اسلاميات
حكم صلاة الجماعة عند الأئمة الأربعة
حكم صلاة الجماعة عند الأئمة الأربعة يرتكز على العديد من الأسانيد والأدلة، وتمثل الصلاة أهم أركان الإسلام ونحن جميعا نعلم أهميتها للمسلم فهي أول ما سيحاسب عليه المرء يوم القيامة، ولكن توجد تساؤلات كثيرة عن حكم صلاة الجماعة وهل هي واجبة أم سنة وأين يجب القيام بها، وهذا ما سوف نوضحه بالتفصيل من خلال هذا المقال عبر موقع الماقه.
حكم صلاة الجماعة عند الأئمة الأربعة
تتمثل أحكام صلاة الجماعة في:
المذهب الشافعي:
- فقد وجدوا إنها فرض كفاية، بمعنى وجوبها على الرجال المقيمين الأحرار وليس للعراة.
- حيث يرتبط شعار إقامة صلاة الجماعة بإقامتهم.
- وفي حال امتناعهم جميعا من القيام بذلك، حق عليهم قتالهم.
- هذا الحكم يصح للرجال فقط وليس للنساء.
- وأوضح الشافعية أن أقل عدد للجماعة هو اثنان أحدهما إمام والأخر مأموم حتى لو مع صبي لم يصل لسن البلوغ بعد.
مذهب الحنابلة:
- يرى علماء هذا المذهب أن صلاة الجماعة واجبة بشكل مؤكد لا جدال فيه.
- وذلك استدلالا بأيام الرسول صلى الله عليه وسلم وهو إقامة الصلاة في المساجد في كل فرض مع قيام أحدهم فيؤم بهم.
- وقيل إن المسلمين الذين لم يشهدوا الصلاة يتم حرق بيوتهم عليهم.
- ذهب الحنابلة إلى عدم صحة إقامة الصلاة بصبي لأنه لا يصح أن يكون إماما في الفرض أما في النوافل فتكون صحيحة.
مذهب الحنفية والملكية:
- ذهبوا إلى توضيح أن صلاة الجماعة ماعدا الجمعة تعد سنة مؤكدة وليست فرض.
- وذلك للرجال العاقلين ومن يستطيع القيام بها دون وجود أي موانع تحيل بينه وبين ذلك.
- فيعفى منها النساء، وأصحاب الأمراض العقلية، والعبيد، وكبار السن، والمقعدين.
- فهي سنة ويرفع بها قدر المصلي بسبع وعشرين درجة فهي تعد زائدة عن الصلاة المفروضة.
- يتماثل مذهبهم مع الشافعية في صحة إقامة الصلاة باثنان أحدهما إمام والأخر مأموم، حتى لو كان الإمام صبي.
ما هي صلاة الجماعة
- هي عبارة عن صلاة الفروض مع مجموعة من الأشخاص يقومون بأدائها في نفس المكان والتوقيت.
- ويقوم أحدهم بدور الأمام وهو ما يؤم بهم في عدد ركعات الصلاة.
- يفضل القيام بصلاة الجماعة في المسجد للرجال، وذلك لأنها مخصصة للعبادة ويتم فيها ذكر الله كثيرا ويتجمع بها الناس للقيام بأداء الصلاة، لذلك سميت بالجوامع.
- نصح الإسلام المسلمين بصلوات الجماعة لما لها من ثواب عظيم يحتاجه كل مسلم للحصول على رضا الله في الدنيا والأخرة.
- وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بها والدليل على ذلك حديثه الشريف (تفضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ أو صلاة الرجل وحده خمسا وعشرين صلاة)، وهذا الحديث لها دلالة عظيمة على أهمية صلاة الجماعة وتفضيلها عن صلاة الفرد.
ما هو فضل صلاة الجماعة
- بالرغم من وجود اختلافات بين الأئمة الأربعة في حكم صلاة الجماعة فمنهم من قال إنها سنة مؤكدة، ومنهم من يرى إنها فرض كفاية، ومنهم من يذهب إلى إنها واجبة.
- ولكنهم توافقوا جميعا في فضل صلاة الجماعة والأجر العظيم الذي يحصل عليه المسلم عند أدائها.
- لذلك يجب أن يحرص المسلم على أداء صلاته في جماعة حتى يعلو أجره ويحصل على ثواب مضاعف بدرجات كثيرة عن الصلاة بمفرده.
- حيث أوضح لنا رسولنا الأعظم أن من يحافظ على صلاة الجماعة وقام بها لعدد أربعين يوما متتاليين من بداية التكبيرة الأولى في الصلاة، حصل على براءة من نار جهنم وبراءة أخرى من النفاق.
- وذلك لأن صلاة الجماعة لها أجر عظيم كما إنها تطهر قلب المسلم من كل سوء وتبعده عن النفاق.
- بالإضافة إلى إنها تساعد على وجود المعاملات الحسنة والعلاقات الودية بين المسلمين.
- وتجعل المصلي يشعر بوجود مساواة بين أفراد المجتمع، فلا يوجد فرق بين الغني والفقير أو الكبير والصغير فجميعهم يصلون في صفوف متساوية في نفس المكان والزمان.
- كما إنهم سواء عند الله تعالى ويتم التفضيل بينهم بالتقوى والأعمال الحسنة.
ما هي فوائد الصلاة بالمسجد
- تحسن الصلة والتواصل بين المصليين.
- تواجد المحبة والعلاقات الحسنة واتباع تعاليم الإسلام في التعامل بين المصليين.
- تجمع المصلين بأعداد كبيرة في المساجد مع علو أصواتهم بقراءة القرآن والتمسك بعقيدتهم، مما يرد على كل المشككين بالإسلام.
- إرشاد الناس وتعريفهم لأهمية الصلاة وفضلها على المسلم والحصول من خلالها على أجر وثواب عظيم.
- الاهتمام بالدعوة إلى الله تعالى بكل ما تتمنى أو ترغب في تحقيقه.
- التواجد بجانب الفقراء والمحتاجين والتعرف على أحوالهم، مما يعطيك الفرصة لمساعدتهم والحصول على أجر عظيم.
- التباهي بأعظم شعائر الدين الإسلامي وتعريف غير المسلم بها.
- يمكن أن تكون سبب في تعليم الآخرين العديد من أمور الدين المتعلقة بالأذكار والأحكام الشرعية.
- تعليم المسلم ضبط النفس وإيجاده تحمل المسؤولية مع تكرار اختياره كإمام على المصلين.
- الاهتمام بالوقت وتنظيمه واستغلاله في أفضل الأفعال.
- الشعور بالراحة النفسية والابتعاد عن الصفات السيئة.
ما هي آداب دخول المساجد
هناك بعض الأمور التي يجب أن يتبعها المسلم للحفاظ على آداب التعامل مع المساجد فهي بيوت للذكر والصلاة وبذلك يجب احترامها ومراعاة ما يجب فعله بها ومن أهمها:
التعاليم الخاصة بالأطفال:
- ضرورة التحدث مع الطفل قبل الذهاب للمسجد وتعليمه كيفية الالتزام والابتعاد عن عمل الضوضاء أو التحرك كثيرا.
- تنبيه الطفل إلى أن المساجد هي أماكن يجتمع فيها المسلمين لأداء الصلوات وليس مكان للعب والمرح.
- يجب الالتزام بنظافة المسجد وعدم إلقاء الأوراق أو القمامة به.
- عدم الإمساك بمتعلقات المسجد سواء المصاحف أو الكتب وغيرها من الأدوات التي يجب الحفاظ عليها ووضعها في أماكنها المخصصة.
- ضرورة تعليم الطفل خطوات دخول المسجد بداية من خلع الحذاء وقول أدعية الدخول والخروج، وصلاة تحية المسجد.
بعد التعرف على حكم صلاة الجماعة عند الأئمة الأربعة يمكن معرفة المزيد من خلال: شروط صلاة الجماعة وكيفيتها وشروط الإمام لأداء صلاة الجماعة
التعاليم الخاصة بالكبار:
- تجنب تناول الثوم والبصل قبل الذهاب للمسجد حتى لا تسبب إزعاج للمصليين.
- لابد من الشعور بالخشوع والطمأنينة عند الذهاب إلى المسجد، وذلك لأن المشي مسرعا إلى المسجد يجعل المصلي لا يشعر بالخشوع ويتشتت عند الصلاة.
- ضرورة أداء تحية المسجد بعد الدخول مباشرة سواء كان الهدف هو الصلاة أو الجلوس في المسجد.
- وهي القيام بأداء ركعتين قبل الجلوس أو البدء في الصلاة المفروضة.
- الحرص على ارتداء ملابس مناسبة تستر العورة ويكون لها شكل لائق ونظيفة.
- نقتدي بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ونقوم بالدخول بالرجل اليمنى والخروج بالرجل اليسرى.
ما هو حكم الأئمة في صلاة تحية المسجد
- الشافعية: يجب على المسلم أن يقوم بصلاة تحية المسجد كلما دخل وخرج وعاود الدخول مرة أخرى إلى المسجد.
- الحنفية والمالكية: يروا أن لا داعي لأداء صلاة تحية المسجد مرة أخرى في حال إذا كان الخروج لمكان قريب من المسجد.
- كما أن المسلم إذا دخل مع بداية صلاة الفريضة عليه أن يبدأ مع الإمام ولا يقوم بأداء تحية المسجد، وذلك لأن الفروض أهم من النوافل أو صلاة التحية للمسجد.
- يرى الحنفية والمالكية أن إذا دخل المصلي وقت خطبة الجمعة فعليه أن يجلس وينصت لها، وتكون تحية المسجد في هذه الحالة مكروهة.
- أما الشافعية والحنابلة فذهبوا إلى إمكانية القيام بالركعتين سريعا قدر المستطاع.
- كما يرى الحنفية أن هناك أوقات مكروهة للصلاة فإذا دخل المصلي وقتها المسجد فلا يجب عليه القيام بتحية المسجد.
- أما المالكية والشافعية فلا يجدوا أن لتحية المسجد أوقات مكروهة، لذلك يمكن صلاتها في أي وقت سواء كان قبل الشروق أو بعد الغروب.
- بالنسبة للحنفية فكان مذهبهم أن الجلوس لا يسبب سقوط صلاة تحية المسجد فيمكن أن يقوم بها المصلي إذا تذكرها من بعد الجلوس.