أسعار

أنواع الخطوط العربية      

أنواع الخطوط العربية متنوعة، وقد اختلف فيها طريقة رسم الحروف وصورها، إلا أن جميع تلك الأنواع تتشابه في كونها نابعة في هويتها من لغة القرآن الكريم.

كما قد حظيت تلك الأنواع من الخطوط بالعديد من التطورات والإضافات على مرّ العصور، لذلك سوف نعرض لكم من خلال موقع الماقه تفاصيل أكثر حول أنواع الخطوط العربية.

أنواع الخطوط العربية  

إن اللغة العربية من أقدم اللغات في العالم، كما أنها لغة القرآن الكريم المليئة بالمعاني البليغة والمصطلحات القوية، ولم يكن العرب يهتمون بالخط العربي، فقط كانوا يعتمدون على قوة ذاكرتهم، ومع مرور الوقت بدأت تتوطد أهمية الكتابة، وظهر العديد من أشكال الخطوط العربية.

فقد تسابق المهتمون باللغة العربية في ابتكار الأشكال الجديدة للحروف؛ لكي يتم تكوين خطوط جديدة، وذلك ولعًا باللغة العربية وجمالها، كما أن مرونة اللغة وسهولة انسيابها من العوامل التي ساعدت في تنوع أشكال الخطوط بها، وتشعبها، وفيما يلي أنواع الخطوط العربية بالتفصيل:

1ـ الخط الكوفي

إن الخط الكوفي هو أحد أنواع الخطوط العربية والذي تم تسميته كذلك نسبةً إلى مدينة الكوفة في العراق، وقد عُرف العصر الكوفة باسم النبطي والأنباري كذلك، وقد انتشر ذلك الخط من الكوفة إلى مناطق أخرى من العالم الإسلامي مع انتشاره.

يعد من أقدم خطوط العرب، وكان العرب يهتمون به بشكل كبير، حتى أن وصل الخط الكوفي في العصر العباسي إلى مكانة كبيرة جدًا نظرًا للاهتمام بتجميل شكله ورسمه، كما قد قاموا بإدخال العديد من الزخارف عليه، التي جعلته يتماشى مع هندسة وزخرفة كل شكل مع بقاء قاعدة الحروف.

الجدير بالذكر أن بداية الكتابة بالخط الكوفي كانت منذ القرن الأولى، فقال بعض المؤرخين أنه تم استخدامه في القرن الأول والثاني والثالث، والآخرين قد قسموه إلى عدة أنواع منها البغدادي، الشامي، الموصلي، المغربي والكوفي، والبعض الآخر قد أسماه الكوفي الأيوبي، والحديث والفاطمي.

أنواع الخط الكوفي

الخط الكوفي مظهر من مظاهر الجمال في الفنون العربية، والتي قد تسابق الكتّاب في تجميلها وزخرفة حروفها، فالفنان العربي المسلم وجد به مرونة تتماشى في جعل الشكل أجمل، وهو ما جعل الكتابات الكوفية غنيّة بالأشكال التي ظهرت على المنشآت المعمارية، والخشب والفنون التطبيقية وغيرها.

الجدير بالذكر أن آراء الباحثين القدامى والمحدثين قد اختلفت حول تصنيف أنواع الخط الكوفي، فلم يُوفق بعض الباحثين في استقراء الأنواع بدقة، وتعددت الأقاويل في عددها، وكان رأي الباحثين كالتالي، والذي يعتمد على الفروق التشكيلية والزخرفية، أو الاستخدام الفني:

  • منهم من صنف أنواع الخط الكوفي على أنهم ثلاثة وثلاثون نوعًا.
  • البعض الآخر قال إن الخط الكوفي يشتمل على خمسين نوعًا.
  • الرأي الثالث كان أنه يحتوي على أكثر من سبعين نوعًا.
1ـ الخط الكوفي البسيط

أحد أنواع الخطوط العربية القديمة، والذي يتسم بأنه مجرد من أي إضافة زخارف لغوية، وهو ما يتمثل في كتابة المصاحف الأولى، والكتابات الخاصة بقبة الصخرة، وقد تم إطلاق عليه اسم: “الخط البدائي، الخط الكوفي المشق”.

2ـ الخط الكوفي المروس

أحد أنواع الخطوط العربية الذي تم تسميته نتيجة لدخول الترويسات الهامة على الحروف المنتصبة أو الواقفة، وتواجدت له العديد من الأمثلة على العمارة الإسلامية التي تعود لكلٍ من القرن الثالث والرابع الهجري، الموافق التاسع والعاشر الميلادي، وإن كان قد ظهر في وقتٍ سابق كذلك.

3ـ الخط الكوفي المورق

أحد أنواع الخطوط العربية التي استخدم فيها العرب الأشكال النباتية، والزخارف بأوراق الأزهار، في بداية أو وسط أو نهاية الحروف، وهو ما يظهر الأشكال العامة لتلك الحروف، وقد سُمي كذلك: “الخط المزهر”.

4ـ الخط الكوفي المزخرف

أحد أنواع الخطوط العربية التي قام العرب بإدخال الزخارف النباتية عليها حتى يتم إخفاء الفراغات البينية للحروف بوجه عام، ومعالجة الفراغ المتواجد بين الحروف المنتصبة بوجه خاص، حيث يتم ذلك من خلال إدخال الزخارف النباتية التوريقية.

قد أطلق الباحثين عليه اسم “الكوفي المزخرف، أو المخمل”، وقد انتشر في القرن الخامس الهجري الموافق القرن الحادي عشر الميلادي، كما أن هناك حالة أخرى يتم إطلاق اسم “المهد الزخرفي” عليه، وذلك عندما يتم تسطيره على أرضية مزخرفة.

من أشهر أمثلة الكتابة بذلك الخط هي الأشرطة الكتابية الكوفية المتواجدة على جدران مدرسة السلطان حسن بمحافظة القاهرة في مصر، وذلك منذ القرن الثامن الهجري الموافق القرن الرابع عشر الميلادي، أي يتم فيه كتابة الأحرف فوق أرضية مزخرفة.

5ـ الخط الكوفي المضفر

أحد أنواع الخط الكوفي الذي يتميز بأشكال الضفائر المتداخلة على كلٍ من حروفه العمودية، والقائمة، ومن أشهر أشكال الكتابة بالخط الكوفي المضفر هي الموجودة على جدران مدرسة قرة تاي في دولة تركيا، والتي تعود إلى القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي.

6ـ الخط الكوفي المربع

من أنواع الخط الكوفي التي تتميز بالترابط والتكامل، حيث تظهر الحروف فيه دون أية انحناءات أو تقوسات، بسبب أنه يتم كتابة الحروف فيه باستقامة حادة.

يغلب عليها الزاوية القائمة؛ وهو ما أدى إلى ظهور شكله كخطوط هندسية متشابهة العرض والسمك، ووحدة مسافة التباعد، ويتواجد العديد من الأمثلة على هذا الخط في العمارة الإسلامية بشرق العالم الإسلامي.

7ـ أنواع أخرى للخط الكوفي

قد توصل الباحثين للعديد من أنواع الخط الكوفي، والتي لا يمكن حصرها فهي حوالي مائة وعشرين من الأشكال المختلفة، ومن ضمنها:

  • الخط الكوفي القيرواني.
  • الخط الكوفي النيسابوري.
  • الخط الكوفي المعماري.
  • الخط الكوفي الموصلي.

حقائق عن الخط الكوفي

هناك بعض الملاحظات التي تساهم في معرفة كتابة الخط الكوفي، والتي تتمثل في اتباع النقاط التالية:

  • يعد الخط الكوفي زخرفة هندسية، وتعتمد الإجادة في كتابة ذلك الخط أن يكون الكاتب متفوق في النواحي الهندسية.
  • الخط الكوفي يقبل التطوير والتحسين والابتكار؛ من أجل الشكل الجمالي العام.
  • يمكن الاستعانة بورق المربعات لتصميم الخط الكوفي، وذلك من خلال وضع الورقة البيضاء المُراد الكتابة عليها، ويتم وضع المربعات على منضدة بها إضاءة، وبذلك تظهر المربعات المتواجدة في الورقة السفلية على الورقة البيضاء، ويتم التصميم بسهولة.
  • أغلب الخطوط الكوفية لا يتم كتابتها مباشرةً على الورق بالحبر، لكن يتم في البداية تصميمها بواسطة قلم من الرصاص والمسطرة، حتى يتم الوصول إلى الشكل المطلوب، ومن ثم إعادة الكتابة على الحواف الخارجية بها، وبالخطوة الأخيرة يتم كتابتها بالحبر.

2ـ خط المحقق الريحاني

أحد أنواع الخطوط العربية التي تم أخذ اسمها من كلمة “حقَّق”، والشيء المحقق هو المنظم والمرتب، والثوب المحقق هو الثوب المُحكم النسيج، وقد تم إطلاق هذا الاسم على نوع الخط لأنه يتميز بالجمال وانضباط الحروف، فإذا تم تأمل الخط نجده يخلو من أية التفافات وتداخلات.

أما عن لفظ الريحاني فهو يعود إلى أعواد الريحان، الزهر الذي يتميز بالجمال والرائحة الخلّابة، وهو ما قد وصف الخط به بعض الشعراء كذلك نظرًا لجماله، حيث يعد خط المحقق من أجمل الخطوط وأصعبها، كما أنها أكثر تعقيدًا من غيرها، فقلة من الكتّاب يجيدون الكتابة به.

قد اعتقد بعض الأشخاص أن خط المحقق الريحاني والثلث متشابهان، إلا أن خط المحقق يتميز بالدقة في الحروف ووضوحها، كما أنه يتميز بالحركات الرقيقة واللطيفة بعكس خط الثلث.

نشأة خط المحقق الريحاني

لم يتم تحديد الوقت المضبوط لنشأة خط المحقق الريحاني، لكن يرجع ظهوره إلى العصر العباسي، وهو عصر النضوج والتجويد للخط، وقد أشار ابن النديم إلى أن هناك خطأ في تسمية خط المحقق بالعراقي أو الوراقي، حتى انتقل الأمر إلى المأمون، وقد كان هناك اختلافات في أصل الخط.

فقد رأى بعض الكتّاب أن أصل المحقق هي من الأقلام المضبوطة، بينما رأى البعض الآخر أنه يرجع إلى ابن البواب، وأنه تم اكتشافه على يد ابن البواب، كما أنه قد كتب بذلك الخط أساتذة الخط، ونُسخ به الكتب النفيسة، والقرآن الكريم، وكان من الأقلام عند ياقوت المستعصمي.

الجدير بالذكر أنه قد تم اكتشاف خط الريحان بعد خط المحقق بسنين كثيرة، وهو من مشتقاته وقد تطورا في عهد ابن البواب، حتى بلغ درجة الكمال، إلى أن جاء ياقوت المستعصمي، وهو كاتب حظي بشهرة كبيرة في ذلك العصر، فقم بالتطوير في خط الريحان.

قد استمر استخدام خط المحقق الريحان بالممالك الإسلامية في كتابة المصاحف والدواوين حتى القرن العاشر والحادي عشر، ولكن قد بدأت مكانتهما في التراجع؛ وذلك يرجع للبطء وصعوبة الكتابة، كما أن الإتقان فيهما يتطلب الوقت الطويل، ورغم ذلك فقد ظلّا رمز الإبداع للحضارة العريقة.

3ـ خط الطومار

أحد أنواع الخطوط العربية التي استخدمها السلطان لكتابة العلامات الخاصة به على المكاتبات، كما تم استخدامه في كتابة اللوحات ذات الحجم الكبير، وعلى الجدران وقد اشتق منه الثلث وأقلام أخرى، وإذا تأملنا في خط الطومار نجد أنه يتميز ببعض النقاط عن الخطوط الأخرى، وهي:

  • الضخامة والوضوح.
  • وضوح المعالم.
  • دقة النهايات.

قد ابتكر ذلك النوع من الخطوط العربية “إبراهيم الشجري”، من خط الجليل، كما قد كان يستخدم بكثرة في المراسلات السلطانية وديوان الإنشاء.

4ـ خط الجليل أو الجلي

أحد أضخم أنواع الخطوط العربية والذي تم استخدامه في الكتابة على وجهات المنشآت المعمارية الدينية والتذكارية، وقد تم تسميته بالجليل نظرًا لكبر حجمه، فهو من أكبر الأقلام التي تم ابتكارها من “إسحاق بن حماد، وهو كاتب قد عاش في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور.

يتميز الخط بأنه لين وشديد الوضوح، ويرى بعض الباحثين أنه لا يوجد فروق بين حروف خط الثلث وخط الجلي من حيث الشكل والمظهر، وأن خط الجلي لا يعد نوع من أنواع الخطوط، وأنه مجرد شكل مضخم لخط الثلث نفسه، وخالف “أصلان أبا” ذلك الرأي وأوضح أن الخط الجلي يختلف في التفصيل والبناء تمامًا عن خط الثلث.

5ـ خط الثلث

أحد أشهر أنواع الخطوط العربية والذي تم كتابة المصاحف القديمة به، ولكن قد اختلف الباحثون في الأصل في تسميته ومعناه، وهو من أحد الخطوط المستقيمة التي قُطع منها فتم تسميته بالثلث، وقد ذكر البعض أنه يُنسب إلى خط الطومار.

قد تم استخدام الثلث كذلك لكتابة أسماء كتب المؤلفين، وأوائل السور بالقرآن الكريم، وكتابة الألوان والآيات القرآنية، والبدايات في أجزاء الكتب، ويتميز شكل قلم خط الثلث بأن قطة القلم محرفة، فلا يحتاج فيها إلى الشعيرات، ويميل إلى الشكل المقور.

أنواع خط الثلث

قد برع الخطاطون في خط الثلث بالعصر العباسي، وأبدعوا في طريقة كتابته، كما قد أضافوا عليه الحليات والتشكيلات جميلة الشكل، وقد قسّم القلقشندي خط الثلث إلى نوعين، وهما:

  • قلم الثلث الثقيل: وهو الذي يتم تقدير مساحته بحوالي ثماني شعرات، وتكون منتصباته بقدر سبع نقاط على ما في القلم.
  • قلم الثقل الخفيف: وهو ما يتم كتابة قطع النصف فيه، وصوره تتشابه مع الثلث الثقيل، لكنها تكون أدق منه بعض الشيء وألطف، بينما تكون منتصباته بقدر خمس نقاط.

قد اشتق خط الثلث من القلم الجليل، ويتواجد الثلث الكبير والصغير، كما أن القلقشندي قد أشار كذلك إلى أن إبراهيم الشجري قد تعلم كتابة الخط الجليل من إسحاق بن حماد، وهو ما جعله يخترع خط أخف أسماه “خط الثلثان، ثم اشتق من خط الثلثان قلمًا آخر أسماه “خط الثلث”.

الجدير بالذكر أن بعض الباحثين قد أشادوا أن خط الطومار كان يُكتب بطريقتين، واحدة منهما هي خط الثلث، والتي تعتمد على الحركات الدائرية “التقوير”، بينما الأخرى هي طريقة “المحقق” والتي تعتمد على السطح، ويميل خط الثلث إلى الاستدارة.

مزايا خط الثلث

هناك بعض المزايا التي ظهرت على خط الثلث، والتي تتمثل في النقاط التالية:

  • يتميز خط الثلث بالجمال والرُقيّ.
  • جودة خط الثلث قويّة.
  • يعد خط الثلث من أشهر الخطوط حتى العصر الحالي، حيث إنه تميز بالتطوير والإجادة.

نشأة خط الثلث

كان أول من وضع القواعد لخط ابن مقلة هو حمد الله الأماسي، ومصطفى راقم، وقد اشتهر بإجادة خط الثلث الأتراك ومنهم عبد الله زهدي، والشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي، ومن ضمن الخطاطين الأتراك الأساتذة: شفيق وشوقي، وحامد الأمدي، ونظيف وعبد القادر.

كما أنه من البارعين في كتابته هاشم محمد العراقي، ونجيب هواويني اللبناني، ومحمد بدوي الديراني، أما محمد مؤنس وتلامذته علي بك إبراهيم ومحمود الشحات، ومحمد حسني، ومحمد المكاوي، ومحمود الشحات، ومحمد رضوان، من البارعين في خط الثلث من مصر.

قد احتل خط الثلث مكانة كبيرة في جميع البلاد الإسلامية وانتشر بها، كما أن بعض المتخصصين قد ذكروا أنه يحتل المرتبة الثالثة من خط الطومار، والطومار يحتل المرتبة الثالثة من الخط الكوفي، وقد تم إطلاق لقب “أم الخطوط” عليه، حيث يعد من أصعب الخطوط، لكنه سلس ومتناسق.

يتم كتابة في سطر خط الثلث في بعض الأحيان الفاصلة، بينما في بعض الأحيان الأخرى يكون متداخل في الكلام، أو قد يتلف حول بعضه، ونلاحظ تداخل في الحركات والتزيينات والحروف الخفيفة الصغيرة.

الفرق بين خط الثلث وخط الجلي

هناك بعض الفروق التي سوف نجدها عندما يتم التدقيق في الخطين، والتي تتمثل في النقاط التالية:

  • خط الثلث يتم كتابته في نسق سطري بوجه عام، أي أنه يتم كتابة الكلمات والحروف في شكل مستقيم ومتعاقب.
  • خط لجلي يتم كتابته في صفوف متراصة أو متراكبة، والصف هو أن الحروف تكون متراصة فوق بعضها؛ مما يساهم في ألا يواجه القارئ صعوبة في فهم العبارة.

6ـ خط النسخ

لم يرد سوى بعض المعلومات البسيطة عن أصول خط النسخ، لكن من المعروف أنه قد تم اكتشافه بعد ابن مقلة، إلا أنه قد يكون عُرف من قبله، وكان العرب يطلقون عليه الخط النسخي، ولفظ النسخ قديم، وقد تم ذكره في القرآن الكريم، وارتبطت بالكتابة، وقد عُرف في زمن المأمون بـ “خط النسّاخ”.

أصل نشأة خط النسخ

يميل أغلب الكتّاب إلى أن واضع الأساس في هذا الخط هو ابن مقلة، وذلك في عام 310 هـ، وقد رأوا أنه مقتبس من خط الثلث، وأشادوا بأن قلم خط النسخ مأخوذ من خط الجليل أو الطومار، وقد وصل إلينا خط النسخ عن طريق ابن البواب.

كما يعد خط النسخ قريب من خط المحقق الريحان، وقد لوحظ وجود نماذج خطية في العصر العباسي يتشابه فيها خطوط المحقق والثلث والريحان.

تطور خط النسخ

قد بدأت مرحلة إجادة خط النسخ وتطويره بالتزامن مع خطوط “الثلث والمحقق والريحان” الأخرى في القرن الثالث والرابع، وعندما لاحظ الكتّاب سهولة هذا الخط عن غيره، زاد الاهتمام به والإقبال عليه، حتى أن انتشر في الأمصار.

كما رأى العلماء أنه اُشتق من الخط الكوفي بواسطة ابن مقلة في عام 328 هـ، ثم ابن البواب في عام 413 هـ، ومن أكثر استخدامات خط النسخ هي:

  • كتابة المصحف الشريف، وذلك بعد الخط الكوفي.
  • زخرفة المعادن.
  • زخرفة الخشب.
  • زخارف الجص.
  • زخرفة المنتجات الفنية الإسلامية.

أشهر كتّاب خط النسخ

كان هناك بعض الكتّاب الماهرين في إجادة خط النسخ، وذلك على مرّ العصور المختلفة، ومنهم:

  • الضحاك ابن عجلان “مخضرم الدولة الأموية والعباسية”.
  • إسحاق بن حماد “مخضرم الدولة الأموية والعباسية”.
  • إبراهيم الشجري.
  • محمد بن معدان، وهو من أحد الكتّاب الذي كان أهالي بغداد يحسدون مصر لامتلاكها له.
  • الوزير ابن مقلة، وهو من أعظم خطاطي العصر العباسي.
  • ابن البواب “أعظم خطاط في العصر العباسي”.
  • ياقوت المستعصمي، “أعظم خطاط في العصر العباسي”.

7ـ الخط الفارسي

أحد أنواع الخطوط العربية التي تم اقتباسها من خط الرقعة والنسخ، ومن تأثره بالخطوط الشرقية قد ظهر على أساس الحروف العربية، وقد رجّح الباحثون أن أصله يعود إلى القرنين الخامس والسادس الهجريين، وقد تطور حتى أخذ الشكل التقليدي الخاص به في القرن السابع.

قد اكتمل نضج الخط في القرن الثامن، فأصبح القلم الشكسته تعليق، وأصبح من الخطوط الخاصة بالديوان والمنشئين، ومن ثم أصبح أكثر انتشارًا وشهرةً في العصور المتأخرة، وقد عُرف الخط هند العرب بالخط الفارسي نسبةً إلى الفرس.

بينما عُرف عند الفرس نفسهم بخط النستعليق، ولدى الأتراك بخط التعليق، ويعد الخط الفارسي هو الخط الرئيسي في كلٍ من دولة الهند وباكستان وإيران وأفغانستان.

تطور الخط الفارسي

قد كان الناس يستخدمون خط التعليق منذ القرن الخامس، في دولة فارس والهند وأفغانستان، وذلك نظرًا لأن شكله جميل، وفي بعض الأحيان كان يأخذ مقام خط الثلث، بينما في القرن الثامن قد وضع مير علي قواعد الخط الفارسي لأول مرة.

بعدها قام عماد الدين الشيرازي وعلي المشهدي بتحسين الخط، وكان أشهر الخطاطين في تلك الفترة بالخط الفارسي هم: عماد الحسني القزويني، وأبو بكر الراوندي ومحمد حسني السوري، والحاج زايد المصري، ونجيب هواويني اللبناني.

تعد كلٍ من خطوط التعليق والنستعليق، والنسختعليق متقاربة، فقد أدخل الفرس الرسوم والأشكال الزائدة على خط النسخ، والتي ميّزته عن شكله الأصلي، كما قد سُمي في بعض الأحيان بالنسختعليق، والتعليق، والنستعليق.

8ـ خط الشكسته

بعدما انتشر الخط الفارسي قد ظهر خط الشكسته، ولا يتواجد فروق كثيرة بينهما، أحد أنواع الخطوط العربية الذي أسماه الأتراك “القرمة”، أي المقرومية والتي في الفارسية “المكسّر”، وهو خط مُشتق من خط التعليق، وقد استعمله الناس بشكل كبير في كلٍ من أفغانستان وباكستنان وإيران.

قد رغب الخطاطون في أن يميزوا بين الخطين فقاموا بتحوير الحروف في الإمالة والاتصال والانبساط، وكان أول من اخترع هذا الخط هو الخطاط شفيعا، ونظرًا لكثرة تشابك حروفه وتداخلها، فهو غير صالح لكتابة القرآن الكريم.

حيث إن التشابك قد يتسبب في قراءة الحروف بالخطأ على الملأ، وقد برع خطاطو إيران في كتابة هذا النوع من الخطوط العربية، كذلك بعض خطاطي إيران والعرب بصفة عامة، وذلك نظرًا لأنه شديد القرب من الخط الفارسي “خط التعليق”.

9ـ الخط الديواني

يعد الخط الديواني أحد الخطوط العربية الذي كان من ضمن مجموعة الخط المقدس أو الخط الهمايوني، وهي ما كانت تطلق على: “الخط الديواني والجلي الديواني والطغراء”، وذلك نظرًا لأنها من أحد أسرار القصور السلطانية، فكانت لا تظهر سوى في كتابة الأوسمة والنياشين والأوامر الملكية، والمناصب الرفيعة في البلاد، والتعيينات.

كما أن التطوير قد لحق بذلك الخط من الأتراك، فغيّروه عن شكله الأصلي، وفي عهد السلطان محمد الفاتح قد تم وضع القواعد لهذا الخط لأول مرة في التاريخ من قبل الخطاط “محمد إبراهيم منيف التركي”، وذلك بعدما تم فتح القسطنطينية بسنوات.

تطور الخط الديواني

في عهد السلطان أحمد الثالث، قد قام الخطاط أحمد شهلا بك بالتجويد في الخط الديواني، وكان من الماهرين في الخط الديواني الجلي، بعدها قام محمد عزت التركي بالتجويد فيه كذلك، ومنذ الانقلاب التركي تم إهمال الخط بشكلٍ تام، وشاع استخدام الحروف اللاتينية في دولة تركيا.

حتى قام الخطاط المصري محمود شكري باشا بتجويد الخط الديواني، وبعدها قام الخطاط مصطفى غزلان بزيادة الخط رونقًا وجمالًا، حتى تم تسمية الخط الديواني بالخط الغزلاني نسبةً إليه، ويعد الخط الديواني من أجمل الخطوط العربية.

حيث قد ظهر فيه الإبداع والتجميل، لكن نماذجه معقدة بعض الشيء، وتعد قراءته صعبة؛ وذلك نظرًا لتشابك حروفه وتداخلها، وكان محمد عبد العال، ومحمد عبد القادر من أساتذة الخط الديواني وأشهرهم.

10ـ الخط الديواني الجلي

قد انقسم لخط الديواني إلى قسمين، إحداهما الديواني الخفي والآخر الجلي، وكان الخط الديواني الخفي يُستخدم دون أي تشكيل أو تزيين في حروفه، بأغلب الأحيان، ونقطته شبيهة بنقطة الرقعة، وكانت النقطتين فيه تظهر بصورة مستطيلة، والثلاثة كانت تشبه رقم ثمانية.

أما في الخط الديواني الجلي، فكانت الحروف كاملة التشكيل، مع وجود نقاط مربعة، ويتم تزيينها بنقاط دقيقة، حيث كان الخطاطون يقومون بتمثيل الشكل والنقطة والخط في الطول والعرض، وقد قال حبيب الله فضائلي عنه، أنه خط جذّاب وجميل بشرط أن يكون الكاتب متمكنًا.

11ـ خط الرقعة

الرقعة هي قطعة القماش التي يتم ترقيع الثوب بها، وجمعها رِقاع، ورقع، وهي قطعة الورق أو الجلد التي يتم الكتابة عليها، وهو من أحد أبسط أنواع الخطوط العربية، وكان يستخدم بكثرة في العناوين والخطوط السريعة، بينما يعد من أقل الخطوط تقييدًا، فهو قليل التشكيلات والتزيينات.

كما أنه مع انتشار الصحافة قد بدأ ظهور خط الرقعة في رأس المواضيع والأخبار، ومن ثم انتشر كخط تجاري، وهو من أكثر الخطوط الجميلة والتي يتواجد لها القواعد والأصول كغيره من الخطوط، فهو من الخطوط المتينة الواضحة، وسهل في الكتابة والتدوين.

أصل وتطور خط الرقعة

الجدير بالذكر أنه قد تم الإثبات تاريخيًا وفنيًا أن خط الرقعة خط عثماني، وقد استخدمه العثمانيون منذ القرن التاسع الهجري، وحتى القرن العاشر والحادي عشر، ومن ثم أصبح بارز وواضح في أواخر القرن الثاني عشر وأوائل الثالث عشر، وذلك نظرًا لمميزاته.

فقد احتاج الناس أن يستخدموا الخط الأكثر سهولة ووضوح، كما أنه تميز بالسرعة والإنجاز، كما أنه كان من ضمن أنواع الخطوط العربية التي تعد تطورًا للخطوط الأخرى القديمة التي لم يتم وضع القواعد لها، وكان للعثمانيين الدور الأكبر في وضع قواعد خط الرقعة.

حيث يرجع شكل الخط إلى بعض أشكال كتابات المشق الأولى، ومن امتاز في كتابة خط الرقعة هو ممتاز بك، وكان مدرس السلطان عبد المجيد الأول، والذي شغل حيّز من دراسته كبير، وقام بوضع قاعدة كتابة خط الرقعة، وذلك بميزان النقط وفقًا لموازين الخطوط العربية، وذلك في عام 1280 هـ، وبعده محمد عزت الذي أضاف القواعد الأخيرة.

12ـ خط الإجازة

كان يُسمى في القدم بالخط المدور أو الخط الرياسي، وقد عُرف بخط التوقيع، والاسم الأكثر شهرة له هو “خط الإجازة”، وذلك نظرًا لأن كتابة معظم الإجازات العلمية كانت بذلك الخط، وكذلك خواتيم ومقدمات الكتب، وقد اُستخدم هذا الخط في اللوحات الفنية، ولا يقبل التركيب التكويني.

يعد خط الإجازة عبارة عن مزج ما بين خط النسخ والثلث سويًا، وذلك نظرًا لأنهما متقاربان في الشكل، وكان أول من وضع قاعدة لكتابة خط الإجازة هو إبراهيم الشجري، وذلك في عهد الخليفة المأمون، وقد أضاف عليه وقام بتحسينه الخطاط مير علي التبريزي، وأزاده جمالًا.

قد اشتهر بإجادة الكتابة بذلك الخط العديد من الخطاطين القدامى والمعاصرين، ومنهم الشيخ عبد العزيز الرفاعي، وحامد الآمدي، ومحمد شوقي، وعباس شاكر جودي، وهاشم البغدادي، ومحمد علي المكاوي، كما قد أجاد كتابته من يُحسن الكتابة بخطيّ النسخ والثلث.

13ـ الخط المغربي

ترجع نشأة الخط المغربي إلى القرن الثالث الهجري، وهو من أحد أنواع الخطوط العربية المشتقة من الخط الكوفي، وقد اتخذ خاصية مميزة عنه، وانفرد بمميزات التي جعلته خط مستقل، وقد تم تسميته في البداية بالخط القيرواني، وذلك نسبةً إلى القيروان التي قد بناها المسلمون في سنة 50 بعد الهجرة.

من ثم تم نقل عاصمة المغرب إلى الأندلس، وقد ظهر في تلك الفترة خط جديد تم تسميته بالأندلس القرطبي، وذلك نسبةً إلى قرطبة، وانتشر الخط المغربي في منطقة شمال أفريقيا، وقد انتشر على هيئة أربعة أنواع، وهي كلٍ من الجزائري والسوداني والتونسي والفارسي.

أنواع الخط المغربي

بعد تطور المرحلة الغربية، قد ظهرت العديد من أنواع الخطوط العربية المغربية، والتي تمثلت في:

1ـ الخط المغربي الكوفي

يعد من أحد أنواع الخطوط العربية ذات الزوايا الحادة والخطوط المستقيمة، بشكل هندسي، ويعد من خطوط التزيين التي نادرًا ما يتم استخدامها في الكتابة العادية، وبعد ظهوره تطورت أنواع الخطوط المغربية الأخرى.

أما من ناحية المظهر فالخط المغربي الكوفي لم يتأثر بالخط الكوفي القيرواني، فكان عبارة عن استمرار للتيار المشرقي فقط، في دولة المغرب بعد العصر الأدريسي من الأندلس.

2ـ الخط المغربي المبسوط

يعد من أكثر الخطوط العربية المريحة للعين، حيث إنه يتميز بالأحرف اللينة ذات الشكل المستقيم والواضح في القراءة والكتابة، وهو واحد من أشهر الخطوط المغربية وقد استعمله الخطاطون منذ القدم، في كتابة المصاحب والأدعية، والكتب الخاصة بالصلوات، وتم كتابة أهم المصاحف بالخط المبسوط في المطبعة الحجرية بفاس والقاهرة.

3ـ الخط المغربي المجوهر

من أحد أنواع الخطوط العربية المغربية، والتي تتميز بشدة التقارب في حروفها، وأنها ذات أحجام صغيرة، وتشبه في تناسقها العقد من الجوهر، لذلك تم تسميته بالخط المجوهر، وهو خط منحدر من الخط المبسوط منذ القرن السادس الهجري، من ثم انتشر بشكل أكبر فأصبح أكثر استخدامًا في المغرب.

كما أنه خط يتميز بالخصوصية الشديدة، والشكل المكثف والملامح الدقيقة، ويتشابه بشكل كبير مع خط النسخ المشرقي، وذلك في صغر الحجم، والليونة، واستدارة الحروف كحرفيّ الياء والنون.

4ـ الخط الزمامي المغربي

من أحد أنواع الخطوط العربية التي تتميز بأنها تميل إلى اليمين، بشكل جميل وانحدار يجعل الخط سريع، وهو من أنواع الخطوط التي تم اشتقاقها من الخط المجوهر، وتم تسميته بالخط الزمامي نظرًا لكلمة الزمام التي تعني التقييد، والتسجيل في المغرب.

5ـ خط الثلث المغربي

يعد من أحد الخطوط العربية المقتبسة من خط الثلث المشرقي، وهو ما يمتاز بالدقة والليونة، والجمال بالإضافة إلى إمكانية التشكيل دون حدود أو تضييق، كما أنه يتشابه مع الثلث المشرقي إلا أن حروف خط الثلث المشرقي لها نماذج معينة لأحجام حروفها، ويحرص الخطاط أثناء الكتابة على إتمام تلك المعايير.

أما في الخط المغربي فيكون لدى الخطاط حرية أثناء الكتابة، ويمكنه أن يقوم بتطويع الحروف حسب ما يريد، وحسب تشكيلها في الخط، وعبر العصور نلاحظ أن خط الثلث كان دائمًا مُقيّد بقواعد كتابة صارمة، إلا أن خط الثلث المغربي يخلو من أية قواعد صارمة في الكتابة، دونًا عن المعايير التي تجعله يتميز بالجمال والتناغم.

14ـ الخط السنبلي

قد تم اختراع هذا الخط على يد الخطاط عارف حكمت بن الحافظ وذلك في عام 1333 هـ، وقبل ذلك لم يكن الخط السنبلي معروف، وبكتابه “بدائع الخط العربي” قد عدّ ناجي زين الدين الخط الديواني كأصل للخط السنبلي، ولهذا يمكن وزن حروف الخط السنبلي بحروف الخط الديواني.

كما أنه قد أشاد في كتابه “مصور الخط العربي” بأن الحروف الخاصة بالخط السنبلي المنفردة، مشتقة من الخط الديواني وخط الطغراء والإجازة.

15ـ خط الوسام

واحد من أنواع الخطوط العربية والتي قد قام بتطويرها الفنان التشكيلي وسام شوكت، وهو كذلك يعد تطوير للخط السنبلي.

16ـ خط الطغراء

الطغراء كلمة ذات أصل تتري، وتعني السلطان أو لقب الحاكم، وهي رسم خاص يشبه التوقيع أو الختم، ويعد ذلك الخط من أرقى أنواع الخطوط التي قد ابتكرها الأتراك، حيث إنه يتميز بالجمال الزخرفي والتصرف الخطي في تجريد الحروف.

كما أن ما يميز خط الطغراء هو وجود ثلاث ألفات قائمة، من ثم تنزل بميل إلى اليسار كي تتلاقى مع الكلمات المتواجدة في الأسفل، ومن ثم يخرج التكوين الخطي ليكوّن شكلًا بيضاويًا، من ثم يتلقيا في نهاية الأمر على هيئة خطين متناسقين.

يتم استخدام خط الطغراء في كتابة السجلات والأسماء، وأول من استخدمه هو السلطان سليمان بن بايزيد، وقد اشتهر به السلاطين العثمانيون، وقد وظّف الخطاطون التركيين خط الطغراء ببراعة في خدمة الفن، حتى تجاوز قواعد الخط الكلاسيكية، وتم خضوع الطغراء لضرورات التعبير، فأصبح الابتكار فيه بديعي، وصُنع به لوحات ناطقة على جدران صامتة.

نشأة خط الطغراء

قد بدأت نشأةذ1لك النوع من الخطوط العربية في عهد السلطان بايزيد بن مراد الأول العثماني، وذلك حينما بدأ ظهور توتر في العلاقة ما بينه وبين السلطان المغولي تيمورلنك، فقام الأخير بإرسال تهديد وتوعد له، وقام بالتوقيع عليه ببصمة كفه وهي مليئة بالدماء، من ثم نشأت الحرب بينهما، وانتصر بها تيمورلنك.

ثم أخذ العثمانيون بصمته وقاموا بتصويرها وكتابة الطغراوات بها، وبمرور الوقت قاموا بتطوير شكلها حتى ظهرت بالشكل الأخير لها على يد مصطفى راقم، وذلك في عام 1240 هـ.

17ـ خط السياقة

أحد أنواع الخطوط العربية، وكان يُنطق بالعثمانية “سياقت”، وهو من أشهر الخطوط التي تميز بها مدرسة الخطوط العثمانية، والإدارة، وذلك نظرًا لأنه منتشر في التعاملات الوظيفية والنقدية والعينية، وهو من الخطوط الخاصة بالعاملين في الإدارة المالية العثمانية.

كما يتميز خط السياقة بأن حروفه مختصرة، ولا يمكن أن يتم قراءتها سوى بواسطة خبراء الخط، وذلك لأن حروفه لا يتواجد لها تنقيط في الغالب، ونظرًا لأنه لا يتبع القواعد الأساسية للخط التي تواجدت منذ القدم، وقد قال محمود يازير وهو من أحد أشهر الكاتبين بهذا الخط.

أن رسوم الحروف المتواجدة فيه تتشابه مع الحروف المتواجدة في الخط الديواني، وهي ما تكون عبارة عن مزيج ما بين خط الرقعة والخط الكوفي، ويتواجد بنوعين المنقوط والغير منقوط، فحين يتم كتابة أسماء الشهور والأرقام والأيام.

حيث تكون الحروف غريبة، ومختلفة عن المتواجدة في اللغة العربية، حتى اعتقد الناس أن السبب وراء تسمية الخط بالسياقة أن ذلك يتعلق بأن قراءته تتطلب معرفة سياق معنى الجملة، والكلمة التي تسبقها وتلحق بها.

كما قد اختلف الباحثون حول أصل خط السياقة، لكن أقدم من استخدم خط السياقة في الشئون الرسمية كان السلطان محمد الفاتح، وذلك في كتابة حجة وقف.

18ـ خط المشق

أحد أنواع الخطوط العربية، والمشق في اللغة هو جذب الشيء حتى يمتد ويطول بشكل أسرع، والمشق في الكتابة هي سرعة الكتابة وخفة اليد في تمديد وتمطيط الحروف، وهو من الخطوط التي قد وردت في المصادر القديمة، وحظي بمعارضة شديدة.

فقد قال عمر ـ رضي الله عنه ـ “شر أنواع الخطوط المشق“، إلا أنه رغم تلك المعارضة قد أصبح خط المشق مقبولًا فيما بعد، خاصةً في الكلمات التي تأتي في نهاية السطر، حتى لا يتم تقسيمها ما بين سطرين متتاليين، وقد قال القلقشندي: إن آخر السطر ربما ضاق عن كلمتين فتمتد التي وقعت في آخر السطر لتقع الأخرى في أول السطر الذي يليه.

المشق في عصرنا الحالي هو اسم الكراسة التي يكون فيها الحروف الموزونة بميزان مطبوعة، ومكتوبة مفردة مع غيرها من أنواع الخطوط العربية الأخرى، كما أنها تعني كذلك الكتابة من تلك الكراسة.

19ـ الخط المكي والمدني

أحد أنواع الخطوط العربية التي وصفها بن النديم بقوله: “إن الخط المكي والمدني في ألفاته تعويج إلى يمنة عند أسافلها وأعلى الأصابع، أي اللام واللام ألف، ممتدة عاليًا وفي شكلها انضجاع يسير”.

20ـ الخط السوداني

قد دخل الإسلام إلى غرب إفريقيا في القرن السابع الهجري، وذلك على يد أهل المغرب، وقد انتشر في أنحاء السودان خط المشق، وقاموا بإنشاء مدينة تمبكتو، التي أصبحت مركز المغرب العلوي الرابع، وتم نسب الخط السوداني إليها، وأسموه كذلك الخط “التمبكتي”.

21ـ الخط البهاري

أحد أنواع الخطوط العربية التي تم استخدامها في دولة الهند، وذلك منذ بداية القرن الثامن وحتى القرن العاشر الهجري، وقد تم تسميته بهذا الاسم نظرًا إلى مقاطعة بهّار المتواجدة في شرق الهند.

22ـ خط الكرشمة

من أنواع الخطوط العربية ذات الشكل الموسيقي، والتي لا تلتزم بقواعد الكتابة الصارمة المتعارف إليها في الخطوط العربية الأخرى، وكان المُبتكر لذلك الخط هو “أحمد اريامذ”.

23ـ خط المعلي

من أنواع الخطوط العربية الإيرانية، والتي وضع الخطاط حسين شيري كراسة، قام بشرح خط المعلي فيها، وهو واحد من أنواع الخطوط العربية الجميلة.

24ـ الخط القدوسي

قد ابتكر ذلك الخط محمود أبو القاسم القندوسي، وهو واحد من أجمل أنواع الخطوط العربية.

25ـ الخط الحر

أحد أنواع الخطوط العربية التي لا يتم كتابتها وفقًا لقاعدة معينة، وهو من الخطوط المستحدث أشكال حروفها، حيث تأخذ أشكال من جميع أنواع الخطوط العربية، وتعتمد كتابة الخط الحر على مهارة الكاتب والإبداع.

بالإضافة إلى القدرة على إدخال التحويرات على أشكال الحروف؛ لذا يلزم أن يكون الخطاط دارس أنواع الخطوط الأصلية حتى يتمكن من مراعاة كتابة الخط الحر بالشكل الصحيح، وأن يتمكن من إظهار حسن التنسيق، وجمال الزخارف بالخط.

صفات الخطوط العربية

قد كان هناك بعض العوامل الأساسية التي اعتمد عليها المبتكرون لجميع أنواع الخطوط، والتي تتمثل في:

  • أن يكون الخط واضح ويمكن فهمه.
  • سهولة الكتابة بالخط.
  • جمال شكل الخط.

حيث إن الخط المقبول في الشكل من أنواع الخطوط التي يمكن للكاتب أن يكتبها في وقتٍ أقل، ولا يحتاج لعدد صفحات كبير، بالإضافة إلى أنه مختصر، وجميع تلك الصفات تساعد الخطاط في أداء مهنته دون عناء وبمهارة وسرعة.

أما جمال المظهر فهي من إحدى الصفات التي يتطلع إليها جميع الناس مهما اختلفت أذواقهم، فعلى الرغم من أن الجمال نسبي بين كل فئة والأخرى، إلا أن الجميع يتفق على أن المناظر الطبيعية والطيور الملونة، والنظام، والترتيب من الأمور الجميلة التي تلفت الأنظار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى