اسلاميات

هل الاستمناء يبطل الصيام

هل الاستمناء يبطل الصيام؟ وما هي أضرار الاستمناء؟ الاستمناء بوجه عام من الأمور التي حرمها جمهور الفقهاء لِما فيها من أضرار جسيمة على صحة الإنسان، لذلك شُرع الزواج للحد من هذا الأمر والوقوع في الفتنة، لكن في بعض الأحيان قد يمارس الشباب الاستمناء في نهار رمضان فهل الاستمناء يبطل الصيام هكذا؟ هذا ما سنتطرق إليه من خلال موقع الماقه، في السطور القادمة.

هل الاستمناء يبطل الصيام؟

الاستمناء أو ما تُعرف وتشتهر باسم العادة السرية هي الإثارة الجنسية التي تحدث للشخص عندما يلمس الأعضاء التناسلية، سواء قام هو بفعلها أو فعلها له شخصٍ آخر، وهي من الأمور التي حرمها الشرع بصفة عامة، لأنها تتسبب في العديد من الأضرار، وقد حرم الشرع كُل ما يتسبب في الأذى للإنسان.

جاء الحكم في هل الاستمناء يبطل الصيام بالإيجاب، فهو من الأمور المحرمة فكيف له لن يبطل عبادة الصيام، ويرى فقهاء المذاهب الأربعة أنه يبطل الصيام وذلك استدلالًا بالحديث الشريف: عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((يقولُ الله عزَّ وجَلَّ: الصَّومُ لي وأنا أجزي به؛ يدَعُ شَهوتَه وأكْلَه وشُربَه مِن أجلي)).

يوضح الحديث السابق أن الصوم عند الله يعني اجتناب الشهوات والأكل والشرب، والاستمناء من الشهوات المحرمة، إذًا يكون الاستمناء عند الصوم حرامًا ويبطله، ولابُد من التوبة الخالصة لله لمن فعل ذلك الأمر والتعهد بعدم تكراره، ويجب قضاء هذا اليوم لأنه يُبطل صيامه ولن يُحتسب، ونسأل الله أن يحفظ شبابنا من الشهوات.

أضرار ممارسة الاستمناء

سُبقت الإشارة إلى حكم هل الاستمناء يبطل الصيام بالحرمانية، وهذا لِما تُسببه من أضرار جسيمة على الإنسان، حيث بينت العديد من الدراسات أن لها العديد من الأخطار المؤثرة على الصحة العامة للجسم، ونوضح الأضرار الواقعة تفصيليًا من خلال السطور الآتية:

1– الأمراض الجنسية

من المعروف أن العادة السرية قد يفعلها شخص لشخص آخر، في هذه الحالة يُمكن أن يحدث انتقال الأمراض الجنسية في الأعضاء التناسلية، كما يُمكن أن يُصاب إحداهما بالعدوى جنسية بسبب استخدام الألعاب المُخصصة لهذا الأمر، والتي قد يكون استخدمها شخصٌ آخر مصاب بمرض جنسي.

2– عدم الشعور بالمتعة الجنسية بين الأزواج

الأعضاء التناسلية حساسة جدًا عن الأعضاء الأخرى في الجسم، فإن استغلالها بشكل خاطئ مثل العادة السرية تجعل الشخص يفقد الإثارة من الجنس الآخر ويصعب لديه الوصول إلى النشوة الطبيعية أثناء العلاقة الجنسية الصحيحة، لأنه تعود على المتعة بهذه الطريقة وبأساليب خاطئة.

3– العجز الجنسي للرجال والإجهاض للنساء

أوضحت الدراسات أن كثرة ممارسة العادة السرية لدى الرجال تُضعف من أنسجة العضو الذكري، مما تُحدث خلل في وظائف الحبل الشوكي الذي يؤدى بدوره إلى ضعف الانتصاب المرتبط بسرعة القذف، وضعف الهرمون المسئول عن الحيوانات المنوية.

كما بينت بعض الدراسات والأبحاث تأثير كثرة ممارسة العادة السرية لدى النساء سلبًا على الرحم، فهذا الأمر يزيد من فرصة حدوث الإجهاض، لأن الرحم لا يستطيع حمل الجنين بداخله، وقد تتسبب في ضعف حدوث الحمل في الأصل.

4– الالتهابات في الأعضاء التناسلية

يحدث التهابات وربما جروح في الأعضاء التناسلية لدى الرجل والمرأة نتيجة للعنف الذي يحدث في فعل هذه العادة، أو بسبب استخدام الأدوات الحادة التي تؤثر بشكل كبير على الأعضاء التناسلية لديهم.

5– الحالة النفسية

استكمالًا في تعرفنا على حكم هل الاستمناء يبطل الصيام أم لا بالحرمانية، وذلك لأنه يتسبب في التأثير على الحالة النفسية بشكل كبير، حيث أفادت الدراسات أن كثرة ممارسة العادة السرية تجعل الشخص يدمنها بشكل يومي، وبالتالي تؤثر على حياته الشخصية والعملية، فلا يستطيع التركيز في أي نشاط أو القيام بالأنشطة اليومية المعتادة.

كما تجعل الشخص غير اجتماعي وبعيد عن أي تجمع أو مناسبة، وذلك لأن هذه العادة تُسيطر على نفسيته فتجعله يدمن الجلوس بمفرده لفعلها، فتسبب له حالة نفسية تسمى “الوسواس القهري”، بالإضافة إلى الشعور بالذنب لأنه فعل مخالف للشريعة والأخلاق، خاصةً عندما يريد التوقف عن فعلها ويعجز عن ذلك.

6– أضرار أخرى خاصة بالرجال

بينت الدراسات بعض الأضرار الأخرى التي تُصيب الرجال نتيجة الإكثار من ممارسة الاستمناء والتي تتمثل في:

  • تقرحات على العضو الذكري للرجل.
  • احتباس السوائل في أنسجة القضيب تؤدي إلى التورم.
  • في بعض الأحيان قد يحدث كسر القضيب.

فوائد الاستمناء

أثناء إجراء بعض الدراسات والأبحاث على الأشخاص لمعرفة أضرار الاستمناء، تمكن الأطباء من معرفة عدة فوائد تعود على الشخص من ممارسة الاستمناء ولكن دون الإفراط في ممارستها، وتتمثل الفوائد فيما يلي:

  • تعزيز مناعة الجسم عند حدوث النشوة لدى الرجل أو المرأة، حيث يفرز الجسم هرمونات معينة تعمل على تقوية الجهاز المناعي.
  • تقليل الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال.
  • صلابة القضيب لفترة أطول عند الرجال.

فضائل الصوم

للصوم فضائل عديدة ورد فيه الكثير من الأحاديث والآيات التي تدل على عظم أجره عند الله تعالى، فهو العبادة الوحيدة الذي يجزي الله به العبد المسلم بنفسه ويضاعف له في أجرها لأنه يمنع الطعام والشراب ويحفظ نظره وفرجه عن الشهوات من أجل الله سبحانه وتعالى كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

“كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يُضاعفُ؛ الحسنةُ بعشرِ أمثالِها، إلى سَبْعِمائةِ ضِعفٍ، قال اللهُ تعالى: إِلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لِي، وأنا أجزي به، يَدَعُ شهوتَه وطعامَه من أجلِي، وللصائمِ فرْحتانِ: فرحةٌ عند فِطرِه، وفرحةٌ عند لقاءِ ربِّه، ولَخَلُوفُ فمِ الصائمِ، أطيبُ عند اللهِ من ريحِ المِسكِ” خرجه البخاري.

من فضائل الصوم أيضًا أنه يدخل العبد الجنة ويبعده عن النار لأنه يحد من شهواته التي تقوده إلى الأفعال المحرمة مثل الاستمناء، فيوجد باب في الجنة يسمى الريان يدخل منه الصائمون فقط، وفي شهر رمضان المبارك للصائم أجر عظيم عند الله لأنه يكون صيام فرض وليس صيام سُنة كالصيام في العشر من ذي الحجة في العبادة المفروضة أفضل من عبادة النوافل.

يأتي الصوم مع العبد يوم القيامة ليشفع له فيقول لله يا ربي إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، فيشفع الله له بسبب صيامه، سبب من أسباب استجابة الدعاء هي الصوم لأن للصائم عند فطره دعوة لا ترد، وصيام التطوع أي صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع يبعد به الله وجه العبد عن النار سبعين خريفًا.

هذا فضلًا عن صيام الأيام البيض والست من شوال التي كان يحافظ عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- لِما فيها من ثواب عظيم وتقرب إلى الله، الصوم يكفر الذنوب والخطايا التي يفعلها الإنسان وبه يتقرب إلى الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى