اسلاميات

أم إسماعيل عليه السلام

ام اسماعيل عليه السلام نقدم لكم تفاصيلها اليوم عبر موقعنا البلد حيث أنها زوجة النبي إبراهيم عليه السلام هي السيدة هاجر المصرية، التي تميزت بالكثير من الصفات والفضائل كالورع، والطهارة، والنبل، والنقاء، والعفة، والصبر، وليس أدل على ذلك صبرها على قضاء الله سبحانه وتعالى عندما مرت باثنين من الأحداث الجسام، فكانت راضية وصابرة على قضاء الله عز وجل، فكانت نعم الزوجة والأم واحتلت أعلى منزلة عند الله سبحانه وتعالى، وسوف نتعرف معاً على المزيد حول أصل السيدة هاجر ونشأتها، وقصة زواجها من النبي إبراهيم، والاختبارات التي تجاوزتها بإيمانها القوي بقضاء الله عز وجل.

نبذة عن السيدة هاجر ام اسماعيل عليه السلام

هي السيدة هاجر المصرية وأم العرب، التي أسلمت وجهها لله تعالى فأكرمها بزواجها من النبي إبراهيم عليه السلام، وأنجبت له النبي اسماعيل فهي زوجة نبي وأم نبي، وهناك اختلاف تاريخي حول وضعها الاجتماعي، فيذكر اليهود أنها كانت تعمل جارية في قصر فرعون، ويقال أنها كانت ابنة لفرعون.

ويقول أهل النوبة أنها من بلاد النوبة جنوبي مصر، وذلك بالاستناد إلى أصل اسمها في اللغة الهيروغليفية، والذي يعني بالعربية زهرة اللوتس وكانت كُنيتها المصرية، ويوجد اسم هاقجر في النوبة وهي مشابه لاسم السيدة هاجر ويعني المتروك، إشارة إلى تركها بمفردها في مكة، ومن المعروف أن السيدة هاجر كانت ترتدي ثوباً طويلا واسعاً لإخفاء آثار قدميها، وينطبق هذا الوصف على ما يُسمى الجرجار وهو زي نسائي في بلاد النوبة يتم ارتدائه حتى الوقت الحالي.

ويقول ابن كثير في كتابه البداية والنهاية أنها أميرة في الأصل، ويقال أنها كانت من الكنعانيين الذين قاموا بحكم مصر قبل الفراعنة، وقد تبناها فرعون وأهداها لسارة زوجة النبي إبراهيم كتكريم لها وليس كخادمة كما يقول اليهود.

وقد كرمها الله عز وجل بأن جعله جدة للنبي محمد عليه السلام والسلام وهو من أحفاد ابنها اسماعيل عليه السلام، ولكن المُتفق عليه أنها من مصر، وأنها عاشت في تل الفرما الموجودة في الوقت الحالي بالقرب من محافظة بورسعيد، ولها أبواب مشهورة تحدث عنها النبي يعقوب.

قصة زواج السيدة هاجر أم اسماعيل من ابراهيم عليه السلام

كانت السيدة سارة لا تُنجب فاختارت السيدة هاجر لتكون زوجة لزوجها ابراهيم حتى لا تنتهي ذريته، وقد كانت سارة في سن الشباب، وقد بلغت سارة سن اليأس وعدم القدرة على الإنجاب، فأنجبت له النبي اسماعيل وكان عمر سيدنا إبراهيم في ذلك الوقت 86 عام.

وقد زارت الملائكة النبي إبراهيم في المنام وبشرته بأن السيدة سارة ستنجب له إسحاق ويعقوب، وبعد أن أنجبت هاجر ابنها اسماعيل غارت منها السيدة سارة، وهي طبيعة في النساء، وكانت واثقة من بشارة الملائكة وأن الله سبحانه وتعالى سوف يرزقها بالأبناء.

الاختبار الأول للسيدة هاجر

ويرحل النبي إبراهيم مع زوجته هاجر وولده إسماعيل إلى مكة المكرمة بأمر من الله سبحانه وتعالى، ودعا سيدنا إبراهيم الله سبحانه وتعالى بقوله: «رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون»، وبعد ذلك يأتي إليه أمر الله تعالى بالرحيل فيترك ورائه السيدة هاجر وابنها اسماعيل الرضيع، وحين سألته هل الله سبحانه وتعالى هو من أمرك بذلك، فيجيب بنعم، فتقول له مقولتها الشهيرة،(إذن فلن يضيعنا الله)، وكان هذا هو الاختبار الأول الذي وضع فيه الله عز وجل السيدة هاجر، وتقبلته بكل صبر وإيمان.

ولكن لم يكن مع السيدة هاجر سوى القليل من الماء والطعام وبعد أن نفذا، كان اسماعيل عليه السلام يصرخ من جوعه وعطشه، فبدأت السيدة هاجر بالسعي ما بين جبلي الصفا والمروة لكي تبحث عن الماء، ووصل عدد مرات سعيها لسبعة من المرات، وجاءت الرحمة الإلهية من الله تعالى بأن أرسل ملكاً ضرب الأرض بجناحيه فتفجرت منها الماء، وهو ماء وغذاء في ذات الوقت، فشربت هي ووليدها، وحمدت الله تعالى على فضله، وكان ذلك ماء زمزم.

وعندما سال الماء جاء عليه الطير فحومت حوله، وقد علمت القبيلة التي كانت تسير بجوار المكان بوجود ماء في هذا المكان عندما نظروا إلى الطير، فأتوا للمكان واستأذنوا من السيدة هاجر فرحبت بهم، فاتخذوا من المكان موطئاً لهم، واستأنست بهم السيدة هاجر، وشكرت الله سبحانه وتعالى على وجود ناس حولهم وذلك في استجابة لدعوة النبي ابراهيم بأن يجعل قلوب الناس ترق إليهم ويرزقهم من الثمرات.

ونرشح لك المزيد من التفاصيل من خلال: من حفر بئر زمزم ومدى أهميته في عمران مكة

الاختبار الثاني للسيدة هاجر

وبعد أن عاد النبي ابراهيم للسيدة سارة أنجبت له إسحاق وبعده يعقوب، وبذلك تحققت البشرى، ويعود ابراهيم عليه السلام بعد ذلك للسيدة هاجر لكي يرى الخير الذي على المكان الذي كان عبارة عن صحراء جرداء، وقد سكنه الناس وامتلأ بالعمران، ويكبر النبي اسماعيل بعد ذلك فيرى النبي إبراهيم الخليل رؤيا بذبح ولده اسماعيل ، وكان ذلك هو ثاني اختبار لإيمان السيدة هاجر عليها السلام.

وقد كان النبي ابراهيم فرح بشكل كبير لأن وله اسماعيل لديه الكثير من مكارم الأخلاق، فكان نقياً، وطاهراً، وتقياً، ومطيعاً لوالديه ولا يعصاهما، ولا يرد لهما أمراً، فحين أبلغه النبي إبراهيم عليه السلام بما رآه في المنام وهو ذبحه له، قال له ما معناه أن يفعل ما يأمره الله سبحانه وتعالى به وأنه سيكون من الصابرين.

وبالرغم من هول الموقف بالنسبة للسيدة هاجر، فقد كان سيدنا اسماعيل هو ابنها الوحيد، ورزقها الله تعالى به بعد اشتياق، فكانت صابرة لما قص عليها النبي ابراهيم ما رآه في المنام، وكان الاختبار الثاني لها بعد تركها في الصحراء الجرداء مع ولدها اسماعيل، ثم إكرام الله عز وجل لها ببئر زمزم، وكانت تقول بعد هذه الرؤيا، (لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرا)، أي أن الله سبحانه وتعالى قد يُغير من هذه الرؤيا ولا يحدث مكروه لسيدنا اسماعيل عليه السلام.

ويقوم الأب النبي إبراهيم بوضع ابنه اسماعيل على الأرض، وكان اسماعيل يضع رأسه في الأرض حتى لا ينظر لأبيه فتأخذه به الشفقة، وسلما أمرهما لله عز وجل، فحدثت المعجزة وهي افتداء الله سبحانه وتعالى النبي اسماعيل بكبش عظيم، وينجو سيدنا اسماعيل من الذبح، ويذبح ابراهيم عليه السلام الكبش، ويُرد سيدنا إسماعيل إلى أمه هاجر سالماً.

ويأتي بعد ذلك أمر الله  عز وجل للنبي إبراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام بأن يرفعا قواعد الكعبة المشرفة، التي قام سيدنا آدم بوضع قواعدها واندثارها بمرور التاريخ، وذلك بالقرب من منطقة الذبح، ويتم بناء الكعبة الشريفة على إيدي النبي ابراهيم وولده اسماعيل، وبعد ذلك يتزوج النبي اسماعيل، ويكون من بين ذريته أشرف خلق الأرض النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين.

ويمكن الاطلاع على المزيد من التفاصيل من خلال: قصة ماء زمزم للاطفال ما لا تعرفه عن ماء زمزم

وفاة السيدة هاجر ام اسماعيل عليه السلام

ماتت السيدة هاجر وهي في التسعين من العمر، وقام النبي اسماعيل بدفنها بجوار الكعبة المشرفة، ويعرف قبرها بحجر اسماعيل، وهو المكان الذي نشأ فيه، وهو جزء من المطاف في الوقت الحالي، يجب أن يمر به كل من طاف على الكعبة المشرفة، وقد كانت مثالاً يُحتذى به في الصبر والطاعة والإيمان، فأجزل لها الله سبحانه وتعالى العطاء، وساندها وكن رحيماً بها لإيمانها بقضائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى