أسعار

وسائل الإعلام والتواصل الحديثة جعلت العالم قرية صغيرة

وسائل الإعلام والتواصل الحديثة جعلت العالم قرية صغيرة بحيث يمكن لشخص في قارة أن يعرف أخبار شخص في قارة أخرى لحظة وقوعها، كما أنها أصبحت مجالًا لتداول الأفكار والثقافات كما يتم تداول البضائع، ولم تقف آثارها على هذا الحد بل أصبح يمكن لشركة الواحدة أن تكون في أكثر من دولة في آن واحد كل موظف في بلده ويخرج لنا منتج نهائي واحد.

لذلك في هذا الموضوع على موقع الماقه نقدم لكم بحث تحت عنوان وسائل الإعلام والتواصل الحديثة جعلت العالم قرية صغيرة يوضح كل جوانب القضية ويمكن استخلاص من هذا البحث أفكار لموضوع تعبير.

وسائل الإعلام والتواصل الحديثة جعلت العالم قرية صغيرة

من منا لم يتعامل بصورة يومية مع خدمات الاتصال الحديثة والإعلام بداية من الإعلام العام المسموع والمشاهد حتى الإعلام الشخصي في الهاتف النقال، فنجد أن كل شخص الآن يعرف أخبار العلم كله وهو يجلس في مكانه، فقط يحتاج إلى هاتف محمول متصل بالإنترنت، فحقًا وسائل الإعلام والتواصل الحديثة جعلت العالم قرية صغيرة.

تعريف وسائل التواصل الحديثة

باختصار وتبسيط إن وسائل التواصل والإعلام الحديثة هي كل ما استحدثته التكنلوجيا الحديثة من وسائل تمكن البشر من التواصل مع بعض بأي طريقة سهلة وسريعة.

تطور وسائل الاتصال

عملية تطوير تحديث وسائل التواصل مستمرة مع استمرار الإنسان بالتفكير، والإنسان لن يكف أبدًا عن التفكير في طرق تسهل عليه حياته، ومرت وسائل الاتصال الحديثة بعدة مراحل أهمها:

  • التواصل الشفهي: قبل كل الاختراعات كان الإنسان حياته بسيطة يتعامل مع دائرة مجتمعية بسيطة فكان التواصل عن طريق الكلام فقط.
  • الرسائل المكتوبة على يد رسول: بعد تطور المجتمعات وتكون القرى والمدن والبلاد صار لا بد من إرسال رسائل بين أماكن بعيدة وكان الحل الوحيد لتك المشكلة حينها هو كتابة الرسالة وإرسالها مع رجل على ظهر فرس إلى المكان الآخر، وكانت تلك الطريقة بطيئة ومكلفة وغير آمنة.
  • الرسائل عن طريق الحمام الزاجل: مع الوقت اكتشف العرب أن لطيور الحمام قدرة كبيرة على العودة إلى بيتها من أي مكان تطلق منه، لذلك كانوا يربون الحمام وعند مغادرة الديار يأخذ المسافر مجموعة منه، وإذا أراد إرسال رسالة إلى بلده يكتبها على ورقة ويعلقها في قدم الحمامة ويطلقها لتعود إلى بيتها ويأخذ من في الديار الرسالة من قدمها.
  • البريد: بعد تطور المجتمع تم إنشاء هيئة البريد، تقوم بتجميع الرسائل وتوزيعها إلى الأماكن المختلفة مقابل مبلغ زهيد من المال.
  • التليغراف: مع اكتشاف الكهرباء تمكن البشر من إرسال إشارات إلى أماكن بعيدة عبر سلك معدني ممدود على أعمدة، فكان المرسل يحول الرسالة إلى نقاط ويرسلها إلى الطرف الآخر في صورة نبضات، والطرف الآخر يحول النبضات إلى كلمات مرة أخرى، تلك النبضات تسمى (شفرة موريس)
  • التليفون: مع الوقت تم اكتشاف أنه يمكن إرسال أصوات البشر في تلك الأسلاك أيضًا وكان اختراع الهاتف الأرضي، في حينها كان معجزة تكنلوجية عظيمة.
  • الهاتف الجوال: مع التطور تمكن المهندسون من إرسال الأصوات في صورة إشارات لاسلكية مثل إشارات الراديو، ومن هنا ظهرت أجهزة الهاتف الجوال وتطورت بصورة كبيرة حتى طغت على باقي وسائل التواصل خاصة بعدما تمكنت من الولوج إلى الإنترنت.
  • شبكة الإنترنت: بدأ الإنترنت كشبكة معملية تصل بين أجهزة الكمبيوتر، لكنه تطور بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة حتى أصبح وسيلة الاتصال الأهم.

تطور وسائل الإعلام

مثلما تطورت وسائل الاتصال كانت وسائل الإعلام تتطور على نفس الخطى، وكان تطورها:

  • الشعر والخطابة: في بداية تطور المجتمعات كان الكلام الأدبي المؤثر هو وسيلة الإعلام الوحيدة، فكان في الوطن العربي الشعر يمثل المنبر الوحيد لإعلام الناس بأي شيء أو توجيه الجمهور لشيء معين، وكذلك كانت الخطابة في روما القديمة.
  • المنادي: بعد تطور المجتمعات قليلًا وتكوين الحكومات كان هناك رجل من رجال الدولة وظيفته أن يركب دابة ويدور في الشوارع والميادين وينادي بالأوامر الجديدة للحاكم.
  • الصحف: بعد اختراع الطباعة تم نشر الصحف والمشورات وظلت فترة طويلة هي الوسيلة الأولى للإعلام المسيطر على جموع الناس.
  • الراديو: كان الراديو منذ بداية اختراعه وانتشاره بين الناس وسيلة مهمة للإعلام لكنه كان مقصور على من يمتلكون جهاز راديو، وتربع على عرش وسائل الإعلام لفترة طويلة.
  • التلفزيون: بعد اختراع التليفزيون وانتشاره بين الناس في كل بيت أصبحت تلك الشاشة الصغيرة التي يلتف حولها الناس هي الوسيلة الأهم للإعلام، فسحب البساط من تحت ككافة الوسائل الأخرى، ذلك لأنه مزج بين الترفيه والإفادة ومعرفة الأخبار، كما أنه يجذب حاسة النظر مع السمع.
  • الإنترنت: بعد انتشار الإنترنت كوسيلة إعلام مع وسيلة تواصل، أصبح بلا شك هو الوسيلة الأهم للإعلان خاصة مع تعدد وسائله واستخدام الابتكار الفردي لكل مستخدم فيه، كذلك أصبح كل إنسان هو إعلامي ينشر الأخبار من وجهة نظره.

تلك كانت أهم مراحل تطور وسائل الإعلام، لكنها لم تتوقف على هنا بل ستستمر في التطور إلى أن يشاء الله تعالى مستغلة كل الابتكارات البشرية في صالحها، كما نرى أن وسائل الإعلام امتزجت مع وسائل الاتصال في الإنترنت مما يفتح أبواب كبيرة للتطور.

فوائد تطور وسائل الإعلام

المجتمع كله يستفيد من التطور الكبير في وسائل الإعلام، ومن أهم تلك الفوائد:

  • اختفاء احتكار الأجهزة الكبيرة للإعلام والأخبار وأصبح يمكن أن ينتشر أي خبر دون أن يكون ورائه داعم.
  • إتاحة حرية التعبيري عن الرأي لأي إنسان، فلا يشترط أن يكون مذيع أو كاتب صحفي ليقول رأيه.
  • أصبح كل مواطن هو صحفي ومصور وناقد ومحلل، مما فتح المجال أمام الكثيرون، وأصبح إخفاء الحقيقة بصورة تامة أمر شبه مستحيل.
  • تم وضع مواضيع تحت الأضواء لم يكن لأحد أن يهتم بها قبل انتشار الإنترنت، فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي صوت المهمشين والأقليات.
  • عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي تمكن كل إنسان من التجمع مع من يشبهونه وتكون مجتمعات افتراضية حول العالم كان من المستحيل تواجدها دون تلك الأجهزة فعلًا وسائل الإعلام والتواصل الحديثة جعلت العالم قرية صغيرة.
  • ظهرت التخصصات الدقيقة في الإعلام، فأصبح هناك منصات متخصصة في إذاعة أخبار دقيقة عن مجالات أو أماكن كانت مدمجة مع غيرها في كيانات أكبر في الأخبار قديمًا.
  • أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منبر للتعليم والإفادة من كافة النواحي، فلا يحتاج الطالب في بعض الأحيان السفر إلى الجامعة لتلقي محاضرة ويمكنه حضورها من جهاز كمبيوتر من منزله، وهذا كان مفيدًا جدًا في إجراءات التباعد الاجتماعي جراء انتشار جائحة فيروس كورونا.

عيوب ومخاطر تطور وسائل الإعلام

العيب الأهم في تطور وسائل الإعلام وأنها أصبحت متاحة للجميع أن يدلو بدلوه فيها هو انتشار الشائعات بصورة كبيرة، فأي أحد قد ينشر خبر دون التحقق من مدى مصداقيته أو صحته من الأساس مما يساعد في تزعزع ثوابت المجتمع وقد يصل لتعريض بعض الأفراد للخطر.

فيجب علينا قبل نشر أي خبر التحقق من صحته بصورة شديدة والتحقق من هوية من ينقله عملًا بقول الله تعالى في سورة الحجرات: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)”

هذا بجانب مصيبة اختراق الخصوصية التي أصبحت منتشرة بصورة كبيرة على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، فأي إنسان قد ينشر صور ومقاطع فيديو لأي أحد دون رقيب أو محاسب.

كذلك إضاعة الوقت الثمين في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي حد أهم السلبيات التي تؤثر على أداء الأعمال وحتى تحصيل الطلاب الدراسي بسبب انشغالهم بأجهزة الهواتف عن الدراسة.

من أهم تلك السلبيات أيضًا هو التباعد الاجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، فهي فعلًا قربت البعيد لكن في بعض الأحيان أقامت تباعد بن أفرا الاسرة الواحدة، فنجد أن كل فرد من الأسرة يعيش في كوكب خاص به بالرغم من أنهم في نفس البيت لكن يفصل بينهم شاشات الهاتف المحمول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى