هل يجوز الزواج من أهل الكتاب عند أهل العلم؟ وما هي شروطه؟ واضراره يمكنك التعرف عليهم الآن وأكثر عبر موقع الماقه ، حيث أن هذا السؤال يبحث عنه الكثير من الناس، ولكن من هم أهل الكتاب إنَّ مصطلح اهل الكتاب مصطلح يُطلق على غير المسلمين من اليهود والنصارى من أجل تمييزهم عن الأقوام الذين يعبدون الأوثان والأصنام.
كما أقدم لك: سورة البقرة للزواج في أسبوع ودعاء مستجاب لسرعة الزواج وحقيقة ذلك
هل يجوز الزواج من أهل الكتاب
- من بداية ظهور الدين الإسلامي ومع إسلام العديد من الرجال والمسلمين دون زوجاتهم وأزواجهم، انتشر السؤال حول هل يجوز الزواج من أهل الكتاب أم لا، أو حتى البقاء في العيش معهم.
- وقد اتفق علماء المسلمين بعد دراسة ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله الكريم، على أن زواج الرجل المسلم من سيدات أهل الكتاب جائز شرعًا، ولكن زواج السيدات المسلمات من رجال أهل الكتاب يعد من المحرمات.
- ولقد أمر الرسول الكريم في حياته وبعد دخول العديد من السيدات في الإسلام وبقاء أزواجهم على دينهم، أن يبعدوا عنهم وذلك لأن حياتهم معهم تعد محرمة ولا يمكن أن تستمر بعد دخول النساء في الإسلام إلا إذا أسلموا.
- كما أن زواج الرجال المسلمين من أهل الكتاب يفضل أن يكون من النصارى، وألا يكونوا من اليهوديات لأن الله ورسوله قالوا إن اليهود جميعًا أشد خلق الله كرهًا للمسلمين.
- كما وضع الدين الإسلامي العديد من الشروط التي يجب أن يلتزم بها الشخص المسلم، حتى يكون زواجه من نساء أهل الكتاب صحيح، ومن أهمها ألا تكون من الغير مؤمنين بالله وبوجوده أو لا تنتمي إلى أي دين.
- ولم يفرق الإسلام حين أباح الزواج من أهل الكتاب ومنعه عن النساء، ولكن هناك حكمة من ذلك وأهمها أن الأبناء دائمًا على دين أبيهم، كما أنه في حالة وجود أي خلاف في الكثير من الأحيان تكون الغلبة للرجل مهما كان دينه.
شروط زواج الرجل المسلم من أهل الكتاب
لقد أتفق علماء الدين فيما يخص موضوع هل يجوز الزواج من اهل الكتاب، على أن زواج الرجل المسلم من السيدة المسيحية جائز شرعًا، ولكنه غير جائز في المطلق بل له العديد من الشروط التي تقيده حتى يكون زواج صحيح وهي:
- من أهم الشروط أن يتأكد الرجل من أن المرأة التي يسعى للزواج منها في الأساس من أهل الكتاب، أي أنها تنتمي للدين المسيحي أو اليهودي بشكل صحيح، وأنها لا تكون من المرتدين عن الدين أو الملحدين الذين لا يؤمنون بأي دين.
- كما أنه من الضروري أن تكون حسنة السير والسلوك في مجتمعها وأن تكون من المحصنات أي الذين لا يزنون ومعروفين بالعفة، وذلك تطبيقًا لقول الله عز وجل في هذا الموضوع (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ).
- كما أن العديد من علماء المسلمين قد قالوا إنه من الشروط الأساسية للزواج من أهل الكتاب، أن تكون هذه المرأة من الغير معاديات أو الغير محاربات لدين الإسلام، وأنها تؤمن بكتاب من عند الله عز وجل.
- ومن هذه الشروط أيضًا ألا يحدث أي فتنة نتيجة هذا الزواج، سواء فتنة للرجل فيرتد عن الإسلام ويدخل في الدين الأخر، أو فتنة لأولادهم في حيث أنه لا بد أن يكونوا على دين الأب، أو حتى حدوث أي فتنة دينية أو طائفية في المجتمع.
أضرار زواج الرجل المسلم من أهل الكتاب
- يوجد بعض الأضرار التي من الممكن أن تنتج عن زواج الرجال المسلمين من نساء أهل الكتاب، حتى إذا توافر فيهم كل الصفات والشروط التي وضعها الله عز وجل ورسوله الكريم واتفق عليها أهل العلم والفقهاء في الدين.
- ومن أكثر هذه الأضرار أنه إذا أنتشر زواج الرجال المسلمين من نساء أهل الكتاب، سوف يزيد معدل العنوسة بين النساء المسلمين أكثر من المعدل الطبيعي، مما ينتج عنه ضرر كبير للمسلمات.
- كما أنه في الوقت الحديث ومع القوانين الجديدة في الزواج، فقد أصبح المسلم الذي يتزوج من أي امرأة من أهل الكتاب في بلاد الخارج، لا يكون له أي وصاية عليها وعلى أولاده في حالة الطلاق والخلاف مما يفقد شرط أن يكون الأولاد على دينه.
- وذلك لأن الشخص سوف يكون في موضع خوف على أولاده، حيث أنه من الممكن أن يجبروا أو ينضموا إلى دين أمهم، وليس لديه حق الاعتراض حسب القوانين الحديثة المنصوص عليها لزواج المسلمين من أهل الكتاب في بلاد الغرب.
استعمال المباحات كلها مقيَّد بعدم الضرر
- يعد هذا الأمر من القوانين الثابتة في كل الأمور المباحة في أمور الدين الإسلامي، حيث أن العديد من الأمور المباحة قد يكون لها بعض الأضرار التي تعود على الشخص أو على المجتمع.
- واتفق علماء المسلمين على أن استعمال كل المباحات مقيد بعدم الضرر، أي أنه إذا حدث أي ضرر من الأضرار التي قد قمنا بتوضيحها في الفقرة السابقة نتيجة للزواج من أهل الكتاب الذي تم إباحته في كتاب الله وسنة رسوله.
- فإن هذا الضرر يجعل إباحة هذا الزواج غير قائم، وأنه يصبح محرم في هذه الحالة بشكل خاص، وذلك لأن هذا الضرر قد ينتج عنه الكثير من المشاكل.
- ومن أهم هذه النتائج الأطفال والجيل الذي سوف ينتج من هذا الزواج، الذي من الممكن أن يجبر على التكفير والدخول في دين الأم، والأطفال ينتمون تلقائيًا للدين الذي ينشئون عليه.
حكم الزواج من أهل الكتاب في بلاد غير المسلمين
- قد يسأل الكثير من الشباب حول هل يجوز الزواج من أهل الكتاب في بلاد غير المسلمين أم لا، وخاصةً أن نسبة السفر للبلاد الغير مسلمة أصبحت كثيرة ومنتشرة في هذه الفترة بشكل كبير.
- ولقد اتفق علماء المسلمين على أن الزواج في بلاد الغير مسلمين من أهل الكتاب يعد جائز وغير محرم، وذلك لأنه يحمي الشباب من الوقوع في بعض الأمور المحرمة التي تفوق حرمتها المشاكل التي ينتج عن هذا الزواج.
- وبالرغم من هذه الإجازة لزواج الرجال في بلاد غير المسلمين من أهل الكتاب، إلا أنه إذا وجدت نساء مسلمين حوله يكون الأمر أفضل، وإذا لم يوجد فإنه من الضروري أن تتوافر كل الشروط والأحكام في هذه المرأة.
- كما يجب أن يضع الرجل المسلم في تفكيره أن القوانين الخاصة بالزواج من أهل الكتاب في البلاد الأجنبية، أصبحت تنص على عدم السيطرة أو وجود أي حقوق له في إجبار الأبناء على اعتناق دين الإسلام.
حكم نكاح نساء أهل الكتاب والأدلة من القرآن على ذلك
- ورد هذا نص في كتاب الله عز وجل في سورة المائدة الآية 5، (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
- ولذلك يجب أن نوضح الشرط في هذه الآية، والذي تم ذكره في كلمة المحصنات التي تعني السيدات الأحرار والتي تعف نفسها، وهذه النساء أحل الله زواج الرجال المسلمين منهم.
- كما قال بعض علماء التفسير أن المقصود بالمحصنات، السيدات ذات الديانة غير المسلمة والتي تحافظ على عفتها، والنساء التي تحمي نفسها من الزنا وأختلف الكثير حول هل المقصود بهم نساء النصارى أو نساء اليهود.
- ولكن بعضهم أتفق حول أن المقصود نساء النصارى وذلك لأن العديد من الصحابة والتابعين، قد تزوجوا من سيدات نصارى ولم ينهاهم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام عن ذلك بنص صريح.
- واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى في سورة المائدة الآية 82، (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)، وقالوا إنه نهي عن الزواج من اليهود لأنهم أشد الناس كرهًا وعداوة للإسلام والمسلمين.
الدليل من القرآن الكريم عن حكم الزواج من أهل الكتاب
- قول الله عز وجل من سورة البقرة الآية 122، (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).
- وقوله تعالى في سورة النور الآية 32، (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
- وقوله عز وجل في سورة المائدة الآية 5، (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
زواج الرسول من مارية القبطية
- الكثير من الناس الذين يبحثون عن موضوع الزواج من أهل الكتاب، يقولون إن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قد تزوج من مارية القبطية، ويكون في ذلك دليل على أن الزواج من أهل الكتاب جائز.
- ولكن الصحيح في ذلك الأمر أن الرسول لم يتزوج من مارية القبطية، ولكنها كانت أمة عنده وهدية أهداها له المقوقس من مصر، وكان هذا بعد الصلح الشهير صلح الحديبية.
- والأمة مهما كانت ديانتها فهي حلال للرجل المسلم، وذلك لأنها مما يطلق عليهم ملك اليمين، والذي ورد تحليل الاستمتاع بهم ومعاشرتهم كزوجات للمسلمين في سورة المؤمنون.
- وذلك في قول الله عز وجل في الآيات 4/5 من سورة المؤمنون، (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون* إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ).
- وهذا لا يحرم زواج المسلمين من أهل الكتاب، بل أن الزواج من أهل الكتاب للرجال المسلمين حلال بصورة واضحة، وورد ذكره في الكثير من الآيات القرآنية بشروط محددة، لكن من الضروري التوضيح أن الرسول الكريم لم يتزوج من غير مسلمة.
