حكم الأضحية في عيد الأضحى
حكم الأضحية في عيد الأضحى يختلف في المذاهب الأربعة، وتعتبر الأضحية من الشعائر المتعارف عليها في الأمة الإسلامية في عيد الأضحى، من أجل تكريم سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل بعدما أمر الله بفدائه بكبش عظيم.
لذا من خلال هذا الموضوع الذي سيعرضه لكم موقع الماقه سنتعرف سويًا على حكم الأضحية في عيد الأضحى، كما سنتطرق لعرض الشروط التي يجب توافرها في كلًا من الأضحية والمضحي، ليس ذلك وحسب بل سنذكر أيضًا الفترة التي تُقبل بها الأضحية من خلال السطور التالية.
حكم الأضحية في عيد الأضحى
تعتبر الأضحية هي ما يتم ذبحه من بهيمة خلال يوم عيد الأضحى، ويكون الهدف منها هو التقرب من الله عز وجل، وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم تسميتها بالأضحية نظرًا لكونها مرتبطة بوقت الضحى.
أما فيما يخص حكم الأضحية في عيد الأضحى؛ فهي من السنن المأخوذة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكنها ليست واجبة، حيث إن المسلمين قد قاموا باتباعها من بعده، أما بالنسبة للمشككين حول مشروعية تلك السنة؛ فسنعرض لكم بعض الأدلة التي تثبت ذلك في السطور التالية:
- قوله تعالى في سورة “الكوثر”: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ (2)”.
- عن أنس ابن مالك رضي الله عنه: “أن النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُضَحَّى بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُما بيَدِهِ”.
- قوله تعالى في سورة “الحج”: “وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)”.
أما فيما يخلص فقهاء المذاهب الأربعة فقط اتفقوا جميعًا على مشروعية الأضحية، ولكنهم اختلفوا حول حكمها، فمنهم من يرى أنها مستحبة ليس إلا، ومنهم من يرى أنها واجبة، وفيما يلي سنعرض كل رأي على حِدة:
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم لمس المصحف بدون وضوء
الرأي الأول
يرى فقهاء المذهب الحنفي أن الأضحية أمر واجب النفاذ على كل مسلم قادر، وذلك وفقًا لما تم روايته عن الإمام “أبو حنيفة”، واتفق معهم “ابن تميمة”، وتجدر الإشارة إلى أن “أبو حنيفة” قد استدل في كلامه على الآية التي تم ذكرها عن الأضحية في سورة الكوثر “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ (2)”.
الرأي الثاني
اتفق فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة على أن الأضحية من السنن المستحبة عند الله عز وجل، ولكنها غير واجبة النفاذ، واستندوا في ذلك إلى الحديث: “إذا دخَل العَشرُ الأوَلُ فأراد أحدُكم أن يُضَحِّيَ فلا يَمَسَّ من شعَرِه ولا من بشَرِه شيئًا”.
الشروط الواجب توافرها في المُضحي
ضمن إطار عرضنا لحكم الأضحية في عيد الأضحى، توجب علينا أن نذكر لكم عدد من الشروط التي يجب أن تتوافر في الشخص الذي يقوم بالتضحية، وهي:
- الإسلام: حيث إنه لا يتم قبول الأضحية من شخص مُشرك بالله -سبحانه وتعالى-، وغير موحد به.
- العقل والبلوغ: ينبغي أن يكون الشخص الذي يقوم بالتضحية راشدًا، حيث إن المجنون لا يعتبر من أهل التكاليف؛ لذا فهو غير مُطالب بالتضحية.
- الإقامة: أشار الفقهاء إلى أنه يتوجب أن يكون الشخص الذي يقوم بالتضحية مٌقيمًا في دولته، وذلك حتى تؤدي الأضحية غرضها الأساسي، ألا وهو التوسيع على الفقراء والمحتاجين.
- القدرة على الأضحية: يلزم أن يكون الشخص المُضحي قادرًا على الأضحية بحيث لا يكون ذلك الأمر سيكلفه الكثير من النفقات، حيث إنه في حالة عدم توافر ذلك فإن فضل الأضحية لا يتوافر بذلك سبب مشروعيتها، والذي هو في الأساس التيسير على الناس.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا
شروط الأضحية
يجب أن تتوافر مجموعة من الشروط في الأضحية حتى تكون صالحة للتضحية بها، وفيما يلي سنعمل على توضيح هذه الشروط:
- ينبغي أن تكون الأضحية من الأنعام التي يجوز أن تتم التضحية بها، مثل البقر، الأغنام، والإبل وغيرها مما أجازها الفقهاء.
- أن تصل الأضحية إلى السن المشروط من أجل قبول الأضحية، والذي هو عامين بالنسبة للأبقار بحيث تكون قد بدأت في عامها الثالث، و5 أعوام بالنسبة للإبل شريطة أن تكون قد بدأت في عامها الثالث، أما فيما يخص الأغنام فينبغي أن تكون قد أتمت عامها الأول وبدأت في الثاني.
- يتوجب أن تكون خالية من العيوب التي من شأنها أن تؤثر على مذاق لحمها، حيث إنه لا يجب أن تكون عرجاء، أو مريضة، أو بها عور ظاهر.
طريقة تقسيم الأضحية
من السنن المتبعة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه يجب على المُضحي أن يأكل من لحم أضحيته، بالإضافة إلى أن يقوم بتوزيع جزءًا منها على المساكين والفقراء، وذلك وفقًا لما جاء في كتابه سبحانه وتعالى “لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ” (سورة الحج – 28)، وأن يترك جزءًا لأهل بيته، وذلك وفقًا لما جاء عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عنه-، عَنِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: “إذا ضحَّى أحَدُكم فلْيَأْكُلْ مِنْ أُضْحِيَّتِه”، وخلال السطور التالية سنعمل على توضيح آراء الفقهاء بذلك الشأن:
- تطرق علماء المذهب الحنبلي إلى أنه يُستحب أن يتم تقسيم الأضحية إلى حوالي 3 أجزاء، بحيث يتم توزيع الجزء الأول على المحتاجين والفقراء، وأن يتم توزيع الجزء الثاني على أهل البيت، أما الثالث فيتم توزيعه على الأصدقاء والجيران.
- أشار علماء المذهب الحنفي إلى أنه يمكن للمُضحي أن يقوم بتوزيع ما يشاء من أضحيته، وأن يقوم بادخار الكمية التي يريدها، ولكنهم توصلوا إلى أنه من الأفضل للمُضحي أن يقوم بالتصدق بالجزء الأكبر من الأضحية، إلا في حالة كونه من الفقراء فيكون من الأولى أن يدخرها لأهل بيته.
- رأى علماء المذهب المالكي أنه يُفضل أن يجمع المُضحي ما بين أن يأكل من الأضحية، وما بين أن يتصدق بجزء منها، ولم يتم تحديد النسبة التي يتم تقسيم الأضحية بها؛ لذا فإنه يمكن له أن يبقي ثلث الأضحية ويقوم بتوزيع الثلثين، أو يقوم بتوزيع النصف ويُبقي النصف، ولكن من الأفضل أن يقوم بتوزيع الأكثر ويُبقي الأقل.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم نسبة النعم لغير الله
وقت الأضحية
ينبغي أن تتم الأضحية خلال وقت معين ، حيث إنها إذا حدثت خارجه فإنها تكون غير مقبولة، وبالتالي لم تُحسب الأضحية، وفيما يلي سنعمل على توضيح الموعد الذي تبدأ به الأضحية، وحتى آخر موعد:
- بداية وقت الأضحية: يُطلق على يوم الأضحية “يوم النحر”، ويكون بداية من انتهاء صلاة العيد وخطبتها مباشرة
- نهاية وقت الأضحية: أجمع العلماء على أن وقت الأضحية ينتهي مع نهاية ثالث أيام التشريق، وتحديدًا مع غروب شمس ذلك اليوم، وتجدر الإشارة إلى أنه لا يستحب أن تتم الأضحية ليلًا؛ فهو من الأمور المكروهة لدى أهل العلم، وفيما يخص ساكني القفار والجبال فيستحب النحر خلال وقت الضحى.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هو حكم رفع اليدين في الدعاء؟