عدد الأنبياء المذكورين في القرآن
عدد الأنبياء المذكورين في القرآن كانت موضع العديد من الأبحاث، وذلك تقصيًا لمكانة هؤلاء الأنبياء عند ربهم، إلى جانب كون قصص الأنبياء خاصةً المذكورة في القرآن لها من الفوائد والعبر ما يجعلنا أكثر إيمانًا بربنا، لذلك ومن خلال موقع الماقه سنقوم بعرض عدد الأنبياء المذكورين في القرآن.
عدد الأنبياء المذكورين في القرآن
قد ذكر الله سُبحانه وتعالى في كتابه العزيز خمسة وعشرين نبيَا، من الرٌسل الذين بعثهم لهداية الناس وحثهم على عبادته وحده لا شريك له.
تم ذكرهم في سورة واحدة من القرآن الكريم في قوله تعالى:
أما عن باقي الأنبياء فقد تم ذكرهم في آيات متفرقة أخرى وهم نبي الله إدريس وهود، وشٌعيب، وصالح، وذو الكفل، وآدم، ونبينا مٌحمد عليهم أفضل الصلاة وأتم السلام أجمعين.
صفات الرسل الذين تم ذكرهم في القرآن
بعد معرفتنا عدد الأنبياء المذكورين في القرآن، فوجب التطرق إلى صفاتهم التي كناهم بها القرآن الكريم، فجميع رسل الله سبحانه وتعالى يتسمون بالصفات التي تميزهم عن غيرهم، وهذه الصفات ذات أهمية كبيرة، فهي سلاحهم في مواجهه أقوامهم لنشر دعوة الله في الأرض، فهم بها قدوة لقومهم.
فمن هذه الصفات والتي اشترك فيها كافة الأنبياء، ما يلي:
- الصدق وهي صفة جميع الأنبياء، وكانوا يتصفون بها لأنهم يبلغون الناس الرسالة وكانوا يصدقونهم، فهي الصفة التي كان يتصف بها الرسول قبل أن يبعثه الله سبحانه وتعالى وبعد بعثته.
الدليل قول الله تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا) [سورة مريم، الآية 41]، كما قال سبحانه وتعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا) [سورة مريم 54]، وقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يعرفه أهل قريش ب (الصادق الأمين).
- أما ثاني الصفات فكانت الأمانة، هذه الصفة مُلازمة لصفة الصدق، أينما يوجد الصدق توجد الأمانة، كما أنها صفة الأنبياء، مثلما كان الصدق مُلازمًا للرسول قبل وبعد البعثة، الأمانة أيضًا بها نفس الصفة.
كانت ملازمة للرسول طوال حياته، فتلك الصفة تجمع فضائل كثيرة، منها: كتمان السر، إبلاغ الناس الرسالة كاملة ودون تحريف، والإلتزام، الدليل على هذه الصفة، قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) [سورة المائدة، الآية 67].
- الفطنة والتي تعني الذكاء، وهذه الصفة قد أتصف بها جميع الرسل، كما أنها تعني أن يكون مُتصرف في الأمور بحكمة وسرعة، وهذه الصفة من أهم الصفات، لكي يكونوا قادرين على إقناع أقوامهم بالرسالة التي بعثهم الله بها، خير مثال على فطنة الرسل، هو حوار سيدنا إبراهيم عليه السلام مع النمرود، قال تعالى:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [سورة البقرة، الآية 258].
- العِصمة والتي تعني تحصين الله سبحانه وتعالى لرسله، ذلك التحصين يمنعهم من الوقوع في الخطأ والزلات، لكيلا يدخل الإثم في قلوبهم الطاهرة، فالرسل معصومة من المعاصي، والذنوب.
حِكمة ذكر قصص الأنبياء في القرآن الكريم
لم يكتفي الله سبحانه وتعالى أن يكتب لنا عدد الأنبياء المذكورين في القرآن، ولا أسمائهم، وإنما ذكر لنا -عزَّ وجلَّ- قصص الأنبياء وذلك للأسباب الآتية:
- إثبات صدق نبوة كلٍ منهم، والمُعجزات التي حدثت لهم، وما فعلوه معهم أقوامهم، كما أثبتت نبوة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، لما في قوله تعالى:
(تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [سورة هود، الآية 49].
- إثبات للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بإهلاك المكذبين به كما أهلك المكذبين بأنبيائهم.
- الموعظة حيث إننا نتعلم من الذي حدث مع الأُمم السابقة، والعلم بقدرة الله –عزَّ وجلَّ-، وأنه شديد العقاب مع المعاندين والمُتجبرين.
- إثبات إن الله الواحد الأحد لا شريك له، وذلك في قوله:
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [سورة الإخلاص]
- إخبار النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، أن الله قد يُعجل من العقوبة، وقد يؤخرها، وذلك لحكمة منه لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى.
دعوة الأنبياء كما وُرد في القرآن الكريم بشكل عام مع الإثبات
أوضح لنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ما دعا به الأنبياء أقوماهم، وما تلقوه من أذى وتكذيب، وصبرهم عليهم، ورحمة الأنبياء بهم، وهناك عدة أمثلة منها: قصة سيدنا موسى، وإبراهيم، وهود، والكثير من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
لكن تميز سيدنا مُحمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عن باقي الأنبياء، أنه كان يعلم قومه الدعوة إلى الدين، ولم يقتصر في دعوته على الحثّ على الإيمان بالله فقط، وعلمهم بعد ذلك أحكام الدين.
أما باقي الأنبياء، كانوا يبدؤون دعوتهم بالإيمان ويليه الأحكام، وذلك للتأكيد على مدى أهميّة الدعوة.
ذُكِر في القرآن دعوة الأنبياء بشكل عام، وذلك وفقًا لقوله تعالى:
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [سورة النحل، الآية 36]
تفسير هذه الآية هو أن الله سبحانه وتعالى قام بإرسال رسول لكل قوم وجميعهم دعوتهم كانت تخص عبادة الله وحده لا شريك له والبُعد عن المعاصي والذنوب، وهذا دليل على أن دعوة جميع الرُسُل كانت واحدة، ولكن طريقة الدعوة قد تختلف.
أسماء آباء الأنبياء من القرآن الكريم
في إطار حديثنا عن عدد الأنبياء المذكورين في القرآن فحري بنا التطرق إلى الآتي، لم يكتفي الله تعالى بذكر أسماء أنبياءه الكرام، إنما زادهم الله بأسماء آباء بعض الأنبياء، والذين كان لهم دورًا مشهودًا في قصصهم سواء بالسلب أو الإيجاب، ومن أسماء هؤلاء الآباء ما يلي:
- عبد الله والد سيدنا مُحمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
- آزر والد سيدنا إبراهيم عليه السلام.
- إبراهيم والد إسحاق عليه السلام.
- إسحاق والد يعقوب عليه السلام.
- يعقوب والد يوسف عليه السلام.
- إبراهيم والد إسماعيل عليه السلام.
- داود والد سليمان عليه السلام.
- عمران والد موسى عليه السلام.
- زكريا والد يحيى عليه السلام.