مقدار زكاة الفطر بالكيلو

مقدار زكاة الفطر بالكيلو فلقد شرع الله (سبحانه وتعالى) زكاة الفِطر تزامنًا مع فريضة صيام شهر رمضان، وذلك في السنة الثانية من الهجرة، وقد سُمِّيت بالزكاة؛ لما فيها من تزكية وتطهير للنفس، ومن أدلّة مشروعيّة زكاة الفِطر ما ورد عن ابن عباس (رضي الله عنه) من أنّه قال “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ زكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطُعمَةً للمساكين”؛ لذا فإنّ من حِكمة مشروعيّة زكاة الفِطر تطهير الصائم ممّا يقع فيه من لَغو الكلام؛ فالحَسَنات يُذهِبْن السيِّئات، كما أنّ في زكاة الفِطر نَشرٌ للمَودّة بين الناس؛ فهي تُغني المُحتاجين عن ذُلّ السؤال، وتعتبر زكاة الفِطر زكاة للبدن؛ فقد أنعمَ الله (عز وجل) على العبد بنعمة الحياة عام آخر بصحّةٍ وعافية، وسنوضح في هذا المقال مقدار زكاة الفطر بالكيلو عبر موقع الماقه

مقدار زكاة الفطر بالكيلو

ورد عن الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) أنّه كان يخطب في المسلمين يوم عيد الفِطر، ويحثُّهم على تأدية زكاة الفِطر، والتي قد اختلف العلماء في مقدارها، وماهيّتها، وفيما يلي بيان ذلك:

• الحنفية: رؤوا أنّ صدقة الفِطر تُخرَج من 4 أصنافٍ، هي الحنطة، التمر، الزبيب، الشعير، ويكون مقدار الزكاة من الحِنطة نصف صاعٍ، ومن الشعير والتمر والزبيب صاعًا كاملًا، ويكون إخراج أيّ صنف من الأربعة عن الفرد الواحد، وأجازوا إخراج قيمة الزكاة الواجبة نقود، وهو الأفضل عندهم.
• المالكية: رؤوا أنه يجب إخراج صاع للقادر عليه، وإذا كان جزءًا من صاع، فيُخرجه دون حَرَج، ويقوم بإخراج صاعًا عن كلّ شخصٍ، ويجب إخراج صدقة الفِطر من الأصناف التي اعتاد القوم الاقتيات بها، وهي الشعير، القمح، الذرة، السلت، الدخن، التمر، الأرز، الأقط، والزبيب، بينما لا يجوز إخراجها من أصناف غير تلك الأصناف التسعة، مثل إخراج العدس، والفول، إلّا إذا قد تعارفَ الناس على الاقتِياتِ بها، وتركوا التسعة أصناف.
• الشافعية: رؤوا أنّ القَدْر الذي يجب إخراجه عن كلّ فرد هو صاعٌ ممّا اعتاد المسلمون الاقتيات به، وقد تدرَّج أصحاب ذلك المذهب في أفضل الأقوات للزكاة على الترتيب التالي: القمح، السلت، الذُّرَة، الأرز، الحمص، العدس، الفول، التمر، الزبيب، الأقط، اللبن، وآخرها الجبن.
• الحنابلة: أوجبوا على كلّ شخص صاعً من القمح، أو الشعيرٍ، أو الزبيب، أو التمرٍ، أو الأقط، ويُجوز إخراج دقيق القمح إذا كان وزنه يعادل وزن الحَبّ منه، فإذا لم تتوفر هذه الأصناف، فيجوز إخراج ما يحل محلها من كلّ ما يصلح قُوتًا، مثل الأرز، الذُّرَة، أو العدس، أو غير ذلك.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ العلماء قد اجتهدوا في تحديد مِقدار الصاع النبويّ؛ حيث قَدّروه بـ 4 أمداد؛ والمُدّ يعادل مِلء اليدَين المُعتدِلتَين، أمّا من حيث الوزن؛ فجمهور الشافعية والحنابلة والمالكية قدّروه بـ (2 كجم و175 جم)، وقدّره الحنفية بـ (3 كجم و296 جم)، وقدَّرته اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية بـ (3 كجم)، وهو نفس الرأي الذي قال به ابن باز، وقدّرها ابن عثيمين بـ (2 كجم و200 جم)، ويرجع اختلاف العلماء في ذلك إلى أنّ الصاع هو مكيال يقيس الحجم، وليس الوزن، إلى جانب اختلاف نوع الطعام المَكيل من ناحية الوزن، بل قد يختلف وزن الصاع من نفس الصنف؛ حيث أن المحصول القديم يقل وزنه عن المحصول الجديد؛ لذا تكون الزيادة أحوط للمسلم، وذهب المالكية، والحنابلة، والشافعية إلى تقدير الصاع النبويّ بخمسة أرطالٍ وثُلث بالعراقيّ، وخالفهم في ذلك الحنفية؛ فقالوا إنّه يعادل 8 أرطالٍ بالعراقيّ.

حُكم إخراج زكاة الفِطر من الأرز ومِقدارها

يجوز القيام بإخراج زكاة الفِطر من الأرز وغيره من الأصناف المُتعارف عليها، حتى وإذا لم يكن من الأصناف التي قد حدَّدَها الفقهاء؛ وهو قول الشافعية، والمالكيّة، وذهب الحنابلة إلى جواز إخراجها من أصناف غير التي حُدِّدت في حال عدم وجود تلك الأصناف؛ أي يجوز إخراج الأرز في حالة عدم وجود أيٍّ من الأصناف التي حُدِّدت سابقًا، بينما الحنفيّة رؤوا أنّ زكاة الفِطر لا تجوز بغير الأصناف التي حدّدوها، لكن الشخص إذا أراد إخراج غيرها، فيجب أن يُخرج مقدار قيمة الزكاة، ويشتري به الصِّنفَ الذي يرغب في إخراجه، مثل الأرزّ، ويجوز إخراج زكاة الفِطر من الأرز، وغيره من الطعام ممّا اعتاد عليه سُكّان المنطقة؛ فالأصناف التي اختصّها العلماء بصدقة الفِطر إنّما هي مِمّا تعارفَ عليه الأشخاص في عهد الرسول (صلّى الله عليه وسلّم)؛ لذا يجوز إخراج الزكاة من الأرزّ، لا سيّما إذا كان من الطعام المرغوب فيه عند الناس.

وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال وذلك بعد أن تم التعرف على ما ذهبت إليه المذاهب الأربعة حول مقدار زكاة الفطر بالكيلو وحكم إخراج زكاة الفطر من الأرز ومقدارها، ونرجو أن ينال المقال على إعجابكم.