اسلاميات

ما هي العدة بعد وفاة الزوج

ما هي العدة بعد وفاة الزوج؟ وما هي شروطها؟ حيث تُلزم المرأة المتزوجة بعد وفاة زوجها في الشريعة الإسلامية بالعدة، وكان في ذلك حكمة من الله عز وجل وسبب في وقوع العدة على المرأة الأرملة في الإسلام، لذا سنعرض عبر موقع الماقه ما هي العدة بعد وفاة الزوج وأهم النقاط التي ترتبط بها.

ما هي العدة بعد وفاة الزوج

تُعرف العدة بالشريعة الإسلامية بأنها المدة الزمنية التي لا يجوز للمرأة المسلمة فيها أن تتزوج برجل أخر بعد وفاة زوجها، ويرجع ذلك إلى بعض الأسباب التي تعتبر في صالح المرأة، إلا أن أغلب النساء تلتزمن ببعض أحكام العدة والبعض يتركون أحكام أخرى منها.

حيث وردت العدة في آيات الله بالقرآن الكريم، حين قالي تعالي:

أما عن مدة العدة بعد وفاة الزوج فهي أربعة أشهر وعشرة أيام أي 40 يوماً، سواء كانت المرأة مازالت تحيض أو آيست منه، ماعد المرأة الحامل، والتي ذكر الله تعالي شأنها في آياته الكريمة.

كما أن مدة عدة الزوجة لا تتغير إن كانت قد تم الدخول بها أو لم يتم، أو إن كانت كبيرة أو صغيرة في العمر.

إلا أن أختلف تفسير الكثير من الفقهاء حول تفسيرات الآيات التي تحدث فيها الله تعالي عن عدة الحامل فيها.

هناك بعض الفقهاء الذين ذكروا أن العدة للمرأة التي لا تأتي الحيض تكون في مدة ثلاثة أشهر، مستدلين في ذلك بقول الله تعالي في آياته الكريمة:

العدة للمرأة الحامل

قد تعددت أراء الفقهاء حول عدة المرأة الحامل، في حالة وفاة زوجها، حيث، قال:

ابن عباس رضي الله عنه سواء إن كانت المرأة في وضع الحمل أو في وضع الولادة وقد توفي زوجها، فالعدة لها تكون أربعة أشهر وعشرة أيام، سواء كان الجنين واحد أو توأمان أو كان جنيناً كاملاً أو لم يكتمل بعد، وعلى ذلك الرأي أتفق العلماء السلف.

ذكر المسور بن مخرمة رضي الله عنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال أنَّ سُبَيْعَةَ الأسْلَمِيَّةَ نُفِسَتْ بَعْدَ وفاةِ زَوْجِها بلَيالٍ، فَجاءَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاسْتَأْذَنَتْهُ أنْ تَنْكِحَ، فأذِنَ لها فَنَكَحَتْ.

عدة المرأة الذمية

استكمالاً لمعرفة ما هي العدة بعد وفاة الزوج، فقد صُرح من قبل الفقهاء أنه يجوز للرجل المتزوج من المرأة الكتابية أو الذمية، وهي المرأة غير المسلمة، إن توفي زوجها فلها عدة مثل الزوجة المسلمة، إلا أنها لا يجوز لها غُسل زوجها لأن الكافر لا يمكن له أن يقف أثناء تغسيل مرء مسلم.

على ذلك فقد اتفق قول الجمهور بعموم الأدلة المعترفة بذلك، قائلين إن المرأة الذمية تخاطب بحقوق العباد التي تخاطب بها المرأة المسلمة، فيجب عليها القيام بالعدة الشرعية في حالة أن الزوج مسلماً.

شروط العدة للمرأة الأرملة

قد يتطلب من المرأة التي توفي زوجها عدة أمور يتطلب عليها تجنبها، والتي منها:

يجب عليها الاعتداد من خلال التربص بالنفس أي لا تتزوج إلا بعد انتهاء مدة العدة كاملة في حالة عدم وجود حمل.

تقوم بالعدة في منزلها دون نزول لأي مكان.

لا تخرج من المنزل إلا للضرورة القصوى، ومن الأفضل أن يكون ذلك في النهار وليس في الليل، حتى لا تقع تعرض للإساءة من أحد الناس.

أن تلتزم بالمدة المحددة لها في العدة والتي شرع بها الله في آياته الكريمة، كما يجوز لها ارتداء الملابس السوداء إلا أن بعض الجمهور يرى أنه لا يجب عليها فعل ذلك.

يجب أن تلتزم الإحداد، أي تترك التزين والتبرج ومظاهر الإغراء كالتحكل أو التزين بالحلي أو المجوهرات أو الملابس المزينة، حيث روت أم حبيبة رضي الله عنها أنها قالت إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حديثة الشريف (لا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ تُحِدُّ علَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ، إلَّا علَى زَوْجٍ أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْرًا)

يجب عليها آلا تصبغ شعرها أو تتزين أو تتبرج خلال فترة العدة، كما يجب أن تتجنب كل ما هو يعتبر معيباً في بلدتها، حتى لا ينظر إليها أحد نظرة تسوء لها.

مكان عدة الأرملة

بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال ما هي العدة بعد وفاة الزوج، نتطرق إلى مكان القيام بها، حيث يجب أن تقوم المرأة بالعدة في منزل زوجها الذي توفي، خشيتاً على نفسها من الاعتداء أو الفتنة أو الظلم الذي قد تتعرض له إن فعلت غير ذلك.

إلا أنه لا يجوز لها أن تخرج منه إلى غيره، كما يجوز لها قضاء أمور حياتها واحتياجاتها من شراء مأكل أو ملبس.

وقت بدء العدة للمرأة الذي توفي زوجها

قد اتفق بعض الفقهاء على وقت بدء العدة للمرأة التي توفي زوجها، حيث تبدأ تلك الفترة بمجرد وفاة الزوج، إلا في حالة علمها بخبر وفاة زوجها بعد أربعة أشهر وعشرة أيام فتسقط العدة عنها بسبب فوات وقتها عليها.

الحكمة من عدة الأرملة

ترجع الحكمة من عدة المطلقة إلى الكثير من الأحكام التي منها أن الحداد من محاسن الشرع الإسلامي، وفي ذلك حكمه بليغه، لما في ذلك من تعظيم لموت الزوج، وما ينتج عنه من أحزان شديدة وألم بسبب الفقد.

فهذا الامر طبيعي للنفس البشرية، حيث جاءت العدة للوفاء للزوج ولسد المفاسد ومنعها عن الزوجة من أن يطمع بها أحد الرجال.

حكم المرأة التي لا تلتزم بالعدة

في حالة عدم التزام المرأة بعد وفاة زوجها بفترة العدة وكان ذلك عن عمد منها، مع علمها بالحٌكم والأمر بها في الشرع الإسلامي، فيكون بذلك قد وقع عليها إثم كبير وعليها التكفير عنه وأن تستغفر الله كثيراً، فليس لها عدة أو فرصة أخري يمكن أن تقوم بالعدة فيها أو تقضيها.

فقد جاءت العدة لاستبراء رحم المرأة من أن يختلط نسبها مع أحد قبل أن تتم 40 يوماً، وفي ذلك حكمة من الله تعالي فقد يحدث بعض التغيرات الهرمونية بجسم المرأة التي يتم من خلالها إعادة جسدها مرة أخري.

حتى إذا تزوجت بعدة فترة العدة لا يؤثر ذلك على نفسيتها أو صحتها بالسلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى