اسلاميات

لماذا سميت سورة لقمان بهذا الاسم

لماذا سميت سورة لقمان بهذا الاسم؟ وما حكمها؟ تعتبر سورة لقمان من السور المكية إلا الآيات (27، 28،29 )،  وتحتوي سورة لقمان على كثير من مواقف الحكمة والعقيدة.

سميت السورة بهذا الاسم لأنها تحتوي على العديد من الوصايا التي حث بها لقمان ابنه، لذا من خلال موقع الماقه سنقوم بذكر إجابة سؤال لماذا سميت سورة لقمان بهذا الاسم؟

لماذا سميت سورة لقمان بهذا الاسم؟

سوف نتحدث عن موضوعنا وهو لماذا تمت تسمية سورة لقمان هذا الاسم؟ فهي سميت بذلك نسبة لما ورد فيها من وصايا لقمان، وهو أحد الصالحين الذين عاشوا في عصر سيدنا داود عليه السلام، ولقب بالحكيم لأن الله أعطاه الحكمة دون غيره، فعرف بلقمان الحكيم.

حكمها هو علاج نفوس المشركين اللذين أشركوا بآيات الله، وإن موضوع هذه السورة هو العقيدة والحكمة وتوحيد الله تعالى وشكره، كما تحمل هذه السورة العقاب والوعيد للكافرين المشركين بالله ومكذبين بآياته، وحث لقمان ابنه على العديد من الوصايا منها:

  • إقامة الصلاة.
  • الأمر بالمعروف وتجنب الفواحش والمنكر.
  • توحيد الله تعالى ولا يشرك بالله أبدًا.
  • أوصاه ألا يتكبر ومنعه من الغرور.
  • أن يراقب الله تعالى في السراء والضراء.
  • وأن يبر بوالديه ويطيعهم.

من أسباب حكم سورة لقمان هو الخوف من الله، والصبر على المشكلات والصعاب، واتخاذ طريق الله، هو الطريق الذي نتخذه لكي تسير جميع شئون حياتنا وهو الطريق الصحيح الصالح.

كانت هذه السورة تربط على قلب الرسول وتلهمه بالصبر والسلوان وكانت للناس ملهمة لتذكرهم بالصبر على ما أصابهم والتمسك بدين الله ودين رسوله صلى الله عليه وسلم.

مضمون سورة لقمان

تعرفنا على سورة لقمان وعلمنا لماذا سميت سورة لقمان بهذا الاسم؟ وكانت من أبلغ السور التي تحتوي على لطف، ورقة، وهدوء في تأدية رسالتها للأبناء.

دليل على ذلك استخدام كلمة (يا بني)، فكانت تحثهم على بر آبائهم والصبر والسلوان، واتباع أوامر الله ونواهيه، والتماس الأخلاق النبيلة لأنها هي قمة من قمم آداب المجتمع، وتحث على خفض الصوت، وأهمية التخطيط ووضع أهداف للحياة، وحسن عبادة الله وعدم عبادة غيره.

بالإضافة إلى الأخلاق الحميدة وأن الدنيا فانية فيجب التحلي بالصبر، وكانت سؤالنا لماذا عُرفت سورة لقمان بهذا الاسم؟ في غاية الأهمية، وهناك بعض الآيات التي تؤدي رسالتها إلينا وتلهم إلينا بعض اللطف، منها الآيات التالية:

  • (وإذْ قَالَ لُقمَانُ لِابِنهِ وهُو يَعظُهُ يَا بُنيًّ لَا تُشرِكْ بِالله إنًّ الشِّركَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ) آية 13)).
  • (وَاقْصِد فِي مَشْيكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إنَّ أنْكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ) آية (19).
  • (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وأَمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أصَابَكَ إنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) آية (17).

سبب نزول سورة لقمان

في أواخر السورة تتكلم عن الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وكان يوجد قديمًا مجموعة من قريش سألوا النبيّ عليه الصلاة والسلام عن قصة لقمان الحكيم ونصائحه لابنه، لأنهم كانوا لا يصدقون ووضعوه موضع اختبار.

ذكر الكلبي أن الآية نزلت في النضر بن الحارث، فكان يسافر إلى الفرس ليشتري بعض القصص فيعود ليقصها عليهم.

وكان يقول لهم النضر بن الحارث: “إن محمدًا –صلى الله عليه وسلم- يحدثهم بحديث عاد وثمود، بينما هو يحدثهم بحديث رستم والأكاسرة”، فكان يتلوا عليهم هذا الحديث فيعجبهم وينفروا من تلاوة وسماع القرآن الكريم، لذلك أُنزلت هذه الآية الكريمة فيه.

وذُكر عن ابن عباس سبب آخر غير ذلك في نزول هذه الآية (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْترِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ الله بِغَيْرِ عِلْمِّ ويَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) وقال: “أن هناك رجل كان يشتري المغنيات التي تغني له في الليل والنهار، فكانت سبب نزول هذه الآية هو تحريم شراء المغنيات.

أسباب النزول لبعض آيات سورة لقمان

سبب نزول الآية الرابعة عشر في سعد بن أبي وقاص حيث كانت تنص على: (وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلتْهُ أُمُهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْن أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلِىَّ الْمَصِيرُ) حيث أقسمت عليه والدته ألا تأكل حتى يرتد ابنها عن إسلامه، ومع إصراره رضخت للأمر.

سبب نزول الآية الرابعة والثلاثين في أعرابي جاء من البادية فكانت الآية تنص على: (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسُ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ومَا تَدْرِي نَفْسُ بِأيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

فكان الأعرابي يسأل الرسول –صلى الله عليه وسلم- عن أخبار في علم الغيب، وماذا سوف يحدث في المستقبل؟ بالنسبة لأهله ونفسه، فكانت هذه الآية ردًا عمَّا سأله الأعرابي للرسول، وأن علم الغيب لله تعالى فقط ولا أحد غيره يعلم ما قد يحدث.

حيث كانت السورة تُوضح معجزة النبي –صلى الله عليه وسلم- وهي القرآن الكريم وهو أساس الهداية الربانية التي بعثها الله لنبيه ليهدي به الأمة، ومن اتبع هذا الكتاب كان من الفائزين الذين ظفروا برضا الله.

بينما الكافرين اللذين كفروا بصحة هذا الكتاب المصدق ضلوا عن سبيل الله وخسروا الدنيا والآخرة، فسوف يعذبهم الله ويتلقون عذابهم الشديد.

تحدثت السورة عن وحدانية الله وقدرته التي وسعت كل شيء من حوله، ثم بعد ذلك انتقلنا إلى وصايا لقمان لابنه وذكرها بشكل حكيم كي يتعلم الناس من بعدها وكان أسلوبه أسلوبًا حكيمًا بارع الوصف ودقيق الحرص.

فمن أشد نصائحه هو الابتعاد عن الشرك لأن جزاءه النار، والحرص على بر الوالدين والأمر بالمعروف، والتواضع وعدم التكبر، والنهي عن الفواحش والمنكر، والخفض من الصوت، والحرص على مراقبة الله في كل كبيرة وصغيرة.

مع ذلك رفض المشركين اتباع هذه الرسالة وظلوا على كفرهم، وظلوا على دين آبائهم وأجدادهم وإنكارهم نعم الله الكثيرة التي لا حصر لها، وكانوا يعلمون حقيقة الإسلام ولكنهم رفضوا وظلوا على كفرهم.

كما كانوا يعبدون مع الله إلهه غيره واستمروا في جهدهم ونكرهم لفضل الله، مع أن الله هو مالك كل شيء والعالم بكل شيء حيثما كانت كبيرة أم صغيرة.

الخالق لجميع البشر، فالله هو المدبر الذي يسير كل شيء تحت أمره وحكمته، وكثير من الناس يتضرعون إليه وقت الشدة ويشركون به وقت الرفاهية.

أضافت السورة موضوعات أخرى وهي إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل، وأنه يسخر الشمس والقمر، وتسيير السفن في البحار وغير ذلك من نعم وفضل الله علينا التي لا تُعد ولا تُحصي.

الدروس المستفادة من نزول سورة لقمان والحكمة منها

إن دين الإسلام هو دين الهداية وطريق الصلاح والإرشاد الذي يجب أن يتبعه كل مسلم وليعلم أنه طريق الحق، ومن سار على نهجه كان من الفائزين الظافرين بالدنيا والآخرة ووفقه الله في طريقه ومستقبله.

أما من ضل عنه فقد الهداية وطريق النور فإنه ظفر بمتع الحياة ونسى هم الآخرة دار الرخاء، وقد أوضحت السورة أهمية التقوى لأن أفضل عمل عند الله هو الشخص المتقي الذي يتقي الله في السراء والضراء.

فلا علاقة له بالشكل او المنصب، وهكذ نكون قد علمنا لماذا سميت سورة لقمان بهذا الاسم وعلمنا موضوعاتها وأحكامها.

انتقلت النصائح بعد أن عرفنا لماذا سميت سورة لقمان بهذا الاسم إلى نهاية السورة ببيان الأمر بالتقوى والنهي عن الفواحش والخوف من الله وعذابه الأليم يوم القيامة، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، ولا أحد ينصر أحد، كلٌ يفكر في أمره.

إن الدنيا فانية فلا تغرنا الحياة الدينا وننسى الآخرة التي هي دار الخلود، بعد ان تحدثنا عن سبب نزول هذه السورة وعرفنا لماذا أُطلق على سورة لقمان هذا الاسم؟ سوف نتحدث عن الدروس المستفادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى