اسلاميات

لماذا حرم الله لحم الخنزير

لماذا حرم الله لحم الخنزير؟ وما هو حكم أكله؟ يوجد العديد من الأسباب التي جعلت الدين الإسلامي يحرم تناول لحم الخنزير، مع العلم أنه يتم تناوله من قبل العديد من الشعوب، ولكن الله تعالى لا يحرم علينا شيء إلا وإن كان فيه ضرر، لذا سنعرض لكم عبر موقع الماقه الأسباب التي تمنع المسلمين من تناول لحم الخنزير وحكم الديانات السماوية في ذلك.

لماذا حرم الله لحم الخنزير؟

لا يوجد شيء قد حرمه الله دون سبب، فهناك الكثير من الأشياء التي نهى الله عنها أو عن تناولها من أطعمة بسبب خطورتها على حياة المرء، فقد يرجع السبب في النهي عن شرب الخمر لما بها من تغييب للعقول مما يجعل المرء يرتكب الكثير من الأخطاء دون وعي.

كما أنه يتلف الكثير من أجهزة الجسم، وبالمثل كان حال تناول لحم الخنزير الذي نهى الله عن تناول لحمه لعدة أسباب التي تحمل في مبرراتها الكثير من الأضرار للإنسان.

حيث جاءت الكثير من النصوص والأحاديث النبوية التي نهت عن تناول لحم الخنزير بشكل قاطع لا يمكن الجدال فيه، ومن الآيات القرآنية التي تستدل على تحريم أكل لحم الخنزير في قوله تعالى:

(قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [سورة الأنعام: الآية 145].

على ذلك الأساس هناك الكثير من الأسباب التي ترد على سؤال لماذا حرم الله لحم الخنزير في الدين الإسلامي، والتي قد تم تأكيدها بشكل مؤكد من خلال بعض الأبحاث التي أجريت على طبيعة حياة حيوان الخنزير، للتعرف إلى سبب نهى الله عز وجل عن تناول لحمه، ومن تلك الأسباب ما يلي:

  • يتغذى الخنزير على القاذورات الضارة، والتي تشمل العديد من الأشياء التي يستقذرها الإنسان كالفئران والحيوانات الميتة، والدماء والأشياء التي قد تعفنت من أجساد الحيوانات.
  • قد يسبب تناول لحمه الإصابة بالعديد من الأمراض التي قد يتعرض لها الإنسان عند تناوله للحم الخنزير.
  • يعد الخنزير من الحيوانات الخبيثة، فهو يجمع بين نوعين من الحيوانات وهما البهيمة والسباع، فهو يأكل العشب والنباتات بجانب أكله للجيف وهي الحيوانات التي قد ماتت وتعفنت وأصبحت ذات رائحة كريهة.
  • يعتبر حيوان الخنزير من الخبائث التي حرمها الله على عباده المسلمين، حيث إن الخبائث من الأشياء القذرة، بجانب أن هناك العديد من الفقهاء الذين حرموا شحمه، وهو ما يبين لماذا حرم الله لحم الخنزير.
  • الخنزير من الحيوانات ذات الأنياب، والتي تعتبر من الحيوانات المحرمة، كما ذكر عن النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه حين قال: “كُلُّ ذِي نابٍ مِنَ السِّباعِ فأكْلُهُ حَرامٌ” رواه أبو هريرة.
  • حرمت تناوله جميع الأديان السماوية الثلاثة، حيث صرح المسيح عيسى عليه السلام في الإنجيل بتحريم أكل لحم الخنزير، وكان امتداد تحريمه بالديانة الإسلامية لما ذكر في القرآن الكريم.
  • يعد الخنزير من الحيوانات التي تتصف بالرجس والنجاسة كما ذكر في القرآن الكريم (أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ) [سورة الأنعام: الآية 145]، والذي يعد ردًا عن لماذا حرم الله لحم الخنزير.

لماذا خلق الله الخنزير رغم كونه محرمًا؟

يوجد الكثير من المخلوقات التي تعد غير مستحبة وقد يكون بعضها مؤذي، فقد خلقها الله لأسباب لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، فليس لأحد من عباده مراجعته فيما خلق أو يخلق أو السبب في خلقه لأحد الأشياء.

على ذلك فالسبب في خلق الله للخنزير غير معلوم ولا يمكن للإنسان أن يعرفه أو يتكهن به على أنه سبب مؤكد، لكن بعض العلماء قد أعطوا بعض التفسيرات لوجود هذا الحيوان، فمنهم من قال إنه جاء لحكمة عظيمة من أحكام الله سبحانه وتعالى، إلا أنه يكون عبرة لباقي المخلوقات ولذوي الأبصار لكي يتفكرون في خلقه.

حيث إن الخنزير قد شهد على عقاب الله سبحانه وتعالى للأمم السابقة، فكلما تذكر المرء هذا الحيوان تذكر قدرة الله سبحانه وتعالى في أخذ الظالمين الذين قد مسخهم الله لخنازير وقردة.

ذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله أن الله سبحانه وتعالى خلق كل مخلوق لفائدة ما في مجال معين، خلق من أجله، فإذا كان أكله حرام، فمن الأكيد أن يكون هناك حكمة من خلقه لا يعلمها أحد غير الله، حيث يمكن الاستفادة من الخنزير كأحد الحيوانات التي تقوم بتنظيف الحقول وروث البهائم.

إن تحريم أكل لحم للخنزير كان لجميع أجزائه، فقد اتفق العلماء في إجماع على أن أكل لحم الخنزير محرم إلا في حالة الضرورة، إلا أن هناك اختلاف بين العلماء على بعض أجزاء من الخنزير غير لحمه وشحمه، لما ورد بالمذاهب الإسلامية عنهم، وهما:

1- شعر الخنزير

تعددت أراء الفقهاء حول استعمال شعر الخنزير، حيث كان أغلبها يحمل الكثير من التناقضات والاختلافات التي تشير إلى جواز استخدام شعر الخنزير من عدم استخدمه وهي على النحو التالي:

  • يرى المذهب الحنفي أنه يجوز الاستفادة من شعر الخنزير، إلا أن الأوزعي فقد ذكر أنه لا حرج على المرء أن يستخدمه في بعض الأمور التي يمكن استعماله فيها كالخياطة، كما أنه يجوز للخياط أن يشتريه ولكن لا يجوز له أن يبيعه.
  • كما ذهب الإمام الشافعي إلى أنه لا يجوز للمرء أن يستفيد بشعر الخنزير أو يستخدمه في أي غرض من أغراض حياته.
  • يرى الإمام القرطبي أن الخنزير محرم على المرء بجميع أجزائه فيما عدا شعره يمكن الانتفاع به في الخياطة أو الخرز به، حيث كان يستخدم في تلك الأغراض في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن يجوز استعماله فقط في حاله الضرورة وعدم توفر أنواع أخرى من الخيوط.

أراء بعض المذاهب حول استعمال شعر الخنزير

ذهب بعض الفقهاء إلى أن الانتفاع بشعر الخنزير لا يجوز لما به من نجاسة، والذي يعد أحد الردود عن لماذا حرم الله لحم الخنزير حيث:

  • جاء عن الشافعي أنه في حالة التخييط فلا يمكن تطهير مكان الخياطة سواء قام بغسله بالتراب أو الماء، فهو يعفي من استخدام تلك الثوب الذي قام بتخيطه بخيط مصنوع من شعر الخنزير.
  • كان رأي المذهب الحنبلي أنه يجب غسل ما قام المرء بتخيطه إن كان الخيط رطب أما عن كان جافًا فلا ينقل النجاسة.
  • أباح المذهب الحنفي استعمال خيط شعر الخنزير للخياطين وذلك في حالة الضرورة القصوى.
  • أما عن رأى المالكية فأوجبوا بطهارته إن تم قصه بمقص، حتى وإن كان بعد موت الخنزير، لان الشعر لا تحله الحياة، فلا يتنجس بعد الموت، إلا إن تم تصنيعه بعد نتفه من خنزير حي فإنه لا يكون طاهرًا.

2– لعاب الخنزير

اختلفت الآراء حول طهارة لعاب الخنزير أم أنه غير طاهر، حيث ترى المذاهب الشافعية والحنفية والحنابلة أن لعاب الخنزير يعتبر من الأشياء التي تحمل نجاسة، إلا أنه يمكن تطهير الشيء الذي تعرض إلى لعاب الخنزير في حالة غسله سبعة مرات، أما المذهب المالكي فقد اختلف رأيه عن تلك المذاهب فقد رأى أن لعاب الخنزير ليس نجس فهو طاهر لديهم.

أضرار أكل لحم الخنزير

بجانب أسباب تحريم تناول لحم الخنزير فهناك العديد من الأضرار التي تنتج عن تناول لحمه، والتي توضح الإجابة عن سؤال لماذا حرم الله لحم الخنزير.

حيث إن تناول لحم الخنزير يشكل ضررًا كبيرًا على صحة الإنسان لما يحتويه لحمه من مواد تعد ضارة وتعمل على زيادة نسب الدهون والكوليسترول.

بجانب أنها تتسبب في جعل الجسم أكثر عرضه للإصابة بمجموعة من الأمراض، وهو الأمر الذي يبرر لماذا حرم الله لحم الخنزير، وعلى هذا الأساس سنعرض مدى خطورة تناول لحم الخنزير وما يسببه من أضرار تشكل خطرًا على صحة الإنسان:

  • يعتبر لحم الخنزير أحد الأسباب الرئيسية التي تنقل مرض التهاب الكبد E، والذي يعرض حياة الإنسان إلى جعله أكثر عرضة للتليف الكبدي خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض ضعف المناعة.
  • أثبتت الدراسات أن هناك ارتباط كبير بين تناول لحم الخنزير ووفاة الكثير من الأشخاص المصابين بسرطان الكبد، حيث إن مرض التليف الكبدي يعد بوادر الإصابة بسرطان الكبد.
  • يحتوي لحم الخنزير على نسبة مرتفعة جدًا من أحماض أوميغا6 الأمر الذي يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
  • قد يتسبب تناول لحم الخنزير في ظهور بعض الأعراض على الإنسان كالحساسية أو الحكة أو ظهور بعض القرح بالمعدة.
  • يؤدي تناول لحم الخنزير إلى الإصابة بأمراض السمنة نتيجة تراكم الدهون التي يحتوي عليها لحم الخنزير في جسم الشخص المتناول لها.

أمراض يتسبب فيها تناول لحم الخنزير

هناك العديد من الأمراض التي يتعرض لها الجسم نتيجة تناول المرء للحم الخنزير والذي يوضح لماذا حرم الله لحم الخنزير، لما به من مواد ضارة، وبعض الطفيليات التي تدخل جسم الإنسان عن طريق تناوله للحم الخنزير مما يؤدي إلى إصابته بالعديد من الأمراض الخطيرة.

  • يعتبر تناول لحم الخنزير أحد مسببات الإصابة بالدودة الشريطية التي تتواجد في الأصل بلحم الخنزير، والتي قد تؤدي إلى تعرض الإنسان إلى الكثير من الأمراض العقلية التي منها الجنون والهستيريا في حالة نمو بيض الدودة الشريطية في خلايا المخ.
  • من الممكن أن يتسبب نمو الدودة الشريطية الموجودة في لحم الخنزير حالة انتقالها إلى القلب إلى جعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية.
  • يتسبب تناول لحم الخنزير في ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين.
  • يؤدي تناول لحم الخنزير إلى جعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون أو البروستاتا أو المستقيم والثدي.

بعض الحقائق حول تناول لحم الخنزير

في صدد الحديث عن لماذا حرم الله لحم الخنزير، قد يرجع السبب لبعض الحقائق التي تم الكشف عنها بخصوص طبيعة الخنزير، وتشتمل تلك الحقاق على ما يلي:

1- يحتفظ الخنزير بكمية من البول داخل أنسجة لحمه

لا يوجد في تركيب بلازما حيوان الخنزير أنزيم Xanthin oxidase &Uricase كما أنه يوجد بكميات منخفضة للغاية في الكليتين، الأمر الذي يجعله يحتفظ بكميات من البول في أنسجة لحمه، ويتخلص من 2% فقط من نسبة حمض البولي، إلا أن باقي الكمية تظل موجودة بداخل أنسجة اللحم، الأمر الذي يجعل لحمه من الأشياء غير المستحبة والمقززة لدى البعض.

يعتبر ارتفاع نسبة حمض البوليك في أنسجة لحم الخنزير دليلًا على نجاسته، لذلك وصفه الله سبحانه وتعالى بالرجس.

2– يأكل الخنزير روثه

يقوم الخنزير بأكل روثه الذي يختلط بالبول، السبب الذي يجعل أنسجته تحتفظ بكمية مرتفعة من حمض البوليك.

3– ترتفع نسبة الدهون المشبعة بلحم الخنزير

ما يقرب من 50 % من تركيب لحم الخنزير عبارة عن دهون، والتي تتفرع على 38 % دهون مشبعة لا يمكن هضمها، مما يجعل تناوله سبب في ارتفاع نسب الكوليسترول في الجسم والإصابة بتصلب الشرايين

4- يقلل الغيرة لدى الإنسان الذي يتناول لحمه

لم يرد أي دليل على أن الخنزير يقتل الغيرة لدى الإنسان، إلا أن الإمام أبو حيان الأندلسي قد ذكر أن الخنزير ينزع الغيرة ويجعل الإنسان متساهلًا فيما حرمه الله.

كما أن تناول لحمه قد يجعل الإنسان يبيح الزنا، حيث يرى بعض العلماء أن قلة الغيرة تعد طبع من طباع الخنزير، وفي حالة تناول المرء للحمه يتطبع بطبعه.

5- يرتفع بلحمه نسبة الهيستامين والإميدازول

يعد الهيستامين والإميدازول أحد مسببات الحساسية والإصابة بأكزيما الجلد للأشخاص الذين يتناولون لحم الخنزير، حيث ترتفع نسبتهما بلحم الخنزير بمقدار أكبر من الأنعام الأخرى.

6- ترتفع بلحمه نسبة الكوليسترول

يحتوي لحم الخنزير على نسبة من الكوليسترول تعتبر خمسة أضعاف نسب الكوليسترول التي يحتوي عليها لحوم الماشية الأخرى.

مما يؤدي إلى إصابة الإنسان المتناول للحمه بالعديد من الأمراض القلبية التي تكون في شكل تصلب الشرايين نتيجة ارتفاع نسب الكوليسترول بالدم، كما أنه يعد السبب الرئيسي للإصابة بالذبحات القلبية.

رأي الحضارات القديمة حول تناول لحم الخنزير

كان الخنزير منذ العصور القديمة حيوان ملعون مكروه من جميع الحضارات والديانات، فمن الحضارة الفرعونية حتى الآن لم يسلم الخنزير من كراهية البشر له، فقد كان في المنزلة رديئة ومتدنية لما عرف عن طبيعته منذ آلاف السنين.

1- رأي الحضارة الفرعونية عن تناول لحم الخنزير

أوضح هيرودوت أن الحضارة الفرعونية ترى أن الخنزير من الحيوانات النجسة التي إذا لمست أحد الأشخاص يجب عليه أن يغتسل في النهر، كما أنه يعد من الفئات المنبوذة التي منعت من دخول المعابد المصرية.

2- رأي الحضارة الإغريقية عن تناول لحم الخنزير

حرم الإغريق تناول لحم الخنزير اعتقادًا منهم أن أدونيس إله الإغريق قد قتل من خنزير بري، وهي أسطورة قديمة قد ترتبط بالحضارة الإغريقية جعلت الإغريق يكرهون الخنزير، وينهون عن تناوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى