اسلاميات

هل يعذب الميت بسبب الدين

هل يعذب الميت بسبب الدين؟ وما حكم من مات ولم يسدد دينه وهو قادر؟ تتكاثر الأقاويل حول ما سيلقاه الميت إذا مات ولم يسدد دينه، فهناك من يقول أن روحه ستظل معلقة بين الأرش والسماء لحين سداد الدين، والبعض الآخر يقو أنه يعذب في قبره، وقطعت دار الافتاء الشك باليقين وأجابت عن هذا السؤال، ومن خلال موقع الماقه سنعرض لكم إجابة هل يعذب الميت بسبب الدين.

هل يعذب الميت بسبب الدين؟

يختلف جزاء من مات وكان عليه دين من حالة لأخرى فهناك من مات وكان قادر على سداده وهو على قيد الحياة ولم يفعل ذلك، فهذا يؤخذ من حسناته لأنه تأخر وتساهل في حقوق عباد الله، ومن مات وكان غير قادر على سداد دينه وهو على قيد الحياة فستظل روحه معلقه بين السماء والأرض حتى يسقط دينه.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه” نفسُ المؤمنِ معلَّقةٌ بِدَينِه حتَّى يُقضَى عنهُ”

فيجب على الورثة سداد هذا الدين من الورث قبل توزيعه وإن لم يكن للميت ورث فيأجروا على سداده من مالهم الخاص وإذا كانوا لا يمتلكوا المال فيستثنوا من الحديث حيث قال الله تعالى “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا” 286 سورة البقرة.

إجابة دار الإفتاء على سؤال هل يعذب الميت بسبب الدين؟

قالت دار الإفتاء في هذا الأمر في الفتوى رقم 1737 ما يلي:

إذا كان الميت معذورًا في تأخير دينه حتى مات فلا إثم ولا عصيان عليه، وإن كان متعمد وعاصيًا فإنه يأثم، وإن استدان من أجل معصية فعليه وزر، وعلقت على حديث النبي الذي تم ذكره بالأعلى، أن التعلق نوعين: النوع الأول أو أن يتعلق تعليق عقاب ومؤاخذه حيث لا يجري في حق أحد من المسلمين إذا لم يفعل معصية بهذا الدين.

أما النوع الثاني هو أن تعلق نفسه بدينه حيث يتم الأخذ من حسناته مكان ما أخذ من الدين، فالرسول صلى الله عليه وسلم  كان غريمه رجل يهودي واليهودي لا يتم الأخذ من ثواب الحسنات شيئًا، وإنما يأخذ  الغريم من ثواب الحسنات، وقضي دين النبي بعد موته.

قضاء دين الميت من الزكاة

اختلف الفقهاء حول وجوب حكم سداد دين المتوفي من الزكاة حيث قالوا:

1-فقهاء المذهب الحنيفي والشافعي والحنبلي

اتفقوا هؤلاء الأئمة على أنه لا يصح سداد دين الميت من مال الزكاة إذا لا يمكن الدفع إليه لأن هذا المال لا يملكه، حيث قال الإمام الحصكفي رحمة الله عليه “يشترط أن يكون الصرف تمليكًا لا إباحة كمار مر، لا يصرف إلى بناء نحو مسجد ولا إلى كفن ميت وقضاء دينه.

2-القول الثاني للفقهاء

أجازوا فقهاء المذهب المالكي أنه يجوز دفع الزكاء بغرض قضاء دين ميت لعموم الآية حيث تشمل كل عام سواء كان حي أم ميت حيث قال تعالى” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” 60 سورة التوبة.

القول الثاني هو القول الأكثر ترجيحًا حيث إذا مات الإنسان ولا يترك ما يفي هذا الدين يجوز سداده من بيت مال المسلمين

حيث قال النبي صلى الله علي وسلم“ما مِن مُؤْمِنٍ إلَّا وأنا أوْلَى النَّاسِ به في الدُّنْيا والآخِرَةِ، اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {النبيُّ أوْلَى بالمُؤْمِنِينَ مِن أنْفُسِهِمْ}[الأحزاب: 6]، فأيُّما مُؤْمِنٍ تَرَكَ مالًا فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَن كانُوا، فإنْ تَرَكَ دَيْنًا، أوْ ضَياعًا فَلْيَأْتِنِي فأنا مَوْلاهُ”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى