سبب نزول سورة الطلاق
سبب نزول سورة الطلاق يختلف باختلاف القصص التي أنزلت بسببها، سورة الطلاق من السور القرآنية التي نزلت على الرسول – صلى الله عليه وسلم – في المدينة المنورة، وسُميت تلك السورة بسورة الطلاق لأنها تتحدث عن أحكام الطلاق، وسوف نعرض لكم عبر موقع الماقه سبب نزول سورة الطلاق.
سبب نزول سورة الطلاق
اختلف العلماء والمفسرين على سبب نزول سورة الطلاق، فانقسموا إلى فريقين:
الفريق الأول
الفريق الثاني
فوائد سورة الطلاق
بينما نحن بصدد الحديث عن سبب نزول سورة الطلاق، نتطرق لذكر فوائد سورة الطلاق، والتي منها:
- اهتمام الدين الإسلامي بتنظيم حياة الأسرة المسلمة، حيث إن الأسرة تُعتبر أهم دعامات المجتمع الإسلامي، فحثّت تلك السورة الكريمة على التراحم والترابط الأسري، كما وضحت تلك السورة الكريمة أحكام الطلاق، ونصحت الزوجين بالإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان، فضلًا عن التزام تقوى الله في تعامل كلا الزوجين مع بعضهما.
- الإشارة إلى عدة المرأة المطلقة والمرأة الحامل، وذلك في قوله – عز وجل -:
سبب تسمية سورة الطلاق بهذا الاسم
الدروس المستفادة من سورة الطلاق
بعد معرفة سبب نزول سورة الطلاق، جدير بنا الإشارة إلى الدروس المستفادة من تلك الصورة الكريمة، وهي:
- ضرورة التوكل على الله – عز وجل – في كافة أمور الدنيا.
- أن الالتزام بشرع الله يؤدي إلى زيادة الرزق والسعادة ويُذهب الهموم، والنجاة من النار، ودخول الجنة في الآخرة.
- إن ديننا الإسلامي دين عدل وسماحة، ويتضح هذا من خلال تحذير الرجال من التسبب في الضرر لزوجاتهم، أو التعامل معهم بعدم إنصاف سواء في حالة الزواج أو في حالة الانفصال.
- الرسول – صلى الله عليه وسلم – أُرسل رحمة للعالمين، وأنه يساعدنا على فهم شريعتنا السمحة.
- قبول أعمال الإنسان مشروط بإيمانه، وأن الذي يطيع الله ويلتزم بأوامره ويبتعد عن نواهيه فإنه سيُجزى الرزق الحلال وراحة البال في الدنيا، والجنة ونعيمها في الآخرة.
شروط الطلاق
ضمن إطار الحديث عن سبب نزول سورة الطلاق، لا بد من الإشارة إلى شروط الطلاق في الإسلام، وتنقسم شروط الطلاق حسب المطلّق، والمُطلقة، وحسب لفظ الطلاق، وهذا ما سنعرضه بالتفصيل في الآتي:
شروط الطلاق بالنسبة للمطلّق
لكي يتم التصديق على يمين الطلاق من قبل الزوج يجب مراعاة الأتي:
- يجمع بينه وبين زوجته عقد زواج صحيح.
- يجب أن يكون المُطلق بالغًا، حيث أن العلماء أجمعوا على أن طلاق الغير بالغ لا يقع، ولكن الحنابلة قالوا إن طلاق الولد يقع شرط أن يكون عاقلًا.
- لا يجوز وقوع الطلاق إذا كان من شخص غير عاقل أو مجنون.
- أن يكون الطلاق بكامل إرادة الرجل دون أن يكون مجبرًا على ذلك.
- أجمعت المذاهب الأربعة على أن طلاق المزاح يقع.
- اختلفت المذاهب الأربعة حول وقوع الطلاق في حالة الغضب أو المرض.
شروط الطلاق بالنسبة للمطلقة
تتمثل شروط وقوع الطلاق بالنسبة للزوجة في الآتي:
- أن يجمعها بزوجها عقد زواج صحيح.
- أن يقوم الرجل عند إلقاء يمين الطلاق على زوجته أن يشير إليها بالنية أو الصفة.
الشروط المرتبطة بلفظ الطلاق
بعد ذكر الشروط المتعلقة بالزوج والزوجة، لا بد من عرض الشروط التي تقوم عليها صيغة الطلاق، وهي:
- اتفق الفقهاء على أن لفظ الطلاق له بعض الشروط، وهي:
- يجب أن يصاحبه نية الطلاق.
- أن يكون لفظ الطلاق مفهومًا وواضحًا بحيث إنه إذا سمعه شخص أجنبي فهمه، ولكن إذا كان غير مفهوم فأن الطلاق لا يقع.
- الطلاق عن طريق الكتابة لا يشترط وجود النية حتى يقع، ولكن المالكيين قالوا بأن هناك بعض الألفاظ عند كتابتها يقع الطلاق ولو لم يكن هناك نية، مثل: كلمة سرحتك فتلك الكلمة بمعنى طلقتك.
الأحكام حول عدة المرأة المطلقة
أما عدة المرأة المطلقة ذات الحمل، فتنتهي عندما تلد تلك المرأة، وهذا لقوله – عز وجل – : (وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ)
، أما بالنسبة للمرأة المطلقة غير العامل فعدتها ثلاثة قروء أو حيضات وذلك إذا كانت من النساء اللاتي تحيض، وهذا لقوله – عز وجل – : (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) أم إذا كانت المرأة المطلقة من النساء اللاتي لا يحضن بسبب صغر سنها أو بلوغها سن اليأس فإن عدتها ثلاثة أشهر، وهذا لقوله – عز وجل – : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ).
حقوق المطلقة
فرض الإسلام بعض الواجبات على الزوج والحقوق للمرأة عندما يقوم الرجل بتطليقها، ومن تلك الحقوق:
- أن ينفق الرجل عليها إذا كان يجمعهما عقد زواج صحيح، وأن ينفق عيلها إذا كانت حاملًا حتى تلد، ولكن الزوجة التي لا يجمعها بزوجها عقد زواج صحيح فليس لها نفقة.
- حق المتعة، وذلك لقوله – تعالى – )لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ(
- المهر أو حق الصداق، فيجب على الزوج أن يدفع المهر كاملًا في حالة إذا دخل عليها، كما أنه يجب ألا يأخذ الزوج من هذا المهر شيئًا إلا برضا زوجته وموافقتها، وذلك لقوله – تعالى -: (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا(
أما إذا لم يدخل الرجل على المرأة التي قام بتطليقها فله النصف ولها النصف الآخر، وذلك لقوله – عز وجل – : (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ)، أما في حالة الطلاق قبل تحديد المهر فللمرأة المطلقة حق الحصول على مهر مثل باقي النساء، لقوله – تعالي – : (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً)
- حق الوراثة: إذا قام الرجل بتطليق زوجته، ثم مات في فترة العدة، فإن للمرأة الحق في الميراث بما حدده الله لها، بدون أن يتم الإنقاص منه إلا برضاها وكامل موافقتها، وإلا يُعد ذلك اعتداءًا على حقوق الله.
- حق حضانة الأطفال، حيث أن الرجل إذا طلق زوجته وكان لهما أطفال، فمن حقها حضانتهم بدون اللجوء للمحاكم أو غيره وهذا لقوله – عز وجل –: (لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ)، كما يجب على الزوج أن ينفق عليها وعلى الأطفال حتى يتجاوز الأطفال العامين، وأن تحتضن أطفالها حتى يُكملوا عمر السبع سنوات ولكن هذا في حالة عدم زواجها بعد زوجها السابق.
أنواع الطلاق
بعد الإشارة إلى سبب نزول سورة الطلاق، لا بد من توضيح أنواع الطلاق، وهي:
- الطلاق الصحيح (الطلاق الجائز أو السني)، وهو الطلاق الذي يوافق أحكام الدين الإسلامي، ويقوم الرجل فيه بتطليق زوجته طلقة واحدة.
- الطلاق المندوب، وهو الطلاق الذي يخالف أحكام وتعاليم الدين الإسلامي، وهو نوعان:
- طلاق بدعي (حسب الوقت): وهو قيام الزوج بتطليق زوجته في الأوقات التي حرمها الله، كأن تكون المرأة حائضًا أو لم يظهر حملها.
- الطلاق البدعي (حسب العدد)، وهو أن يقوم الرجل بتطليق زوجته بأكثر من مرة، مثل: أنتِ طالق بالثلاثة أو بالاثنين، وهذا مكروه لأن الطلاق الصحيح يجب أن يكون طلقة واحدة، وكثرة مرات الطلاق عن ذلك يُعد بدعة لفظية.