اسلاميات

ما حكم العادة السرية

ما حكم العادة السرية؟ وهل تبطل الصيام، والصلاة، والحج أم لا؟ العادة السرية عبارة عن القيام بالجنس بشكل فردى، وفي أغلب الأحيان يتم القيام بها عن طريق استعمال اليد في لمس الأعضاء التناسلية من أجل إنزال المني، والشعور بالمتعة الجنسية، وأصبحت منتشرة بين الشباب بشكل مخيف، دون الوعي بعواقبها الجسيمة، ومدى تأثيرها على صحة العبادات، لذا سنوضح من خلال موقع الماقه الإجابة عن سؤال ما حكم الدين في ممارسة العادة السرية؟

ما حكم العادة السرية

أجمع الفقهاء على أن العادة السرية أو ما يعرف بالاستمناء حرام في كل الأحوال ولا يوجد في ذلك استثناء، ولو كانت تصح كبديل للزواج لكان الرسول- صلى الله عليه وسلم- أوصى بها، لكنه أوصانا بالزواج حتى نتجنب الوقوع في المحرمات كالزنا.

كما أمرنا بالحرص على الصيام لأنه يعتبر حاجز قوي بين العبد وبين شهواته، وذلك مصداقًا لما ورد عنه في الحديث الشريف التالي: (يا مَعْشَرَ الشبابِ ‍! مَن استطاع منكم الباءةَ فلْيَتَزَوَّجْ، فإنه أَغَضُّ للبصرِ، وأَحْصَنُ للفرجِ، ومَن لم يستطعْ، فعليه بالصومِ، فإنه له وِجاءٌ) رواه عبد الله بن مسعود.

أشار الفقهاء إلى قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} (سورة المؤمنون، 5: 7). يرى الفقهاء أن هذه الآية (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ….) تصريح واضح بأن العادة السرية حرام هي وكل ما شابهه من المتع الجنسية التي لم يشرع الله تعالى بممارستها كالزنا.

فالله تعالى أطلق على فاعلها متعدي، وذلك ما أكد عليه ابن كثير في كتابه (تفسير القرآن العظيم) حينما قال: (وقد استدل الإمام الشافعي رحمه الله ومن وافقه على تحريم الاستمناء باليد بهذه الآية الكريمة قال: فهذا الصنيع – الذي هو الاستمناء – خارج عن هذين القسمين، وقد قال تعالى: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ})

أكد أهل العلم أن لها عواقب جسمية، فقد يصٌاب الشخص بسببها بعدة أمراض، كما أن الرجل قد تضعف قدرته الجنسية بسببها فيواجه عدة مشاكل عند زواجه فيحرم من المتعة الحلال لأنه فضل المحرمة عليها، والفتاة من الممكن أن تفقد عذريتها عند ممارستها لهذه العادة المحرمة، وتجعلها لا تشعر بمتعة الزواج الحقيقة.

كما أنها قد تسبب لكلا الجنسين اضطراب في الحالة النفسية حيث يصاب فاعلها باكتئاب في معظم الأحيان، وعدم القدرة على التركيز والانتباه، وتضعف البدن بشكل عام، وأكد على ذلك الشيخ مصطفى رزقا حينما قال: (وما كان مضرًّا طبيًّا، فهو محظور شرعًا).

ما حكم العادة السرية تجنبًا للوقوع في الزنا

ذهب بعض الفقهاء إلى إمكانية ممارسة العبد للعادة السرية إذا كانت ستمنعه من القيام بالزنا، والذي يعتبر من الكبائر التي نهانا الله عنها، وأصحاب ذلك الرأي الحنابلة والأحناف الذين أكدوا على ذلك حينما قالوا: (رجاء ألّا يُعاقَب).

كما أكد على ذلك المرداوي بقوله: (وْقِيل بِوُجُوبِهِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ لَكَانَ وَجْهٌ كَالْمُضْطَرِّ، بَل أَوْلَى لأَنَّهُ أَخَفُّ)، وذلك الرأي لم يوافق عليه المالكية والشافعية، لأنهم رأوا أن ممارسة العادة السرية ليست حل لتجنب الزنا، ولو كانت كذلك لكان أمرنا بها الله تعالى ورسوله، وأشاروا إلى أنه يمكن تجنب الوقوع في معصية الزنا عن طريق الصيام.

ما حكم العادة السرية عند تحقق حدوث الزنا

رأى الفقهاء أنه في حالة التأكد من أن الشخص إذا لم يمارس العادة السرية سيقوم بالزنا بالفعل، يمكن أن يمارسها الشخص ولا حرج عليه، وذلك ما أكده المالكية عندما قالوا: (إذا لم يندفع عنه الزنا إلا بالاستمناء قدّمه على الزنا ارتكابًا لأخف المفسدتين)، وذلك ما تفرضه علينا إجابة سؤال ما حكم العادة السرية؟ أن نعرفه ونكون مُلمين به.

الآثار الناتجة عن ممارسة العادة السرية

في إطار العلم بإجابة سؤال ما حكم العادة السرية، يجب أن نكون على دراية بتوابعها حتى لا تؤثر على أداء العبادات، والتي سنوضحها فيما يلي:

1- تأثير العادة السرية على الطهارة

ذهب جمهور الفقهاء إلى ضرورة الغسل بعد ممارسة العادة السرية خاصة إذا نزل المني بشهوة، وذلك على عكس رأي الشافعية الذين رأوا وجوب الغسل منها حتى لو لم يكن نزول المني عن شهوة ومتعة.

ذهب الحنفية إلى وجوب الغسل منها في حالة رؤية المني، أما في حالة شعور الشخص بالشهوة دون أن يخرج منه مني لا تتوجب الغسل، لكن الشافعية اعترضوا على ذلك الرأي، وأكدوا وجوب الغسل منها كغسل الجنابة في كل الأحوال، وذلك ما تعرفنا عليه من خلال إجابة سؤال ما حكم العادة السرية.

2- تأثير العادة السرية على الصيام

ذهب جمهور العلماء إلى أن العادة السرية تبطل الصيام، وإذا مارسها الشخص وهو صائم عليه بالكفارة، والقضاء عن هذا اليوم الذي مارسها فيه، حيث أكد المالكية على أن مجرد التفكير في الإباحية أثناء الصيام يبطله وليس خروج المني فقط، كما أكد الشافعية أن الاستمناء سواء كان بيد الزوجة أو بيد الشخص يفسد الصيام.

رأى الحنابلة أن العادة السرية تبطل الصيام سواء كان من يمارسها رجل أو امرأة، هذا يختلف عن حكم تقبيل الزوجة على سبيل المثال فقد تعددت الأقاويل فيه، ولكن يفضل الامتناع عن ذلك حتى لا يستسلم العبد لشهواته.

3- تأثير العادة السرية على الحج والعمرة

علمنا من خلال إجابة سؤال ما حكم العادة السرية أن رأى المالكية أن ممارسة العادة السرية باليد تبطل الحج في جميع الأحوال سواء كان متعمد أو ناسي أو جاهل بالأمر، كما رأوا أن الاستمناء عن طريق المشاهدة أو عن طريق التفكير بشكل دائم في الإباحية.

فذلك يبطل الحج أو العمرة على حد سواء أيضًا، على عكس الحنابلة الذين رأوا أن ممارسة العادة السرية بواسطة النظر خلال الحج أو العمرة يجوز الكفارة عنها بدفع فدية.

كيفية التخلص من العادة السرية

لا يسعنا ذكر ما حكم العادة السرية، دونما الإشارة إلى الطرق التي من شأنها أن تحد المرء عن ممارستها، والمتمثلة فيما يأتي:

  • محاولة الزواج حتى لو بطريقة مبسطة، وبدون تكاليف كثيرة حيث إن السبب في إدمان العادة السرية هو ما وضعه المجتمع من معايير قاسية للزواج.
  • عدم الإفراط في تناول الأطعمة والمشروبات حتى لا يشتهي الشخص ممارسة الجنس بأي طريقة، وعادةً ما يلجأ إلى ممارسة العادة السرية، ولذلك دعانا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالصيام.
  • الامتناع عن مشاهدة المحرمات التي تعمل على إثارة الشهوة سواء كانت صور أو فيديوهات، وكذلك الأمر بالنسبة للأغاني المحفزة على الأمر بكلماتها.
  • أن يكون للعبد عزيمة بأن يتوقف عن ممارسة العادة السرية، ولا يجعل الأفكار الإباحية تسيطر على تفكيره، فكلما تقرب العبد لله بالعبادات والنوافل، كلما ابتعدت عن طرق الضلال بشكل عام.
  • القيام بأمور نافعة تشغله عن التفكير بها.
  • عدم البقاء في مجالس تتحدث عن الموضوع دون الشعور بأي ذنب أو ترى أن في ممارسة العادة السرية نفعًا بأي حال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى