أسعار

متى تأسست الدولة السعودية الأولى

متى تأسست الدولة السعودية الأولى؟ ومن قام بتأسيسها؟ إن تلك الأسئلة دائمًا ما تترد حول كيفية قيام الكيان السعودي منذ البداية، فمعظم الناس لا تعرف أن السعودية قد مرت بأطوار عديدة، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية الآن.

لذا سنجيب لكم من خلال موقع الماقه عن سؤال متى تأسست الدولة السعودية الأولى، كما سنتعرف إلى كل ما يتعلق بدولة السعودية الأولى منذ نشأتها وحتى سقوطها.

متى تأسست الدولة السعودية الأولى

إن الإجابة عن سؤال متى تأسست الدولة السعودية الأولى هي لقد قامت الدولة السعودية للمرة الأولى في عام 1157هجريًا وحتى عام 1233 هجريًا، بينما تأسست وفقًا للتاريخ الميلادي في عام 1744 ميلاديًا وحتى عام 1818 ميلاديًا، ثم سقطت نتيجة للانفلات الأمني والتفكك الذي دب في جسد الدولة الناشئة.

ما هي دولة السعودية الأولى؟

لا يمكننا أن نجيب عن سؤال متى تأسست الدولة السعودية الأولى دون أن نوضح أولًا لمن لا يعلم أيضًا ما هي دولة السعودية الأولى، إن الدولة السعودية الأولى هي الدولة التي قامت بذاتها في منطقة شبه الجزيرة العربية، وذلك على إثر الاتفاق الذي تم ما بين سمو الأمير محمد بن سعود، والشيخ محمد بن عبد الوهاب زعيم الحركة الوهابية للإصلاح الديني.

نتج عن ذلك الاتفاق تكون نوع من الوحدة السياسية الكبيرة على الأراضي السعودية، وكان هذا ضمن الكثير من الكيانات السياسية الناشئة الصغيرة، التي كانت متناثرة في أرجاء الأراضي السعودية وخاصةً في إقليم نجد، فاستطاعت تلك الوحدة أن تجمع شمل كل تلك الكيانات الصغيرة تحت لوائها في ظل واحدة وناظم سياسي ثابت، ولقد ظلت دولة السعودية الأولى قائمة حتى قام إبراهيم باشا بإسقاطها نهائيًا باستيلائه على عاصمتها درعية.

كيف تأسست الدولة السعودية الأولى؟

لقد كانت المنطقة العربية وتحديدًا شبه الجزيرة العربية تشهد حالة من الفوضى والضعف والتخلخل، ذلك بالإضافة إلى تفشي الجهل والخرافات والبدع الناتج عن غياب الوازع الديني، وانتشر ما يسمى بنظام الدولة داخل الدولة بمعنى أنه كانت هناك كيانات سياسية متناثرة ومتفرقة، تعمل كل منها على منافسة الأخرى والهجوم عليها مما تسبب في تفاقم حالة الفوضى التي شهدتها البلاد آنذاك.

في تلك الآونة ظهرت حركة للإصلاح الديني في منطقة شبه الجزيرة العربية، ولقد تزعمها الإمام محمد بن عبد الوهاب، وكان يهدف بها هو، وأتباعه إلى دعوة الناس للرجوع إلى دينهم الحق الذي هجروه وانصرفوا عنه باللهو والفتن والبدع التي تفشت وانتشرت بينهم كانتشار النار بالهشيم.

لقد سعى محمد بن عبد الوهاب إلى إعادة توحيد صفوف العرب المسلمين، بكلمة الله وعلى كلمة الله وسنة رسوله وعقيدة وشريعة الإسلام، ولقد لاقت تلك الدعوة الكثير من المقاومات من قبل صفوف الجهلة الأنانيون، الذين رأوا أن هذه الدعوة ستتسبب في استفاقة الكثير من الناس وتنبههم إلى الفساد الذي يقوم به حكامهم.

كما رأوا أن من مصلحتهم أن تبقى البلاد والعباد في حالة ظلام الجهل الدامس، فعارضوه وقاوموه بشدة إلا واحدًا منهم ألا وهو الأمير محمد بن سعود أمير إمارة الدرعية، رأى في دعوة محمد عبد الوهاب الإصلاحية عودًا حميدًا لجميع الناس إلى طريق الحق، كما أن محمد عبد الوهاب كان يعلم بميول الأمير محمد بن سعود لذا نجح في استمالته إليه.

لقد تم التفاهم فيما بين الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد عبد الوهاب، وتم عقد اتفاق بينهما يسمى باتفاق الدرعية في عام 1744م، والذي نص على حكم البلاد بما تقوله الشريعة الإسلامية وبما نصت عليه أحكام الإسلام، لكي يتم النهوض بمجتمع جديد يستظل تحت ظل الإسلام.

لمحة عن الحياة القصيرة لدولة السعودية الأولى

في إطار الإجابة عن سؤال متى تأسست الدولة السعودية الأولى علينا أن نبرز في إيجاز لمحة بسيطة عن النهج الذي سارت عليه الدولة السعودية الأولى، لقد تولى الأمير محمد بن سعود الحكم ولقب فيما بعد باسم الإمام، ولقد سعى كثيرًا من أجل النهوض بالدولة السعودية الأولى الناشئة حديثًا.

لقد جعل محمد بن سعود من مدين الدرعية آنذاك مركزًا للقوة والاستقرار والأمن الداخلي، وحرص على أن يكون الحكم قويًا راسخًا لا يشوبه ضعف أو هوادة، وفي عام 1157 من العام الهجري قرر الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن يغادر منطقة العيينة ليقيم في الدرعية الحاضرة الجديدة لدولة السعودية الأولى.

سعى الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مساندة الإمام محمد بن سعود جنبًا إلى جنب، لحفظ الأمن والاستقرار القائمين على تطبيق العدالة الاجتماعية وقوانين الشريعة الإسلامية، والدعوة للرجوع إلى الله وترك البدع والخرافات والجهل الذي انغمس فيه الناس حتى رؤوسهم.

حكام الدولة السعودية الأولى

لقد قاد زمام أمور الحكم في الدولة السعودية الأولى أربعة من الحكام السعوديين، وكان جميعهم من آل سعود وهم:

  • الإمام محمد بن سعود بن مقرن [1157هـ: 1179هـ] [1744م: 1765م]
  • الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود [1179هـ: 1218هـ] [1765م: 1803م]
  • الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود [1218هـ: 1229هـ]

[1803م: 1814م]

  • الإمام عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود

[1229هـ: 1233هـ] [1814م: 1818م]

اضمحلال وانهيار الدولة السعودية الأولى

لقد لمع نجم الدولة السعودية الأولى وأزهر ربيعها في ظل حكامها، ولقد امتد نفوذها واتسعت رقعتها حتى بلغت ما بعد أطراف المنطقة العربية، فتخوفت الدولة العثمانية آنذاك من أن يمتد نفوذ الدولة السعودية الأولى أكثر من ذلك حتى يشمل بلاد الشام وبلاد العراق.

لقد كانت الدولة العثمانية في ذلك الوقت تعاني من الضعف والاضمحلال نتيجة ضياع الكثير من ممتلكاتها ومستعمراتها في شتى بلدان العالم، مما دفعها إلى إرسال أمر واجب التنفيذ على الفور إلى ولاتها القائمين على كل من بغداد والبصرة والشام، بأن يحشدوا جيوشهم ويرسلوا قواتهم إلى شبه الجزيرة العربية بهدف القضاء على الدولة السعودية الأولى وإبادتها عن آخرها.

لقد تراجع كل من والي دمشق ووالي بغداد عن تلبية نداء السلطان العثماني سليم الثالث، فما كان من سليم إلا أن أرسل إلى محمد علي باشا والي مصر في ذلك الوقت، طالبًا منه أن يتوجه بقواته إلى الحجاز من أجل إبادة الدولة السعودية الأولى، وإعادة أراضي الجزيرة العربية إلى حظيرة ممتلكات الدولة العثمانية مرة أخرى.

استجاب محمد علي لنداء السلطان العثماني سليم الثالث كارهًا، وذلك لأن محمد علي باشا لم يكن راغبًا في الهجوم على السعودية ولم يكن راغبًا في الإذعان إلى أوامر الكيان العثماني المتمثل في سليم الثالث، ولكنه استجاب لذلك المطلب منعًا للتصادم مع الإمبراطورية العثمانية العجوز.

بدأ محمد علي بالفعل في إعداد حملة عسكرية للإغارة على دولة السعودية الأولى، ولقد نصب من ابنه طوسون باشا قائدًا على رأس تلك الحملة، ولقد استمرت الحرب العثمانية السعودية لسنوات حتى وافى طوسون باشا منيته، ثم توقفت الحرب لفترة نتيجة لوفاة طوسون ثم استُأنفت مرة أخرى ولكن بقيادة إبراهيم باشا الابن الأكبر لمحمد علي، ولقد تقدمت القوات العثمانية بقيادة إبراهيم باشا صوب الدرعية وقامت بمحاصرتها، ثم انتهت الحرب باستسلام الإمام عبد الله بن سعود لقوات إبراهيم باشا، وكان ذلك في شهر ذي القعدة من عام 1233 من الهجرة، وفي التاسع من شهر سبتمبر لعام 1818 ميلاديًا.

بعد ذلك تم اعتقال الإمام عبد الله بن سعود آخر حكام الدولة السعودية الأولى، وتم تنفيذ حكم الإعدام فيه في شهر صفر من العام الهجري 1234 وعام 1818 ميلاديًا، ولقد نتج عن ذلك زوال شمس الدولة السعودية الأولى وهدم كيانها وتدمير مدينة الدرعية تمامًا، بالإضافة إلى تدمير بعض المناطق الأخرى المحيطة بها مثل مدينة نجد وملحقاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى