اسلاميات

قصة سيدنا نوح عليه السلام مختصرة والدروس المستفادة منها

قصة سيدنا نوح عليه السلام مختصرة بها مواعظ عظيمة، حيث تعلمنا كيفية الإصرار والتمسك بالحق، حيث كان بني آدم في ذلك الوقت بحاجة إلى نبي يهديهم إلى عبادة الله -عز وجل-، ووقع اختياره سبحانه وتعالى على سيدنا نوح ليحمل دينه إلى الناس ويبلغهم بهم.

لذا من خلال هذا الموضوع الذي سيعرضه لكم موقع الماقه سنتعرف سويًا على قصة سيدنا نوح عليه السلام مختصرة، ليس ذلك وحسب بل سنتطرق أيضًا لذكر الدروس المستفادة من قصته.

قصة سيدنا نوح عليه السلام مختصرة

وهب الله سيدنا نوح النبوءة وأمره بدعوة قومه إلى عبادة الله الواحد، ولكن كعادة أي قوم كذبوا رسولهم، فخسف الله بهم الأرض بطوفان، فأصبحت نبوءة سيدنا نوح نجاة للبشرية، حيث إن كل كائن حي موجود الآن كان ناجي من الطوفان على سفينة نوح، فترددت بعض الأقاويل أن ظل سيدنا نوح عليه السلام يدعو قومه تسعمائة وخمسين عامًا دون كلل أو ملل، فاتهمه قومه بالجنون وتعجبوا لصنعه لسفينة وهم في الصحراء ساخرين منه كيف ستسير السفينة في الصحراء، ولكن كان هذا بأمر الله، وما كان على النبي سوى التنفيذ.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قصة مريم عليها السلام للأطفال كاملة والدروس المستفادة منها

مولد سيدنا نوح

قبل أن نتطرق لعرض قصة سيدنا نوح عليه السلام مختصرة، في البداية هو نوح بن لامك بن متوشلح بن خنوخ، وهو إدريس عليه السلام، بن مهليل بي قينان بن شيث بن آدم أبي البشر، وورد في التوراة أن تمت تسميته نوحًا لنوحه الشديد على ذنبه، فولد بعد سيدنا آدم بعشرة قرون، حيث قال ابن عباس: “انَ بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُا عَلَى الْإِسْلَامِ”، ونقل ابن عاشور من كتاب التوراة أن نوح ولد فى عام ألفين ثمانمئة وست وثمانين قبل الميلاد.

قصة سيدنا نوح عليه السلام مختصرة وبعثه لقومه

اختلفت الأقاويل حول سن نوح عليه السلام عند إبلاغه البنوءة فيقال أنه كان فى الخمسين من عمره ويقال أنه كان فى الثلاثمائة والخمسين من عمره، وتمت بعثته أنه بعث إلى بلاد ما بين الرادفين حسبما تداولت الأقاويل بعد ما عبد الناس فيها الأصنام والطواغيت وانتشر الضلال والشرك بالله فكان نوح عليه السلام من أول الرسل التى ارسلت للأرض.

مراحل الدعوة

كم لبث نوح يدعو قومه؟.. كان يتملك نوح نوعين من الصراعات داخلي وخارجي، حيث عندما أرسله الله ليهدي الناس ويجعلهم يتركون عبادة الأصنام ويعبدوا الله الواحد الأحد حاربوه؛ حتى زوجته وابنه لم يصدقوه واتهموه بالجنون وحاربوا الدعوة، فحاول استخدام أساليب مختلفة في دعوته فقد استخدم، الترغيب والترهيب والإثبات بالطرق العلمية.

كان قومه يستمرون في الطغيان والعناد ويجادلونه بأي شئ حتى لا يصدقوه، فكان نوح يدعو ليلًا ونهارًا سرًا وعلانية أن يهدي الله قومه، حيث ذكر في القرآن الكريم: “ َالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا” سورة نوح (5).

فيومًا بعد يوم يزداد كفر قومه واتهموه باتهامات عديدة ومختلفة، وفي كل مرة يؤكد لهم على عدم انتظاره لأي أجر مقابل ذلك، إنما هو نبي من عند الله، فظل يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، حيث قال الله -تعالى-: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ” سورة العنكبوت (15).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  قصة موسى عليه السلام مع فرعون كاملة

جحود قوم نوح

ضمن إطار عرضنا لقصة سيدنا نوح عليه السلام مختصرة، تجدر الإشارة إلى أنه لم يؤمن أحد من الناس بدعوة نوح، وقابلوا الدعوة بالسخرية والإستهزاء فكان يدعوهم يوم بعد الآخر؛ فإعتقدوا أنها لم تستمر طويلًا.

لكن عندما رأوا أن الفقراء والضعفاء آمنوا به فأتخذ الكافرون هذا حجة  ليهجوا عليه ويمنعوه من الاستمرار وهددوه بطرد من آمنوا به، فليس من المنطقي في رأيهم أن يؤمن سادة القوم بما يؤمن به الفقراء فتدارك نوح أن تهديد قومه ما هو إلا عناد.

ورد عليهم بحكمة أن هؤلاء الضعفاء والمساكين ضيوف الله فلا يستطيع طردهم فمن سيحميهم من الله يوم القيامة إن كفروا بيه، فسئم قومه من الجدال وطلبوا منه تعجيل العذاب الذي توعدهم به، فقال -تعالى-: “قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ” سورة هود (32)، فيأس نوح وقتها بأن يؤمن قومه بعدما تيقن أنه بذل كل ما في وسعه ليجعلهم يؤمنوا ولكن بلا فائدة .

فقال لله -تعالى-: “وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا” سورة نوح (26)، فعزى حزن نوح على الله بأن لم يؤمن من قومه أحد، وقال لا تحزن فقال -تعالى-: “وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ” سورة هود (36).

زوجة نوح عليه السلام

لا جدوى من أمر النسب أو العائلة إذا كان الشخص لا يؤمن بربه، فكانت امرأة نوح تسخر منه، ولم تؤمن بدعوته فغرقت في العذاب مع ابنها.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  قصة النبي يونس عليه السلام مختصرة والدروس المستفادة منها

نوح عليه السلام والسفينة

كيف حدث الطوفان وكيف استدرك الناس به؟.. أمر الله نوح بأن يصنع سفينة كبيرة لم تعرفها البشرية من قبل، فقام نوح بزرع الأشجار وانتظارها حتى تمت النمو فقطعها، وصنع من أخشابها السفينة فكلما مر عليه جماعة من قومه سخروا منه واستنكروا كيف ستسير السفينة بدون مياه أين البحر أو النهر الذي ستسير فيه فقال -تعالى-: “وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ” سورة هود (38).

فأخذت زراعة الأشجار وصنع السفينة سنوات عديدة حتى تم البناء، وكان الله يطمئن نوح وهو يصنع السفينة بقوله -تعالى-: “بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا” سورة هود (37)، كان قوم نوح يروه هو ومن آمن به يبنوا السفينة تصيب الدهشة قلوبهم وكأنه غثبات لهم على جنونه كما يعتقدون.

يوم الطوفان

بدأ الطوفان يظهر علاماته بإنفجار التنور حيث قال -تعالى-: “حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ” سورة هود (40).

اختلفت التفسيرات حول ما هو التنور قال البعض أنه وجه الأرض، وقال البعض الآخر أنه بزوغ نور الفجر، وقام نوح بتنفيذ أمر الله وأخذ من كل الدواب أثنين ومن آمن معه، وكان عددهم ثمانون شخصًا، فبدأت عيون الأرض بالإنفجار ونزل المطر بغزارة وسارت السفينة في الماء؛ فقال -تعالى-:  “وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” سورة هود (41).

أثناء سير السفينة في أمواج مرتفعة شبهها الله بالجبال، حيث قال -تعالى-: “وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ” سورة هود (42)، نادى نوح ابنه ليؤمن بالله ويركب معه السفينة فاستكبر ابنه، وقال له أنه سيصعد إلى جبل عالي يحميه من الطوفان، قال -تعالى-: “وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ” سورة هود (42).

فقال له نوح لا يوجد اليوم ناجي من الطوفان، إلا من آمن بالله فوقف الموج حائل بين نوح وابنه؛ فكان من الغارقين، لكن قدر الله أن يغرق الابن دون أن يراه الأب رحمةً من الله بسيدنا نوح، حيث قال -تعالى-: “ قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ “سورة هود(43).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  اذكر قصة الثلاثة الذين حبستهم الصخرة ففرج الله عنهم

عاقبة قوم نوح عليه السلام

ذكر في كتاب التوراة أنه بعد أن غمر الماء الأرض وغرق كل شيء بسبب الطوفان، بقت السفينة في الماء حوالي أربعون يومًا وليلة، كما ذكر أيضًا أن سيدنا نوح أرسل في بادئ الأمر غراب ليعرف ما فعلته الأمواج، فلم يعود فأرسل حمامة فرجعت إليه مرة أخرى.

لكنه لم يرى فى أرجلها موضعًا فأرسلها مرة ثانية بعد 7 أيام فرجعت حيث أمست، وفي أرجلها ورق، ففهم نوح أن الماء قد قل، ثم انتظر سبعة أيام وأرسلها مرة أخرى، ولكن لم تعود إلية فعلم وقتها أن الأرض فقد برزت فرست السفينة عند جبل يدعى الجودي في العراق، فكان نوح حزين على ابنه الذي غرق.

أخذ يناجى الله قائلًا له: أن أبني من أهلي وكان وعدك حق بأن ترجع لي ابنى فأنت أحكم الأحكمين بالحق، وذكر ذلك في القرآن الكريم في: “وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ” سورة هود (45).

أبناء نوح وتقسيم البشرية

كان لأبناء نوح دور كبير في تقسيم البشرية، حيث كانوا هم حجر الأساس الذي تم تقسيم البشرية على أساسه، أكبر أبناءه يدعى سام كان عمره وقت الطوفان 98 عام، وعاش بعدها 500 عام ولديه خمسة أبناء هم (عيلام، آشور، آرام، أرباجشاد، لود)، وهناك اعتقاد أن الآشوريين والعبريين والعرب والآراميين من نسل سام.

حام وهو اسم ابن نوح الثاني وتزعم الأقاويل أنه والد الشعوب الأفريقية منهم القدماء المصريين والأمازيغ، أما الابن الثالث يدعى يافث ومن سلالته خرجت شعوب أوربا وله سبع أبناء (جومر، ماجوج، تيراس، جافان، ميشيخ، توبال، ماداي)، وبالنسبة للرابع فيدعى كنعان أو يام وهو الذي مات في الطوفان.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة

الدروس المستفادة من قصة سيدنا نوح

بعدما تعرفنا على قصة سيدنا نوح عليه السلام مختصرة، هنالك الكثير من الأمور التي يجب أن نتعلمها من قصة هذا النبي الكريم، ومنها:

  • الصبر على البلاء و فهم حكمة الله في جميع الأمور فلا تجذع من هموم الدنيا.
  • الثقة في الله دائمًا وعدم الخوف لأنه معنا في كل خطوة.
  • عدم التكاسل فى تقديم النصيحة والإرشاد للناس ويجب دائمًا الاستعانة بالله في جميع الأمور.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  قصة يأجوج ومأجوج كاملة وصفاتهم ووقت ظهورهم
بذلك نكون قد عرضنا لكم قصة سيدنا نوح عليه السلام مختصرة، وذلك بدءًا من ولادته، مرورًا بمراحل الدعوة، واستكبار قومه عليه، انتقالًا إلى يوم الطوفان، ليس ذلك وحسب بل تطرقنا أيضًا لعرض نبذة عن أبناء هذا الرسول عليه السلام، بالإضافة إلى الدروس المستفادة من قصته، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة المرجوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى