الأم والطفل

هل يحدث حمل طبيعي بعد التلقيح الصناعي

هل يحدث حمل طبيعي بعد التلقيح الصناعي؟ وما مدى احتمالية حدوثه؟ نعلمُ أنّ إجراء التلقيح الصناعي يعزو إلى مشكلة يعاني منها أحد الزوجين، إلا أن الأمل يراودهما في الحصول على طفل آخر من خلال حمل طبيعي، لذا يوضح موقع الماقه تفاصيل ذلك.

هل يحدث حمل طبيعي بعد التلقيح الصناعي

من تخضع إلى التلقيح الصناعي للإنجاب هل يُمكن أن تحمل طبيعيًا بعده؟ نشير إلى أنه مهما كانت نتيجة الإجراء الطبي الأول بين النجاح أو الفشل.. بعض الدراسات أكدت على أن واحدة من كل ثلاث نساء أنجبت الطفل الأول بالتلقيح الصناعي تمكنت من الإنجاب مرة أخرى بشكل طبيعي، خاصةً إن كان سبب العقم في التلقيح الصناعي غير معروف.

فالحمل الأول الذي تم بالتلقيح الصناعي يعزز جدار الرحم ويحسن تدفق الدورة الدموية إليه؛ مما يزيد من احتمالية الحمل الطبيعي.

حالات الحمل الطبيعي بعد التلقيح الصناعي

قد يتأكد أحد الزوجين من إصابته بمشكلة تجعل الحمل صعب في هذه الآونة، لكن عند الخضوع للعلاج لفترة لا بأس بها، يحدث الحمل بشكل طبيعي، لذا يكون الحمل الطبيعي بعد التلقيح الصناعي مُمكن في هذه الحالات.

أولًا: مشكلات صحية للمرأة

إن كانت المرأة تُعاني من بعض المُسببات التي تجعلها عاجزة عن الحمل الطبيعي، تلجأ بذلك إلى التلقيح الصناعي، وما إن تُعالج تلك المُشكلات يصير بإمكانها الحمل الطبيعي مرة أخرى.

1- اضطرابات الدورة الشهرية

تتعرض كثير من النساء إلى اضطرابات الدورة الشهرية التي لها دور واضح في الهرمونات المسؤولة عن الحمل، فهي تبدأ في تجهيز جسد المرأة استعدادًا للحمل واضطرابها يُشكل عارض للحمل الطبيعي.

لكن يمكن أن يرجع ذلك إلى التعرض لنوبات من القلق الشديد أو ممارسة بعض التمرينات الرياضية غير المُناسبة، أو الإصابة بتكيسات المبايض.

2- مشكلات التبويض

من أكثر أسباب العقم انتشارًا بين النساء، فتنتج بسبب نقص مخزون المبيض وبالتالي تناقص عدد البويضات بفضل تقدم المرأة في العمر، كما يصحبها مشكلات الغدد الصماء كاضطرابات الغدة الدرقية أو مشكلات ما تحت المهاد التي تصيب مستويات المرأة الهرمونية بخلل شديد.

علاوةً على أن الإصابة بتكيس المبايض من الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب التبويض، الذي يصل إلى عدم نزول البويضات على الإطلاق.

3- الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي

أو ما يُطلق عليه بطانة الرحم المهاجرة، وفيه تنمو الأنسجة المُبطنة للرحم في التجويف الخارجي له، أو في أماكن أخرى مثل البطن أو الحوض أو قناة فالوب؛ مما يؤدي إلى التهابات الأنسجة وتهيجها.

تعرف المرأة إصابتها بسبب ألم أثناء الجماع، أو المعاناة من آلام شديدة في الدورة الشهرية، بالإضافة إلى نزيف حاد غير مبرر.

4- تشوهات الرحم

ظهور الزوائد الجلدية والأورام الليفية في الرحم تعد من المشكلات التي تعيق الحمل بشكل طبيعي، لكن بمجرد علاجها تكون المرأة في أتمّ استعدادها للحمل.

ثانيًا: مُشكلات صحية عند الرجل

لا تُعتبر المرأة هي الطرف الوحيد المؤثر سلبًا على الإنجاب، فالرجل أيضًا يقع على عاتقه بعض الدواعي التي تجعله لا يُنجب.. إلا بالاعتماد على التلقيح الصناعي.

1- اضطرابات هرمونية

يعتمد إنتاج الحيوانات المنوية على هرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، بالإضافة إلى هرمونات تنتجها الخصية نفسها وهرمونات أخرى من الغدة النخامية وغدة تحت المهاد.

فتناقص أي من مستويات هذه الهرمونات يؤدي إلى خلل في إنتاج الحيوانات المنوية؛ بالتالي يعاني الرجل من مشكلات إنجابية.

2- أجسام مضادة للحيوانات المنوية

تعتبر الخلايا المنوية مختلفة كثيرًا عن باقي الخلايا في الجسم، لذا يحول بينها وبين الدم الحائل الدموي الخصوي؛ لعدم وصول الأجسام المضادة ومهاجمتها.. لكن في بعض الحالات يُولد الذكر ولديه أجسام مضادة للخلايا المنوية؛ مما يؤدي إلى انخفاض قدرته الإنجابية.

 3- دوالي الخصية

الأوردة الخاصة بالخصية تساعد في الحفاظ على درجة حرارة الخصية، لكن تُصاب بوذمة تعيق تصريف الدم في أوردة الخصية؛ بالتالي يتسبب هذه الانسداد في إعاقة الحيوانات المنوية على الحركة بآلية طبيعية.

4- الإصابات المعدية

قد يُصاب الرجل ببعض الملوثات التي تؤثر على طبيعة الحيوانات المنوية، فتنتج ندبات تؤثر في قدرة الحيوانات المنوية على الحركة، أشهر ما ينتج عنها ذلك هي الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا ومشكلات المسالك البولية.

موانع الحمل الطبيعي بعد التلقيح الصناعي

بالرغم من التأكيد أنه يتسنى حدوث حمل طبيعي بعد التلقيح الصناعي، فهذا لا ينفي بعض الحالات التي يكون فيها الحمل الطبيعي غير ممكنًا؛ ويحتاج الزوجان إلى التلقيح الصناعي في كل مرات الحمل.

أولًا: مشكلات صحية عند الأم

ربما توجد بعض الأمراض أو المُشكلات الصحية التي تقف عائقًا أمام احتمالية الحمل الطبيعي للأم التي سبق وحملت بالتلقيح الصناعي.

1- تلف قناة فالوب

تستقر البويضة في قناة فالوب استعدادًا للتلقيح من الحيوانات المنوية، ثم تتجه إلى الرحم للانغراس في بطانته وبداية الحمل.. لكن بعض النساء لديهم مشكلات في قناة فالوب مثل انسداد أحدها أو إصابة أنسجتها بالضرر مما يعيق حركة البويضة خلالها.

2- مشكلات عنق الرحم

من الأسباب التي تجعل حدوث الحمل الطبيعي بعد التلقيح الصناعي غير مُمكنة هي معاناة المرأة بمشكلات في عنق الرحم؛ حيث تمنع الحيوانات المنوية من الوصول إليه أو حتى المرور من قناة عنق الرحم.

ثانيًا: مشكلات صحية عند الرجل

لا تُعتبر كافة المُسببات ذات قابلية للعلاج، فمنها ما يوجد عند الرجل ويجعله غير قادر على التلقيح الطبيعي.

1- عدم نزول الخصيتين

يُولد بعض الرجال ولديهم خصية واحدة فقط في كيس الصفن، وذلك ينتج عنه خلل في وظائف الخصية التي يعتمد عليها إنتاج الحيوانات المنوية.

2- الإصابة بالأورام

الأورام السرطانية التي تصيب الخصية أو أنابيب نقل الحيوانات المنوية أو أي من أجزاء الجهاز التناسلي للرجل؛ تؤثر حتمًا على قدرته الإنجابية؛ لأنها تتسبب في خلل هرموني يؤثر في إنتاج الحيوانات المنوية.

3- ارتداد القذف

هي حالة يعاني منها الرجل بسبب الإصابة بمرض السكري لفترات طويلة أو الإصابة بالتصلب المتعدد ومشكلات العمود الفقري، حيث تعود الحيوانات المنوية إلى المثانة بدلًا من الخروج من نهاية القضيب.

كما ينتج ذلك عن الأدوية التي تعالج مشكلات البروستاتا والعلاجات الخاصة بالعمليات الجراحية.

إرشادات لحدوث الحمل الطبيعي

بالرغم من وجود مشكلات تمنع حدوث الحمل الطبيعي بعد التلقيح، إلا أن كثير من الإصابات الصحية لا تعيق الحمل، بل يمكن حلها ببساطة لزيادة إمكانية الحمل الطبيعي.

  • علاج المُسببات: أول ما يقوم به الزوجين هو الخضوع للفحص مرة أخرى، والتأكد من مدى الإصابة التي أدت إلى التلقيح الصناعي والعمل على علاجها، فتوجد مشكلات عديدة تحتاج إلى الالتزام بالعلاج لفترة مُناسبة للتخلص منها.
  • مُمارسة العلاقة الحميمة في الوقت المُناسب: على المرأة أن تعرف أوقات الإباضة الخاصة بها من خلال الدورة الشهرية أو بالاستعانة بأحد التطبيقات، ثم ممارسة العلاقة الجنسية في يوم الإباضة والأيام القليلة التي تسبقها.
  • التخلص من العادات السيئة: التدخين وتناول المنتجات الكحولية والعقاقير المُخدرة من أكثر ما يعيق الحمل الطبيعي.
  • تناول الأطعمة الصحية: تعمل على تعزيز مستويات الفيتامينات والمعادن في الجسم، حيث يحتاج الجهاز التناسلي للمرأة الحصول على الإمداد ليتمكن من تكوين بويضة ناضجة مُهيئة للتلقيح، لذا عليها تناول الخضروات والفواكه ومنتجات الألبان واللحوم الحمراء.
  • تجنب الأطعمة الدهنية: تتسبب هذه الأطعمة في تراكم الدهون في الجسم خاصةً منطقة البطن، التي بدورها تزيد من خطر الإصابة بتكيسات المبايض التي تعيق الحمل الطبيعي.
  • الحفاظ على وزن مثالي: الوزن الزائد يؤثر على مستويات الخصوبة لدى الرجل والمرأة.. استعدادًا للحمل بشكل طبيعي يجب الحفاظ على جسم خالي من الدهون.
  • اتباع أوضاع جنسية مُعينة: توجد أوضاع جنسية تلائم الاستعداد للحمل، حيث لا تبذل فيها المرأة مزيد من الجهد بالإضافة إلى وصول الحيوانات المنوية إلى المهبل بشكل مثالي لزيادة فرص الحمل.
  • ممارسة التمرينات الرياضية: فهي تؤثر على الدورة الدموية وتتسبب في تحسين وصول الدم إلى أعضاء الجسم المُختلفة لاسيما الجهاز التناسلي، وذلك يعزز وظائفه مما يزيد فرص الحمل الطبيعي.

أكد الدراسات أن أغلب من قاموا بالتلقيح الصناعي تمكنوا من الحمل بشكل طبيعي فيما بعد، لذا يجب استشارة الطبيب ومراعاة الإرشادات التي تعزز حدوث الحمل الطبيعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى