بحث عن البيوع المحرمة
بحث عن البيوع المحرمة سيكون محتويًا على الكثير من الأركان، فالبيع في اللغة هو مقابلة شيء بشيءٍ آخر، وكل ما يتقابل بشيء آخر هو بيع، وفي الاصطلاح البيع هو إخراج الشيء عن المُلك مقابل الحصول على العوض، وكأي معاملة اشتمل الدين الإسلامي على أحكام خاصة بالبيع والبيع المحرم، وهذا ما سنتعرف عليه من خلال موقع الماقه.
بحث عن البيوع المحرمة
في الدين الإسلامي شرع الله تعالى البيع والشراء وجعله مباحًا، لكن كأي بند ومعاملة في حياة المسلم وضع الله تعالى لها مجموعة من الأحكام والقواعد التي تحكمها، وذلك لكي يكون الكسب الذي يحصل عليه المسلم ربحًا حلالًا ومن أجل التوسيع على العباد في أرزاقهم وتحقيق التكامل بين الأشخاص.
من ضمن هذه الأحكام أن الله تعالى لم يحلل جميع أنواع البيع، بل كانت هناك الكثير من البيوع المحرمة التي لا يجب على المسلم أن يقربها، وهناك الكثير من نصوص الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تثبت حرمانية هذا النوع من التجارة.
عند إجراء بحث عن البيوع المحرمة وجد أن البيوع التي حرمها الله تعالى هي البيوع التي يكون فيها أكل لأموال الناس بغير الحق والبيوع التي تشتمل الربا، والبيوع التي تسبب انتشار العداوة بين الناس، وما تقام على بيع المحرمات.
كما وجد أنها انقسمت إلى قسمين حسب ما ورد في الشريعة الإسلامية، لذا ومن خلال الفقرات التالية سنتعرف على تفاصيل بحث عن البيوع المحرمة وتصنيفها وما يثبت حرمانيتها في القرآن والسنة، حيث تنقسم إلى:
أولًا: البيوع المحرمة لذاتها
من أول تقسيمات بحث عن البيوع المحرمة هي البيوع التي حرمت لذاتها، وتتضمن بيع الأشياء التي ليس لها قيمة والأشياء التي لا يضمن البائع تلفها، أو أن تكون البضاعة المباعة ليست حلالًا بأي حال من الأحوال ولا يجوز بيعها، والبضاعة التي لا يجوز استعمالها، وهذه الأنواع من البيوع المحرمة تتضمن كلٍ مما يلي:
1ـ بيع الخمر ولحم الخنزير والميتة والأصنام
هذه الفقرة ستتضمن أربعة أنواع من المحرمات في البيع، الأولى هي بيع الميتة، والميتة هي الحيوانات التي تؤكل لحومها ولكنها لم تذبح على الطريقة الشرعية للذبح، والثانية هي لحم الخنزير الذي حرم الله تعالى تناوله من الأساس حتى إن ذبحت كما جاء في الشريعة.
الدلالة على ذلك هو قول الله تعالى في أحد الآيات الكريمة:
والتحريم هنا في الآية يقصد به تحريم أكل هذه الأشياء، أما تحريم بيعها فجاء في قول النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
عند استكمال هذا الحديث نجد قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ
أما الثالثة والرابعة من هذه المحرمات هي عبادة الأصنام وشرب الخمر، وذلك استنادًا إلى ما قال الله تعالى:
في هذه الآية يقصد بالتحريم تحريم العباد عن تناول الخمر وعبادة الأصنام وهي نفسها الأنصاب والأزلال، وقد يقول البعض أن البيع لم يحرم، لكن وفقًا لعلماء الشريعة أنه طالما أن هذه الأشياء من المحرمات فبيعها محرم، لأن الله تعالى إذا حرم شيئًا حرم بيعه والربح الذي يأتي منه يكون حرام.
2ـ بيع الكلاب والسِّنور والدم
جاء في الأحاديث الشريفة نهيًا صريحًا عن الثمن الذي يحصل عليه البائع من بيع الكلب أو الدم، وبالتالي فإن بيعها محرم، وذلك لما ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قوله:
أما السنور، وهي أحد فصائل القطط البرية فقد تم تحريم بيعها أيضًا، وذلك لما روي عن أبي الزبير حين قال:
والزجر هنا يعني أشد أنواع النهي والمنع.
3ـ بيع الصور والصُلبان
اختلف العلماء فيما بينهم حول حرمانية هذا النوع من البيع وما إذا كان محرمًا أو مشرّعًا، فكان:
- الرأي الأول: أنه من المحرم بيع التصاوير التي تحتوي على كامل الأعضاء، وكذلك ما يكون له ظل وأي مجسم تمت صناعته من مادة تدوم، مثل الحجارة والمعادن.
ذلك النوع من التصاوير يقصد به نوع من الفنون وهو فن النحت وتشكيل المجسمات على هيئة أشخاص أو كائنات حية، أما الرسوم بالألوان والأقلام فلا يوجد ما يحرمه، وهذا ما اتبعه أهل المذهب المالكي.
- الرأي الثاني: حرم تجسيم كل ما يه روح، سواءً كانت بظل أو بدونه وهذا ما توجه له مذهب الحنيفية والحنابلة والشافعية، واستندوا على الكثير من الأحاديث الواردة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للنهي عن التصاوير.
فقد ورد قوله “لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ ولا تَصاوِيرُ” [رواه أبو طلحة الأنصاري زيد بن سهل في صحيح البخاري]، ويستثنى من الصور ذات الظل تصاوير ألعاب الأطفال، كما أن وجود الصور التي تحمل ما ليس له روح مثل الأشجار والحجر وغيره لا يوجد ما يحرم وجوده داخل المنازل، وكذلك يستثنى المرسوم على الثياب حين قال استكمالًا للحديث السابق: “ إلا رقمًا في ثوبٍ”.
أما عن الصلبان فتم تحريم بيعها وشرائها بشكلٍ صريح في قول الرسول ـ عليه أفضل الصلاة أتم التسليم ـ “ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، كان لا يتركُ في بيتِه شيئًا فيه تصليبٌ، إلا قضبَه“ [روته عائشة أم المؤمنين في صحيح أبي داوود].
4ـ بيع آلات العزف واللهو
ضمن إجراء بحث عن البيوع المحرمة وجد أن جميع العلماء قد اتفقوا على حرمانية بيع الآلات الموسيقية في حال كان الغرض منها هو الفساد واللهو والعزف، ولا يوجد من اختلف على ذلك، واستندوا في ذلك إلى قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ
5ـ بيع المخدرات والدخان
تم تحريم بيع الدخان لما تأكد من ضرره على الصحة العامة للإنسان، كما أن شراءه فيه تبذير وإسراف، أما تحريم شرب الحشيش فكان منقولًا عن الإمامان ابن تيمية والقرافي ـ رحمة الله عليهما ـ وبالتالي بما أن شربه محرم فإن بيعه أيضًا محرم، واستند العلماء في ذلك على قول الله تعالى:
ثانيًا: البيوع المحرمة لغيرها
في إطار التعرف على تفاصيل بحث عن البيوع المحرمة نجد أن ثاني أقسام البيع المحرم هو البيوع المحرمة لغيرها، والتي تكون محرمة لوجود سبب لذلك التحريم، أو نقصان الشرط الذي يجعل بيعها حلالًا، أي أن هذا الشرط إذا زال يكون بيعها حلالًا، وهذا النوع يحمل العديد من الأنواع، والتي تتمثل تفصيلًا في الآتي:
1ـ البيوع المحرمة بسبب الجهل أو الغرر
الغرر هو الشراء المبني على الوجود وعدم الوجود، مثل ذلك الذي يشتري بهيمةً هاربة، فلا يعلم ما إذا كان سيجده أم لا، أما بيع الجهالة هو بيع البضاعة الموجودة لكن صفاتها ليست واضحة، ومن أبرز صور بيع الجهالة المحرم هي:
- المنابذة: وتعني أن يقوم البائع برمي السلعة للشاري دون رؤيتها وفحصها.
- المزابنة: ويعني قيام البائع ببيع السلعة التالفة مع الغير تالفة عن عمد دون أن يعلم المشتري بذلك، مثل بيع الزبيب الطري مع العنب الطازج.
- بيع الحصاة: وهو البيع الذي يتم عن طريق رمي الحصى بشكلٍ عشوائي على السلعة، والسلعة التي يقع عليها الحصى يتم بيعها، دون الاهتمام ما إذا كانت تالفة أم فاسدة.
- بيع حبل الحبلة: أي قيام التجار ببيع الحيوانات التي لم تولد من الأساس، مثل بيع ابن ابن الناقة، وذلك بثمن مؤجل.
- بيع المضامنين: وهو أن يقوم أحدهم ببيع الأجنة التي لا تزال في أرحام الإناث.
- بيع الملاقيح: وهو عكس بيع المضامنين، ويعني أنه يبيع ما يوجد في أصلاب الفحول.
- بيع عَسب الفحول: وهو ما يقصد به أخذ المقابل المادي لقيام الذكر بحيوانه المنوي بتلقيح الأنثى من نفس الجنس.
كافة هذه الصور المحرمة التي سبق ذكرها حرمت لما ورد عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
2ـ البيوع المحرمة بسبب الربا
من المتعارف عليه أن الربا من أكثر المعاملات المادية التي حرمها الدين الإسلامي، وذلك وفقًا للعديد من الأدلة الواردة في القرآن الكريم لقوله تعالى:
كما قال تبارك وتعالى أيضًا:
على هذا الأساس وجد أن هناك العديد من صور البيع المحرم ضمن بحث عن البيوع المحرمة، والتي يرجع سبب تحريمها إلى كونها مماثلة للربا، ومن أبرز هذه الصور:
- بيع العينة: حيث يقوم التاجر في هذا النوع من البيع ببيع سلعة مؤجلة (أي بيع القسط) وفي حال عودة نفس البائع بشراء السلعة ذاتها من المشتري فيحصل عليها بسعر أقل من السعر الذي باعها به.
- بيع العرايا: أي بيع المحصول قبل جمعه، مثل بيع التمر الرطب الذي لا يزال موجودًا على النخيل.
- المحاقلة: ولها معنيان، استبدال محصول بمحصول آخر على الرغم من أنه لا يزال على سنابله، ويعرف ببيع المعلوم بمجهول، والنوع الثاني هو بيع المجهول بمجهول، أي بيع المحصول بشيء مجهول وهو لم يحصد بعد.
- بيع المخاضرة: وهي قيام أحدهم باستئجار قطعة معينة من أرض لزراعتها وفي المقابل يعطي صاحبها جزء من المحصول.
3ـ البيع المحرم بسبب الخداع أو الضرر
وهو نوع البيوع الذي يبنى على الغش والخداع ولذلك يتضمنه بحث البيوع المحرمة، وتتضمن أيضًا الكثير من الأنواع وهي:
- بيع الرجل على بيع أخيه: ويقصد به جذب التاجر للمشتري بقوله أعد بضاعة فلان وسوف أبيعها لك بسعر أفضل من سعره.
- بيع النجش: هو قيام التاجر بزيادة سعر السلعة وهو لا يرغب في الشراء، لكنه فعل ذلك ليوقع غيره فيقوم بشرائها.
- تلقي الركبان: وتعني أن يقوم التاجر بتلقي سلعة واردة إليه قبل أن ترد في الأسواق، وذلك لكي يتمكن من الحصول عليها بسعر أقل.
- بيع الحاضر للباد: هو استغلال جهل الغريب عن البلد وبيع السلعة له بسعر أعلى من سعرها.
- بيع الاحتكار: وهو قيام التاجر بحجب السلعة لوقت طويل إلى أن يزداد سعرها ثم يقوم ببيعها في فترة الغلاء.
4ـ بعض البيوع المحرمة لغيرها
في إطار إجراء بحث عن البيوع المحرمة والتعرف على مجموعة من البيوع التي حرمت لأنها تسبب الضرر، سنضيف إليها بعض الأنواع الأخرى من البيوع التي حرمها الدين الإسلامي والتي تتمثل في الآتي:
- البيع في المسجد: فلا يجوز لأي تاجر مهما كانت السلعة التي يبيعها أن يقوم ببيعها داخل المسجد، وذلك إكرامًا لبيت الله تعالى وللحفاظ على حرمته.
- البيع وقت صلاة الجمعة: فلا يجوز أن يعمل أي تاجر ويبيع سلعته في التوقيت الذي تقام فيه صلاة الجمعة وخطبتها، وذلك لما ورد في قول الله تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [سورة الجمعة: الآية 9].
آداب البيع والشراء
بعد التعرف بالتفصيل على بحث عن البيوع المحرمة، سنعرض لكم من خلال النقاط التالية مجموعة من الآداب والنصائح التي يجب اتباعها عند البيع أو الشراء وعند الذهاب إلى الأسواق، ومن أهم هذه النصائح ما يلي:
- إفشاء السلام عند الدخول إلى السوق.
- من الذوق التزام النظام وعدم تجاوز الأدوار.
- ليس من المستحب رفع الصوت في السوق.
- يجب على البائع والمشتري أن يتحلوا بالرفق والسماحة في المعاملة.
- على المشتري أن يكون جادًا في الشراء ولا يرهق البائع وهو يعرف أنه لن يشتري في النهاية.
- عدم اتهام البائع بالكذب، فالمسلم الخلوق إما أن يشتري أو ينصرف.
- ليس من الذوق ترك الأطفال يلهون في المتجر ويسببون الإزعاج للتاجر.
- عند السير في السوق يفضل أن تسير المرأة على حافة الطريق.
- على المسلم الصحيح ألا ينشغل بأمور البيع والشراء في الأوقات المخصصة للصلاة وذكر الله.
- يكره كثرة المماطلة مع التجار في السعر.
- يجب الابتعاد التام عن أي عملية بيع أو شراء يشك المشتري أنه قد يشوبها شيء من الربا.
- على التاجر الامتناع تمامًا عن المغالاة في الأسعار دون داعٍ لذلك.
لا يجب على المسلم ممارسة أي نوع من البيوع الواردة ضمن بحث عن البيوع المحرمة، مهما كان الربح الذي سيحصل عليه من هذا البيع، فالمال الحلال الذي سيحصل عليه من البيع الحلال سيكون مباركًا أكثر من ألف ربح سيحصل عليه من البيوع المحرمة.