من هم السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة؟
من هم السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة؟ وما المقصود بذلك؟ حيث أنها سبعة من الصفات التي حددها الله تعالى لكي يظلهم بظله بالدار الآخرة، وهم المستحقين لنعمه التي وعدهم بها لأنهم تميزوا عن غيرهم من العباد، وبالتالي اعتبرهم الله تعالى من المقربين له دون غيرهم من العباد، وسوف نتعرف على التفاصيل عبر موقع الماقه.
من هم السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة؟
السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة هم الذين وردوا في الحديث الشريف القائل
وفي هذا الحديث النبوي الشريف توضيح لهؤلاء السبعة وتفسير لمكانتهم التي حظوا بها عند الله عز وجل، وهي أن يظلهم بعرشه يوم القيامة، وقد اصطفاهم دون غيرهم للحصول على هذه النعمة والميزة الكبيرة، لتوافر الصفات التي وضحها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وسوف نتناول توضيح لكل صفة منها.
المقصود بالإمام العادل
الإمام العادل هو الشخص الذي يتولى الحكم بين الناس بالعدل في العديد من المسائل، وقد ينطبق هذا الوصف على الحاكم والقاضي أو غيره ممن يتولى الحسم واتخاذ القرار بين الناس، وقد وضعه الرسول الكريم في مقدمة الحديث ووصفه بأن من يستحق أن يظله الله تعالى بظله يوم القيامة لأنه حريص على تحقيق العدالة بين الناس.
معنى شاب نشأ بعبادة الله
وهو الوصف الثاني الذي ورد في الحديث الشريف ومعناه هو الشاب الذي يحرص منذ صغره على عبادة الله تعالى وينشأ في طاعة الله عز وجل، فعمر الشباب هو العمر الذي يمتلأ فيه الفتى بالنشاط، ولكن عليه الاجتهاد وعدم استغلال قدرته ونشاطه في ارتكاب المعاصي، بل يجب عيله توجيهها لإحسان عبادة الله تعالى، والابتعاد من ملذات ومغريات الحياة الدنيا.
رجل قلبه معلق بالمساجد
والمقصود به أنه الشخص المتعلق بأداء الصلاة في المسجد، وحبه لإقامتها في جماعة، والذي يتخذ المسجد للعبادة وحفظ وقراءة القرآن وليس مكان للاستراحة كما يفعل البعض، فهو مكان مقدس وليس منطقة للراحة.
رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه
وهو الوصف الرابع لمن يظلهم الله تعالى في ظل عرشه، وهما الرجلان اللذان يجتمعا على محبة بعضهما في الله، ويقومون بما دعا إليه الله تعالى، وهما اللذان يحافظان على عهدهما معاً في عبادة الله تعالى وإقامة حدوده حتى يفرقهما الموت.
لا يفوتك معرفة المزيد من التفاصيل من خلال: استغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله
ويُقصد به الرجل العفيف وهو الذي يستحق الجنة لأنه لا يستجيب للمغريات، ومنها دعوة امرأة ذات جمال له أو ذات منصب وجاه، وأنها ينال الأجر الكبير لعدم استجابته لذلك وخاصة أنها هي من تدعوه لذلك ويكون من السهل الوقوع في شباكها، ولكنه يتمسك بعقيدته ولا يهتم بذلك لذلك فهو يستحق أن يظله الله تعالى تحت عرشه يوم القيامة.
رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله
والمقصود بذلك أنه الرجل الذي يقوم بإخراج الصدقة في السر، فهذا الرجل يبشره الرسول الكريم بأنه من يستحق أن يظله الله عز وجل تحت عرشه، ويستحق جنته التي وعده بها، ونستدل من هذا الحديث على أهمية عدم إعلان الصدقة حتى أن اليد اليمنى لا تعلم شيء عما أنفقته اليد اليسرى، وهو تعبير مجازي يدل على أهمية إخفاء هذه الصدقة.
وفي قول آخر أن الحديث قائل بأن اليد اليسرى لا تعلم ما تنفقه اليد اليمنى، لأنه من المعروف أن اليد اليمنى هي التي تُعطي وليس اليسرى، فهذا الشخص المؤدي للصدقة لا ينتظر جزاء عليها، ونستدل من ذلك على أهمية الصدقة وفضلها العظيم وتأديتها في السر حتى تكون خالية من الرياء والتفاخر.
والصدقة هي نوع من التطوع الذي يتضمن إخلاص لله تتعالى، وهي مختلفة في مواصفاتها وحكمها عن الزكاة الواجبة، لأنها معلنة بصفتها فريضة مثل الصلاة، ولكن النوافل أفضل أن تكون في السر ولا يتم الإعلان عنها.
رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه
ومعناه الرجل الذي عندما يأتي ذكر الله يخشع قلبه، وتجود عينيه بالدموع، وهو آخر السبعة الذين سيظلهم الله تعالى في ظل عرشه، فهذا الرجل مرهف القلب ويخشى الله تعالى بدرجة كبيرة فيما يُسر وما يُعلن لإخلاصه الكبير لله تعالى، ورغبته في التقرب منه، لذلك فإن يمتلك هذه الصفة بعيد تماما عن المنافقين سواء باللسان أو بالقلب، ومن كثرة استشعاره لقربه من الله تعالى تفيض عينه بالدموع.
صفات أخرى لأشخاص يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة
لم تقتصر صفات الأشخاص الذي يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة على الصفات السابقة، بل وردت بعض الصفات الأخرى في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم 70 صفة أخرى ومنها ما يلي:
- من يخفف عن معسر أي عن شخص يحتاج للمال فيعينه.
- من أعان مجاهدا.
- من أعان غارما.
- من يعين في تحرير رقبة.
- من مشى إلى المسجد في الظلام.
- من أعان أخرق ( أي الذي لا يمتلك مهنة أو صنعة يتكسب منها).
- من يصل الرحم.
- من ينصح العباد لوجه الله.
- من لا تأخذه في الله عز وجل لومة لائم.
- من فرج عن كرب مسلم.
- من حيا سنة عن الرسول الكريم.
- من بر والديه.
- من يؤدي حقوق الله.
- من يقضي حوائج الله عز وجل.
- المهاجر.
- حامل القرآن الكريم.
فكل الصفات السابقة ينتظرها الرحمة من الله عز وجل، وهم من سوق يظلهم بعرشه يوم القيامة، والخالدون في الجنة، وهم المستحقون لها دوناً عن غيرهم من مرتكبي المعاصي والذنوب والتاركين للعبادات وللحقوق والأوامر التي أمرهم بها الله تعالى.
فمن يعمل عملاً صالحا يستحق الفوز بالجنة، بشرط أن يكون هذا العمل قادما من القلب، وأما من يتهاون في حقوق الله تعالى تهاونا أو تكاسلا منه فإنه سوف يحصد نتائج أفعاله في الآخرة، فلا يمكن مساواة من يؤدي حقوق الله تعالى بالتارك لها، لأن الله تعالى عدل ويجعل لكل عبد من العباد جزاء مماثل في الدار الآخرة عن أفعاله في الحياة الدنيا.