اسلاميات

هل دعاء الزوجة لزوجها الميت مستجاب

هل دعاء الزوجة لزوجها الميت مستجاب؟ وهل يعلم الميت من دعا له؟ إن الموت هو حق على كافة البشر، ويعتبر الفراق أمر مؤلم وغير محتمل، لذا قد وُجد الدعاء حتى يكون حلقة وصل بين الأحياء والأموات، لكن هل دعاء الزوجة لزوجها الميت مستجاب؟ وهل يعرف الميت من يدعو له؟ ذلك ما سنتناوله بالتفصيل من خلال موقع الماقه.

هل دعاء الزوجة لزوجها الميت مستجاب

إن الموت يفرق بين الأحباب ويجعل من الحياة قاسية، ولا يملك العبد سوى الدعاء لكي يهوّن على قلبه، كما أن ليس للإنسان في الدنيا سوى الدعاء لطلب كل ما يرغب في الدنيا والآخرة من الله عز وجل.

فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم بسورة البقرة في الآية رقم 186: (َإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)

إن ذكر الله تعالى للدعاء في القرآن الكريم يعتبر أكثر الدلائل التي تيقن الشخص من أهمية الدعاء، والتضرع إلى الله لطلب كل ما يريد في الدنيا، أو في الآخرة، حيث إن الله يؤكد لعبده أنه سيكون عند حسن ظنه ويتقبل الدعاء.

كما أنه قد ذكر في السيرة النبوية عن النعمان بن بشير عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: “الدُّعاءُ هو العبادةُ“ ذلك ما يؤكد أن الدعاء أمر مستحب، ومن يلجأ إلى الدعاء فالحقيقة أن الله عز وجل قد أرشد لسانه لذلك.

مما سبق فإن الإجابة عن سؤال هل دعاء الزوجة لزوجها الميت مستجاب تكون نعم في حالة كان الدعاء بالخير، وعند تقديم حسن الظن لله، حيث قد أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام كذلك بالدعاء للميت؛ لأنه يكون في حاجةٍ إليه.

الدليل من السنة أن الدعاء للميت مستجاب

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: “إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَعُ به، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له”

اتضح في السيرة النبوية أن الإنسان إذا مات ينقطع جميع أعماله، ولا يمكنه فعل أية أعمال صالحة، إلا أنه يكون له فعل صالح لا ينقطع عنه، وقد ذكر نبينا محمد أن أولهم هو أن يكون الميت قد أقام صدقة ثوابها جاري.

أو أن يكون للميت قد ترك علم يفيد الناس، وأن يكون للميت ولد مؤمن يتقي الله فيدعو الله فيستجيب له، وهو ما يعتبر دليل على إجابة سؤال هل دعاء الزوجة لزوجها الميت مستجاب أم لا.

كما أن نبينا محمد علمنا عليه الصلاة والسلام أن نطلب كل ما نريد من الله عز وجل دون خجل، وبتيقن أنه سيكرمنا، ويرزقنا ما نطلبه في الوقت الذي يراه مناسبًا، فعن عبد الله بن عباس عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث صحيح: “إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعِنْ باللهِ“

متى يكون الدعاء مستجاب للميت

قد علمنا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام طريقة الدعاء، والوقت الذي يكون فيه الدعاء مقبول عند الله بنسبة كبيرة، ففي إطار إجابة سؤال هل دعاء الزوجة لزوجها الميت مستجاب، لنعرف ما هو التوقيت المناسب للدعاء، وتكون مستجابة بإذن الله.

إن الله عز وجل يسمع لعباده أينما كان، وكيفما دعا لكن الله قد أخبرنا بأوقات معينة تكون فيها ساعات الاستجابة مضمونة بإذن الله، كالدعاء وقت خروج الروح من الميت مباشرةً، فيكون الدعاء وقتها مقبول، وينتفع به الميت.

لذا ينبغي ساعة الوفاة ألا ينطق أهل وأبناء الميت سوى بالخير، والدعاء له بالرحمة والمغفرة، والثبات على السؤال، فعن أم سلمة أم المؤمنين عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: “نَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ، فَضَجَّ نَاسٌ مِن أَهْلِهِ، فَقالَ: لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ إلَّا بخَيْرٍ، فإنَّ المَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ علَى ما تَقُولونَ“.

الدعاء للميت يوم الجمعة

إن يوم الجمعة في الإسلام قد تميز بكافة العبادات المميزة التي يتم القيام بها فيه، من الصلاة، وقراءة سورة الكهف، بالإضافة للتطيب، والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، والذي أخبرنا في سيرته النبوية عن فضل دعاء يوم الجمعة، فهل دعاء الزوجة لزوجها الميت مستجاب يوم الجمعة؟

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث صحيح: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.“، وفقًا للدعاء فإن يوم الجمعة به ساعة إن دعا الإنسان فيها بأي شيء؛ فإن الله يستجيب له ويحقق مراده.

لذا إن كنت تتساءل هل دعاء يوم الجمعة مستجاب، وهل دعاء الزوجة لزوجها الميت مستجاب، فعليك بتحري ساعة الإجابة، وقد أجمع الفقهاء في الدين أن ساعة الاستجابة في يوم الجمعة هي الساعة الأخيرة من النهار، أي التي تفصل بين العصر والمغرب.

الدعاء للميت وقت الظهر

تعتبر إحدى الأوقات التي يتقبل فيها الله عز وجل دعاء الزوجة لزوجها المتوفى، ويستجيب له، هو وقت الظهيرة، أي بعد زوال الشمس، وقبله مباشرةً، حيث إنه قد تم الذكر في السيرة النبوية عن فضل ذلك الوقت.

فعن عبد الله بن السائب عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث صحيح: “إِنَّها ساعَةٌ تُفْتَحُ فيها أبوابُ السَّماءِ فَأُحِبُّ أنْ يَصْعَدَ لي فيها عَمَلٌ صالِحٌ“، فإن كنت تتساءل هل دعاء الزوجة لزوجها الميت مستجاب فإن وقت الظهر هو أفضل وقت للاستجابة.

توقيت استجابة الدعاء للميت كل يوم

إن الدعاء هو حلقة الوصل بين الأحياء، وأحبائهم الموتى؛ فهو يخفف عنهم الفراق ووحشة الوحدة، وقد أوضح لنا الله عز وجل التوقيت المناسب للدعاء، وسبحانه من جعل في ذلك الوقت راحة بالغة للقلوب، واستجابة للأدعية المختلفة بتجارب أشخاص كثيرة.

يعتبر الوقت الذي يتم استجابة الدعاء فيه كل ليلة هو الثلث الأخير من الليل، في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وحتى الفجر، وفي واقع الأمر أن التوقيت الذي يبدأ فيه وقت القيام من العشاء وحتى الفجر، فإن لم تكن الزوجة تصلي فعليها بالدعاء، وقد اتضح أهمية صلاة القيام كثيرًا في السنة النبوية

فإن الله عز وجل يسمع لعباده في الثلث الأخير من الليل، فمن دعت لزوجها في ذلك الوقت بالرحمة والمغفرة، فإن الله عز وجل يستجيب، لأنه القائل هل من داعي فاستجب له، وقد خص الله وقت الليل؛ لأنه الوقت الذي يترك فيه العبد المحتاج لربه الفراش، والليل ليتضرع إليه.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث صحيح: “يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له.“

الدعاء للميت وقت الأذان

إن الدعاء في وقت الأذان تكون مستجابة بإذن الله، فمن تتساءل هل دعاء الزوجة لزوجها الميت مستجاب، فنعم إن تحرت الزوجة وقت الأذان للدعاء بالمغفرة، والرحمة، مع العلم أن الدعاء يقبل بالأخص في التوقيت الذي يقع ما بين الأذان، والإقامة، وذلك لما ورد في السيرة النبوية.

فعن أنس بن مالك عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث صحيح: “لا يُردُّ الدعاءُ بين الأذانِ والإقامةِ” وهو ما يوضح فضل الدعاء وقت الأذان خاصةً بين الأذان، والإقامة، ويؤكد على استجابة الله له.

التوقيت الذي لا يرد الدعاء فيه

تعتبر الأوقات التي يستجيب فيها الله عز وجل للدعاء بسرعة كثيرة، منها أن يكون الشخص معتمر أو حاج في بيت الله “الكعبة”، أو أن يكون الشخص، أو في ساعة المطر، فعن سهل بن سعد الساعدي عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث حسن: “ثِنتانِ ما تُرَدّانِ: الدُّعاءُ عند النِّداءِ، وتحْتَ المَطَرِ“

هل يصل الدعاء للمتوفى

في حالة التساؤل عن هل يعلم المتوفى من يدعو له؟ وهل دعاء الزوجة لزوجها الميت مستجاب؟ فنعم إن المتوفى يعلم من يدعو له ويصله الدعاء، كما قد أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام بزيارة المتوفى في القبر، لأنه يشعر، ويسلم على أقاربه، ويفرح لزيارتهم.

كما أن الميت يعلم من دعا له فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث حسن: “إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ، ليرفَعُ الدَّرجةَ للعبدِ الصَّالحِ في الجنَّةِ فيقولُ: يا ربِّ، أنَّى لي هذِهِ؟! فيقولُ: باستِغفارِ ولدِكَ لَكَ” فيفرح الميت بمن يذكره، ومن يزوره في قبره.

بالإضافة لأن الحديث يؤكد على تقبل الله عز وجل الدعاء للمتوفى، وأنه يرفعه بها درجات، كما أنه تم ذكر حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام يؤكد أن الميت يشعر بمن يزوره.

فعن بريدة بن الحصيب الأسلمي عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث صحيح: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ إذا أتى على المقابِرِ قالَ السَّلامُ عليْكم أَهلَ الدِّيارِ منَ المؤمنينَ والمسلمينَ وإنَّا إن شاءَ اللَّهُ بِكم لاحِقونَ أنتم لنا فرَطٌ ونحنُ لَكم تبَعٌ أسألُ اللَّهَ العافيةَ لنا ولَكم”

أفضل الأدعية للميت

قد قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الحشر بالآية رقم 10: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)

فبعد معرفة الإجابة عن سؤال هل دعاء الزوجة لزوجها الميت مستجاب، إليك بعض الأدعية التي يستجيب لها الله عز وجل، وينتفع بها الميت بلا شك في قبره:

  • اللهم في يوم الجمعة ارحم زوجي واغفر له، واعفو عنه، ونقه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
  • اللهم اجعل قبر زوجي روضة من رياض الجنة، اللهم إنه صبر على البلاء فلم يجزع فجازه عن صبره إحسانًا.
  • اللهم إن زوجي كان خير الناس فانظر إليه بعين رحمتك، وتجاوز عن سيئاته بكرمك وليس بعمله يا رب.
  • اللهم في يوم الجمعة اعفو عن زوجي وأذقه من نعيم الجنات العلى، واربط على قلبي يا رب العالمين.
  • اللهم إن قلبي عاجز عن تقبل فراق زوجي، فارحمه واعفو عنه واجمعني به في جنات النعيم يوم لقائك يا رب.
  • اللهم إنك القائل ادعوني استجب لكم، فتقبل دعائي لزوجي، وقر عيني بأولادي، واجعلهم صالحين حتى تقبل دعواهم لأبيهم يا رب.
  • اللهم أمّن زوجي من هول يوم القيامة، وآنس وحشته في القبر، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، إلى أن نجتمع في جناتك يا رب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى