الفرق بين الماء الطاهر والطهور
الفرق بين الماء الطاهر والطهور قام بتوضيحه بعض الفقهاء، فمن المعروف أن عنصر الماء هو شريان الحياة على وجه الأرض، وهو أيضًا أساس الطهارة، سواء كانت هذه الطهارة وضوء من أجل الصلاة أو طهارة من الحدث الأكبر والأصغر، التشابه بين اللفظين يجعل الناس تخلط بين المصطلحين، ولأن الدلالة مختلفة كثيرًا بينهما سنوضح لكم الفرق بين الماء الطاهر والطهور في موقع الماقه.
الفرق بين الماء الطاهر والطهور
إن الماء من أهم العناصر في حياتنا ونجد ذلك في قوله تعالى “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ“، فإن الماء هو أساس الحياة ودونه لا تشهد الحياة استمرارية أو بقاء.
تعتمد كل الكائنات على المياه، وبشكل خاص يستخدم الإنسان المياه في جميع جوانب حياته، هذا ما يتطلب أن يكون المياه طاهر حتى يستطيع أن يستخدمه، ومن أهم استخدامات المياه للإنسان الشرب وإعداد الطعام وأيضًا الاغتسال والاستحمام والتطهر به والوضوء.
من هذا المنطلق وعلى ذلك الشق يجب أن يكون الماء ليس طاهرًا فقط، بل أيضًا يكون طهورًا حتى يحقق للإنسان مبدأ الطهارة المطلوبة، ومن هنا كان لابد من التفريق بين الماء الطاهر والطهور فقد قام العلماء والفقهاء بهذا التفريق بينهما على النحو التالي:
1– الماء الطهور
هو الماء الباقي على خلقته الأصلية، دون أن تتغير أوصافه، وتلك التي تظهر في اللون أو الرائحة أو المذاق، ومن أمثلة الماء الطهور، ماء العيون والآبار كما قال الله -سبحانه وتعالى-: “فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ” [المؤمنون:18].
كذلك الأمطار من الماء الطهور، وقد جاءت آية في القرآن الكريم تتحدث عن الماء الطهور عندما قال الله -عز وجل-: “وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا” [الفرقان:48]، وتدل هذه الآية على أن الله أنزل ماء طهورًا من السماء نعمة للبشر.
هذا الماء ما يطلق عليه الماء الطاهر بذاته، ويجوز استعماله في التطهير للغسل أو الوضوء للصلاة فهو مطهر لغيره، لأنه لا جدال عليه فهو يرفع الخبث والنجاسة وذلك كله يتفق عليه أهل العلم.
ذلك استنادًا إلى قوله تعالى: “إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ” [الأنفال:11]، ما يعني أن الماء الطهور لا اختلاف عليه من جميع العلماء والفقهاء بكونه صالحًا للتطهر والاغتسال.
2– الماء الطاهر
هو الماء الذي يكون أيضًا طاهرًا بذاته ولكنه لا يصلح أن يكون مطهر لغيره، وهنا يظهر الاختلاف بين الماء الطاهر والمطهر.
الأمر الذي يعني أنه لا يجوز أن يتم استعمال هذا الماء في الطهارة، وهو الذي حدث به تغير ما، وطرأ على أوصافه من التغيير ما جعله ليس بطهور، فأصبح به لون ورائحة مختلفة، مثل النعناع أو الزعفران أو ماء الورد، على أن له ثلاثة أنواع:
- الماء المتغير الذي خالط الطهرات، فتغير أحد صفاته اللون أو الطعم أو الرائحة، فإذا تغير الماء بسبب مخالطته لبعض المواد مثل الصابون أو التراب أو العجين أو غيرهم من المواد، فلا يجوز التطهر به رغم أنه يظل طاهرًا.
- الماء المستعمل الذي استخدم في طهارة مثل الوضوء أو الغسل.
- الماء الذي يستخرج من النباتات بعد عصرها مثل ماء العنب والرمان أو ماء الورد فهذا يسمى طاهرًا وليس طهورًا.
إذًا نستنتج أن الفارق بينهما يكمن في كون الطهور هو الأصل، أما عن النوع الآخر فقد طرأ عليه ما غير في أوصافه فظل محتفظًا بطهارته لكن اتنقص منه كونه طهورًا.
أما عن حكم الماء الطاهر في الوضوء فهو أنه قد فقد صفة من صفات الماء الطهور، وعلى الرغم من ذلك يجوز الوضوء به بشرط واضح وصريح وهو عدم وجود به نجاسة، ويمكننا أن نستدل على ذلك من خلال الحديث النبوي الذي روى عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- روى الشيخان: “أن النبي صب على جابر من وضوئه”.
هنالك نوع آخر من المياه وهو الماء النجس، فهو الذي اختلط بشيء آخر فجعله نجس، وهنا لا يجوز أبدًا التطهر به أو حتى الوضوء منه وهذا الرأي بإجماع العلماء.