الفرق بين السجع والجناس
ما هو الفرق بين السجع والجناس؟ وما هي أهميتهما في القصيدة الشعرية؟ وما سبب تسميتهما بهذا الاسم؟ تُعد البلاغة من أهم ما يؤثر على العبارات خاصًة في القصائد الشعرية؛ فاستخدمها الشعراء والأدباء بهدف تحسين اللفظ عن طريق المحسنات البديعية المتنوعة، على أن الجناس والسجع نوعان من أنواع المحسنات البديعية اللفظية، لذا من خلال موقع الماقه سنقوم بتوضيح الفرق بين السجع والجناس.
الفرق بين السجع والجناس
علم البديع هو العلم الذي يهتم بتزيين الكلمة وجعل القصيدة أكثر جاذبية، ينقسم علم البديع إلى التحسين اللفظي والتحسين المعنوي.
تلعب المحسنات البديعية دور كبير في جعل القصيدة الشعرية أكثر انسيابية وجمال، فهي تعمل على جذب آذان المستمع وإثارة ذهنه، تنقسم المحسنات البديعية إلى المحسنات اللفظية والمحسنات المعنوية، فنجد أن المحسنات اللفظية أيضًا تنقسم إلى عدة أشكال منها السجع والجناس.
بصدد الفرق بين السجع والجناس نجد أن الفرق بينهما يكمن في التعريف واستخدام كل منهما في الجملة.
إن المحسنات اللفظية هي التي تعمل على تحسين ألفاظ الكلام في الأصل حتى وإن تبع هذا التحسين اللفظي تحسين معنوي فهو غير مقصود، انتشرت الكثير من المحسنات اللفظية في حديث العرب قديمًا وتعددت حتى تعدت الخمسة عشر صنف، منها:
- الجناس: هو النوع الأكثر شهرة في المحسنات اللفظية، حسب تعريف السكاكي فإن الجناس هو تشابه كلمة مع أخرى في اللفظ، فجاء المحدثون بتعريف أكثر دقة وعرفوا الجناس على أنه تشابه كلمتين في النطق واختلافهما في المعنى، للجناس عدة أسماء فيمكن أن يقال عليه الجناس، أو التجنيس أو المجانسة أو التجانس.
- السجع: لغويًا هو ترديد الكلام على نغمة واحدة، اصطلاحًا السجع هو اتفاق الفواصل في حرف واحد، والفواصل في النثر كالقافية في الشعر، ينقسم السجع إلى ثلاثة أنواع معروفة وهي السجع المتوازي، والسجع المطرف، والسجع المرصع.
أنواع الجناس
ينقسم الجناس إلى نوعين هما الجناس التام والجناس الناقص ويتفرع كل منهما إلى عدة فروع ولكن بشكل عام أنواع الجناس هي:
- الجناس التام: هو النوع الذي تتفق فيه الكلمتان المتجانستان في 4 أشياء وهي نوع الحروف، عدد الحروف، هيئة الحروف، ترتيب الحروف، واختلفا في المعنى.
- الجناس الناقص: يمكن تسميته بالجناس الغير تام، هو النوع الذي تختلف فيه الكلمتان المتجانستان في شيء من 4 أشياء وهي نوع الحروف، وعددها، وهيئتها، وترتيبها، يكون الاختلاف عبارة عن زيادة حرف أو أكثر في بداية اللفظ أو وسطه أو آخره.
أمثلة على الجناس
نجد عدة أمثلة توضح لنا مفهوم الجناس بشكل أكثر دقة، ومن أشهر هذه الأمثلة:
- قوله تعالى:” وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ” الآية 55 من سورة الروم، كلمة الساعة الأولى يُقصد بها يوم الساعة أو القيامة أما كلمة الساعة الثانية يُقصد بها ساعة الزمن.
- فيكون الجناس هنا جناس تام لتشابه الكلمتين تشابه تام وعدم وجود اختلاف في نوع الحروف أو هيئتهم، أو عددهم أو ترتيبهم، ولكن اختلفت الكلمتان في المعنى.
- كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقول: «اللهم أَحسَنْتَ خَلْقي فأَحْسِنْ خُلُقي» صحيح، كلمة خلقي الأولى يُقصد بها الشكل والمظهر أما كلمة خلقي الثانية يُقصد بها الأخلاق والطبع، فيكون الجناس هنا أيضًا جناس تام لتشابه الكلمتين تشابه تام في الحروف، ولكن الاختلاف في المعنى.
- قوله تعالى: “وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ” الآية 22 من سورة القيامة، هنا نجد الجناس بين ناضرة وناظرة، ونجد اختلاف في كل من الحروف والمعنى، فيكون الجناس جناس ناقص.
- قوله تعالى: “وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ۖ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ” الآية 26 من سورة الأنعام، هنا نجد الجناس بين ينهون وينأون، ونجد اختلاف في الحروف بينهما، والمعنى أيضًا مختلف في اللفظين، فيكون الجناس هنا جناس ناقص.
أنواع السجع
يُعد السجع من أهم المحسنات اللفظية في علم البديع، يمكننا القول إن السجع موجود في قصيدة ما أو نص شعري عندما نجد تشابه في الحروف الأخيرة بين كلمتين، وينقسم السجع إلى عدة أنواع، منها:
- السجع المتوازي: هو النوع الذي تتفق فيه فقرتان في الوزن العروضي والقافية في آخر كلمتين من الفقرة.
- السجع المُطرَف: هو النوع الذي تختلف فيه فقرتان في الوزن العروضي.
- السجع المُرصَع: هو النوع الذي تتفق فيه الكل أو البعض من كلمات الفقرة الأولى مع كل أو البعض من كلمات الفقرة الثانية في القافية.
كلما قل عدد الألفاظ الذي يكون فيها السجع، كلما ازداد جمال السجع وأثره، ويُعد السجع الذي تتساوى كلمات فقراته من أجمل أنواع السجع.
أمثلة على السجع
يوجد العديد من الأمثلة التي توضح لنا الفرق بين السجع والجناس بشكل واضح وبسيط، ومن هذه الأمثلة:
- قوله تعالى: “إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم” الآية 25،26 من سورة الغاشية، نجد السجع هنا بين اللفظين إلينا وعلينا، ويوجد سجع آخر بين اللفظين إيابهم وحسابهم، ونوع السجع هنا هو سجع مُرصَع.
- قوله تعالى: “أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا “الآية 6،7 من سورة النبأ، نجد السجع هنا بين اللفظين مهادًا وأوتادًا، وهو سجع مُطّرف لاتفاق اللفظين في القافية واختلافهم في الوزن العروضي؛ لأن لفظ مِهادًا على وزن فِعالًا، ولفظ أوتادًا على وزن أفْعالًا.
- قول الحريري: «وأودي بي الناطق والصامت، ورثى لي الحاسد والشامت» فنجد السجع هنا بين اللفظين الصامت والشامت، وهو سجع متوازي لاتفاق اللفظين في كل من القافية والوزن العروضي.
بعد هذه الأمثلة سيصبح من السهل معرفة التفاوت الموجود بين السجع والجناس.
أهمية السجع والجناس
بالرغم من وجود اختلاف بين السجع والجناس إلا أنهما يمتلكا نفس الأهمية وهي جذب أذن السامع أو القارئ وجعله مستمتع بسماع الألفاظ لما فيها من فن ونغمة موسيقية جميلة، فإذا أدخل أحد الشعراء أو الأدباء السجع أو الجناس في قصيدته أو النثر الخاص به فسوف تصبح القصيدة أكثر جمالًا وانسيابية، ولكن لا يُفضل الإكثار منهما.
أسباب تسمية السجع والجناس
يرجع سبب تسمية الجناس بهذا الاسم إلى أن تكوين حروف كلماته من جنس واحد أي من نوع واحد.
بينما السجع في اللغة يعني الاستواء أو التشابه ومن هنا جاء تسمية التشابه بين الكلام في القافية أو الوزن بالسجع.