أسعار

قصة امرؤ القيس مع حبيبته

قصة امرؤ القيس مع حبيبته تُعد من القصص الجميلة والفريدة من نوعها، فقد كان الشاعر امرؤ القيس من أكثر شعراء الجاهلية شهرة ووقارًا، ومن الجدير بالذكر أن إحدى القصائد الذي قام بكتابتها قد كُتبت بماء الذهب وعُلقت على أستار الكعبة، لذلك سوف نعرض لكم من هو امرؤ القيس وماهي قصة امرؤ القيس مع حبيبته من خلال موقع الماقه.

قصة امرؤ القيس مع حبيبته

كان امرؤ القيس يعشق ابنة عمه، وحاول كثيرًا أن يصل إليها ولكنه لم يستطع فعل ذلك، حتى يوم الغدير وهو يوم دارة جلجل، وفي هذا اليوم كان امرؤ القيس في اتجاهه إلى هذا الحي، فتقدم الرجال وتخلف النساء في السير، فعندما لاحظ امرؤ القيس هذا الأمر فتعمد أن يبطئ سيره حتى يستطيع رؤية عنيزة وهي التي سوف يحبها من أول نظرة.

عند وصول امرؤ القيس إلى مجموعة النساء بعد أن كان وصل مع قومه من الرجال إلى مسافة كبيرة، ولكنه عاد حتى يستطيع أن يرى عنيزة، كانت النساء في هذه اللحظة قد تجردوا من ملابسهن ونزلن في النهر، وقالت أحداهن في هذه اللحظة:

“مالنا لا ننزل الغدير يذهب عنا بعض الكلال“، وعند وصوله قام بأخذ ثيابهن وقعد عليها وقال: “والله لا أعطي جارية منكن ثوبها ولو ظلت في الغدير يومها حتى تخرج متجردة فتأخذ ثوبها، فأبين ذلك عليه حتى تعالى النهار“.

ظل امرؤ جالس على هذه الملابس ينتظر أن تخرج النساء من الماء وتأخذ منه ملابسهن، ولكنهن لم يفعلن ذلك، إلى أن حلت عليهن ظلمة الليل، فاضطروا أن يترجوا امرؤ أن يترك ملابسهن ويذهب، ولكنه أبى أن يفعل ذلك، فاضطروا آسفين الخروج خشين أن يقصرن عن المنزل الذي يردنه، وقالت له عنيزة عند الخروج من الغدير:

“إنك قد عذبتنا وحبستنا وأجعتنا”، وكان رد امرؤ عليها: “قال فإن نحرت لكن ناقتي تأكلن منها؟ قلن نعم“.

استكمالًا لقصة امرؤ القيس مع حبيبته

قام امرؤ بخرق عنق الناقة الخاصة به وجمع الخدم الحطب، وقاموا بإشعال نارًا عظيمة، وظل امرؤ يقطع لهن من أطايب الناقة ويطهوها على الجمر، وظلوا يأكلن ويأكل معهن ويشرب الخمر التي كانت معه، كما كانوا يتغنين وكان ينبذ إلى العبيد من الكباب، وعندما أرادوا الرحيل قالت إحداهن: “أنا أحمل طنفسته وقالت الأخرى أنا أحمل رحله وأنساعه”.

فقاموا بتقسيم المتاع التي كانت تحمله الناقة الخاصة به حتى يساعدوه في حملها، ولكن لم يُحمل عنيزة شيء، وقال لها: (يا ابنة الكرام لا بد أن تحمليني معك فإني لا أطيق المشي)، فقامت بمرافقته على بعيرها، وكان يجنح إليها فيقبلها وإن كانت لا تطيق ذلك وقالت له: “عفرت بعيري فانزل”، فكان يقول لها:

ويوم عقرت للعذارى مطيتي … فيا عجبا من رحلها المتحمل

فظل العذاري يرتمين بلحمها … وشحم كهداب الدمقس المفتل

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة … فقالت لك الويلات إنك مرجلي

تقول وقد مال الغبيط بنا معا … عفرت بعيري يامرؤ القيس فانزل

فقلت لها سيري وأرخي زمامه … ولا تبعديني من جناك المعلل

امرؤ القيس

بعد أن عرضنا لكم قصة امرؤ القيس مع حبيبته، سنعرض لكم الآن تعريف عام عن الشاعر الجاهلي العظيم: وهو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمر بن حجر آكل المرار ابن معاوية بن الحارث بن يعرب بن ثور بن مرتع بن معاوية، وُلد في قبيلة كندة التي كانت تسكن في اليمن، أما عن عائلته فكان اسم أمه فاطمة أخت المهلهل وكليب ابني ربيعة بن الحارث التغلبي.

من الجدير بالذكر أن اسمه الحقيقي ليس امرؤ القيس، بل كان اسمه حُندج بن حجر، ولكنه اشتهر بالشدة والشجاعة، فلذلك عُرف باسم امرؤ القيس، كما أطلق عليه لقب الملك الضليل، وكان كثير الكناه، ومن كناياه: ابن الحارس، الأسد، أو وهب، أبو زيد.

يُعد من أهم شعراء العصر الجاهلي، وكان أحد شعراء المعلقات السبع الشهيرة، بالرغم من أنه كان يعيش حياة اللهو والطيش، والتنزه بين العرب مع بعض الرجال الذين يرجعون إلى بني بكر وطئ وكلب، حيث كانوا يقومون بالتجول بين منازل العرب ويغيرون عليها ويتقاسمون ما سلبوه منها فيما بينهم.

من الجدير بالذكر أن امرؤ القيس ظل يعيش هكذا حتى جاء له خبر مقتل والده من قِبل بني أسد، ومن هنا بدأ امرؤ في التغيير حيث بدأت تصبح حياته أكثر جدًا وعزمًا، أي بدأ يتجه إلى الطريق الصحيح، وقد قام بعد مقتل أبيه ببعض السنوات بشن حرب على بني أسد القاطنين في اليمن.

شعر امرؤ القيس

في إطار حديثنا حول قصة امرؤ القيس مع حبيبته، وجب علينا الحديث عن شعره، حيث تميز شعر امرؤ القيس بالكثير من المميزات التي تجعله يتصدر قائمة الشعر بين شعراء العصر الجاهلي، وذلك لأنه كان يتمتع بقدرته على ابتكار المعاني والتعبير عنها بالعديد من الطرق المختلفة، التي كانت تخرج الجمل بسياق جميل ومتناسق.

كما أبدع في استخدام التصوير والتشبيه، ومن الجدير بالذكر أنه كان يحب كتابة الغزل الصريح، بينما كان يجيد شعر الهجاء والمدح أيضًا.

كما كانت أشعاره تُعبر عن حياته الشخصية، حيث قام بوصف تاريخه وحياته ولهوه وصيده، وحزنه على مقتل والده، كما أن شعر امرؤ القيس حظي بالمكانة العالية، والتي رفعت من شأن امرؤ القيس نفسه، وذلك لأن إحدى معلقاته قد كُتبت بماء الذهب وعُلقت على أستار الكعبة، وتنص هذه القصيدة على:

قفا نبكي من ذكرى حبيبِ ومنزلِ … بسقط اللوي بين الدَخُول فَحَوملِ

ألا رب يومٍ لك منهنَّ صالحِ … ولا سيما يومٌ بدارة جُلجُلِ

ويوم عقرتُ للعذارى مطيتي … فيا عجبا من كورها المتحملِ

فظل العذارى يرتمين بلحمها … وشحمٍ كهُدابِ الدمقس المقتلِ

ويوم دخلت الخدر خدر عُنيزةٍ … فقالت: لك الويلات إنك مرجلي

تقول وقد مال الغبيط بنا معاً … عقرتَ بعيري يا امرأ القيس فانزلِ

أفاطمَ مهلا بعضَ هذا التدلل … وإن كنتِ قد أزمعتِ صرمي فأجملي

وإن تكُ قد ساءتك مني خليقتي … فسلي ثيابي عن ثيابك تنسلِ

أغركِ مني أن حبكِ قاتلي … وأنكِ مهما تأمري القلب يفعلِ

وبيضة خدرٍ لا يُرام خباؤها … تمتعتُ من لهوٍ بها غير مُعجَلِ

من الجدير بالذكر أن أقاويل الشعراء الآخرين عن امرؤ القيس كانت جميعها في صالحه، حيث صنفه الأصمعي في كتابه طبقات فحولة الشعراء على أنه من شعراء الطبقة الأولى، كما كان من أهل الفصاحة والفضل، فقد كان خير من يعلم البيان والأدب ويتقنهما.

نهاية حياة امرؤ القيس

كما سبق القول إن امرؤ القيس عاش حياة من اللهو واللعب والطيش والتنزه، ولكن على الرغم من كثرة الأحداث التي شاهدها امرؤ القيس في حياته إلا فترة حياته كانت قصيرة، حيث توفاه الله في عمر صغير، ولكنه ترك ورائه سيرة يتحاكى بها الناس وتُخلد ذكراه في الأرض.

حيث لم يلبس امرؤ القيس في هذه الفترة القصيرة التي عاشها، إلا ودخل معظم ديار العرب، وزار كثيرًا من مواقع القبائل من هي قريبة وبعيدة عن جزيرة العرب، حتى وصل إلى بلاد الروم وإلى القسطنطينية، ومن الجدير بالذكر أنه نصر واستنصر وحارب بعدما تحولت حياته من حياة البزخ واللعب إلى حياة الرجل الراشد الجاد والحازم في أمورة.

فمن المواقف الجادة في حياة امرؤ القيس أن الإمبراطور الروماني الشهير جستنيان، كان قد غضب غضبًا شديدًا من امرؤ القيس، وذلك بسبب اكتشاف الإمبراطور أن امرؤ القيس أغوى واحدة من أميراته، وأرسل رسولًا مع سترة مسمومة قدمت في شكل هدية، ولم يلبث امرؤ القيس أن يرتدى هذه السترة إلا واشتد به المرض.

كما يقال إن الروم قاموا بإنشاء تمثال له بعد مماته، وكان هذا التمثال متواجد في بلاد الروم حتى عام 1262، ومن الدلالات على وجود هذا التمثال بالفعل رواية الخليفة المأمون ابن الخليفة العباسي الجليل هارون الرشيد، أنه خلال مروره من أنقرة أثناء غزوته للصافية، رأى هذا التمثال، كما ذكره الزوزني في كتابه شرح المعلقات السبع.

إن المؤرخين قد اختلفوا في سنة وفاته، ولكن يرجح معظم المؤرخين، بأنه قد توفي سنة خمسمائة وأربعين للميلاد، ولكن يجب ذكر قصة امرؤ القيس مع حبيبته، الذي عاشها امرء في هذا العمر القصير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى