كثرة حركة الجنين في الشهر الثامن
كثرة حركة الجنين في الشهر الثامن نقدم لكم مدلوله عبر موقعنا البلد حيث أنه بداية من اليوم الأول الذي تتلقى فيه الأم بشارة حملها، تبدأ رحلة الاشتياق الغامرة للشعور بطفلها والتواصل معه بأي شكل، فتارة من خلال الاستماع إلى صوت قلبه في جهاز الفحص لدى طبيبها، وتارة من خلال شعورها به يتحرك بداخلها، وإن كانت الأخيرة بالطبع تستغرق وقتًا أطول حتى تبدأ.
وما إن يبدأ الطفل بالتحرك حتى تنشأ بينه وبين الأم روابط أعمق، فها هي تقضي الوقت على أحر من الجمر في انتظار حركته، وكلما تجاوزت مدة أطول من الحمل، كلما ارتفعت وتيرة حركة الطفل وشدتها، إلى أن تبلغ ذروتها في الشهر الثامن من الحمل.
كثرة حركة الجنين في الشهر الثامن
- يمكن القول إن هذا الشهر يمثل مرحلة حساسة في فترة حمل الأم، التي تصبح أكثر قدرة على الاحساس بتحرك الطفل داخلها، وتحديد مكان الحركة ومسارها بشكل سهل ودقيق.
- ومع أن دخول الشهر الثامن يعني بدء الاستعداد لاستقبال عملية الوضع، ولا يوجد فرق كبير بين وزن الطفل حينذاك ووزنه عند الوضع، ومن ثم فالحيز المسموح له بالحركة داخله صار أقل مقارنة بفترات الحمل الأولى.
- إلا أنه يبقى قادرًا على التحرك فيها، بل إن الأم تلاحظ كثرة حركة الجنين في الشهر الثامن، نظرًا لأنها تكون أكثر شدة وألمًا، حتى أنها في بعض الأحيان تعوق الأمهات عن النوم بشكل كافي وعميق وبدون اضطراب.
- وبالحديث عن الحركة، فتجدر الإشارة إلى أنها ليست واحدة بين كل الحوامل، بل إن المرأة الواحدة قد تلاحظ اختلاف في الحركة من جنين إلى آخر، ومن ثم فلا يتعين على الحوامل المقابلة بين تحرك طفلها وتحرك طفل غيره.
- وإنما ينبغي عليها ملاحظة حركته على النحو الذي يمكنها من معرفة إذا كانت الحركة طبيعية أو قليلة أو كثيرة بشكل مبالغ فيه، والرجوع إلى الطبيب المباشر لحالتها عند الحاجة.
وانطلاقًا من أهمية هذا الموضوع، فسوف نتناول في السطور القادمة، أبرز العوامل التي قد تؤدي إلى كثرة حركة الجنين في الشهر الثامن.
أولًا: لماذا قد تلاحظ الحامل كثرة حركة الجنين في الشهر الثامن؟
- رغم أن نبأ الحمل أمر لا يختلف على كونه يبعث السعادة في نفوس الآباء والأمهات، لكننا لا نختلف أيضًا على كونه مرحلة ليست سهلة أبدًا على الحامل التي تختبر خلالها العديد من التغيرات والصعوبات.
- وتحرك الطفل داخل رحم الأم مسألة لا تستند على أي أساس علمي سوى كونها طريقة يعبر بواسطتها الجنين عن كينونته، وقد تكون انعكاس لما يشعر به، فضلًا عن كونها آلية لخلق رابطة شعورية بين الحامل وطفلها.
- فهو يشعر بحريته وهي تشعر بمزيد من السعادة والارتباط به، ومن ثم يتعين على الحوامل ملاحظة تطورات حركة الجنين بصفة منتظمة ودائمة، حيث قد تشير كثرة حركة الجنين في الشهر الثامن على وضع صحي خطر على حياة الطفل، كما أن هناك العديد من المشاكل الصحية التي قد تتعرض لها الحامل خلال شهور الحمل.
مشاكل الشهر الثامن في الحمل
لعل من أشهر هذه المشاكل وأوسعها انتشارًا، هي مشكلة سكر الحمل، أو يطلق عليها أيضًا “تسمم الحامل”، وكذلك حدوث مشاكل في عملية تكون الجنين ونموه داخل رحم الأم، المسألة التي تنعكس بشكل رئيسي ومباشر على موعد وضع الطفل!
ومن أشهر الأمور التي قد تتسبب في كثرة حركة الجنين في الشهر الثامن، ما يلي:
- قيام الأم الحامل باستهلاك المواد المنبهة، كالقهوة والنسكافيه، ونحو ذلك.
- قيام الأم باستهلاك السكر بكميات كبيرة، حيث تؤثر كمية السكر في الدم على حركة الجنين داخل رحم الأم فتعمل على استثارتها.
- في بعض الأحيان قد تشير كثرة حركة الجنين في الشهر الثامن إلى وضع صحي مضطرب للحبل السري.
- ارتفاع تركيز السوائل داخل جسم الأم الحامل، أو إذا كانت المشيمة في بداية البطن، فإن ذلك يجعل الحامل أكثر إحساسًا بحركة طفلها داخل الرحم.
- عدم حصول الطفل داخل الرحم على كفايته من الأكسجين الذي يعتمد عليه في غذائه، ولذلك تصبح حركة الجنين أقوى وأعنف، في محاولة لإنذار الحامل بشأن ذلك الخطر، ويلاحظ في هذه الحالة على نحو خاص أن تحرك الطفل داخل الرحم يلاحظ انخفاضه وهدوئه بصورة ملحوظة، بعد حدته.
- كذلك قد تكون كثرة حركة الجنين في الشهر الثامن عرض طبيعي لا يثير القلق، وكل ما في الأمر أنها استجابة لتكون الطفل ونموه بمعدل طبيعي لا مشاكل فيه، بالنظر إلى أن الشهر الثامن هو الفترة التي يتحدد فيها الجهاز العصبي والعضلي للطفل بشكل أوضح وأكبر.
- ومن ثم يتعين على المرأة الحامل متابعة غذائها والمجهود الذي تقوم به، لما له من تأثير مباشر على حركة الطفل، وكذلك متابعة معدل حركة الجنين داخل الرحم.
- وكما قد تلاحظ الحوامل كثرة حركة الجنين في الشهر الثامن، فالعكس أيضًا قد يحدث، حيث قد تشعر الحامل بتباطؤ الحركة وانخفاض معدلها داخل الرحم.
كما يمكن أيضًا الاستفادة مما قدمناه من خلال: تورم القدمين عند الحامل في الشهر الثامن ما هي أسبابه وأعراضه وطرق تقليله
ثانيًا: لماذا تنخفض حركة الطفل داخل الرحم خلال الشهر الثامن من الحمل؟
في بعض الفترات قد تلاحظ الأم أن الجنين أصبح أكثر هدوءًا، ولا تستطيع تحديد أذلك أمر طبيعي أم لا؟
أثبت الدراسات أن الطفل داخل الرحم قد يغفو لحوالي ساعة إلا ثلث عندما تدخل الأم في الشهر الثامن من الحمل، وتمتد هذه الفترة إلى ساعتين إلا ثلث مع دخولها الشهر الأخير، ويحدث ذلك لحاجة الجنين إلى السكون، ولأن مع زيادة حجمه تتحدد المساحة المسموح له فيها بالحركة في رحم الأم.
فضلًا عن أن وضع الحامل وما ينتابها من أوجاع، وما تقوم به من حركة حتى تستطيع أن تستقر على وضعية توفر لها بعض الارتياح، كل ذلك يؤثر على حركة الطفل بداخلها، ويدفعه إلى الهدوء، ولذلك قد تلاحظ الأمهات تباطؤ الحركة داخل الرحم في بعض فترات الحمل الأخيرة، ومع ذلك يجب على الأم مراقبة الحركة لتعرف هل الوضع داخل الرحم طبيعي لا مشكلة فيه؟، أم أن الأمر يحتاج استشارة الطبيب المتابع لحملها؟
لكن هل يتوقف أمر الحركة على التزايد أو التباطؤ فقط؟
الإجابة هي لا، حيث قد تلاحظ الحوامل كذلك توقف الطفل داخل الرحم عن التحرك تمامًا، فما العمل في هذا الوضع؟
ثالثًا: توقف الطفل عن الحركة داخل رحم الأم
إذا لاحظت المرأة الحامل أن جنينها لم يعد يتحرك، فليس عليها الذعر فورًا، إنما يتعين عليها القيام بمجموعة من الأمور، فإذا لاحظت عدم تغير في الحركة، حينها عليها أن ترجع للطبيب المباشر لحالتها فورًا.
وهذه الأمور هي:
- الراحة بشكل كامل، وعدم بذل أي مجهود.
- ملاحظة تحرك الطفل داخل الرحم كل ساعتين، مع كتابة التوقيت الذي تحرك فيه الجنين، حتى تتمكن من الاستمرار في مراقبة حركته.
- متابعة برنامجها الغذائي، والالتزام ببرنامج غذائي صحي.
- التوجه إلى المستشفى أو المراكز الطبية لعمل اختبار لحركة الجنين.
إن هذا التفاوت الشاسع في حركة الجنين يسمى باسم “إنذار الحركة”، وفي تلك الحالات قد يضطر الطبيب لإجراء فحص استريول البول، ليتحقق من كون الطفل على قيد الحياة.