جاء ثانى اختبارات الإيمان عندما أتوا إلى المكان المخصص للحرب والمعركة، وشاهدوا الأعداد الكبيرة التى يتكون منها جيش جالوت الكافر، فخاف عدد كبير من المقاتلين الباقين وتخلفوا عن الحرب والمعركة.
- وتبقى عدد قليل من المقاتلين مع طالوت الذين كانوا يؤمنون بأن النصر من عند الله سبحانه وتعالى، ومن ثم بدأت الحرب والمعركة فالتقى الجيشان وقد قام داوود عليه السلام بمواجهة جالوت الكافر وقتله بالمقلاع وانتصر جيش طالوت.
- وقد كان داوود عليه السلام في هذه الحرب مازال شاب صغيرا.
مضامين قصة طالوت وجالوت
كجميع القصص التي ذكرها لنا الله عز وجل فى كتابه المجيد، قصة طالوت وجالوت هى الأخرى تحتوي على العديد والعديد من الدروس والحكم عظيمة لجميع الأمم.
وقد أتت تفاصيل وأحداث هذه القصة كاملة فى آيات القرآن الكريم، بداية من أحوال بني إسرائيل إلى اختيار طالوت ملكا والذهاب إلى الحرب حتى الوصول إلى النصر، ومن أهم العبر التي يجب أن يتم أخذها من هذه القصة ما يلي:
- محاربة الظلم وأن لا يتم الاستسلام له مهما بلغت درجاته، ولابد من مواجهة الظالمين وعدم الخوف منهم.
- الأخذ بالأسباب وأن يكون هناك يقين تام بأن نصر الله سبحانه وتعالى هو الغالب، وليست العبرة فى الكثرة والقوة.
- أن قوة الإنسان تأتي من ما لديه من إيمان وعلم، وليس بكثرة الأموال والسلطة والجاه.
- أن الله عز وجل هو وحده من يهب الملك والخير لمن يشاء.
- إن الدعاء يعد واحد من أهم العوامل والأسباب التي تساعد على الثبات والنصر.
- ضرورة التحلي بالصبر فى حالة الشدائد والثقة الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره.
- هناك أوجه شبه كثيرة بين قصة طالوت وجالوت والمعركة التي دارت بينهما وبين غزوة بدر التي دارت بين المسلمين والكفار.
مواضع ذكر طالوت وجالوت فى القرآن
وجاءت قصة طالوت وجالوت في القرآن الكريم بجميع أحداثها وتفاصيلها في آيات من سورة البقرة فقط، حيث قال الله سبحانه وتعالى:
“أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ، وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ، وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ، فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّـهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ، وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّـهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ، تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ.