الفرق بين التربية والتعليم
الفرق بين التربية والتعليم نقدمها لكم اليوم عبر موقعنا البلد حيث أن هناك لبس واضح بين مفهوم التربية والتعليم، ربما يكون هذا اللبس ناتج عن ارتباطهما ببعضهما عند التحدث عنهما، مما أدى لوجود أخطاء في مجال التربية والتعليم، حيث يظن البعض أن حشو الأذهان بالمعلومات له علاقة بتربية الإنسان والارتقاء به إلى الكمال، أو أنه يؤدي لنمو جميع الجوانب في الإنسان مثل الجوانب الأخلاقية والروحية وغيرها، ولكن هذا غير صحيح لوجود فرق بين مصطلح التربية ومصطلح التعليم، حيث تُعد التربية ذات مفهوم أشمل وأكثر تكاملاً من التعليم، وهذا ما سنتعرف عليه من خلال سياق السطور التالية.
الفرق بين التربية والتعليم
مفهوم التربية هم مفهوم شامل، يتضمن تعليم الأطفال، ولكن الهدف الأساسي للتربية هو صقل وتنمية مختلف الجوانب في الشخصية الإنسانية، حتى يكون الإنسان عضو نافع وصالح في المجتمع، ويتمتع في ذات الوقت بالقدرات والخبرات والكفاءة الجيدة.
وعلى مر العصور اهتم العلماء والفلاسفة بتدريس أساليب التربية المختلفة، وكان هناك العديد من النظريات التي تهتم برفع كفاءة التربية والتعليم، حيث اتبع المعلمون والمتخصصون في التربية بعض المناقشات والأبحاث والنظريات حول التربية لتطوير علم أصول التدريس.
وقد كان المعلمون يواجهون التحدي الخاص بدمج التطور التكنولوجي الحديث في أساليب التربية، وتعتمد أساليب التربية الحديثة على مدى قدرة المدرسين على تطبيق علم التربية، وكيفية التعامل مع الطلاب وأولياء الأمور، للتعرف على قدرات واحتياجات الطلبة من خلال أحدث طرق العرض والاتصال.
وعلم التربية أو كما يُطلق عليه علم أصول التدريس، قد تم اشتقاق اسمه من الكلمة اليونانية باياغوغوس، وهي مشتقة من اسم طفل باليونانية وكانت تعني فن التدريس، وفي العصر الحالي يفضل المتخصصون الفصل بين علم أصول التدريس، أو تربية الأطفال، وبين علم تعليم الكبار، ومع التطور العلمي والتكنولوجي تم استخدام مصطلحات أخرى لوصف علم التربية، مثل مصطلح الأندراغوجية.
ونرشح لك أيضًا: رقم وزارة التربية والتعليم ودليل تليفونات ارقام وفاكسات ديوان وزارة التربية والتعليم
مفهوم التعليم
يُعرف التعليم على أنه زراعة الأمل والاحترام والحكمة داخل المتعلمين، وفي الغالب لا يُفرق الناس ما بين التعليم والتعلم، حيث يهدف التعليم للتنمية من البيئة المحيطة، وتنمية علاقات المتعلمين، وقد أظهرت الدراسات أن للتعليم تأثير كبير على الأنشطة الاجتماعية بشكل إيجابي، كما يهدف التعليم للعديد من الأهداف ومنها:
- تحقيق الهدف الرئيسي للتعليم وهو الرقي بالإنسان ورفعة البشرية.
- يهدف التعليم لتطوير القدرة على المناقشة والحديث بشكل فعال، حيث يتجه المعلمون لإنشاء علاقات تجعل الناس يستكشفون تجاربهم وأفكارهم عن طريق ممارسة التعليم.
- التعليم الجيد يجعل من الشخص إنسان حكيم ومستنير، وله احترام بين أفراد المجتمع، كما يجعل منه إنسان يحترم الآخرين.
- يركز التعليم على الاهتمام بالحقائق والتجارب العلمية، فالتعليم لا يأتي بمفرد من العدم، بل يتم زراعته في الأشخاص وفي المجتمع، لأنه مُكتسب.
تاريخ علم التربية في التعليم
منذ العصور القديمة وقد اهتم المتخصصون في التربية بالعثور على طرق ووسائل متميزة لاكتشاف قدرات الذكاء، وتعزيز مهارات التعلم عند طلابهم، وقد أدى ظهور الكتابة في العام 3000 القبل ميلادي إلى إيجاد أسلوب تعليمي حديث، وأدى ذلك للرفع من مستوى علم التربية في جميع المناطق في اليونان.
كما ساعدت الفلسفة في اليونان القديمة على دخول الخطاب الوطني لجميع ممالك وجمهوريات العالم القديم، وقد كان الفيلسوف أفلاطون من أوائل الذين دافعوا عن علم التربية، وعمل على تطويره، وكذلك الفيلسوف سقراط الذي اهتم بتطوير علم التربية عن طريق اسلوبه المعروف باسم الأسئلة في التربية.
في بداية عصر النهضة في العام 1548 الميلادي، اعتقد المسيحيون أو اتباع اليسوع أن التعليم العالي من حيث الجودة، هو أفضل الطرق التي تؤدي لحياة هادفة، حيث اتجهوا للتطوير من الأساليب التربوية والنماذج التعليمية، لكي يتمكنوا من التدريس في جميع أنحاء أوروبا في ذلك الوقت.
وقد كان علم أصول التدريس يتضمن خمسة من العناصر الرئيسية وهي، الخبرة، التفكير، سياق التربية المطلوب تعليمه، والعمل، والتقييم، وفي منتصف القرن 17 في جمهورية التشيك كتب المُربي التشيكي كومينيوس أول كتاب مدرسي خاص بالأطفال، وقد كان يحتوي على الكثير من الرسوم التربوية، وكان يحظى هذا المربي باحترام كبير في شمال أوروبا، لأنه دعا لأهمية تعليم المرأة مثل الرجل.
أما في القرن 18، كان للفيلسوف الكبير جان جاك روسو منهجية خاصة في تعليم وتربية الأطفال من خلال روايته المعروفة باسم إميل، وكانت تتحدث عن تعليم طفل صغير، وكانت تركز أحداث الرواية على أهمية التعليم وتربية الأطفال من عمر سنتين وحتى 12 عام.
في أواخر القرن 18، وبدايات القرن 19، قام يوهان هاينريش بابتكار مصطلح بيستالوزي، وهو تربوي ومصلح من أصل سويسري، وتم اعتماد هذا المصطلح في المناهج التعليمية في أمريكا وأوروبا، وبعد اعتماد هذا النظام تم تدريس علوم، الموسيقى، والجغرافيا، والعلوم الطبيعية، والفنون الجميلة في المدارس.
وبعد مرور عدد من السنوات تم تطوير أنظمة التربية في المدارس عن طريق المُدرس الألماني فريدريش فيلهلم أوجست فوبيل، أما في عام 1906 الميلادي كتب المربي يوهان فريدريش هيربارت كتابه (Universal Pedagogy)، وكان يدعو فيه لاتباع 5 خطوات في التدريس وهي، التعميم، الارتباط، الإعداد، التبني، التطبيق.
وظهرت في أواخر القرن العشرين المدرسة المعرفية بصورتها المعروفة، وفي السبعينات من نفس القرن، ظهرت فكرة أسلوب التربية والتعليم المتطورة، وكان لها انتشار وشعبية كبيرة حتى الوقت الحالي، مع الاستمرار في تطوير نظريات التربية بشكل مستمر.
تطور فكرة المدارس
فكرة إنشاء المدارس ليست شيء جديد، فيعود تاريخ المدارس للعالم القديم، فقد كانت المدارس في السابق مكونة من حجرة واحدة، وقبل ذلك بآلاف السنين ارتبط مفهوم التعليم ببداية الحياة البشرية حيث وجدت الأجيال القديمة أنه من اللازم نقل المعارف، والتجارب، والقيم، والمهارات الخاصة بهم للأجيال القادمة، وكان يتم ذلك من خلال التدريس والتعليم.
فقد كان البشر في البداية ينقلون المعلومات بشكل فردي داخل الأسرة أو العائلة، ومع نمو المجتمعات وتطورها على مر الزمن اتجه الناس لتعليم ابنائهم وسط مجموعات صغيرة يعلمهم مجموعة من البالغين، ثم زادت أعداد هذه المجموعات التي ترغب في التعلم، وتلك كانت النواة الأولى لمفهوم وفكرة المدرسة.
ولكن المدارس القديمة لم تكن مثل ما هو معروف اليوم، حيث كان يتم التركيز على القيم الدينية، ولم يتم الاهتمام بتدريس المواد العلمية والأدبية كما هو موجود في الوقت الحالي، وقد بدأت المدارس في الولايات المتحدة بنحو 13 مستعمرة في القرن 17 من الميلاد.
وتم تأسيس مدرسة بوسطن اللاتينية في العام 1635 الميلادي وكانت أول مدرسة عامة، وهي أقدم المدارس المعروفة في الولايات المتحدة الأمريكية، أما في عصر النهضة فقد تم التركيز على القراءة والكتابة، وعلم الرياضيات على وجه الخصوص، وبعد ذلك بسبع سنوات جعلت بعض المدارس من التعليم الأساسي مطلب إجباري، ولكن كان التعليم للبنين فقط.
بعد الثورة الأمريكية ثم التعليم من الأولويات في معظم مناطق العالم، وتم إدخال تعليم البنات في المدارس، وبعد ذلك بدأ إقامة المدارس العامة، ولكن التطور الحقيقي للمدارس كان في عام 1918 الميلادي، ومنذ هذا الوقت أصبح مجال التربية والتعليم مشابه بشكل كبير بالأسلوب المتبع في المدارس الموجودة الوقت الحالي.