هل يجوز إعطاء الزكاة لغير المسلمين؟ ولمن تعطى؟
هل يجوز إعطاء الزكاة لغير المسلمين؟ ولمن تعطى؟ تتردد هذه الأسئلة في الأذهان مع اقتراب عيد الفطر وعيد الأضحى واقتراب وقت إخراج الزكاة، لذا سوف نتعرف عبر موقع الماقه على إجابة هذه الأسئلة وإجابة الأسئلة المشابهة لها التي تهم كل مسلم.
هل يجوز إعطاء الزكاة لغير المسلمين؟
- اتفق العديد من الأئمة على عدم جواز إعطاء الزكاة لغير المسلمين إلا في حالات معينة، حيث أن مصارف الزكاة محددة في القرآن الكريم، ومن مصارف الزكاة المؤلفة قلوبهم، حيث تعطى الزكاة لغير المسلمين الذين يرجى إيمانهم أو يخشى من شرهم.
- ومن دلائل عدم إعطاء الزكاة لغير المسلمين بخلاف المؤلفة قلوبهم.
- والمقصود بهم أغنياء المسلمين وفقراء المسلمين، رواه البخاري ومسلم .
- وقد قال ابن المنذر أن الذمي لا يعطى من زكاة الأموال، وقال أبو حنيفة أنه يجوز إعطاء الغير مسلم من زكاة الفطر، وقال عمرو بن ميمون وغيره من الفقهاء أن الزكاة يمكن أن تعطى لغير المسلمين لأن القدماء كانوا يعطون منها للرهبان.
لمن تعطى الزكاة؟
قبل أن نتعرف على هل يجوز إعطاء الزكاة لغير المسلمين؟، لابد أن نعرف لمن تعطى الزكاة؟، حيث أن الله سبحانه وتعالى حدد مصارف الزكاة في القرآن الكريم، وتعطي الزكاة كالاتي:
- ذكر في القرآن الكريم عن الزكاة أنها ل8 كما يلي:
- الفقراء: الفقير هو ما لا يجد ما يكفيه ويكفي عائلته.
- المساكين: وهو من يحتاج للمال ولكن بدرجة أقل من الفقير.
- العاملون عليها: من لهم ولاية على الزكاة من قبل أولي الأمر.
- المؤلفة قلوبهم: الغير مسلمين لتأليف قلوبهم على الإسلام ومن دخل الإسلام حديثًا.
- في الرقاب: المكاتب الذي يريد أن يشترى نفسه من سيده، ولعتق الرقيق وفك أسر المسلم.
- الغارمين: من يوجد عليه دين احتاج له لقضاء الحاجة.
- في سبيل الله: تعطى للمقاتل للجهاد في سبيل الله.
- ابن السبيل: المسافر الذي نفدت نفقته.
هل يجوز إعطاء الصدقة لغير المسلمين؟
- يختلف أمر الصدقة عن الزكاة، حيث يجوز في صدقة التطوع أن يعطى منها لغير المسلمين، وقد ورد أنه كانت أسماء بنت أبى بكر تبر أمها على الرغم من أنها كانت مشركة، وكان الرسول يحثها على ذلك وقال لها “صِلى أمك “.
- في الآيات السابقة لا يوجد تحديد لنوع الأسير أو المسكين واليتيم، وقد ثبت إعطاء عمر صدقة لليهودي المحتاج للمال، لذلك حتى أن كان لا يجوز إعطاء غير المسلم من زكاة المسلمين ولكن يجوز إعطاء صدقة تطوع.
ما حكم إعطاء الزكاة لغير المسلمين في ظل ظروف فيروس كورونا؟
- في ظل الأزمات يكون هناك فتاوى تتناسب مع الأزمة، حيث إن الله شجع على كل ما يفيد الإنسان وفضل جلب المنافع للإنسان في كل الأمور، لذلك قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يجوز بالفعل إخراج الزكاة الخاصة بالمسلمين للأشخاص غير المسلمين في ظل أزمة كورونا.
- حيث يمكن إعطاء الزكاة لكل من يحتاج إلى علاج ووقاية من عدوى فيروس كورونا، يمكن إعطاء الزكاة ومساعدة غير المسلمين في أوقات الأزمات، لأن المنفعة تعود علي المجتمع كله وفي وقت الأزمة لابد أن يتكاتف كل الناس.
- كما أوضحت الدار إن دفع الزكاة لغير المسلم جائزة إن كان من مستحقيها وإن كان يحتاج إلى العلاج أو الطعام أو الكساء أو المساندة في متطلبات الحياة.
- وقالت الدار إن في أزمنة الكرب والأوبئة التي نعيش فيها وفي أوقات المجاعة على المسلم الوقوف مع إخوانه وجيرانه جميعًا، لأن هذا يدخل تحت بند حفظ النفس.
هل يجوز إعطاء زكاة المال للكافر؟
لا يجوز إعطاء زكاة المال للكفار إلا إن كان من المؤلفة قلوبهم ويريد أن يدخل الإسلام، فتكون هذه الأموال عون له للتخلص من الكفر وعبادة غير الله، أو إن كانت هذه الأموال سوف تدفع الضرر عن هذا الشخص.
وعلينا أن نذكر هنا أن الله سبحانه وتعالى قد شرع للمسلمين الإحسان لغيرهم من المسلمين وغير المسلمين.
الخلاف حول إعطاء الزكاة لغير المسلمين
في النهاية يمكننا أن نلخص أغلب الآراء في ان هناك خلاف في الأمر أدى إلى وجود قولين:
- القول الأول: قال العلماء بعدم جواز دفع الزكاة الواجبة لغير المسلمين، وعليه يكون من دفع زكاته للكافر مخطئ وعليها أن يعيد دفع الزكاة لمستحقيها من المسلمين.
- القول الثاني: قال بعض العلماء أنه يجوز دفع الزكاة الواجبة لمستحقيها من غير المسلمين.
- واستندوا إلى أن الآية التي ذكر فيها مصارف الزكاة لم تحدد المقصود بالآية المسلم أم غيره، وسوف ينال المسلم الثواب، وهذا هو مذهب الزهري وابن سيرين وبعض الحنفية.
- وقد نقل العمراني الشافعي هذا الخلاف الذي حدث عند بعض السلف، حيث كتب في كتبه عن هذه المسألة “أنه قال الزهري، وابن سيرين: يجوز دفعها إلى المشركين” انتهى من “البيان في مذهب الشافعي”.