بحث عن الجملة الاسمية ونواسخها حيث تنقسم الجمل في اللغة العربية إلى قسمين وهما جملة اسمية وجملة فعلية، وفي الحالتين يجب أن تكتمل جميع أركان الجملة، وإلا صارت الجملة ناقصة؛ حيث أن اللغة العربية لم تترك كلمة بها إلا وجعلت لها محل إعرابي؛ لتوضيحها والتعرف على أهميتها، لذا فقد انقسمت اللغة العربية إلى عدة أركان منها الاسم، الفعل، والحرف، كما أن الحروف لم تندرج تحت مسمى واحد فقط، فهناك حروف العلة، وحروف الجر، وحروف الوصل، وهناك كان وأخواتها، وإن وأخواتها، وغيرهم الكثير، فاللغة العربية تعد بمثابة البحر الذي ليس له نهاية، ولذلك فسنقدم من خلال هذا المقال بحث عن الجملة الاسمية ونواسخها عبر موقع الماقه
بحث عن الجملة الاسمية ونواسخها
تتكون الجملة الاسمية من المبتدأ والخبر، حيث يأتي المبتدأ في بداية الجملة، ويجب أن يكون له خبر ليخبر عنه، كما قد يكون هناك مبتدأ ثاني وخبر ثاني، ولكن يستحيل أن يأتي مبتدأ دون خبر يخبر عنه، وإلا أصبحت الجملة الاسمية ناقصة الأركان، ولا يشترط أن يكون الخبر ملتصق بالمبتدأ، فقد يأتي ملازم له أو لا يأتي ملازم له، وسوف نتعرف فيما يلي على أركان الجملة الاسمية ونواسخها بشيء من التفصيل:
أولًا: أركان الجملة الاسمية
سوف نتعرف فيما يلي على أركان الجملة الاسمية (المبتدأ والخبر):
1- المبتدأ
المبتدأ هو العنصر الأول في الجملة الاسمية، ويأخذ المبتدأ علامة الرفع كعلامة إعرابية له سواء كان المبتدأ معربًا أو مبنيًا، ويكون المبتدأ في أول الجملة الاسمية أو قد يأتي في آخر الجملة ويسمى في تلك الحالة “مبتدأ مؤخر”، وعادةً ما يتكون المبتدأ من كلمة واحدة، كما قد يكون المبتدأ جملة في بعض الحالات، ومثال على المبتدأ الجملة “لا إله إلا الله خير ما يقول المسلم”، هنا كلمة لا إله إلا الله كلها هي المبتدأ، وخير ما يقول المسلم هو الخبر.
2- الخبر
الخبر هو العنصر الثاني في الجملة الاسمية، ويأتي الخبر تابع للمبتدأ، ويكون الخبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة مثل المبتدأ، وقد يكون الخبر كلمة مفردة مثل كلمة “جميل”، أو قد يكون الخبر في صورة شبه جملة مثل “بين الأشجار”، أو قد يكون الخبر جملة فعلية مثل “يلعب في الشارع”، أو قد يكون جملة اسمية مثل “أشجارها رائعة.”
ثانيًا: ما هي نواسخ الجملة الاسمية
تنقسم نواسخ الجملة الاسمية إلى نواسخ فعلية ونواسخ حرفية، ويختلف إعراب الجملة الاسمية باختلاف الناسخ الذي دخل عليها، وكذلك باختلاف نوع الجملة الاسمية سواء كانت “مفردة، أو مثنى، أو جمع، وذلك على النحو التالي:
1- نواسخ الجملة الاسمية الفعلية
نواسخ الجملة الاسمية الفعلية هي “كان وأخواتها، وإذا دخلت هذه النواسخ على الجملة الاسمية فإنها ترفع المبتدأ ويسمى “اسمها”، وتنصب الخبر ويسمى “خبرها”، ويختلف إعراب الجملة الاسمية على حسب ما إذا كانت مفردة أو مثنى أو جمع، وذلك على النحو التالي:
- إذا كانت الجملة الاسمية مفردة أو جمع تكسير، فإن الفعل الناسخ عندما يدخل عليها، يرفع المبتدأ بالضمة وينصب الخبر بالفتحة، مثل “كان خالدٌ مجتهدًا”، نجد أن “كان” تعرب فعل ماض ناسخ ناقص، “خالدٌ” تعرب اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، “مجتهدًا” تعرب اسم كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة، ونجد أن أصل الجملة هو “خالدٌ مجتهدٌ” ولكن بدخول الفعل الناسخ كان على الجملة الاسمية صار المبتدأ والخبر اسم كان وخبرها، وأصبح الاسم مرفوع والخبر منصوب.
- إذا كانت الجملة الاسمية مثنى، فإن الفعل الناسخ عندما يدخل عليها، يرفع المبتدأ بالألف، وينصب الخبر بالياء.
- إذا كانت الجملة الاسمية جمع مذكر سالم، فإن الفعل الناسخ عندما يدخل عليها، يرفع المبتدأ بالواو، وينصب الخبر بالياء.
2- نواسخ الجملة الاسمية الحرفية
كل جملة اسمية لها 6 حروف من النواسخ، وهذه الحروف هي (إن، أن، لعل، ليت، لكن، وكأن)، وهذه الحروف الناسخة تدخل على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها، ويختلف إعراب الجملة الاسمية على حسب إذا كانت مفردة أو مثنى أو جمع، وذلك على النحو التالي:
- إذا كانت الجملة الاسمية مفردة، فإن الحرف الناسخ عندما يدخل عليها، ينصب المبتدأ بالفتحة، ويرفع الخبر بالضمة.
- إذا كانت الجملة الاسمية مثنى، فإن الحرف الناسخ عندما يدخل عليها، ينصب المبتدأ بالياء، ويرفع الخبر بالألف.
- إذا كانت الجملة الاسمية جمع، فإن الحرف الناسخ عندما يدخل عليها، ينصب المبتدأ بالياء، ويرفع الخبر بالواو.
استخدامات الحروف الناسخة
وسوف نتعرف فيما يلي على استخدامات الحروف الناسخة:
- الحرفان الناسخان (إن وأن)، هما حرفان ناسخان يتم استخدامهما لتأكيد الأمر، حيث يؤكدان معنى الجملة الاسمية، ويظهر هذان الحرفان بكثرة في القرآن الكريم مثل قوله تعالى “اعلموا أن الله شديد العقاب”، “إن الله سيع عليم”.
- حرف “ليت”، هو حرف ناسخ يتم استخدامه للتمني، حيث يستخدم في حالة تمني حدوث شيء يستحيل حدوثه مثل “ليت الشباب يعود يومًا”.
- حرف “لكن”، هو حرف ناسخ يتم استخدامه في نفي أمر ما، ويقع هذه الحرف الناسخ في منتصف الجملة، حيث تريد أن تخبر عن أمر عكس ما ذكر قبله، مثل “الرجل غني لكن بخيل”.
- حرف “لعل”، هو حرف ناسخ يتم استخدامه للتمني، مثل حرف “ليت”، ولكن يختلف هذا الحرف عن حرف “ليت” في أنه يعتبر بمثابة تنبؤ بحدوث أمر ما في المستقبل، أو إشفاق من حدوث أمر ما، مثل “لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا”، كلمة لعل هنا فيها شيء من التمني لحدوث أمر ما في المستقبل، وفي الآية الكريمة “فلعلك باخع نفسك على آثارهم”، فهنا حرف لعل تعبر عن الاشفاق في التوضيح لأمر ما.
- حرف “كأن”، هو حرف ناسخ يتم استخدامه للتشبيه بين أمر وأمر آخر مثل “كأن النهر بحر”، أو كما جاء في الآية الكريمة ” كأنهم خشب مسندة”.
أنواع خبر الحروف والأفعال الناسخة
إن الأفعال أو الحروف الناسخة تدخل على الجملة الاسمية وتغير في إعرابها، وتنقسم أنواع خبر الحروف والأفعال الناسخة إلى ما يلي:
- خبر مفرد، هو خبر مكون من كلمة واحدة فقط، حتى إذا كانت هذه الجملة مثنى أو جمع، مثل “إن القمر ساطع”، أو “كان المسلمون متحدين”.
- خبر جملة، حيث قد يكون خبر الحرف أو الفعل الناسخ “جملة اسمية”، مثل “ليت القمر مكتمل السطوع”، أو قد يكون الخبر جملة فعلية، مثل “ليت رمضان يأتي كل يوم”، وخبر الحروف أو الأفعال الناسخة الذي يأتي على صورة جملة فعلية قد يكون كلمة واحدة، ولكن تحسب أنها جملة فعلية، مثل “إن الاتصال يتطور”، يتطور هنا تحسب جملة فعلية؛ لأن الفعل لا يكون في الجملة الاسمية.
- خبر شبه الجملة، قد يكون خبر الأفعال أو الحروف الناسخة خبر شبه جملة، وقد يكون هذا الخبر جار ومجرور، مثل “إن العلم في الصدور”، أو قد يكون ظرف يعبر عن الزمان أو المكان، مثل “إن الكرة في الملعب”.
وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال وذلك بعد أن تم تقديم بحث عن الجملة الاسمية ونواسخها في اللغة العربية، ونرجو أن ينال المقال على إعجابكم.
