العوامل الخارجية المؤثرة في تشكيل سطح الأرض
العوامل الخارجية المؤثرة في تشكيل سطح الأرض لها الكثير من التأثير على شكل التضاريس الخارجية للأرض، وأثرت على شكلها بصورة كبيرة، فقد أثبتت الدراسات أن هناك الكثير من التغييرات الحادثة في شكل الأرض بسبب هذه العوامل، لذلك فسنحاول هنا في موقع الماقه أن نتحدث عن العوامل الخارجية المؤثرة في سطح الأرض وتأثيراتها المختلفة.
العوامل الخارجية المؤثرة في تشكيل سطح الأرض
منذ آلاف السينين ومنذ بداية الخليقة هل تظن أن سطح الكرة الأرضية مثله كمثل يومنا هذا؟ بالطبع لا. فلسطح الأرض عوامله الخاصة المؤثرة فيه والتي تجعل من الصعب بقائة على حاله طوال تلك القرون، حتى ولو كانت تلك العوامل تستلزم العديد من السنين إلا أنها تغير من حال سطح الأرض على أي حال.
لذلك وانطلاقًا من تلك النقطة فسيكون موضع حديثنا اليوم عن العوامل الخارجية المؤثرة في تشكيل سطح الأرض، والتي سنتعرض إليها من خلال تلك الفقرات التالية:
1- عوامل متعلقة بالمياه
بالرغم من نعومة المياه وضعفها الشديد إذا حاولنا أن نقارنها بالعناصر المكونة لصخور وطبقات الأرض، إلا أن المياه وعلى مدار السنين، يمكنها أن تؤثر وتغير في شكل وتضاريس الأرض من جبال ووديان وهضاب وسهول، وغيرها من الظواهر والأشكال الأرضية المختلفة، ونتعرض هنا لأهم هذه العوامل الخارجية المؤثرة في تشكيل سطح الأرض والمتعلقة بالمياه.
أولا الأنهار
فمع حركة الأنهار من الأماكن ذات الارتفاع العالي لتصل إلى مصباتها في الأماكن ذات الارتفاع المنخفض، تقوم بنقل الكثير من صخور التربة الصغيرة خاصة في أوقات الفيضان، فتؤثر على خصوبة التربة في الأماكن الجديدة وتنقل لها الكثير من العناصر الجديدة عنها.
ثانيا الأمطار
فعند سقوط الأمطار على سطح الأرض، خاصة في حالة الأمطار المتواصلة والشديدة والمتكررة، فمن الممكن أن يقوم جريان المياه الشديد المندفع بتفتيت الصخور الضخمة إلى صخور ومكونات صغيرة، وليسهل نقلها مع سريان مياه الأمطار إلى أماكن جديدة، كما أن المياه السارية تقوم بحفر وتشكيل الوديان وتغير من خواص التربة.
ثالثا الأمواج
تلعب الأمواج دور كبير جدا في تغيير شكل الأراضي المحيطة بالبحار والمحيطات، وقد تقوم بالتغيير من شكل ومظهر الصخور المحيطة بالسواحل، عن طريق تفتيتها وتكوين تضاريس جديدة.
2- عامل الرياح
فللرياح مكان كبير ومهم بين العوامل المؤثرة في تشكيل سطح الأرض، فعند هبوب الرياح من مكان ما إلى مكان آخر، تقوم وقتها الرياح بحمل الكثير من الأتربة وفتات الصخور المتكسرة من مكان إلى مكان آخر، لتترسب بعد فترة في المكان الجديد، مغيرة في خواصه وطبيعته وتضاريسه.
3- عامل الحرارة
التغيرات في الحرارة تؤثر في تشكيل سطح الأرض، وعند التباين الشديد في درجات الحرارة، ينعكس ذلك على حالة الصخور، فعند ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبيرة فإن هذا ما يؤدى إلى تمدد الصخور بشكل كبير لتعود إلى الانكماش عند حلول الليل، وهو ما يؤدى إلى تكسرها وتفتتها مع مرور الزمن.
يوجد تأثير آخر للحرارة، يجعله من أهم العوامل الخارجية المؤثرة في تشكيل سطح الأرض في الوقت المعاصر، لما له من تأثير شديد خاصة عند زيادة درجات الحرارة بمعدلات كبيرة إلى تبخر كميات ضخمة من المياه، وتبخرها من الأنهار والمحيطات، مما يؤدى لجفافها وتغير تضاريسها مع مرور الزمن، كما له من أثر سيء على ذوبان القمم الجليدية والتأثير على المناطق القطبية.
4- نمو النباتات
فعند نمو النباتات قرب الصخور المكونة من القشرة الأرضية، يؤثر ذلك عليها بشدة، فلحاجة النباتات لشق طريقها نحو الشمس عاليا، ولأسفل حيث يمكنها الحصول على المياه والغذاء، تقوم بإفراز بعض المواد الغريبة التي تعمل على إذابة الصخور، لتؤدي في النهاية لتفتتها وتكسيرها في النهاية.
دور الإنسان في تغيير سطح الأرض
يعد الإنسان وما يقوم به من أنشطة مختلفة، سواء كانت بقصد أو دون قصد، أحد أهم العوامل الخارجية المؤثرة في تشكيل سطح الأرض.
يمكن أن نلاحظ تأثيرات الأنشطة البشرية من خلال شق الطرق والأنفاق، وحفر المجاري المائية، وبناء سدود المياه وقطع الأشجار، بالإضافة للأنشطة التعدينية المختلفة التي يقوم بها.
فكما يستفيد الإنسان من الأرض ويعيش عليها، ويعتمد عليها في الحصول على احتياجاته وما يفيده للبقاء على قيد الحياة ويقوم بالتطور، وجب عليه أن يعي ما قد يؤثر على شكل الأرض ويتقى ما قد يغيره من شكلها وتضاريسها بشكل ضار، فقد يطوله الضرر في نهاية الأمر.
العوامل الداخلية المؤثرة في تشكيل سطح الأرض
هناك العديد من العوامل الداخلية التي تحدث في باطن الأرض، ويصل تأثيرها إلى السطح، وهي هنا تختلف عن العوامل الخارجية المؤثرة في تشكيل سطح الأرض في إنها لا نشعر بها أثناء حدوثها في كل الأحيان، بالرغم من أننا نستطيع أن نرى آثارها، كمان أنها في الغالب تحتاج للكثير من الوقت.
يمكننا تقسيم العوامل الداخلية المؤثرة في تشكيل سطح الأرض، إلى تقسيمين، معتمدين على المدى الزمنى الذي يحتاجه هذا العامل، ليقوم بتأثيره على شكل السطح، ويكون التقسيم كالتالي:
أولا العوامل الداخلية البطيئة
تحتاج هذه العوامل إلى فترات زمنية كبيرة جدا، قد تصل حتى إلى ملايين السنين، حتى تنتهي من وضع تأثيرها على سطح الأرض، وتحدث في باطن الأرض وجوفها وليس على السطح الخارجي، ومن أهم هذه العوامل:
- الالتواءات: تحدث غالبا في الصخور الرسوبية، وذلك كنتيجة لما يحدث من ضغط على هذه الصخور مكونة للمنخفضات والأودية، في حال إن كان هذا الالتواء للأسفل، أما إن كان هذا الالتواء للأعلى فتتشكل حينها الجبال الالتوائية.
- الانكسارات: وتحدث الانكسارات كنتيجة للضغط الكبير التي تتعرض له طبقات الصخور النارية والمتحولة، فيؤدى الضغط الشديد إلى انكسارها، ليتشكل عنه الجبال الانكسارية، كسلسلة جبال البحر الأحمر على سبيل المثال، أو بعض المناطق المنخفضة مثل غور الأردن الموجود بين المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين.
ثانيا العوامل الداخلية السريعة
بعكس العوامل الداخلية البطيئة، فلا تحتاج هذه العوامل السريعة إلى فترات زمنية كبيرة حتى تقوم بدورها في تشكيل سطح الأرض، والفارق الثاني الجوهري بين العوامل السريعة والعوامل البطيئة، يكمن في أن الإنسان لديه القدرة على تبين ومشاهدة هذه التغيرات بعينه أو بأجهزة قياس خاصة، وأهم هذه العوامل:
الزلازل
هي هزات أرضية سريعة، وعادة ما تحدث في القشرة الخارجية للأرض، كنتيجة للانكسار الذي يحدث صخور هذه القشرة، وينتج عنها حدوث بعض الانهيارات الأرضية أو حدوث بعض التشققات في بعض الأحيان، كما قد ترتفع بعض أجزاء سطح الأرض أو قد تنخفض أجزاء أخرى، ويمكن قياس شدة الاهتزازات باستخدام مقياس ريختر.
البراكين
وتحدث البراكين عند اندفاع المواد المنصهرة، بالإضافة إلى الغازات من باطن الآراض إلى سطحها، وبعد فترة زمنية من انخفاض درجة حرارتها ونتيجة لتراكمها قد تتكون منها الكثير من التضاريس الجديدة، على سبيل المثال جبل فوجي البركاني والذي يعتبر أعلى قمة في اليابان إذ يبلغ قرابة الـ 4000 متر، أو هضبة الجولان في منطقتنا العربية على سبيل المثال.
كثيرا ما تؤثر الزلازل والبراكين على بعضها البعض، فعند حدوث الزلزال في منطقة بركانية، قد تحفز الهزات الأرضية وتوابعها البركان الخامل للثورة من جديد، أو أن يؤدى اندفاع الحمم البركانية من فوهة البركان لشعور المجاورين له بهزات أرضية تختلف في شدتها.
التغييرات الحادثة في سطح الأرض
بسبب العوامل الخارجية المؤثرة في تشكيل سطح الأرض بالإضافة للعوامل الداخلية، تنتج على مدار السنين الكثير من التغييرات والاختلافات في شكل الأرض، ويمكننا أن نتحدث عن اهم هذه التغيرات في الفقرات التالية:
أولا الكهوف والشقوق
تعرف الكهوف والشقوق بأنها تجويفات طبيعية في صخور الأرض وقد تكون لها فتحات في أغلب الأحيان، ولكن لا يشترط ذلك، وقد تتكون الكهوف من الأنشطة البركانية أو من ذوبان الجليد كالكهوف الجليدية، أو من تحلل الصخور المكونة لها مثل الكهوف المتحللة، وغيرها من الأسباب التي تؤثر على الصخور.
ثانيا الصواعد والهوابط
تعرف ظاهرة تكوين الصواعد والهوابط، عندما تتكون الأشكال الصخرية كنتيجة لترسيب من مادة كربونات الكالسيوم في سقف الكهف أو في أرضه.
ثالثا ظاهرة انجراف التربة
يحدث الانجراف بفعل مياه الأمطار الشديدة والسيول، فتقوم المياه الجارية بجرف الأتربة والرمال والحصى والصخور الصغيرة، وكل ما يعترض طريق سريانها، وتحمله من المناطق المرتفعة، وتنقلها معها حتى تترسب في الأماكن المنخفضة.
رابعا الطيات
تتكون الطيات كنتيجة لزيادة الضغط على سطح الأرض، إذ أن الطبقات الصخرية تتعرض لمقدار عالي جدَا من الضغط بفضل الجاذبية الأرضية، فيؤدى هذا الضغط إلى التوائها وتكوين هذه الطيات.
خامسًا الصدوع
تحدث ظاهرة الصدوع في الطبقات الصخرية الهشة، فعند تعرضها لقوة عالية من الشد والضغط تتكسر هذه الطبقات الصخرية الهشة مكونة هذه الصدوع.