اسلاميات

فضل سورة الإسراء

يتضح فضل سورة الإسراء من معرفة مقاصدها، إن قراءة القرآن من أحب الأعمال الصالحة التي يُثاب عليها المسلم، فيجازى عن قراءة الحرف بعشرة حسنات والمهرة في القرآن مع السفرة الكرام البررة، ومن يقرأ القرآن ويدرك ما يقرأه له أجرين، وهناك الكثير من سور القرآن التي قد أشار الرسول -صلى الله عليه وسلم- لفضلها، ومن بين تلك السور سورة الإسراء، لذلك اهتم موقع الماقه بتقديم فضائل قراءة سورة الإسراء.

فضل سورة الإسراء

إن فضل سورة الإسراء كبير فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأها كل ليلة، فقد قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنه كان يقرأها كل ليلة قبل أن ينام، كما أنها من قديم ما حفظ الصحابة، وقد قيل في فضل سورة الإسراء الكثير بعض الأحاديث.

كما أن لسورة الإسراء العديد من الفضائل التي تؤثر بشكل إيجابي في حياة المسلم، فيمكن أن يطبقها في حياته ويصبح أكثر اتباعًا للمنهج القرآني، ومن تلك الفضائل:

  • الإدراك بأن كل ما لدى العصاة الطغاة من قوة مادية ومعنوية ما هو إلا تمهيل من الله -عز وجل- لكي يأتيهم العذاب الشديد، ولكي يحاسبهم على أعمالهم.
  • معرفة أن ما يحدث في بيت المقدس من فساد هو أمر ثابت في القرآن، وأن الله تعالى ليس غافلًا عن الظالمين، مما ينعكس بشكل إيجابي على نفسية المسلم بأن الله لا يترك عباده أبدًا.
  • النصح بأن يستخدم صفة العجلة فيما يخدم إيمانه وتقواه، ويرفض منها ما ينتقص من التقوى.
  • اليقين بأن كل إنسان سيحاسب على أعماله هو وحده فقط، ويطمئن المسلم وخاصة الداعية بأنه ليس عليه إلا الدعوة والهداية لله تعالى، فهو غير محاسب عن باقي أعمال المسلمين.
  • أن يدرك المسلم أن الشيطان يجمل المعصية في عينه، وينتبه لأعماله ويراجع سلوكه وأن يعرضه من حين لآخر على ما يرضي الله وما يغضبه.
  • العلم بأن الإسلام جاء لكي يحيي الأنفس وليس ليزهقها، فيدعو الله عباده للدخول في السلم.
  • أن يدرك المسلم أن الليل والنهار وتعاقبهما من آيات الله تعالى ويدلان على قدرته سبحانه، فيحرص المسلم على ألا يغفل عن آيات الله، لإن ألف النعم يصد عن شكر الله، مما يؤدي إلى الحرمان منها في آخر الأمر.
  • أن يدرك المسلم أن القرآن كتاب هداية وإرشاد فيتخذه منهجًا له في جميع أمور حياته.

معلومات عن سورة الإسراء

إن سورة الإسراء من السور المكية، قد نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة بعد حادثة الإسراء والمعراج وهي حادثة حدثت في 621م، أي ما بين السنة الحادية عشر والسنة الثانية عشر من البعثة النبوية.

يعتبرها المسلمون من معجزات النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فيؤمنوا أنه سار من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بصحبة سيدنا جبريل على دابة تُسمى البراق، ثم باستخدام هذه الدابة صعد إلى السماء إلى سدرة المنتهى.

أي نزلت سورة الإسراء على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في السنة الثانية عشر من البعثة النبوية، قبل أن يهاجر الرسول إلى المدينة بحوالي سنة وشهرين، ورقم السورة من حيث ترتيبها في المصحف هو 17.

عدد آياتها 111 آية، وسُميت بهذا الاسم لأن افتتاحها كان بحادثة الإسراء، ومن أسمائها (الاجتهادية بني إسرائيل وسبحان) وتهتم هذه السورة بشؤون الدين والعقيدة الوحدانية.

فضل سورة الإسراء للزواج

إن تحديد سورة معينة من القرآن مثل سورة البقرة أو سورة يس أو آية معينة بعدد قراءة معين لغرض معين لا يصح إلا ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم- فلا مجال للرأي في ذلك.

فالله -عز وجل- لا يقبل من عباده إلا ما كان خالصًا لوجهه موافقًا لشرعه، وليس البدع والاستحداثات هو ما يقرب العبد من الله -عز وجل- ويجعل دعائه مستجاب، لكن سورة الإسراء كغيرها من سور القرآن الكريم التي نقرأها للاستعانة بها على قضاء الحوائج، ذلك لما في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه الألباني “من قرأ القرآن فليسأل الله به“.

هل وردت أحاديث غير صحيحة في فضل سورة الإسراء؟

قد ورد في فضل سورة الإسراء أحاديث لا تصح أوردها بعض العلماء في كتبهم ونبهوا عليها، ومنهم الإمام الفيروز آبادي في كتابه (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) فقد أكد على كونها أحاديث ضعيفة لا تصح للاستناد، ومن تلك الأحاديث:

  • “مَن قرأَ هذه السّورة كان له قنطار ومائتا أُوقيّة، كلّ أُوقية أَثقلُ من السّموات والأَرض، وله بوزن ذلك درجةٌ في الجنَّة، وكان له كأَجر مَن آمن بالله، وزاحم يعقوب في فتنه، وحُشرَ يوم القيامة مع السّاجدين، ويمر على جسر جهنَّم كالبرق الخاطف”.
  • الحديث المنسوب إلى جعفر رضي الله عنه: “إِنَّ من قرأَ هذه السّورة كلّ ليلة جمعة لا يموت حتَّى يدرك درجة الأَبدال”.
  • الحديث المنسوب إلى علي رضي الله عنه: “من قرأَ سبحان لم يخرج من الدّنيا حتى يأكل من ثمار الجنَّة، ويشرب من أَنهارها، ويُغرس له بكلِّ آية نخلةٌ في الجنَّة”.

مقاصد سورة الإسراء

هناك العديد من المقاصد والدروس والعبرات من وراء قراءة سورة الإسراء ومنها:

  • ترسيخ أصول العقيدة الإسلامية وتنقيتها من كل ما يشوبها.
  • الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتوضيح موقف المشركين منه.
  • توضيح بعض التكاليف الشرعية المتضمنة قواعد السلوك الفردي والجماعي.
  • بيان العناد والكفر من بني إسرائيل، ومخالفتهم لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • الحديث عن الثواب والعقاب والجنة والنار وعقاب المشركين.
  • توضيح حكمة الله في خلقه وفي القرآن الكريم وإنزاله وكيف فيه شفاء.
  • التأكيد على عبادات التهجد وغيرها من الصلوات.
  • التوجيه للمشي والحركة دون كبرياء أو رياء.
  • توضيح تثبيت الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، وأمره بأن يداوم على الصلاة وقراءة القرآن، وأن يدعو أن يحسن الله مدخله ومخرجه.
  • الثناء على القرآن الكريم وبيان إعجازه وقدره وأنه شفاء، وذكر المطالب الآثمة والشاقة التي طلبها المشركون من النبي صلى الله عليه وسلم، ورد النبي عليهم بأن ذلك خارج عن طبيعة الرسالة وعن وظيفته.
  • توضيح أن هذا القرآن قد أنزله الله تعالى بالحق وأنه فصله وبينه، وأحكمه ليقرأه النبي -صلى الله عليه وسلم- على الناس على ترتيل، وأنه أنزله مفرقًا.
  • بيان أن العلماء وأهل الكتاب الذين يعرفون الوحي والنبوة عندما يُتلى عليهم القرآن يخروا ساجدين وخاشعين لله.
  • توضيح أن كل إنسان يكون معه كتابه سجلت فيه حسناته وسيئاته.
  • توضيح سنة الله تعالى في القرون الماضية الذي أهلكهم، وبيان أن عاقبة الترف والفسق الهلاك والدمار.
  • الأمر بعبادة الله سبحانه وتعالى، وذكر بعض مقومات الحياة الاجتماعية مثل الإحسان بالوالدين، وذوي القربى والنهي عن قتل الأولاد، والنهي عن الزنا وقتل الأنفس.
  • النهي عن التصرف في مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن، حتى يبلغ أشده.
  • الأمر بالوفاء بالعهد، والوفاء بالكيل والميزان.

موضوعات سورة الإسراء

لقد شملت سورة الإسراء الكثير من المواضيع مثل:

  • ضرورة التسبيح لله -سبحانه وتعالى- لما يبث في النفوس من عظمة الخالق، وقد بدأت الآيات بتسبيح الله، “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)” [الإسراء 1].
  • ذكر حادثة الإسراء والمعراج وبيان حكمتها.
  • إخبار بني إسرائيل أنهم سيفسدون في الأرض مرتين.
  • ذكر الكتاب الذي آتاه الله تعالى لموسى -عليه السلام- ليكون هداية لقومه، “وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا (2)” [الإسراء 2].
  • توضيح فضل القرآن وأنه يهدي للتي هي أحسن، ويبشر المؤمنين بالأجر الكبير.
  • إثبات تفرد الله بالألوهية والوحدانية والاستدلال على ذلك بآية الليل والنهار.
  • ذكر قصة التكوين والخلق، وتكريم الله -سبحانه وتعالى- والأمر للسجود له، وتوضيح موقف إبليس من ذلك، وإعلانه موقفه من ذرية أدم، وبيان أن ليس له سلطان على عباد الله المؤمنين.
  • توضيح نعم الله على عباده في البر البحر، وأنه يكشف الضر على من يستغيثون به من عباده، وعندما يكشف عنهم الضر يعرضوا.
  • ذكر بعض المشاهد من يوم القيامة.
  • تحذير الناس من البخل والتبذير مع ذكر الأمثلة لتبسيط المعاني وتعميق أثرها.
  • حكاية جانب من قصة موسى -عليه السلام- مع فرعون.
  • ذكر تسبيح كل ما في الوجود لله سبحانه وتعالى.
  • ختم السورة بالأمر بحمد الله الذي لم يكن له ولدًا، ولم يكن له شريك في الملك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى