اسلاميات

كيف أتوب إلى الله من جميع الذنوب؟

كيف أتوب إلى الله من جميع الذنوب وهل كل الذنوب لها توبة وما شروط التوبة النصوح.. وغيرها من الأسئلة التي تدور في خلدِ الكثير من المسلمون، فقد دعانا الله تعالى إلى التوبة في مواضع صعب حصرها في القرآن الكريم والسنة النبوية والأحاديث القدسية.

فباب الله مفتوح لعباده التائبون في أي وقت ما لم تبلغ الروح الحلقوم، قال الله تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (الزمر 53).

في ذلك الموضوع على موقع الماقه سنتناول قول الفقهاء في إجابة سؤال كيف أتوب إلى الله من جميع الذنوب.

كيف أتوب إلى الله من جميع الذنوب

قد أمرنا الله تعالى ودعنا إلى التوبة في أكثر من موضع في الشريعة الإسلامية ففي القرآن الكريم قال:

وغيرها الكثير من المواضع التي يصعب علينا حصرها لضيق المقال، وفي الحديث القدسي الذي رواه أنس ابن مالك عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:

أحاديث من السنة النبوية تحث على التوبة

في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم نجد مئات الأحاديث التي تدعو إلى التوبة نحو:

  • عن أبي عبيد الله عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
  • “التائب من الذنب كمن لا ذنب له” (رواه ابن ماجه 3446)
  • عن أنس ابن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

شروط التوبة النصوح

كما ذكرنا آنفًا ونكرر أن المسلم مأمور بالتوبة في أسرع وقت وأن باب الرحمن مفتوح على مصراعيه للتائبين، وشروط التوبة النصوح هي..

إذا كان الذنب لا يتعلق بعبد من عباد الله، أي أن الإنسان أرتكب المعاصي وظلم نفسه فقط ولم يظلم أحد من عباد الله عليه:

  • الإقلاع عن المعصية والذنب هذا، بألا يفعله مرة أخرى ويجاهد نفسه بشتى الطرق على الوقوع فيه مرة أخرى.
  • الندم الصادق على المعصية.
  • أن يكون الإنسان متفهم مدى كبر الذنب الذي أرتكبه ونادم على فعله ندم صادق.
  • العزم والتصميم على عدم العودة لذلك الذنب مرة أخرى.
  • أن تكون التوبة هذه قبل الموت، وقبل طلوع الشمس من مغربها (يوم القيامة) لذا يجب على المسلم المسارعة بالتوبة في أقرب فرصة لقول الله تعالى في محكم التنزيل:

هذه هي شروط التوبة وطريقة التوبة باختصار، إلا إذا كان الذنب متعلق بعبد من العباد وحقوق العباد يجب على المسلم التائب رد تلك الحقوق إلى أصحابها، وهذا نيل المراد لمن يتساءل كيف أتوب إلى الله من جميع الذنوب.

شرط التوبة من حقوق العباد

فإذا كانت مال أو ما شابهه فيجب رده إلى أصحابه، وإذا كان قذف أو نميمة وما إلى ذلك أستحل منها بطلب العفو من أصحابها حتى لا يقع الإنسان في الموقف الذي حكاه لنا الرسول في حديث المفلس..

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

فحقوق العباد ليس منها توبة إلا ردها، وإلا سوف يأخذون حقوقهم يوم القيامة كما بين الحديث، قال الفقهاء في حال أن الإنسان إذا سعى جاهدًا بشق نفسه أن يرد الحقوق إلى أصحابها لكنه لم يستطع فعليه أن يتصدق بقيمتها، على أمل إذا وجد أصحابها في الدنيا يردها لهم وإذا مات قبل ذلك يأخذون حقهم في الآخرة.

كما أن للعبد التائب أن يكثر من عمل الحسنات لأمرين:

أولهما: قال الله تعالى:

“وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِين” (هود 114).

ثانيهما: هو أن العباد يوم القيامة سوف يأخذون حقوقهم التي قد يطالبون بها ولا يعفون عنها، والحكم العدل سيوفيهم إياهما كما وعدهم.

 دعاء الاستغفار “سيد الاستغفار

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من صيغة دعاء يقولها المسلم حتى يستغفر الله عن ذنوبه ومن هذه الأدعية الدعاء المشهور بـ(سيد الاستغفار)..

عن شداد بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

في هذا الحديث يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأفضل صيغ الاستغفار وهو مناسب لمن يتساءل كيف أتوب إلى الله من جميع الذنوب.

تفسير دعاء سيد الاستغفار 

في مفتتح الدعاء يقر العبد بالربوبية لله تعالى والألوهية والخلق بقوله: “اللَّهمَّ أنتَ ربِّي، لا إلهَ إلَّا أنتَ، خلقْتَني”

بعد ذلك يقر بالعبودية في قوله: “وأنا عبدُكَ”، ومن تمام عبودية العبد أن يلتزم بالتوحيد والعهد الذي أخذه الله على عباده والشرع فيما أمر به الله تعالى ونهى عنه فيقول العبد التائب “وأنا على عهْدِكَ ووعدِكَ” أي أنه مصدق به ومعترف بالعهد وأنه يعمل به وقيده بالقُدرة على فعله في قوله: “ما استطعْتُ”.

كذلك في ربط العبد العمل بالاستطاعة إقرار صريح منه بضعفه الإنساني واحتياجه إلى توفيق المولى عز وجل

في قول العبد:

فضل دعاء سيد الاستغفار

بعد ذلك يكمل الرسول صلى الله عليه وسلم حديثه ويبين فضل هذا الدعاء فيقول “ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها” أي أن يقولها الإنسان بلفظها وهو متيقن بمعناها في قلبه كما شرحنا سابقًا.. “فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ” فقبض روحه الله تعالى قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة.

“مَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها” أي من قال هذا الدعاء وهو متيقن بمعناه في قلبه حين أمسى الليل ومات قبل أن يصبح عليه النهار “فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ” فهذا دعاء جميل جدًا لمن يتساءل كيف أتوب إلى الله من جميع الذنوب؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى