الدعاء للميت قبل الدفن
الدعاء للميت قبل الدفن نقدمه لكم اليوم عبر موقعنا البلد حيث أن الدعاء من العبادات التي يتوجه بها الإنسان لله سبحانه وتعالى للتقرب منه وطلب المساعدة لقضاء الحوائج، ويُعد الدعاء من الأمور الهامة للخروج من الأوقات الصعبة التي يمر بها الإنسان، والدعاء من المسائل المُستحبة للميت قبل أو بعد دفنه، وسوف نُسلط الأضواء في السطور التالية على الدعاء للميت قبل الدفن بشكل خاص لكي يتم تثبيته في حالة السؤال في قبره.
أفضل الدعاء للميت قبل الدفن
من المُستحب أن يدعو المسلم للميت قبل الدفن، حيث أن للداعي أجر كبير بالحياة الدنيا والآخرة، وعند ترديد الدعاء للميت عند إغماض العينين وتليين المفاصل سنة مؤكدة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن ليس من الثابت رفع اليدين خلال الدعاء سواء قبل دفن الميت أو بعد الدفن، ومن أفضل الأدعية التي يمكن أن تُقال للميت قبل دفنه ونزوله للقبر ما يلي:
- ما جاء عن أبو هريرة رضي الله عنه قول الرسول الكريم” اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا، اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ، اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا بعدَه”.
السنن والآداب قبل دفن الميت
يُعد الموت من عظائم المصائب التي تقع على الناس فجأة مما يجعلهم ينسون بعض الآداب والسنن التي تتعلق بهذه الفاجعة الكبيرة، ولنا في الرسول الكريم أسوة حسنة في ذلك، حيث يجب اتباع الآتي مع المحتضر أو الميت قبل الدفن:
- تلقين المحتضر شهادة أن لا إله إلا الله برفق.
- بعد صعود روح المتوفي لبارئها نقول” إنّا لله وإنا إليه راجعون، نحمد الله تعالى على كلِّ حالٍ.
- طلب الخير للميت بالدعاء سواء من خلال الأدعية التي وردت عن الرسول، أو من خلال الأدعية التي تطيب للداعي.
- يجب الابتعاد عن الأفعال المنهي عنها في الإسلام، مثل لطم الخدود، والنواح، والندب، وشق الملابس، وغيرها من الأشياء التي كان يفعلها من هم في الجاهلية.
- يجب قضاء دين المتوفي قبل الدفن كلما أمكن ذلك.
- تغسيل الميت وكتمان من يرى غُسله لأي مكروه يراه خلال الغُسل، أو من حضر تكفينه.
- الإسراع من دفن الميت، وعدم ترك جثته لفترة طويلة بدون دفن، وذلك بمجرد الانتهاء من الغًسل، وتكفينه في الكفن الخاص به.
- القيام بصلاة الجنازة، وحمل الميت، ودفنه.
ونرشح لك أيضًا: دعاء للميت في رمضان قصير وأوقات استجابة الدعاء
مشروعية الدعاء للميت قبل الدفن
جاء بالحديث النبوي الشريف العديد من المواضع التي نصت على شرعية الدعاء للميت سواء عند الاحتضار أو بعد الموت وقبل الدفن، وذلك ما أكده الفقهاء بقولهم أن ذلك سُنة عن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وذلك بدليل أنه عند دخوله على أبي سلمة وهو يحتضر ودعا له بالدعاء التالي” اللهمَّ اغفرْ لأبي سلمةَ وارفعْ درجتَه في المقرَّبين واخلُفه في عقبِه في الغابرينَ واغفرْ له ولنا يا ربَّ العالمينَ اللَّهمَّ افسحْ له في قبرِه ونورْ له فيه”، ويجوز أن يُطلق هذا الدعاء على أي شخص ميت، حيث أنه من باب الاقتداء بالنبي الكريم وأخذ البركة والثواب من اتباعه ليوم الدين، وذلك كما في قوله تعالى” {لقد كانَ لكُم فِي رسولِ اللهِ أسوَةٌ حسنةٌ لمَن كانَ يرجو اللهَ واليومَ الآخرَ وذكر الله كثيرًا}.
فضل الدعاء للميت
- للدعاء للميت قبل الدفن أو بعده فضل كبير، حيث أنه في الدعاء للمتوفي طلب للرحمة له عند السؤال، والرفع من قدره، وتخفيف العذاب عنه، وذلك من خلال إكثار الدعاء له.
- يُعد الدعاء من أحب الأعمال لله تعالى، وهو من أصدق الأعمال التي يمكن فعلها للمتوفي، ويجب عدم النحيب على المتوفي، لأن ذلك من المنهي عنه في الإسلام، بل الدعاء هو الذي يُفيد بشكل أكبر.
- كما يجب القيام بالصدقات الجارية على روح الميت، وذلك لتخفيف الحساب عنه أثناء ما يراه في القبر، وقد كان الرسول الكريم كثير الدعاء للمتوفين من المؤمنين.
ما هي علامات حسن الخاتمة
المقصود بحسن الخاتمة هو توجيه الله تعالى للعبد لفعل ما يُرضيه، والابتعاد عن المعاصي والذنوب بتوفيق من لدى الله عز وجل، كما يرزقه بالاستغفار والتوبة، وفعل الطاعات حتى الموت على ذلك، ونذكر من علامات حسن الخاتمة ما يلي:
- النطق بالشهادتين في لحظة الموت وقبل أن تخرج الروح لبارئها.
- أن يموت المتوفي بعرق الجبين.
- الموت بنهار الجمعة أو بليلة الجمعة.
- الموت شهيداً في سبيل الله.
- أيضاً من علامات حسن الخاتمة التبسم بعد طلوع الروح، وإن لم يرد في ذلك نص صريح، ويُقال أن سبب تبسمه هو رؤيته لمقعده بالجنة، بعدما تجيء الملائكة إليه.
الأعمال الغير مستحبة عند مصيبة الموت
- كل الأعمال المنافية للرضا والصبر، لأنها منهي عنها في هذا الوقت العصيب، حيث يجب التحلي بالصبر عند تلقي الصدمة كما حثنا النبي الكريم.
- برغم أن الموت من المصائب العظيمة التي قد لا يمكن احتمالها، ولكن يجب أن نعلم أن لكل أجل كتاب، وهو نهاية الحياة الدنيا، وبداية لحياة جديدة في الآخرة، لذلك لا يجب أن نقوم بالصراخ والعويل عند التعرض لمصيبة الموت، حيث أن ذلك من الأمور المخالفة للشرع، ومن يفعل ذلك عن طريق الجهل، أو بدون تعمد يجب عليه التوبة والاستغفار.
حكم تغطية نعش الميت، ودفنه في تابوت
يُعد تغطية نعش الميت من الأمور المشروعة لو كان الميت سيدة، كما قال العديد من العلماء، كما يمكن تغطية نعش الميت لو كان بجسده عيب مثل الحدب، ولكن من الأفضل أن يكون النعش مكشوف من باب العظة، والاعتبار بالموت، وقد حثت الشريعة الإسلامية على وضع مكبة أو خيمة على نعش المرأة من باب الستر.
كما أوصت بذلك السيدة فاطمة بنت النبي محمد عليه الصلاة والسلام، حيث لا يجب أن يرى من يسير بالجنازة أمور لا يجب أن يرها عند عدم وضع مكبة أو غطاء على نعش المتوفية، وقد تم صنع هذه المكبة للسيدة فاطمة رضي الله عنها بطلب منها.
ولكن لا يمكن تطبيق ذلك على الرجل، بل يظل النعش مكشوف لأنه به من العظة، حين يراه من كان معه بالأمس وهو متوفي، وأن يعلم أن الحياة بيد الله وحده، ويستغفر ويهتدي للطريق المستقيم إذا ضل عنه ولو بشكل قليل،
والأمر الثاني هو استخدام التابوت أو الصندوق لنقل المتوفي، حيث أنه من السنة عدم وضعه في تابوت، ولكن يجوز ذلك في حالة اقتضاء الحاجة لذلك، كم جاء بلجنة الفتاوي الدائمة، فلو كان هناك داعي لوضعه بالصندوق أو التابوت فلا بأس بذلك، ولكن لا يجوز دفن الميت بالصندوق، حيث يجب إخراجه منه عند وضعه بالقبر، إلا في بعض الحالات مثل تعرض جثة الميت للتهرية، أو بقت لفترة كبيرة حتى صار بها نتتونة، ففي هذه الحالة يتم دفنه بالصندوق.
ولكن السنة هي أن يتم حمل المتوفي على النعش، ولو كانت امرأة يتم وضع غطاء أو مكبة، ويتم وضع ثوب عليها، ولو كانت الجثة بها حدب أو مشابه ذلك يمكن حمله بتابوت على خلاف السنة، فلا بأس بذلك عند اقتضاء الحاجة لذلك.