اسلاميات

الوصي الشرعي بعد وفاة الأب

الوصي الشرعي بعد وفاة الأب من يكون؟ ومن هو المسؤول عن حفظ أموال الأبناء القصر بعد وفاة والدهم؟ ومن له الحق في وكالتهم في عقد الزواج؟ حيث يعتبر وفاة الأب كارثة كبيرة تقلب حياة الزوجة والأبناء رأسا على عقب، وتتخبط بهم الطرق ويواجهوا المجهول سويا، وهنا تحتاج الزوجة إلى من يساندها ويدعمها في استمرار الرحلة، فتابع لتعرف أكثر فيما يلي عبر موقع الماقه.

الوصي الشرعي بعد وفاة الأب

يرغب الكثير من الناس في معرفة من هو الوصي الشرعي بعد وفاة الأب، تلك المصيبة التي تحل بالأسرة بشكل مفاجئ وبدون استئذان، فما أصعب فقدان السند وانحناء الظهر، وهنا تحتاج الزوجة إلى من يساندها في تحمل تلك المسؤولية، وحتى والوصول بالأبناء إلى بر الأمان، وهنا يتساءل الناس عن من يكون الوصي الشرعي بعد وفاة الأب، فتابعوا لتعرفوا:

الرأي الشرعي في اختيار الوصي الشرعي بعد وفاة الأب

يرغب الكثير من الناس في التعرف على آراء علماء المسلمين في الرد على السؤال الذي قد حير أذهان الكثير من الناس، وهو من الوصي الشرعي بعد وفاة الأب، حيث اختلف علماء المسلمين بشكل كبير في حسم هذه المسألة، فمنهم من قال أن الوصاية على أموال اليتامى تؤول للجد، ومنهم من قال أنها تؤول لمن أوصى له الأب، وإليك هذه الآراء بالتفصيل فتابع :

  • حيث يرى أصحاب مذهب الإمام أبي حنيفة أن الوصي الشرعي بعد وفاة الأب هو وصي الأب أي الشخص الذي اختاره الأب قبل موته لرعاية أموال اليتامى، ومن بعده تؤول إلى الجد للأب، ثم إلى من أوصى له الجد للأب، ثم للقاضي، ثم لمن يوصي له القاضي.
  • أما عند السادة المالكية والحنابلة فكان رأيهم في حسم مسالة من الولي الشرعي بعد وفاة الأب أن الوصاية تكون أولا لمن أوصى له الأب، ثم للحاكم، أو من يولي له الحاكم هذا الأمر.
  • أما أصحاب المذهب الشافعي فيرون أن الوصي الشرعي بعد وفاة الأب هو الجد من جهة الأب، ثم الشخص الذي أوصى له الأب أو لمن أوصى له الجد، ثم للحاكم أو من يوكل له الحاكم هذا الأمر.
  • أما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ومعه ابن عثيمين رحمه الله تعالى فيرون أن الوصي الشرعي بعد وفاة الأب هو الجد من ناحية الأب، ثم الأم ثم من هم أقرب من العصبات.

الرأي القانوني لحسم مسألة الوصاية والولاية والقوامة بعد وفاة الأب

أما في حالة عدم تحديد الأب لشخص معين يكون وصيًا على أموال أولاده، فتكون الوصاية لجد الأبناء للأب، وفي حالة وفاة جد الأبناء للأب تؤول مسؤولية الأبناء والقوامة على أموالهم إلى الأم، أو لمن هم أقرب للأبناء من العصبات كالأخ والعم وغيرهم.

وفي حالة تنازع هؤلاء الأشخاص على الوصاية على الأبناء وكانوا جميعا في نفس الدرجة والمنزلة، تولى القاضي اختيار الأصلح من بينهم ليكون وليا على الأبناء وأموالهم، ومن أهم الصفات التي يختار قاضي الأحوال الشخصية على أساسها هي أمانة هذا الشخص وقوته وقدرته على حفظ مال القصر وصيانته.

والخلاصة أن الوصي الشرعي بعد وفاة الأب على أموال اليتامى هو جد الأبناء للأب، وفي حالة عدم وجود الجد أو مرضه أو عجزه عن إدارة أموال اليتامى وحفظها يكون الوصي الشرعي بعد وفاة الأب هو الأم ولا يؤثر زواجها من عدمه في هذا الأمر، لأن حضانة الأم تسقط بزواجها أما الوصاية فتختلف عن الحضانة فهي لا تسقط بالزواج.

الولاية في الحضانة بعد وفاة الأب

بعد أن تعرفنا سويا على الوصي الشرعي على الأموال بعد وفاة الأب، وعرضنا لكم هذا الأمر من الناحية الدينية والقانونية، دعونا نتعرف سويا على الولاية على الأبناء في الحضانة بعد وفاة الأب لمن تكون، حيث يراود هذا السؤال الهام أذهان الكثير من الناس، لذا جمعنا لكم أعزائي إجابته بشيء من التفصيل، فتابعونا لتتعرفوا عليها بالتفصيل:

حيث تكون حضانة الأبناء في حالة وجود الأب واستقرار الأسرة أمرا مشتركا بين الأبوين، أما في حالة وفاة الأب أو انفصال الأبوين، انتقلت حضانة الأبناء إلى أمهم وهذا ما اتفق عليه علماء المسلمين دون خلاف، ولا يوجد من هو أولى من الأم بحضانة الأبناء حتى لو أوصى الأب لأحد الأشخاص بذلك.

فالحضانة حق أصيل للأم، لا يمكن لأحد انتزاعه منها إلا في حالة زواجها أو وجود سبب واضح يمنعها من الحضانة، وهنا تنتقل حضانة الأبناء إلى أمهات الأم الأقرب فالأقرب، ثم إلى الجدة، ثم إلى أمهات الأب وبنفس الترتيب عند أمهات الأم، ثم إلى الجدة، ثم إلى الأخت الشقيقة.

ومن بعدهم تنتقل الحضانة إلى بنات الإخوة الأشقاء، ثم إلى بنات الإخوة من ناحية الأم، ثم إلى بنات الإخوة من ناحية الأب، وفي حالة عدم وجود السالف ذكرهم تنتقل حضانة الأبناء إلى بنات أعمام الأب ثم بنات عماته، وفي حالة عدم وجود أي من هؤلاء يتم نقل حضانة الأبناء إلى باقي العصبة الأقرب فالأقرب، ثم إلى ذوي الأرحام ثم إلى القاضي.

الولاية بعد وفاة الأب في مسألة الزواج

حيث تنتقل الولاية في زواج البنت بعد وفاة الأب إلى الجد من ناحية الأب وإن علا، وفي حالة عدم وجود الجد تنتقل الولاية إلى الأبناء، وفي حالة عدم وجود أبناء انتقلت ولاية زواج المرأة إلى إخوانها الأشقاء، ثم إلى إخوانها من ناحية الأب، ثم إلى أبناء إخوانها الأشقاء، ثم إلى أبناء إخوانها من ناحية الأب، ثم إلى الأعمام الأشقاء ومن بعدهم الأعمام من ناحية الأب.

وفي حالة عدم وجود كل هؤلاء انتقلت الولاية على زواج المرأة إلى أبناء أعمامها الأشقاء، ومن بعدهم إلى أبناء أعمامها من جهة الأب، أما في حالة عدم وجود عصبة لها أو في حالة ابتعاد عصبتها عن مكانها بحيث لا يمكنهم للحضور لتزويجها، أو في حالة امتناعهم عن تزويجها ورفضهم زواجها من الشخص المناسب، تنتقل ولاية زواج هذه الفتاة إلى الحاكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى