اسلاميات

قصة إلياس عليه السلام

قصة إلياس عليه السلام تُعد من أجمل قصص الأنبياء عليهم السلام، وذلك على الرغم من أنه يوجد اختلاف كبير بين العلماء على من هو النبي إلياس إلا أن قصته من روائع القصص في التاريخ الإسلامي قاطبةً، فهو ليس من الأنبياء المشهورين في التاريخ الإسلامي، لذلك سنعرض لكم الآن قصة إلياس عليه السلام من خلال موقع الماقه.

قصة إلياس عليه السلام

كان النبي إلياس عليه السلام، قد بعثه الله سبحانه وتعالى في بني إسرائيل، وذلك كان بعد النبي حزقيل عليه السلام، وكان بني إسرائيل في هذا الوقت يعبدون الإله بعل أي كانوا يعبدون الأصنام، فحاول النبي إلياس أن يدعوهم إلى اتباع دين الله الصحيح، ونهاهم عن عبادة الأصنام.

من الجدير بالذكر أن ملكهم نفسه قد آمن بما يقوله هذا النبي الكريم، ولكنه ما لبث وأرتد مرة أخرى إلى عبادة الأصنام، ومن بعد ذلك لم يؤمن به أي أحد، فدعا النبي الله أن يساعده في أن ينتصر عليهم ولو حتى على واحد منهم فقط، فقام الله عز وجل بحبس المطر عنهم لمدة ثلاث أيام.

فقام قوم إسرائيل بسؤاله عن السبب وراء جفاف المطر، فقال لهم أن هذا من غضب الله عليهم، فقالوا لهم أدعُ لنا ربك أن يُعيد لنا المطر مرة أخرى، ووعدوه بأنهم سوف يؤمنون بالله عز وجل بعد أن يُعيد المطر لهم.

فقد تم هلاك جميع الماشية الخاصة بهم والزراعة التي كانوا يزرعونها طوال العام قد هُلكت من الجفاف بسبب قلة المطر، وهنا دعا إلياس ربه سبحانه وتعالى حتى يُعيد لهم المطر مرة أخرى، فاستجاب له ربه ونزل الغيث والمطر على بني إسرائيل بشكل كثيف وشديد، ولما جاءهم الغيث لم يؤمنوا وأصبحوا أخبث من السابق بمراحل في الكفر.

بعد حدوث هذا الأمر طلب النبي إلياس من ربه أن يذهب إلى أكثر من مكان بأي وسيلة كانت، وبالفعل حقق الله له مُبتغاه فكان يستطيع أن يركب أي شيء يراه، فقد كان يركب الريشة ويطير مع الملائكة في الأرض والسماء كذلك.

يوجد رأي آخر في هذا الأمر وهو أن النبي إلياس بعد أن دعا ربه حتى يُعيد لهم المطر كالسابق، لم يلبث أن يقوم بهذا الأمر، حتى كذبه قوم إسرائيل وعذبوه وأهانوه كثيرًا، فقال لهم:

لكنهم لم ينصتوا إليه أبدًا، بل قاموا بتعذيبه أكثر، فقيل إنه هرب منهم ولجأ إلى الجبل الذي حدثت فيه المعجزة الخاصة به، الذي سوف نعرضها لكم في الفقرة السابقة.

توضح لنا التوراة أن النبي إلياس عاش في فترة عهد الملك آخاب وزوجته إيزابيل الشريرة، وكانوا يحكمون بني إسرائيل لفترة طويلة من الزمان التي كانت تتواجد في الشمال أي ناحية مملكة إسرائيل وليس يهوذا التي كانت تتواجد في الجنوب من المملكة العبرية.

معجزة النبي إلياس

من خلال حديثنا حول قصة إلياس عليه السلام، فتروي لنا التوراة أن النبي إلياس حدث معه معجزة إلهية في غاية الروعة، وذلك عندما كانت جيوش الملكة إيزابيل تطارده وهو في طريقة إلى الشرق من مملكة إسرائيل مر على قرية يطلق عليها اسم معرونة.

فهناك حدثت هذه المعجزة، عندما أوشك الجيش على امساكه بعد ملاحقة طويلة، فقد انشق الجبل المتواجد في هذه القرية وصعد النبي إلى هذا الجبل ومكث فيه لفترة من الوقت ومن ثم نقله الله إلى السماء على عربات مصنوعة من النار حتى لا يستطيع أي شخص التقرب منه.

من هنا جاء المسمى المعروف عن النبي إلياس وهو مار إلياس الحي، فهو لم يمت بل رفعه الله إليه في السماء، ولكن هذه الآراء ليس عليها دليل قوي من قبل الكتب السماوية، حيث يُمكن أن يكون قد مات في الكهف الذي مكث فيه لفترة طويلة في الجبل، ومن ثم رفعه الله إليه حتى يرحمه من الكهف وظلمته.

إلياس بن ياسين

في إطار حديثنا حول قصة إلياس عليه السلام، فعلى الرغم من تواجد الكثير من الناس الذين لا يعرفون من هو النبي إلياس، إلا أنه قد ذكر اسمه مرتين في القرآن الكريم، المرة الأولى كانت في سورة الأنعام: الآية 85:( وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين)، والثانية في سورة الصافات: من الآية 123 وحتى الآية 132:

(وإن إلياس لمن المرسلين * إذ قال لقومه ألا تتقون * أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب آبائكم الأولين * فكذبوه فإنهم لمحضرون * إلا عباد الله المخلصين * وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إل ياسين * إنا كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين).

من هذه الآيات نستطيع أن نستدل على أن النبي إلياس كان من الصالحين والأنبياء بالفعل، فقد ذكر اسمه مع الأنبياء الآخرين، بالإضافة إلى أنه عُرف عند الإسرائيليين باسم (إيليا)، وقد وضع الكثير من العلماء فتوى أنه النبي إدريس، ولكن الدليل على هذه المقولة ضعيف جدًا.

من أهم آراء العلماء على النبي إلياس فيقول ابن ابي الدنيا:” عن أبو محمد القاسم بن هاشم، عن عمر بن سعيد الدمشقي، عن سعيد بن عبد العزيز، عن بعض مشيخة دمشق، إن إلياس عليه السلام أقام هاربًا من قومه في كهف جبل، 20 ليلة، أو 40 ليلة، تأتيه الغربان برزقه”.

من الجدير بالذكر أن أغلب العلماء يرجحون أن هذا الكهف الذي اختبأ فيه النبي إلياس يتواجد في جبل يُسمى بجبل إيليا في محافظة عجلون بالأردن، فهو يُعد مكان مقدس لليهود والنصارى، ومن الملاحظ أن اليهود أو الإسرائيليين يسمون النبي إلياس بإيليا، لذلك يُعد هذا الرأي صحيح بنسبة 60% حتى الآن.

إلياس في التوراة

كما سبق ووضحنا أن اليهود يطلقون عن النبي إلياس أن أسمه إيليا، وأنه يرتبط في العقيدة الخاصة بهم التي يطلق عليها اسم الفلكور الشعبي بعيد يُسمى مار إلياس، وهذا العيد في 20 تموز من كل عام، حيث قام اليهود بتشييد الكثير من الأديرة والكنائس التي تحمل اسم النبي، في الكثير من البقاع كلبنان، وفلسطين، وإسرائيل، وسوريا.

من خلال حديثنا حول قصة إلياس عليه السلام، فمن أهم وأضخم هذه الأديرة هو دير مار إلياس الذي يتواجد في معرة صيدنايا وجبل الكرمل، ومن الجدير بالذكر أن أغلب اليهود يطلقون على هذا المكان أنه هو الذي لجأ إليه النبي عندما حدث المعجزة الخاصة به.

لكننا لا نستطيع أن نستدل على هذا الأمر بسبب عدم توافر الكثير من الأدلة التي تؤكد لنا هل هذا الأمر حدث بالفعل أم لا والعلم عند الله في البداية والنهاية.

يجدر بنا الذكر أن هذه المعجزة قد وصفتها التوراة على أنها عبارة عن أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يقبض روح النبي إلياس بعد أن كذبه القوم الذي بُعث فيهم وهم بني إسرائيل.

فجعله الله ملكًا بشريًا له ريشًا يطير بها في السماء، بالإضافة إلى أنه بعث له بدابة لونها لون النار الحمراء حتى تنقله من عالم الأرض الذي عانى فيه الكثير إلى عالم السماء الذي سوف يكون تعويضًا له عن كل السوء الذي رآه في حياته مع بني إسرائيل.

من الجدير بالذكر أن العهد القديم للنص العبري أو للتوراة كان يذكر أن هذا النبي كان اسمه إلياهو، بمعني الرب، والكتاب المقدس الخاص باليهود كان يصفه بالتشبي، وذلك لأنه كان يتشبه ببلاد كنعان.

من أكثر الأقاويل التي قالها العلماء عن النبي إلياس أنه من الممكن أن يكون هو نفس الشخص الذي ذُكر في القرآن الكريم” والذي كان يعرف باسم إلياس”، وهو نفسه الذي ذُكر في الإنجيل والذي كان يُعرف بنفس الاسم إلياس، وأيضًا هو نفسه الذي ذُكر في التوراة منذ العهد القديم.

فكان يعرف باسم إلياهو، وفي العهد الحديث فأصبح يُعرف باسم إيليا، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأقاويل من الممكن أن تكون خاطئة، حيث من الممكن أن يكون الشخص الذي ذُكر في هذه الكتب السماوية مختلف والعلم عند الله.

آراء العلماء في قصة النبي إلياس

استكمالًا لحديثنا حول قصة إلياس عليه السلام، فقد وضع الكثير من العلماء الكثير من الآراء المتعلقة بقصة إلياس عليه السلام، فمنهم من كان يقول إنه ليس نبي، ولكن أثبت لنا القرآن الكريم والكتب السماوية الأخرى أنه كان متواجد بالفعل في الفترة التي حكم فيها الملك آخايا وزوجته إيزابيل، بالإضافة إلى وجود بعض الآراء الأخرى التي قالها العلماء.

حيث يقول الطبري في التاريخ الذي وضعه عن قصص الأنبياء، أنه دعا قوم إسرائيل بالفعل إلى عبادة الله سبحانه وتعالى ولكنهم أبوا، ووضع دليل على هذا من القرآن الكريم وهو في الآية:

بالإضافة إلى قول محمد بن سعد كاتب الواقدي: “أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه قال: أول نبي بعث إدريس، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل وإسحاق، ثم يعقوب، ثم يوسف، ثم لوط، ثم هود، ثم صالح، ثم شعيب، ثم موسى وهارون ابنا عمران، ثم إلياس بن العازر بن هارون بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، هكذا قال وفي هذا الترتيب نظر”.

فمن هذه الأقاويل نستطيع أن نستدل على وجود النبي إلياس بالفعل فهو كان من الرسل الذين بُعثوا على قوم برسالة حتى يجعلهم يؤمنون بالله عز وجل، ومن أهم الأقاويل التي وضعها العلماء هو قول مكحول عن كعب:

“أربعة أنبياء أحياء: اثنان في الأرض، إلياس والخضر، واثنان في السماء: إدريس وعيسى عليهما السلام، وقد قدمنا قول من ذكر أن إلياس والخضر يجتمعان في كل عام، في شهر رمضان ببيت المقدس، وأنهما يحجان كل سنة، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من العام المقبل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى