التوبة من الزنا للمتزوجة
التوبة من الزنا للمتزوجة كيف تكون، وهل يمكن قبولها أم لا؟ هذا ما يمكنكم التعرف عليه بالتفصيل من خلال السطور التالية، مع الكثير من التفاصيل والمعلومات حول الزنا، وهو من الكبائر التي حرمها الله تعالى علينا، وأمرنا بعدم الاقتراب منها حتى لا يغضب الله تعالى علينا كل ذلك عبر موقع الماقه.
التوبة من الزنا للمتزوجة
لا شك أن الزنا من أعظم وأشد أنواع الذنوب، وهو أحد الكبائر، وعند وقوعه من رجل أو امرأة متزوجة يكون الذنب أشد، لأن الله تعالى رزقها الزوج الذي يمكنها ممارسة العلاقة الزوجية معه بدون الحصول على ذنب، وبالعكس يمكن الحصول على ثواب وحسنات.
لكن الله تعالى لم يغلق باب التوبة أمام أحد من عباده، ولذلك عند الوقوع في ذنب حتى وإن كان من الكبائر، فإن المرأة يمكنها التوبة إلى الله، ولكن بالطبع لابد أن تكون توبة نصوحة حقيقية، وأن تندم على ما فعلته، وتعزم على العدم العودة أبدًا لارتكاب هذه الفاحشة، التي تحمل الكثير من الآثار السلبية على الفرد وعلى المجتمع.
كذلك لابد أن تكون التوبة حقيقية من أجل إرضاء الله تعالى، وليس من أجل أي أهداف أخرى، ويُبشر الله عباده الذين أسرفوا على أنفسهم أن باب التوبة والرحمة مفتوح أمامهم، وبالتالي عند وقوع المرأة في هذا الإثم العظيم، يجب أن تُبادر بالتوبة، وتُحافظ على نفسها وعلى زوجها الذي يأتمنها في نفسها وخانت تلك الأمانة.
أما حد الزنا في الإسلام سواء للرجل أو المرأة المتزوجة هو الرجم حتى الموت، ولكن الستر واجب بمعنى ألا تذهب المرأة إلى ولي الأمر وتفضح أمرها، بل يجب عليها التوبة والستر، وإن كانت في بلد لا يُقيم الحد يكون الستر أولى.
أنواع الزنا
هناك نوعان من الزنا وهما كالتالي:
أولا الزنا الحقيقي
والمقصود به وطء الرجل لامرأة أجنبية، أي بدون عقد شرعي، سواء كان الوطء في القبل أو الدبر ولكن بدون نكاح صحيح فإنه زنا، ولقد تم تحريمه في القرآن الكريم حيث قال تعالى: ” وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا “، كما تم تحريمه في السُنة النبوية، لأنه من أشد أنواع الذنوب، وتترتب عليه الكثير من الآثار السلبية، ومنها اختلاط الأنساب.
ثانيا الزنا المجازي
تم التحدث عن أنواع الزنا المجازي في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ” إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ، أَوْ يُكَذِّبُهُ ” وتتمثل تلك الأنواع في التالي:
- العين: زنا العين هو النظر إلى المحرمات، وكذلك النظر إلى الأفلام الإباحية.
- اللسان: حيث يكون الزنا به من خلال التحدث عن الزنا أو المحرمات بين الرجل وامرأة أجنبية، حتى وإن كان من خلال الهاتف أو الإنترنت.
- الأذن: الاستماع إلى الحرام، أو إلى ما يدعو للرذيلة.
- اليد: من خلال الضرب، أو لمس امرأة أجنبية بشهوة.
- الرجل: من خلال الذهاب إلى الزنا.
- القلب: من خلال تمني الزنا، أو اشتهاء والتفكير في مفاتن الجنس الآخر، سواء للرجل أو للمرأة.
أشد أنواع الزنا
الزنا مُحرم ولكن يكن أشد عندما يقع مع المحارم، أو يقع مع الجارة أو المرأة المتزوجة، وتكون حُرمته أكثر من الوقوع به مع امرأة غير متزوجة، لما به من انتهاك لحق زوجها، وانتهاك حق الجيرة إن كانت جارته.
لذلك فإن الزنا كله حرام ولكن العقاب يكون أشد كلما تضاعف الذنب وحُرمانيته، فإن زنا الرجل مع امرأة متزوجة يكون أشد من الغير متزوجة، وإن كانت جارته أيضًا يكون الذنب أعظم، وإن كانت من محارمه مثل العمة أو الخالة يكون ذنبه أشد.
كذلك إن هو متزوج يكون الإثم أكبر من غير المتزوج، وإن ارتكب الإثم في أحد الشهور الحرام، أو بلد حرام فإن الإثم يكون أعظم.
أسباب الوقوع في الزنا
هناك الكثير من الأسباب التي ينتج عنها الوقوع في هذا الإثم، ومنها ما يلي:
- ما يُعرض على الفضائيات: عرض الكثير من الأغاني، والمسلسلات والأفلام الهابطة التي يُشاهدها الشباب، تُساعد على تحريك الشهوة لديهم.
- الإنترنت: لابد أن يتم استخدامه بالطرق الصحيحة، أما الدخول إلى المواقع الإباحية وما تحتوي عليه من فجور، فإنه ينتج عنه الزنا.
- الجهر بالذنب: في حالة زنا شخص مع مجاهرته بالذنب، فإنه يُشجع غيره على ارتكاب نفس الإثم.
- المجلات المثيرة: تحتوي هذه الأنواع من المجلات على عدد من الصور التي تثير الرغبة الجنسية.
- نوم الذكور إلى جانب الإناث: يجب أن يتم التفريق بينهم في المضاجع، حتى وإن كانوا إخوة حتى لا يتم الوقوع في هذا الإثم.
- صعوبة الزواج: عند تصعيب هذا الأمر، والمغالاة في المهور والطلبات، فإن ذلك أحد أسباب انتشار الزنا بين الغير متزوجين.
- عدم غض البصر: لقد أمرنا الله تعالى جميعًا بغض البصر، حتى لا يتسبب عدم غضه في ارتكاب المزيد من الذنوب.
- رفيق السوء: لابد من انتقاء الأصدقاء بعناية، لأن الصديق السيء لن يُعينك إلا على لمنكر والذنوب مثله.
- الاختلاط: أدى الاختلاط بين الجنسين في مختلف الميادين إلى زيادة حالات الزنا.
- المخدرات والخمور: عند تناول الخمر أو المخدرات، سوف ينتج عنها ارتكاب المزيد من المعاصي ومنها الزنا.
الآثار المترتبة على ارتكاب الزنا
هناك الكثير من الآثار التي تقع على الزاني في الدنيا وفي الآخرة، ومنها عدم استجابة الدعاء، وكذلك يمكن أن يؤدي الزنا إلى الوقوع في المزيد من أنواع المعاصي الأخرى، كما ينتج عنه نزع الإيمان من قلب هذا الزاني.
الزنا هو أحد أسباب نزول عذاب الله تعالى، كما ينتج عنه نقص الحسنات يوم القيامة، وينتج عنه في الدنيا ضياع الأنساب والأولاد وتشردهم، مع انتشار الانحراف والجريمة في المجتمع، مع نقل الأمراض التي تُنقل بالزنا وتوريثها إلى الأبناء.
من الآثار التي تظهر على الزاني ظُلمة وجهه، مع ظلام القلب، وعدم الحياء، وملازمة الفقر له، مع الإحساس المستمر بضيق الصدر.
كيفية الوقاية من الوقوع في الزنا
تحتوي السطور التالية على أهم الطرق التي يمكن من خلالها الوقاية من الزنا:
- يجب على المسلم أن يعمل باستمرار على تقوية إيمانه بالله تعالى، وخوفه من الله، وهو ما سوف يجعله يتجنب الوقوع في الآثام أو المعاصي، أو حتى الاقتراب منها.
- لابد أن تلتزم كل امرأة مسلمة بالملابس المحتشمة، التي أمرنا الله تعالى أن نرتديها، وتجنب العُري والتبرج.
- غض البصر عن عورات الناس، وعن الجنس الآخر، وغضه عن المثيرات سواء في التلفزيون، أو عبر الإنترنت، أو المجلات المثيرة.
- عدم اختلاء رجل وامرأة تحل له أبدًا، حتى وإن كانوا من الأقرباء لأن دخولهم لن يثير الشك.
- المباعدة بين الرجال والنساء في المجالس، حتى في دور العبادة.
- تيسير سبل الزواج، وعدم المغالاة في متطلبات الأهل أو الفتاة.
- تجنب كل أصدقاء السوء، لأن الأصدقاء الصالحين سوف يدفعونك نحو الخير وفعل الأمور الصالحة، مع تجنب الوقوع في الآثام، وما حرمه الله تعالى علينا.