خطبة عن يوم عرفة وأهميته
خطبة عن يوم عرفة يوم عرفات وما أدراك ما يوم عرفات؟ هذا هو يوم الشهادة وهو أيضًا يوم عظيم نذر الله أن يتولى منصبه في الإسلام فقال تعالى: (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) [البروج: 1-3]، ، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع الماقه .
الخطبة الأولى
1- المقدمة
- إن الحمد لله هو الحق ويظهر للملك إنه ذو القوة المتين وأرشد عبيده في طريقه المستقيم وأرشدهم إلى إطاعة عدله، وشهدت أن الله وحده لا شريك له.
- في هذه الأيام الجميلة اجتمع أهل الموسم لإحياء ذكراه وشكره وعبادته احتراما لقداسته وطقوسه، أشهد أن محمدا عبده ورسوله.
- ضحى راحته واشترط أن يضحى لأنه هو الذي أكد سنته لذلك من يفعل ذلك لن يضيع نفسه بارك الله فيه وعلى آله وصحبه وأتباعه حتى يوم القيامة.
2- أما بعد
لذلك اتقوا الله القدير وأطيعوه ومجدوه في يومه الأعظم لأن هذه الأيام هي أعظم أيام العالم، حررهم من العدل والتقوى متحررين من الذنب ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج:30].
3- فضل يوم عرفة
- في هذه الأيام فضائل كثيرة بعضها له خصائص لا يمتلكها عرفات ويوم النحر، هذا حديث عن عصر عرفات وفضله، دعنا نعرف مصيره ونعظم قدسيته ولا تضيع وقته.
- إذا ذكر ألفا عندما كان الحجاج في ألفا امتلأت عيونهم بالدموع متوسلين الله القدير للدعوة واجعلهم سعداء واشتاق إلى الشعور بالقداسة.
- يوم عرفة من أيام الشهر المحرمة وشر أيام مفضلة وأيام رسالة المذكورة في قوله تعالى ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ﴾ [الحج:27]
- وقد نذر الله تعالى في “كتابه الكريم” أن هذا يدل على أجره وعظمته ﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ [البروج:3]، قال أبو هريرة رضي الله عنه في هذه الآية: “الشاهد: يوم الجمعة، المشهود: يوم عرفة، الموعود: يوم القيامة.
- هذا يوم مثالي للدين والنعمة كما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله أن قال له يهودياً: يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدًا.
- قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ [المائدة: 3] قَالَ عُمَرُ: «قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ
- إنها أيضًا عطلة إسلامية. كما في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ، عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» رواه الترمذي. صَحِيحٌ.
- وهو حجر الزاوية في الحج الأعظم فمن فاته فرصة الوقوف بعرفات سيفوت الحج سواء غفر له أم لا.
- قال: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، وَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الْحَجُّ؟ فَقَالَ: ” الْحَجُّ عَرَفَةُ، فَمَنْ جَاءَ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ …” رواه أحمد
- هذا يوم الناس الذين يباهون في الموقف كما في حديث أبو هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” إِنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ لَهُمْ: «انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا.
- هذا هو يوم التحرير من النار. لحديث عَائِشَةَ رضي الله عنها أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ “رواه مسلم.
- والمعنى الواضح للحديث هو أنه أكثر أيام السنة تعالى وأن الله تعالى سيخرج الخلق من نار جهنم.
- يبدو أن التحرر من الجحيم ليس مقصوراً على عرفات بل هو عالمي بالنسبة لهم ولغيرهم حتى لو كانت آمال عرفات أكبر من آمال الآخرين.
- هذا هو يوم التضرع، وهو أيضًا يوم تبليل الروح واللسان بالكلمات التوحيدية.
- لحديث طَلْحَةَ بْنِ عبيد الله بْنِ كَرِيزٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ» رواه مالك مرسلا.
- والظاهر أن مزايا الترافع لا تقتصر على من يقف في العلفة وإن كانت إمكانية قبول غيره أكبر.
- لبسهم في الإحرام ولبسهم١ في أنقى مكانه وكذلك لفظ التوحيد الوارد في الحديث لا ينفرد به أهل عرفة بل يقال في ذلك العظيم.
- ويبدو أنه في يوم عرفة نداءات كثيرة لمصطلح التوحيد لتأكيد تحقيق عهد الله تعالى مع البشرية قبل ظهور البشرية.
- وهو الوارد في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ – يَعْنِي: عَرَفَةَ – فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا “.
- قَالَ: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [الأعراف: 173] رواه أحمد.
- على ألسنة المؤمنين أن تؤكد على مصطلحات توحيديّة في ذلك اليوم العظيم لذلك أينما كان المسلمون فعليهم أن يكثروا من ذكرى يوم عرفات والتضرع فيجدوا عباد الله يذكرون ويتضرّعون ويثابرون.
- ربما تأتيك نعمة الله العظيم يوم عرفات حتى لو لم تصر نعمة الله القدير تستوعب الناس وغيرهم من الناس في الموسم لذلك لن يحرم خادمه نعمة الله القدير وفضله في ذلك اليوم العظيم.
- هذا هو اليوم الذي هزمه فيه نسل الشيطان فلما رأى رحمة الله تعالى نزلت على عباده مثل حديث طلحة بن عبد الله بن كريز.
- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا، هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ. وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ، إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ» …. رواه مالك.
- إذا انتصر أهل الموسم بالوقوف على حجر الزاوية الأكبر للحج ألفا فسيكون لأهل المنطقة صيام ذلك اليوم العظيم وصومه يكفر الذنوب لمدة عامين.
- كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» رواه مسلم.
4- الخاتمة
نسأل الله تعالى أن يتقبلنا نحن المسلمين ويكتب لنا كل الرحمة والمغفرة والإفراج من نار جهنم، لأنه السميع والمستجيب.
الخطبة الثانية
1- المقدمة
الحمد لله لما ربنا يحبه ويرضاه وفيه كثير من النعم الجميلة، أشهد أن لا إله إلا الله بدون شريك أشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم على آله وصحبه وسلمهم إلى يوم الدين.
2- أما بعد
لذلك اتقوا الله القدير وأطيعوه، وفي هذا اليوم العظيم يجب أن نزيد من ذكره ونبله، فإن ذكر الله تعالى من أفضل الأعمال ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت:45] وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه: «مَا شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ».
3- عيد الأضحي
- هو أكبر وأفضل عطلة إسلامية لأنه في أجمل يوم مجيد ويحتوي على معظم وأعظم الطقوس. نصت على التضحية وهي من أفضل الأعمال وإسلامية وهي من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
- كَمَا فِي حَدِيثٍ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.
4- الأضحية
- دعونا نتجنب أي عيوب في التضحية هذا تكريس الله تعالى فلنختار الأفضل والأسمن، لقول أَبي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ: «كُنَّا نُسَمِّنُ الأُضْحِيَّةَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ المُسْلِمُونَ يُسَمِّنُونَ».
- فإن ذبح في النحر أو بعده أو لم يوجد الثمن فوجده ولو سمّر رأسه وأظافره في العشور فقد يضحي، تكفيهم الذبيحة لأهل البيت وهذا باب العبادة والمفاخرة.
- لا يوجد نص لتنازل المتوفى عن الضحايا لذلك إذا ضحى شخص نيابة عنهم فإنه يرتبط بنفسه أو بأحد معاونيه ما لم يكن لديهم وصية ضد المتوفى وذريته ونفذوا أوامرهم لأنها تأتي من دخلهم ومن صدقاتهم.
- يحرم صيام العيد أو بعد العيد بثلاثة أيام أو ما تسمي بأيام التشريق لقول النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
- لنزيد ذكر الله عز وجل في بقية هذا الموسم الكريم فلنتجنب عيوب عيد فلنقضي أيام عيد الأضحي والشكر والله العظيم مع أيام التشريق لتوجيهاته وتذكاره لنا.
- ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ﴾ [الحج:27].