اسلاميات

هل يجوز الجمع والقصر بعد الوصول من السفر

هل يجوز الجمع والقصر بعد الوصول من السفر وكيف يتم ذلك؟ وما هي الحكمة من مشروعية الجمع والقصر في الصلوات، سوف نوضح لهم إمكانية الجمع والقصر عقب وصولهم من السفر، وآراء كبار العلماء في هذا الموضوع والآراء الراجحة منها أو ما تم الاتفاق عليها مع التعرف على كيفية الجمع والقصر، بالإضافة إلى جواب كاف لسؤال هل يجوز الجمع والقصر بعد الوصول من السفر على وجه التحديد عبر موقع الماقه.

هل يجوز الجمع والقصر بعد الوصول من السفر

يجب التفريق بين حالتين من الوصول من السفر، الحالة الأولى وهي وصول المسافر بعد صلاة العشاء على سبيل المثال إلى وطنه ويكون قد نوى أن يبقى به مدة 4 من الأيام أو أكثر فيجوز له الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء ولكن على الترتيب، أي أن يصلي المغرب ومن بعده العشاء.

ولكنه لا يقصر في صلاة العشاء لأنه في حكم المقيم، ولكن لو وصل إلى بلد ليست موطنه أو محل إقامته، ولا ينوي المكوث بها أكثر من أربعة أيام فيكون في هذه الحالة في حكم المسافر أي يكون من حقه الجمع والقصر مع الترتيب بين الصلوات.

والأمر الصحيح حول إمكانية القصر للمسافر هي الجواز لأنه على سفر، وفيما يخص الجمع فلا يتم سوى عند الحاجة، والقصر من السنة، ولكن ما هي الأحوال التي يحق فيها للمسافر القصر، فقد أوضح الإمام أبو حنيفة النعمان أنه يجوز القصر في حالة السفر لمدة 15 يوم أو أقل، فلو زادت أيام السفر عن ذلك فلا يجوز القصر لأن الشخص في تلك الحالة يكون في وضع المقيم.

ويعني ذلك أن من يمكث ما يزيد عن 15 يوم في السفر فلا يكون من حقه القصر ولو ليوم واحد، وتبعاً لرأي الإمام ابن القيم فإنه يجوز القصر للمسافر طيلة مدة سفره، ما لم يهاجر أو يتخذ من السفر محل دائم لإقامته، ويعتبر هذا الرأي من أيسر الآراء، ولكن لو ترتب على ذلك ترك المساجد والانقطاع عن دور العبادة فلا ينبغي الأخذ به.

ووفقاً لما قاله الإمام ابن تيمية حول مسافة السفر التي يجوز بها القصر فإنه قال أن الله سبحانه وتعالى عندما علق الفطر والقصر بالسفر لم يحدد له وقت أو مسافة مهما طالت أو قصرت، لذلك فإن جميع ما يُطلق عليه سفراً يجوز به القصر كما ورد في كتاب الله وسنة رسوله.

أي أن جواب هل يجوز الجمع والقصر بعد الوصول من السفر هو: نعم، ولكن في حالات معينة وبضوابط كما شرحنا.

كيفيّة الجمع والقصر بعد الوصول من السفر

عندما ينوي المسافر أن يجمع بين الصلوات للحاجة فإنه يقوم بجمع صلاة الظهر مع صلاة العصر، والجمع بين صلاتي المغرب والعشاء، فله أن يصلي في وقت الظهيرة العصر مع الظهر وهو ما يُطلق عليه اسم جمع التقديم.

أو يؤدي صلاتي العصر والظهر بوقت العصر وهو ما يُسمى جمع التأخير، وفي حالة رغبته في الجمع بين المغرب والعشاء فله أن يُقدم عن طريق أداء صلاة المغرب مع العشاء بوقت المغرب، أو يؤخر فيصلي كلا الصلاتين بوقت العشاء.

ولكن يُشترط مراعاة ترتيب الصلوات أي أن يصلي الظهر أولاُ قبل العصر، ويُصلي المغرب أولاً قبل العشاء، ولا يحق للمصلي الجمع بين صلاة العشاء وصلاة الفجر، أو بين الفجر والظهر، ولا بين العصر والمغرب.

وعن قصر الصلاة فتكون عن طريق صلاة ركعتين بدلاً من أربعة، وهكذا الحال مع صلاة العصر أو العشاء، ولا يجوز القصر في صلاتي الفجر أو المغرب، فعلى المصلي أداء ثلاثة ركعات عن المغرب، وركعتي الفجر.

الحكمة والمشروعية من الجمع والقصر للمسافر

الدين الإسلامي من الأديان السماوية التي منحت الكثير من التشريعات التي فيها تبسيط وتيسير على المسلمين، فقد راعى الله عز وجل جميع الظروف التي يمر بها الإنسان ومنها أن يكون على مرض أو على سفر، لذلك شرع الله سبحانه وتعالى للمسافر القصر والجمع في الصلاة تحفيزاً له على القيام بالفرائض وعدم تركها أو التقصير بها.

ورفعاً للمشقة والتعب التي قد تحدث للمسافر، وقد كان في الصحابة من هم يُقصرون في الصلاة في حالة السفر ومنهم من كانوا يتموها إذا كانت لديه المقدرة على ذلك، ويُعتبر السفر من الأسباب الشرعية لتخفيف العبادات على المسلم فيُقبل منه العذر في بعض التكليفات والأحكام الشرعية.

والذي يدل على جواز القصر والجمع في الصلوات للمسافر قول الله تعالى في كتابه الحكيم، (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ)، كما روى ابن عباس رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يجمع بين صلاتي الظهر والعصر أو المغرب والعشاء عندما كان مسافراً بالمدينة.

شروط الجمع في الصلاة للمسافر

هناك بعض الشروط التي يجب أن تتوفر في المسافر حتى يمكنه الجمع بين الصلوات، وهي كالآتي:

  • أن تكون مسافة السفر أو مدته متوافقة مع الحكم الشرعي للجمع.
  • أن يكون السفر لطاعة من الطاعات أو لأمر مباح.

شروط القصر في الصلاة للمسافر

بعد معرفة هل يجوز الجمع والقصر بعد الوصول من السفر ومعرفة شروط الجمع إليكم أيضًا شروط القصر:

  • أن تكون مسافة السفر وهي 80.5 كم تبعاً لجميع المذاهب باستثناء المذهب الحنفي.
  • وجود نية للسفر: بمعنى أن يكون المسافر على علم بجهة سفره، فلو خرج من بيته ولا يعلم وجهته لا يكون له أن يقصر وذلك بإجماع جميع الآراء الفقهية.
  • من يسافر بقصد القيام بالأمور المحرمة لا يجوز له القصر كما لا تُقبل صلاته.
  • عدم توافر النية للإقامة: فلو كان في نية المسافر الإقامة بجهة القصر فلا يجوز له القصر.

أنواع السفر

وهناك أنواع للسفر من بينها:

  • السفر المحرم: وهو أن يكون بقصد ممارسة ما قد حرمه المولى غز وجل مثل قطع الطرق والتجارة بالأشياء المحرمة.
  • السفر الواجب: مثل السفر للقيام بفريضة الحج أو المجاهدة في سبيل الله أو في سبيل الوطن.
  • السفر المستحب: وهو السفر للقيام بالأعمال التطوعية مثل عمرة التطوع.
  • السفر المباح: وهو السفر لأي من الأمور المباحة من الناحية الشرعية.
  • السفر المكروه: مثل سفر الشخص بمفرده بدون رفقة إلا في حالة الحاجة إلى ذلك.

الجمع والقصر في الطائرة

من حق المسلم أن يحرص على أداء الصلاة في أوقاتها حتى ولو كان على سفر ويرى في نفسه المقدرة على إتمام الصلاة بدون استغلال التراخيص الشرعية، فيمكن للمسافر خلال تواجده في الطائرة المحافظة على أداء الصلاة خاصة لو كان من الصعب أدائها بعد الوصول بالطائرة وفوات وقتها فله أن يؤديها في الطائرة لو كانت مسافة السفر طويلة.

، ولكن لو كانت المسافة قصيرة فيكون من الأفضل أداء الصلاة بعد الوصول، ويُرخص له الجمع والقصر طبقاً للأحكام الشرعية الخاصة بالسفر والمسافة المقطوعة.

وقت البدء في الجمع والقصر للمسافر

اختلفت الآراء الفقهية حول الوقت الذي يبدأ فيه الجمع أو القصر في الصلاة، فجاءت الآراء كالتالي:

  • المذهب الشافعي: قال بوجوب خروج المسافر خارج نطاق سور بلده في حالة وجود سور للبلد، أو الخروج من التجمع السكاني، بالنسبة للمسافر برا، أما للمسافر بحراً فيكون له الجمع والقصر منذ بدء إبحار السفينة أو القارب وابتعاده عن الميناء أو الساحل.
  • المذهب المالكي: هناك رأيان لأصحاب المذهب المالكي في هذا الموضوع، فيقول الرأي الأول أن وقت السفر يُحسب من ابتعاد المسافر عن بيته بحيث لا يرى شيء من التجمع العمراني المتواجد به البيت بعد خروجه منه، والرأي الثاني هو ابتعاد المسافر لثلاثة من الأميال عن التجمع السكني الذي يوجد به سكنه، وأقل من ذلك لا يُعتبر بدابة للسفر.
  • المذهب الحنفي: اشترط المذهب الحنفي أن يفارق المسافر محل إقامته وجميع ما يتصل به من مقابر للموتى، أو مناطق لتربية الدواب، ولكنهم لا يعتبرون البساتين المحيطة بالمكان من المنطقة العمرانية.
  • مذهب الحنابلة: يُطلق على المسافر مسافراً عند مفارقته لحدود العمران في بلده، فلو وصل إلى منطقة غير عامرة يجوز له البدء في الجمع والقصر، ولو خيم في البادية فله القصر حتى مفارقة خيام البادية.

حكم من فاتته الصلاة أثناء السفر

من فاتته الصلاة أثناء سفره فيجب عليه قضاء ركعتين عنها في الحضر وهذا ما ذهب إليه أصحاب المذهب الحنفي والمالكي، ومن تفوته الصلاة في الحضر فعليه قضائها في أربعة من الركعات في السفر ، حينما ذهب الشافعية والحنابلة أن من تفوته الصلاة يقضيها أربعة في الحضر أو السفر، فالعلة في القصر هذا السفر، ولو بطلت هذه العلة زالت الرخصة.

حكم من يسافر يومياً للعمل

يُشرع للشخص الذي يسافر بشكل مستمر أن يجمع الصلاة أو يقصرها، ما دام يقطع مسافة للسفر، فمثلاُ لو كان الشخص يذهب إلى عمله يومياً وكان يسافر مسافة لهذا العمل يجوز له الجمع والقصر في الصلاة حتى الوصول إلى العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى