اسلاميات

صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان

صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان متعددة، فقد جاء في السورة العديد من شيّم المؤمنين المتّبعين كتاب الله تعالى ـ الفرقان ـ، والمؤمنين برسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ.

فهم عباد الرحمن الحقّ، وفي ذلك تصديق للدعوة ولمنزلة الإسلام، لذا سوف نعرض لكم صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان من خلال موقع الماقه.

صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان

القرآن الكريم منهاج المسلمين فمن أخذ به لن يضيعه الله ـ عز وجل ـ في الحياة الدنيا، ففيه تعاليم الدين كلها، ومنها يمكن للعبد أن يشاهد صلاح دنياه ودينه.

حيث قد بيّن الله تعالى في آياته الكريمة الصفات التي يتحلّى بها العبد المؤمن، كما قد خصّ عز وجل عباد الرحمن ببعض الصفات الحسنة التي يجب الإلمام بها، وفيما يلي سوف نعرض لكم صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان:

1ـ المشي في سكينة ووقار

قال تعالى (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا) [سورة الفرقان الآية:63]. في الآية أولى صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان، ألا وهي التواضع والتخلّي عن الغرور والزهو.

حيث إن عبد الله هو الذي يسير في تواضع وسكينة، ويتعامل مع من حوله بلين ورفق، حيث إن الكبر من أسوأ الصفات التي قد يتحلّى بها عبد الرحمن، وهي من صفات الشيطان.

2ـ الحلم والتحلّم من صفات المؤمن

في قوله تعالى (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) [سورة الفرقان، الآية 63] المعنى الثاني لصفات عبد الرحمن، ألا وهي الابتعاد عن الجدال مع الجاهل أو السفيه، فالعبد المؤمن هو الذي يقابل السيئة بالإحسان، فيكون صبور وحليم، وفي ذلك تعزيز لنفس المؤمن، فجدال السفهاء فيه إهانة للنفس.

كما قال تعالى عن التحلّي بالصبر ومقابلة السيئة بالحسنة: (وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) [سورة القصص الآية: 54ـ55]، فالخلق الحسن قد يسبب توبة الجاهل.

3ـ التهجد من صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان

بعدما ذكر الله ـ عزل وجل ـ صفات عباد الرحمن تجاه أنفسهم ومعاملتهم مع الناس، فقد أوضح علاقتهم بربهم، وخصّ بعباد الرحمن عبادة قيام الليل، (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياما) [سورة الفرقان، الآية: 64].  فمن يخصص الليل للتهجد والصلاة لله تعالى تجنبًا للرياء.

لأن فيه خشوع أكثر هم من عباد الرحمن، كما قد ذكر الله تعالى الثواب للمتقين وعباد الرحمن في قوله: (إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [سورة الذاريات الآية: 15ـ18].

4ـ الخوف من سوء المصير والمال

(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً (65) إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً) (66) [سورة الفرقان]، في الآية توضيح أن العبد المؤمن هو الذي يعيش ما بين الخوف من سوء الخاتمة وبين الرجاء والإيمان بأن الله واسع الرحمة، فقال تعالى إن عباد الرحمن هم من يقيمون الصلاة في الليل، ويلجئون إلى الله تعالى حتى يغفر لهم، ويجنبهم سوء العاقبة.

حتى أنهم يتهمون أنفسهم بالتقصير في حق الله تعالى، ولا يفتخرون بأعمالهم على أكمل وجه، صدقًا وإخلاصًا لله ـ عز وجل ـ، وقد ظهر ذلك في قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) [سورة المؤمنون الآية: 60ـ61].

في تلك الآية قضية شائكة جدًا بالمجتمع فالآية هنا لا تخص من ينهب ويرتكب المعاصي وغيرها من الأعمال التي تؤذي قلب العبد المؤمن، وهو خائف من الله ـ عز وجل ـ، بل إنها تخص العبد الذي يفعل كل الأعمال الصالحة لله تعالى ويخشى ألا تتقبل منه.

فعن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: ” رَسولَ اللَّهِ (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) أَهوَ الَّذي يَزني ويَسرِقُ، ويَشرَبُ الخمرَ؟ قالَ: لا، يا بِنتَ أبي بَكْرٍ أو يا بِنتَ الصِّدِّيقِ ولَكِنَّهُ الرَّجلُ يَصومُ، ويتَصدَّقُ، ويُصلِّي، وَهوَ يَخافُ أن لا يُتقبَّلَ منهُ“ [حديث صحيح ابن ماجه].

5ـ الابتعاد عن الإسراف من شيّم عباد الرحمن

الإسلام هو دين عدل ووسطي في شتى مناحي الحياة، والعبد المؤمن هو من يلتزم بتعاليم دينه، فقد قال تعالى: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) [سورة الإسراء الآية: 29]، وهو تعليم صريح بضرورة الابتعاد عن الإسراف في الأموال وعدم البخل.

أي أن عبد الرحمن هو من يعتدل في الإنفاق، ويحسن استغلال الأموال فليس كلما اشتهى شيئًا اشتراه، فمتى يتعلم الصبر وترتيب الأولويات، وقد أوضح الله تعالى في سورة الفرقان أن تلك صفة عباد الرحمن في قوله تعالى بالآية: (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَوامًاً) [سورة الفرقان، الآية: 67].

كما أنه في سيرة الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أنهم كانوا لا يرتدون الثياب من أجل الزينة والجمال، بل كانوا يرتدون ما يستر العورة، ويحمي من الحر والقر، وبالنسبة للطعام فكانوا يتناولون ما يسد الجوع، وليس ما يتلذذون به، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “كفى سرفاً أن لا يشتهي الرجل شيئاً إلا اشتراه فأكله“.

6ـ التوحيد بالله تعالى من صفات عباد الرحمن

عند التدبر في آيات سورة الفرقان عن صفات عباد الله تعالى قد ينتابنا التعجب من ذكر مثل صفات الشرك والزنا والقتل بعد تلك الصفات الجميلة لعباد الرحمن، ونفيها عنهم وهو بالشيء الطبيعي، فالحكمة من ذكر مثل تلك الصفات هي أنها تعريض لصفات المشركين من قبلهم، وتبريئهم مما كانوا عليه، وسواء فهمنا الحكمة من الآية أم لا فهو وحده علّام الغيوب.

الهام هو ضرورة ابتعاد عبد الرحمن عن مثل تلك الصفات الشنيعة، فالشرك بالله تعالى من أكبر الكبائر، فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “قالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، أيُّ الذَّنْبِ أكْبَرُ عِنْدَ اللهِ؟ قالَ: أنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ مَخافَةَ أنْ يَطْعَمَ معكَ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: أنْ تُزانِيَ حَلِيلَةَ جارِكَ“ [حديث صحيح مسلم].

فإن جميع النصوص القرآنية وأحاديث السنة النبوية جاءت صريحة بأن من لا يوّحد الله تعالى ولم يتوب فهي من الأمور التي لها عقاب كبير، ووحده من يمكنه تقبل التوبة عنها، أم لا، فقد قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) [سورة النساء الآية: 116].

7ـ عباد الرحمن يقدسون حق النفس

قد حرّم الإسلام قتل النفس التي خلقها الله تعالى، إلا في بعض الحالات التي تستحق فيها قتل النفس، فقال تعالى: (وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) [سورة الفرقان الآية: 68].

كما أنه عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول عليه الصلاة والسلام ـ قال: “لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَنِّي رَسولُ اللهِ، إلَّا بإحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، والنَّفْسُ بالنَّفْسِ، والتَّارِكُ لِدِينِهِ المُفارِقُ لِلْجَماعَةِ”. [صحيح مسلم].

كما أن بعض العلماء قد أشادوا بأن القتل لا يقتصر على القتل بالأسلحة أو السكين، بل إن الشرك بالله تعالى يعد من أنواع الشرك، لأنه يتسبب في إلقاء النفس بالنار، والقتل الخفي الذي يتمثل في تضييع نسب الأبناء المولودين بسبب الزنا، ناهينا عن قتل الغير.

8ـ  تحصين النفس من الزنا

الإسلام من الأديان التي لم تطلق العنان للشهوات وغرائز الإنسان، ولم يكبتها كذلك، فأحلّ التعبير عنها في إطار علاقة حلال يرضى عنها الله ـ عز وجل ـ ألا وهي الزواج، كما أن الإسلام يهدف إلى إنشاء مجتمع متماسك، وسليم من أية آفات، وشرّع للحماية خمس أمور: الدين، والعرض، والنفس، والمال والعقل.

كما أن عقد الزواج عهد غليظ مع الله تعالى، وهو من العلاقات التي وضع لها الله تعالى التشريعات التي تنص على الحقوق والواجبات لكلٍ من الرجل والمرأة، لذا فهناك عقوبات شديدة لمن يرتكب جريمة الزنا، أو من يتهم النساء في عرضهن، فهي ليست من شيّم العبد المؤمن، فقال تعالى: (لَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [سورة الفرقان، الآية: 68].

فعقوبة الزنا في الشرع هي الرجم بالحجارة حتى الموت إن كان محصنًا، أو الجلد بالسوط مئة جلدة، وهو ما وضحّه الله ـ عز وجل في الآية الثانية من سورة النور، ولم يضيّع حق الزوج في التعبير عن خيانة زوجه أو زناه، لكن يشترط أن يكون هناك أربعة شهود حقّ على ما يقول، إما يلقى عقابه من الله تعالى.

(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) [سورة النور: الآية: 6ـ9].

9ـ الترفع عن مجالس الزور

قال تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) [سورة الفرقان الآية: 72]، توضح أنه من صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان، وهي الابتعاد عن المجالس التي يكون فيها الكلام باطًلًا، ولا يشهدون سوى بالحق، كما أنه في حالة مرّوا بها دون إرادة في ذلك، يستطيعوا تحصين أنفسهم، وعدم التأثر بها ويحاولون الابتعاد عنها في الوقت القريب.

كما قد قال تعالى: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ) [سورة الحج الآية: 30ـ 31]، والزور في الإسلام هو كل عمل أو قول باطل عن جهة الحق، سواء كان في الثرثرة والغفلة، أو العبث.

10ـ عباد الرحمن والاتعاظ بآيات الله تعالى

قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا) [الفرقان: 73]، أي إنه من إحدى صفات عباد الرحمن هي التدبر في آيات الله تعالى، ومحاولة فهم معانيها بقلوبهم، كمن يبحث عن صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان وأن الآيات القرآنية لا تمرّ عليهم مرور الكرام دون فهم لو نقطة واحدة.

11ـ الدعاء للأهل والذرية

(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان: 74]

من صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان هو الدعاء للأهل من أب وأم وأخوة أو أبناء، فيكون عبد الرحمن حريص على جعل الذرية صالحة، وأن يكون قدوة صالحة لكل من حوله ويأخذ بأيديهم إلى طريق الهدى لله ورسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ليجتمع معهم في جنات النعيم.

12ـ الدعاء والتضرّع من صفات عباد الرحمن

قال تعالى: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) [الفرقان: 77]، أي إن عباد الرحمن هم الذين يكون لديهم صلة مع ربهم دومًا، فالدعاء هو أفضل العبادات لدى الله تعالى، فهو يحب التوابين واللجوء إليه في السرّاء والضرّاء.

فوحده القادر على تحقيق ما يريد العبد، والوصول إلى مرتبة عباد الرحمن لا تكون سوى بتذلل العبد لربه، واستشعاره بعظمته وأنه مالك السماوات والأرض، والتذلل هنا لا يعني احتقار النفس، بل معناه الانقواد واتّباع الأوامر وترك تدبير الأمر لمالك السماوات والأرض.

حكمة ذكر صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان

هناك حكمة من ذكر صفات عباد الرحمن في سورة القرآن قد وضحها الفقهاء في الدين، ألا وهي إن الخاتمة للسورة كانت نتيجة للمحور الذي تدور حوله السورة، وهو المعجزة التي نزلت على نبينا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ، والتي أدت إلى وضع المنهج والدعوة الإسلامية.

التي تشمل جميع السلوكيات والعقائد الخاصة بالعبد المؤمن، بالإضافة إلى أن ذكر صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان له عدة دلالات، وهي المتمثلة في النقاط التالية:

  • إن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ صادق في دعوته، وصبر والتزم حتى تنتقل إلى الفئة المؤمنة، وجاء الوصف للمؤمنين حتى يوم القيامة، ومنهم بالطبع صحابة النبي ـ رضي الله عنهم ـ.
  • في ذكر صفات عباد الرحمن تسلية للرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ بأنه سوف يجني ثمار مجهوده، نتيجة لصبره على العقبات التي التقاها في طريقه.
  • صفوة البشر هم عباد الرحمن المؤمنين بما أنزله، ومن يعملون الصالحات ابتغاءً لوجه الله تعالى، فيبتعدون عن ارتكاب كل ما يحرمه الله تعالى، ويمتثلون لأوامره، ولولاهم لأنزل الله تعالى العقاب على أهل الأرض.

اُختتمت سورة الفرقان بصفات عباد الرحمن، وفي ذلك إشارة إلى أن القرآن الكريم الذي تم تنزيله على محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ من شأنه إنشاء فئة تلك صفاتها وشيّمها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى