ما معنى اولي العزم؟
ما معنى اولي العزم نقدمه لكم اليوم عبر موقعنا البلد حيث أن كثيراً ما نسمع عبارة أولي العزم من الرسل، ولا نعرف ما المقصود بكلمة أولي العزم أو من هم الرسل أصحاب هذا الوصف، فالذي نعرفه على الأنبياء والرسل بشكل عام أن الله سبحانه وتعالى قد أرسلهم لهداية البشر، والدعوة لعبادة الله عز وجل وحده، وسوف نتعرف على ما معنى أولي العزم من الرسل، وترتيبهم بحسب نزولهم، وبعض المعجزات أو الشواهد الخاصة بهم، فتابعونا في السطور القادمة.
ما معنى اولي العزم
لكي نعلم معنى أولي العزم يجب أن نعرف معناها اللغوي في البداية، فالعزم في اللغة العربية هو الإصرار والعزم والثقة بالقدرة على فعل الشيء، كما تُطلق على من يفي بالعهود، وكذلك على الحقوق والفرائض اللازمة، والمقصود بالعزم هو أن ينعقد القلب على فعل أحد الأشياء، ولقد اختلف الفقهاء والعلماء حول الرسل أولو العزم وكانت أقوالهم كالتالي:
- القول الأول: يقول هذا القول أنهم خمسة من الرسل وهم سدينا نوح وسيدنا إبراهيم وسيدنا موسى ثم سيدنا عيسى، وآخرهم النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
- القول الثاني: وهو القول القائل بأنهم أربعة فقط، وهم على الترتيب نوح وإبراهيم وهود ثم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- القول الثالث: يقول أنهم 6 وأولهم نوح ثم إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، وأيوب.
- القول الرابع: أنهم من أمروا بالجهاد وهم 6 وأولهم نوح ثم هود ثم صالح وموسى، وداوود وسليمان.
- القول الخامس: وهو القول القائل أنهم جميع الرسل.
- القول السادس: أنهم ما جاء ذكرهم في سورة الأنعام من الآية رقم 83 وحتى الآية 90 ويبلغ عددهم 18 رسول بالإضافة لبعض الأقوال الأخرى.
ولكن القول الأول هو ما ذهب إليه أهل البيت وذلك طبقاً للعديد من الروايات التي وردت عنهم، وطبقاً لرأي الأغلبية من العلماء الذين قالوا بأن أولي العزم هم الرسل المذكورين في القول الأول، أي أنهم سادة الأنبياء نوح وإبراهيم وموسى وعيسى والنبي محمد عليهم الصلاة والسلام.
أسماء أولي العزم من الرسل
يجب أن نعرف من هم أولي العزم من الرسل لكي نتعرف على قصص كفاحهم وصبرهم في سبيل وصول دعوتهم للناس وتحقيق الغاية التي أرسلهم الله سبحانه وتعالى من أجلها وهي عبادة الله عز وجل ونبذ عبادة ما دونه من مخلوقات.
فهؤلاء الرسل قد صبروا ولاقوا العذاب الشديد من أقوامهم لتوصيل رسالتهم بدون كلل أو ملل وقد أيدهم الله عز وجل ببعض المعجزات لإثبات أنه الإله الواحد، ولكن الكثيرين قد أعرضوا عن آيات الله، والبعض قد اتبع الهدى وسار على النهج والطريق الصحيح، وإليكم أسماء الرسل من أولي العزم، وهم كالآتي بالترتيب:
ونرشح لك المزيد من التفاصيل عن أولي العزم عبر: أسماء أولي العزم من الرسل وما هو ترتيبهم
نوح عليه السلام
- لقد عانى سيدنا نوح عليه السلام من سخرية قومه لسنوات طويلة، وبرغم ذلك لم يتخلى عن صبره واستمر في دعوتهم لاتباع نبوته وبالإيمان بالله عز وجل، ولكنهم لم يستجيبوا له، فأمره الله تعالى بأن يبني سفينة، ودعاهم مرة أخرى للهداية ولركوب السفينة معه لكي ينجون من الطوفان، ولكنهم عاندوا وسخروا منه.
- وسيدنا نوح هو من أولي العزم بسبب صبره الشديد وملاقاته العذاب من قومه، فقد كانوا يضعون أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعونه، وكانوا يسبونه ويستهزئون به، وكانت نتيجة ذلك أن أمره الله تعالى بأن يحمل زوج من كل المخلوقات في السفينة التي قام بصنعها، بعد أن صبر صبراً شديداً حتى تملك اليأس منه .
- وليس أدل على هذا الصبر أنه استمر في دعوته لقومه على مدى 950 عام، وعدم استسلامه وإصراره على دعوة القوم للهداية، كما أنه تحمل عدم قبول ابنه الاستماع إليه وهلاكه في الطوفان مع قومه الكافرين.
ونرشح لك المزيد من التفاصيل عن الأنبياء والرسول عبر: كم عدد الأنبياء والرسل وما هو الفرق بينهم وصفاتهم ومكانتهم
ابراهيم عليه السلام
- لقد أرسل الله عز وجل سيدنا إبراهيم الملقب بالخليل لإخراج قومه من الظلمات إلى النور وترك عبادتهم للأصنام، وأرشدهم لعبادة الله عز وجل، ولكن لم يكن من قومه إلا أن استكبروا وعاندوا، وعندما قام بتحطيم آلهتهم، تعودوه بأشد العذاب.
- فقد جاءوا بإبراهيم وأضرمه حوله النيران حتى يتخلصوا منه، ولكن من المعجزات التي أيده الله سبحانه وتعالى بها هي عدم نيل النيران ن منه بعد أن أمرها بأن تكون برداً وسلاماً عليه، فلم يصيبه منها أي أذى بفضل العناية الإلهية به.
- وبالرغم مما حدث لسيدنا إبراهيم عليه السلام فإنه لم يتراجع عن وعده لربه، واستمر في دعوته لعبادة الله سبحانه وتعالى وترك عبادة الأصنام، لذلك استحق أن يكون من أولي العزم من الرسل، وكان قدوة عظيمة لمن جاءوا بعده من الرسل والأنبياء.
موسي عليه السلام
- الكثير منا يعرف قصة موسى عليه السلام وفرعون وادعائه للألوهية، وأنه كان سوف يقتل عندما كان طفلاً صغيراً عندما أدى فرعون أوامره بقتل كل صبي يولد، وأنه قد تربى بقصر فرعون ودعاه لعبادة الله تعالى ، ولكنه اتهمه بالسحر وأنه هو الإله الواحد.
- وقد صبر موسى عليه السلام وتحمل الكثير من قومه في سبيل نشر دعوته للإيمان، وأتى بالكثير من المعجزات لقد يجعل قومه يؤمنون بما جاء به، ولكن بدون فائدة، فقد أصروا على عنادهم وتفننوا في إلحاق الأذى به.
- ولكنه لم ييأس أو يتراجع وظل ثابتاً على إيمانه ودعوته، وقد توعد الله تعالى قوم موسى بالعذاب فقد أغرقهم جميعاً ومعهم فرعون بعد أن انشق البحر لنصفين، ونجا موسى ومن معه من القوم المؤمنين.
عيسي عليه السلام
- لقد أيد الله سبحانه وتعالى النبي عيسى بالعديد من المعجزات التي طلبها منه قومه لكي يتأكدوا من نبوته، وبالرغم من رؤيتهم لهذه المعجزات وهي تتحقق، ولكنهم تراجعوا عما وعدوا به من إيمانهم عند تحقق هذه المعجزات، وتمادوا في الكفر، فنالهم من الله الكثير من العذاب في الدنيا والآخرة عقاباً على جحودهم ونكرانهم.
- ومن المعجزات الخاصة بسيدنا عيسى أنه وُلد بدون أب، وتكلم وهو في المعهد ليكون علامة لقومه الذين سخروا منه لأن ليس له أب، كما قالوا عن أمه مريم الكثير من الكلام الفاحش، ومن المعجزات الأخرى أنه كان ينفخ بالوحل حتى يصبح بهيئة الطيور.
- كما كان يعلم الغيب، ويشفي الأكمه والأبرص والعديد من المعجزات، ولكن غفل عنها قومه الظالمون، وقد تعرض للعذاب وكان يوشك على الموت لولا أن رفعه الله تعالى للسماء طبقاً لما ورد في القرآن الكريم.
سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
- النبي محمد عليه الصلاة والسلام هو آخر الأنبياء وخاتم المرسلين، وهو المفضل عند الله سبحانه وتعالى عن باقي الأنبياء، فقد نزل عليه القرآن الكريم الذي هو المصدر الرئيسي للتشريع، كما أنه الكتاب السماوي الوحيد الذي لم يخضع للتأويل أو التحريف.
- ويُعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أولي العزم من الأنبياء، وذلك لأنه تحمل الكثير في سبيل دعوته للإسلام، ولهداية الخلق أجمعين، وقد بعثه الله عز وجل لكي يغير من معتقدات قومه ويدعوهم لترك الأصنام وعبادة الخالق الواحد.
- فقد حاول قومه إيذائه بكافة الطرق كما عذبوا من اتبعه حتى اضطر للهجرة للمدينة المنورة، لذلك هو من بين أسماء الرسل من أولي العزم لأنه استمر في دعوته بدون يأس حتى نهاية سنوات عمره، وكان لنا فيه أسوة حسنة حتى يوم القيامة.