أسعار

أنواع التنوين في اللغة العربية

أنواع التنوين في اللغة العربية متعددة، حيث يعد التنوين من الخصائص التي تنفرد بها اللغة العربية وحدها ولا تشاركها بها أي لغة من اللغات الأخرى، والتنوين يختص بالأسماء دونًا عن غيرها من أنواع الكلام الأخرى، ومن خلال موقع الماقه سنقدم لكم كل ما يتعلق بأنواع التنوين في اللغة العربية.

أنواع التنوين في اللغة العربية

تعد اللغة العربية من أعرق وأعظم اللغات، حيث تتميز بالكثير من المفردات والمعاني المختلفة والمتنوعة، وتعد ظاهرة التنوين أحد هذه المميزات فهذه الظاهرة لا توجد في أي لغة أخرى غير اللغة العربية، ونالت هذه الظاهرة اهتمامًا كبيرًا من قِبل علماء النحو والصرف قديمًا وحديثًا.

إن أردنا الحديث عن أنواع التنوين في اللغة العربية فسنجدها متعددة، كما أن لكل نوع وظيفة وأثر صوتي مختلف، وذلك ليس عند علماء النحو والصرف فقط بل علماء القراءات أيضًا لما له من تأثير على نطق الحروف، وكذلك علماء العروض أيضًا، فالتنوين يدخل في معظم مجالات اللغة العربية.

كما قسم النحاة التنوين إلى عشرة أنواع، لكل نوع وظيفة وصوت وأثر مختلف، وفيما يلي سنقوم بعرض جميع أنواع التنوين في اللغة العربية:

1- تنوين التمكين

هذا النوع يعد النوع الأساسي من أنواع التنوين في اللغة العربية، ويدل على تمكين الأسماء في باب الأسمية، وعدم مشابهتها للحروف والأفعال، وتلحق هذه النون الأسماء التي تصرف فقط سواء كانت معرفة أو نكرة.

مثال: جاء أحمدٌ، ورأيت رجلًا.

2- تنوين النكرة

هذا النوع يأتي في الأسماء المبنية المنتهية ب “ويه”، مثل أن نقول: عمرويٍه وسيبويٍه، فإذا كان معروفًا بين السامعين لا ينون، مثل جاء عمرويِه، أما إذا كان غير معروفًا للسامعين ينون فنقول: جاء عمرويٍه، فهنا نتحدث عن شخص غير معين، إذن فالتنوين يأتي هنا لتعريف غير المعين.

التنوين النكرة يكون قياسًا في الأسماء وسماعيًا في الأصوات وأسماء الأفعال، مثل صه، وغاق.

إذا كنت تريد السكوت من أحد وألا يتكلم في موضوع معين تقول له “صه” بدون تنوين، أما إذا كان الموضوع مطلقًا ولا تريد منه التحدث بشكل عام تكون “صهٍ” بالتنوين.

3- تنوين العوض

هو التنوين الذي يُوضع ليعوض عن حرف أصلي أو حرف زائد أو مضاف إليه أو جملة أو مفرد، ويمكن تقسيم تنوين العوض إلى ثلاثة أقسام، ألا وهي:

1ـ تنوين العوض عن الجملة

هو الذي يمكنه التعويض عن الجملة، ويلحق هذا التنوين (إذ) كما في قول الله تعالى: (وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ) [الواقعة: 84]، أي أنكم تنظرون إذ بلغت روحكم الحلقوم، فحذفت بلغت روحكم الحلقوم وعوض عنها بالتنوين.

يجب الانتباه عند كتابة تلك الكلمات: يومئذٍ، حينئذِ، وقتئذٍ… ونحوها.

2ـ تنوين العوض عن الاسم

هو الذي يمكنه التعويض عن الاسم المفرد، مثل: (كلًا وبعضًا وأيًا)، ويلحق هذا التنوين الكلمة ليعوض عما تضاف إليه، مثال: كل نائمٍ، أي كل إنسان نائم، فحذفت كلمة إنسان وعوض عنها بالتنوين، وكذلك قول الله تعالى: (أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) [الإسراء:110]. وقوله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) [البقرة: 253].

3ـ تنوين العوض عن الحرف

هو الذي يمكنه أن يعوض عن الحرف، ويلحق بكلمات نحو: غواشٍ جوارٍ وغيرها ويلحق بهما في حالة الرفع والجر، مثل: مررت بجوارٍ، وهؤلاء غواشٌ فحذفت الياء وعوض عنها بالتنوين.

فهذا التنوين يلحق الأسماء الممنوعة من الصرف في حالة الرفع والجر تحذف الياء ويعوض عنها بالتنوين.

ملاحظة: تنوين الأسماء المنقوصة غير الممنوعة من الصرف، يكون للتمكين أو للصرف وليس للتعويض، فنقول حكم قاضٍ، فنعر ب (قاضٍ) فاعل مرفوع وعلامة رفعة الضمة المقدرة على الياء المحذوفة وتم حذف الياء للثقل.

4- تنوين المقابلة

هو التنوين الذي يلحق جمع المؤنث السالم، مثل: مسلمات، وسمي بذلك؛ لأنه يقابل النون في جمع المذكر السالم.

5- تنوين الترنم

هو التنوين الذي يلحق القوافي المتحركة، بدلًا من الياء والألف والواو، وجاء هذا التنوين لقطع الترنم في الشعر كما قال سيبويه وابن مالك، والترنم المقصود به التغني الحادث في حروف الإطلاق في الأبيات الشعرية، فإذا جاءت الأبيات الشعرية دون ترنم جاءت النون الساكنة في أخر الكلمة، مثل قول الشاعر جرير:

أَقِلّي اللَومَ عاذِلَ وَالعِتابا … وَقولي إِن أَصَبتُ لَقَد أَصابا

فهنا جاءت بتنوين الترنم ولكن تكتب أيضًا بالنون الساكنة مثل:

أَقِلّي اللَومَ عاذِلَ وَالعِتابن … وَقولي إِن أَصَبتُ لَقَد أَصابن

من الممكن أن يُبدل التنوين في حروف الإطلاق في غير القوافي، كما في قراءات بعض الآيات القرآنية مثل: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ) [الفجر: 4].

6- التنوين الغالي

قام بهذه التسمية بعض العروضين والأخفش وسموه بذلك؛ لأنه يتجاوز الوزن وقيل لأنه نادرًا. وهذا النوع يلحق القوافي أيضًا ولكن القوافي المقيدة بمعنى أن الحرف الأخير فيها حرف ساكن صحيح، وأنكر بعض العلماء هذا النوع؛ لأنه يكسر الوزن.

فائدة هذا النوع هو التفرقة بين الوصل والوقف، كما ذكرنا هذا النوع من التنوين يدخل على الحرف الساكن الصحيح، والتنوين تعد نونًا ساكنة فكيف يجتمع ساكنان؟

يري أكثر علماء النحو أن التنوين المطلق على القوافي المقيدة أو المطلقة يكون مجازًا، وهو في الحقيقة يكون نونًا زائدة مغايرة للتنوين؛ لأنه لا يختص بالأسماء فقط، ولا يجامع الالف واللام ويثبت عن الوقف.

7- تنوين الحكاية

هو أن تحكي اللفظ منونًا كما هو، بمعنى أنه إذا جاء اللفظ منونًا في السؤال أو مجرورًا يُأخذ كما هو بجره، كما جاء في لفظ الحكاية، مثلًا أن تقول: مررت بمحمدٍ، أو من زيدٍ؟، فقد جاء التنوين كما هو محكي وبعلامة إعرابه.

8- تنوين ما لا يصرف

هذا النوع من التنوين يعد هذا النوع من أنواع التنوين في اللغة العربية الذي أدخله النحاة في ضرب تنوين التمكين؛ لأن الضرورة أباحت له أن يصرف.

تنوين الصرف يعني التنوين الدال على تمكين الاسم وعدم مشابهته للحرف أو الفعل، والاسم الممنوع من الصرف ثبت أنه يشبه الفعل ودخول التنوين عليه عند الضرورة لا ينفي ما ثبت له من مشابهته للفعل.

9- تنوين المنادى المضموم

هذا التنوين يتضح من خلال قول الشاعر:

سلام الله يا مطرٌ عليها … وليس عليك يا مطرُ السلام

فتم تنوين المنادى العلم، حيث أن حقه البناء على الضم ولكن نون للضرورة الشعرية، وقد أطلق النحاة على هذا النون تنوين الضرورة.

10- التنوين الشاذ

هذا النوع جاء النحاة عليه بمثال واحد فقط، وهو:

” هؤلاء قومك” تنوين هؤلاء، والفائدة من هذا النوع من التنويع أن يفيد التكثير، والزيادة في المبنى تعني زيادة في المعنى.

مما سبق ذكره فإن العلماء اختلفت على بعض أنواع التنوين ولكن ما هو متفق عليه عند جمهور النحاة هو تنوين التمكين، وإذا تم إطلاق التنوين فإنما يراد به تنوين التمكين.

ما هو التنوين؟

في إطار عرضنا لأنواع التنوين في اللغة العربية لا بد من تعريف معنى التنوين أولًا، وهو كلمة التنوين هي مصدر نون، أي أن يُلحق الاسم بالنون، إذن فالتنوين في اللغة يعني إلحاق الاسم بالنون.

تعريف التنوين اصطلاحًا: تعددت التعريفات بين العلماء على التعريف الاصطلاحي للتنوين ولكن لا تختلف هذه التعريفات ولا يعد الاختلاف إلا أن يكون بالزيادة أو النقصان البسيط.

تعريف التنوين اصطلاحًا عند صاحب الهمع: “نون تثبت لفظًا لا خطًا، وقال إن هذا أحسن حدوده وأخصرها، إذا أن سائر النونات المزيدة ساكنة أو غيرها تثبت خطًا ”

تعريف التنوين اصطلاحًا عند الخضري في الحاشية: ” أن التنوين نون ساكنة زائدة تلحق الآخر لفظًا لا خطًا ولا وقفًا”.

الفرق بين النون الساكنة والتنوين

هناك فرق بينه النون الساكنة والتنوين كذلك في أحكامهما وأقسامهما.

النون الساكنة: هي النون التي تخلو من الحركات، وهي النون الثابتة لفظًا وخطًا ووصلًا ووقفًا، وتوجد هذه النون في الأسماء والحروف والأفعال، وتوجد في طرف الكلمة أو في الوسط.

التنوين: لغًة هو التصويت، واصطلاحًا هو النون الساكنة الزائدة التي تلحق نهاية الاسم لفظًا وتنفصل عنه خطًا ووقفًا.

تختلف النون الساكنة عن التنوين في عدة أمور، وهي:

  • تعد النون الساكنة حرفًا أصليًا من حروف الهجاء.
  • يعد التنوين من الزوائد التي تلحق الكلمة.
  • تثبت النون الساكنة لفظًا وخطًا.
  • يثبت التنوين في اللفظ فقظ دون الخط.
  • تثبت النون الساكنة عند الوصل وعند الوقف.
  • يثبت التنوين في الوصل فقط دون الوقف.
  • توجد النون الساكنة في الأسماء والحروف والأفعال.
  • يوجد التنوين في الأسماء فقط دون الحروف والأفعال.
  • النون الساكنة تكون في وسط الكلمة أو في طرف الكلمة أي نهايتها، أما التنوين لا يكون آخر الكلمة بل يُوضع على الحرف قبل الأخير.

ملاحظة: هناك نون ساكنة شبيه بالتنوين توجد في القرآن الكريم في تلك الآيتين:

  • قال الله تعالى: (كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ) [العلق: 15].
  • قال الله تعالى: (وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ) [يوسف: 32].

فالتنوين في (لنسفعًا، ليكونًا) هي نون توكيد خفيفة، فهذه نون لاتصالها بالفعل ولا تعد تنوينًا؛ لأن التنوين يكون في الأسماء فقط.

أحكام وأقسام النون الساكنة والتنوين تبعًا لما يليها من حروف الهجاء

توجد عدة أحكام لكلًا من النون الساكنة والتنوين ومنها:

  • حكم الإظهار: الإظهار يعنى البيان، وإخراج كل حرف مخرجه من غير غنة، فيتم الإظهار الحلقة بين التنوين والنون الساكنة.
  • حكم الإدغام
  • حكم الإقلاب
  • حكم الإخفاء الحقيقي.

أقسام النون الساكنة والتنوين

تتعد أقسام التنوين والنون الساكنة ومنها: الإظهار الحلقي والإظهار المطلق كذلك الإدغام بغنة وبغير غنة والإقلاب، والإخفاء الحقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى