اسلاميات

من هو نبي قوم عاد

من هو نبي قوم عاد؟ وما هي قصة نبي عاد؟ كان الله ـ عز وجل ـ يُرسل لكل أمة رسول لهدايتهم، وكان لقوم عاد رسول سوف نعلمكم به من خلال موقع الماقه، كما أننا سوف نقدم لكم قصته كاملة، وما دار فيها من أحداث لا بد من معرفتها وأخذ العظة منها.

من هو نبي قوم عاد؟

أرسل الله إلى قوم عاد نبيًا يسمى هود، وكان ينحدر نسله نحو “هود بن عبد الله بن رباح بن الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح بن إدريس”.

كان إدريس نبيًا مصريًا، ولد في مصر وعاش فيها، وكانت رسالته تضمن التوحيد بالله وعدم الشرك به، والدليل على ذلك قوله تعالى: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ) [سورة هود: الآية 50].

كان يتصف بحكمته، وأخلاقه الحميدة، واختاره الله سبحانه وتعالى لكي يرسله إلى قوم عاد لهدايتهم، وعندما ذهب هود لدعوة قوم عاد للإيمان بالله، والتوضيح لهم أن هذا الكون ملك إله واحد هو الله لا إله إلا هو.

كما حاول أن ينهيهم عن عبادة الأصنام التي لا نفع لها ولا ضرر، كما حاول توضيح أن جزاء من يفعل ذلك الفوز بالجنة ونعيمها والخلد فيها، ومن يكفر بالله يكون جزائه النار وبئس المصير، وقد ضرب لهم المثل وذكرهم بقوم نوح وما حدث لهم نتيجة الكفر بالله.

فقد كان يريد الإصلاح من قومه والأخذ بيدهم إلى الجنة ورحمة الله، ولكن كان لقوم عاد رأي آخر في ذلك.

من هم قوم عاد؟

عندما نجيب عن سؤال من هو نبي قوم عاد لا نكتفي فقط بذكر اسمه، ولا بد من الاستمتاع بمعرفة ما دار من أحداث تخص ذلك القوم، والقصص التي تدور حول رسالة هود ودعوته، ففي تلك القصص عبرة وموعظة جليلة، يجب على كل مُسلم أخذ العظة منها.

قوم عاد كانوا مشهورين بالقوة البدنية الفلازية، ودليل ذلك قوله تعالى: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) [سورة هود: الآية 52]، حيث إنهم كانوا ينحتون البيوت في الجبال، ومكنهم الله في الأرض بذلك، ولم يعطي لغيرهم مثلما منحهم، ودليل على ذلك قوله تعالى: (وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً) [سورة الأعراف: الآية 96]، وأتاح الله لهم في قومهم الأنعام، والأشجار، والأنهار، والحدائق.

كانوا يتباهون دائمًا ببناياتهم، كما أنهم استطاعوا بناء مصانع المياه، وكانوا ذوي قوة وبطش، واستطاعوا بناء حضارة جميلة ومميزة تتحدث عنها الأجيال الناشئة حتى الآن.

موطن قوم عاد وشكل معيشتهم

استكمالًا لحديثنا عن إجابة سؤال من هو نبي قوم عاد، سوف نخبركم المكان الذي كان يعيش فيه قوم عاد، وكيف كان حال معيشتهم.

كان قوم عاد يسكنون الأحقاف، وتم ذكر ذلك في القرآن الكريم، من خلال قوله تعالى: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ) [سورة الأحقاف: الآية 21].

الحقف هو الطريق الطويل، الذي يوصف باعوجاجه بسبب الرمل، ومن الممكن أن يكون اسمًا لجبلًا، وهذه الأحقاف تقع بين اليمن وعمان، وتم تحديد الموقع في الجزيرة العربية والتي تمتد من صنعاء حتى واحة ليوا في الإمارات.

تحديدًا كانوا يسكنون في إرم، والإرم هو المكان الذي قام قوم عاد ببنائه، وقد توصلت الأبحاث إلى أن إرم هي المدينة الصخرية، وصف الله مدينة إرم بأنها المدينة الفريدة من نوعها التي تحتوي على أعمدة، ويوجد بها الكثير من المزارع وعيون أنهار، والحيوانات الكثيرة.

كما أن الله سبحانه وتعالى قد رزقهم بالأولاد حتى تكاثر عددهن وأصبحوا أقوى نتيجة لزيادة قوتهم العددية، ومدهم الله بالقوة العقلية والجسدية التي ظهرت في بنائهم لمدينة إرم.

دعوة هود لقوم عاد

من خلال إجابتنا عن سؤال من هو نبي قوم عاد سوف نتابع الحديث بتوضيح شكل الدعوة، وما قام به هود مع قوم عاد لدعوتهم إلى الإسلام.

دعا هود قوم عاد إلى عبادة الله سبحانه وتعالى، وعدم الشرك به، وترك عبادة الأصنام، ولكنهم رفضوا دعوته واتهموه بالكذب، وأن ليس هناك دليل على ما ينطق به، وقذ ذُكر ذلك في قوله تعالى: (قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) [سورة هود: الآية 53].

تم ذكر ردود قوم عاد في جميع سور القرآن الكريم بالنفي القاطع لصدق حديث هود، وجميع ردودهم تنصب في الرفض لهذه الدعوة، وعندما كذبوا بقول هود، أنكروا نعم الله عليهم، وتجبروا في الأرض وبطشوا فيها، وطغوا وكفروا بآيات الله.

كما أنهم ظلوا يتباهون بقوتهم ولم يعترفوا أنها من عند الله سبحانه وتعالى، وظلوا متمسكين بعاداتهم التي تأخذ جميعها إلى طريق الشرك بالله، دليل ذلك قوله تعالى: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) [سورة فصلت: الآية 15].

عندما أصرَّ قوم عاد على كفرهم، حذرهم هود من عقاب الله الذي سوف يحل بهم لا محالة، فقد دعا عليهم هود أن يُنزل الله بهم العقاب، وتبرأ من شركهم، وأخذ يدعي الله أن ينصره في دعوته، واستجاب الله لدعائه.

هناك العديد من الأقاويل التي تُثبت أن قوم عاد أول قوم أشركوا بالله بعد الطوفان الذي ألحق بقوم نوح، ولم يؤمنوا بالبعث والحساب والثواب والعقاب، وكانوا يظنون أنه ليس هناك قوة أكبر من قوتهم.

كيفية استقبال هود بطش قومه

لا بد من الاستفادة بالحديث عن هذه القصة من خلال إجابة من هو نبي قوم عاد، ومعرفة جميع جوانبها، لذلك لا بُد من السير مع أحداث القصة ترتيبًا، التوضيح أحيانًا يزرع التقى في قلوب المسلمين.

لم ييأس هود من نشر دعوته، ولكنه حاول مرارًا وتكرارًا أن يأخذ بيدهم إلى طريق الله والإيمان به، وكان دائمًا يوجه لهم أسئلة كونية، والتي تتمثل في الآتي:

  • من الذي رفع السماء بدون عمد؟
  • من المسؤول عن تتابع الليل والنهار؟
  • من خالق الشمس والقمر؟
  • من خلق الرياح والسحاب؟
  • من خالق البشر والحيوانات؟

كما أكد لقوم عاد أن من يتبع طريق الله سبحانه وتعالى، ويؤمن به، ويبتعد عن الشرك وما نهى عنه الله، وتاب عما فعل، يكون الله وليه، ويقف بجانبه، ويأخذ بيده حتى يصل به إلى طريق الجنة.

أما من يُصر على خطيئته، وشركه بالله، سوف يلقى خلود العذاب في الآخرة، ولكنهم تجاهلوا حديثه، ولم يهتموا لما ينطق به، وسألوه ما هو العقاب الذي سوف يلحق بنا إذا لم نؤمن.

توجه نبي الله هود إلى ربه ودعاه أن ينصره عليهم، واستجاب له ربه وأوقع العذاب بقوم عاد، فقد منع الله عنهم المطر، ومات زرعهم وماتت مواشيهم، ولكنهم حتى بعد ذلك الأمر لم يؤمنوا بالله، ولم يتعظوا، وتوجهوا إلى الأصنام يتوسلون إليها بأن تنقذهم، ولكنهم لم يجدوا منها سمع ولا استجابة، وحينها قد فات الأوان.

هلاك قوم عاد وجزائهم

انطلاقًا من حديثنا الذي بُني على إجابة سؤال من هو نبي قوم عاد، قد استطعنا الغوص فيما يخص هذه القصة الجميلة، ولكن حان وقت أخذ العبرة منها.

هنا الموعظة تتمثل في جزاء الله لقوم عاد والذي يتبين في قوله تعالى: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ) [سورة الحاقة: الآيات 6-8].

حضر عذاب قوم عاد، وأسقطه الله عليهم، انقطع عنهم المطر لمدة 3 أعوام، وعندما رآهم هود في حال متدهور حاول أن يتحدث معهم ثانيةً، ويدلهم على الطريق الصحيح، ولكنهم رفضوا.

حينها أقبلت عليهم الرياح الشديدة، وأسودت السحابة، فرح قوم عاد بذلك كثيرًا ظنًا منهم أنها رياح الأمطار، فقد ظنوا أن السحاب سوف يُطل امطاره عليهم، لكنها كانت سحابة الموت والهلاك.

أخذ هود معه من آمن بالله، واختبأ بهم من عذاب الله، والتقت الرياح بقوم عاد وكانت إعصار شديد القوة، قام بتدمير كل ما في القرية، أخذوا يتطايرون في الهواء، وبعدها يسقطون على الأرض، وتنكسر رؤوسه.

استمرت هذه الرياح لمدة سبع ليالٍ، وثمانية أيام، استمروا في هذا العذاب لمدة 8 أيام، ما أعظم عذاب لله لمن يجهل بالإيمان به، لم ينجو من ذلك العذاب غير هود ومن معه من المؤمنين، ودليل ذلك قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ) [سورة هود، الآية 58].

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى