اسلاميات

تجربتي مع آية الكرسي للزواج

تجربتي مع آية الكرسي للزواج من التجارب التي عادت علي بالمنفعة الشديدة وليس فقط في أمر الزواج.. وسأقص عليكم التجربة كاملة لعلكم تجدون فيها قدرًا من الإفادة، وكذلك أعرض في نهاية حديثي فضائل الآية الكريمة بشكل عام، وفضلها عليّ بشكل خاص وفق تجربتي.. وذلك خلال طرحها تفصيليًا في هذا الموضوع من خلال موقع الماقه.

تجربتي مع آية الكرسي للزواج

بدأت تجربتي بعد تخرجي في الجامعة وحصولي على تقدير جيد جدًا في مرحلة الليسانس فكنتُ طالبة مثالية وأحسب نفسي على خُلق؛ كذلك امتلك قدر كبير من التدين والثقافة.. ولكن لم يتقدم أحد لخطبتي طوال فترة الجامعة على الرغم من أن ذلك كان يتم لمن هم حولي في العائلة أو الجامعة.

انهيت مراحلي التعليمية والتحقت بوظيفة حكومية، ولا اخفي عليكم، توقعت حينها أن العقدة المُلازمة لي ستزول باختلاطي مع زملائي بالعمل، ولكن مرت السنين حتى أصبح عمري ثلاثون عامًا وأنا لم أتزوج..!

كان يتملكني الكبرياء دائمًا عندما تنفتح هذه السيرة أمام الغرباء وعندما أختلي بذاتي ليلًا تنهمر الدموع من عيني، كان كلامهم يجرحني ونظرات الشفقة في أعينهم تعذبني، ولكني لم أنبس بِبِنت شَفَةٍ، كذلك كانت تتملكني -ولا أنكر ذلك- مشاعر الغيرة حين أرى أطفال صديقاتي.

كانت حياتي روتينية للغاية وكان الحزن يُخيم علي شيئًا فشيء، كنتُ أستمع للعديد من الأشخاص يحدثوني عن أمور مجربه وطرق لها مفعول السحر في تيسير الزواج.

لم يكن الزواج وحده هو شغلي الشاغل بالطبع، إذ حدث وأن تقدم أحدهم ذات مرة لخطبتي ولكنه لم يكن الخيار الأنسب، فاخترت أن أبقى عزباء وكان ذلك أهون عليّ من أن ألقي نفسي بين يدي رجل لا أأمن جانبه.

ما كان يشغلني حقًا هو الاستئناس من وحشة الأيام والليالي بمن يهون معه الضغط، بمن أكون معه لأول مرة على طبيعتي دون تصنع، فالحب يرفع دائمًا الكلفة، فلا تجد نفسك أمام المحب كاذبًا أو مدعيًا.

مرت الأيام ولم يتغير شيء سوى تراكم حزني فما بيد الإنسان حينما تقوده أقداره إلى غير رغبته فيُمنى بهزيمة شخصية لا يسعه منها إلا تقبلها باستسلام، هناك أقدار يا صديقتي لا يُمكن لها أن تُمحى أو تتغير.

صدف قدرية غيرت حياتي

بعد عودتي للمنزل منهية عملي في أحد الأيام، صادفت صديقة لم اراها منذ انتهاء الجامعة، تحدثنا كثيرًا كثرثرة النساء عند التلاقي وعلمت بأمر تأخر زواجي ونصحتني بالذهاب لرجل يشتهر بعلمه للغيبيات وتيسير الأمور المُعقدة، وخاصةً أمر تأخر الزواج..!

رفضت بشدة تامة، فكيف لي أن أقوم بهذه الأعمال البوبيكوكية؟! ولم يتغير موقفي أو قراري اتجاه هذا الموضوع تمامًا وعزمت على أن لا أُفكر في هذا الأمر ما حييت.

بداية تجربتي مع آية الكرسي للزواج

في الموعد المعتاد من يومي الروتيني اتصفح مواقع الأنترنت المختلفة، وصادفني منشور لسيدة تقول فيه أن قراءة آية الكرسي بطرق مُعينة يُمكن من خلالها أن تتحقق الآمال وتنفك العقد، تمعنت أكثر وأكملت القراءة التي جعلتني أشعر إنني حقيبة مغلقة من الحزن والأوجاع تتواجد في وسط قاعة احتفال!

لماذا تتحقق كل الأمور مع غيري بهذه الطريقة البسيطة وعندي أنا تبني الحوائل.. ومنذ ذلك اليوم بدأت تجربتي مع آية الكرسي للزواج فقررت أن أقوم بكل ما شرحته السيدة في منشورها.

طرق آية الكرسي للزواج

كان هناك أكثر من طريقة تحكي فيها صاحبة المنشور عن فعاليتها في تحقيق كافة الأمور وخاصةً الزواج والتي كانت من ضمنها:

  • قراءة آية الكرسي 21 مرة كل ليلة بعد صلاة العشاء ثم الدعاء بأمر الزواج وتيسيره من 18 إلى 20 مرة بعد إتمام القراءة.
  • قراءة آية الكرسي 41 مرة عند الغروب.
  • قراءة آية الكرسي 41 مرة على أنواع المشروبات مثل الماء وشربها يوميًا.
  • الوضوء وقراءة آية الكرسي ثلاث مرات ثم المسح على الوجه بعد إتمام القراءة.
  • قراءة آية الكرسي على السكر لمدة ثلاثة ايام 41 مرة.
  • قراءة آية الكرسي عند الغروب 91 مرة وترديد قول “سبوح قدوس رب الملائكة والروح” سبعًا ثم الدعاء بتيسير الزواج.

كانت كل هذه التجارب مقترنة بمدة محددة وهي شهر، ففي خلال شهر من الاستمرار على هذه الطرق يتم زواج المتأخرة بكل سهولة وتيسير.

حقيقة الأقاويل بعد أداء تجربة آية الكرسي على أرض الواقع

التزمت بكل ما جاء في المنشور وأتبعت كافة الطرق المذكورة، كنت أحسبُ الأيام والليالي التي يتم فيها انتهاء المدة المُحددة ويأتي لي من تمنيته طوال هذه الرحلة، وبالفعل مر ثلاثون يومًا على تجربتي مع آية الكرسي للزواج.

مر ثلاثون يومًا أوضعت فيهم كل الأمل وبانتهاء اليوم الحادي وثلاثون ارتجفتُ رجفة خوف وانهزام لمغادرة الأشياء التي وضعت قلبي بها، انتهى اليوم الحادي وثلاثون مُعلنًا بداية شهر جديد متزامن مع بداية أوجاع مخيفة جديدة لو قضى كل من حولي حياتهم بأكملها لطمأنتي ما اطمأننت!

لم تختلف أبدًا الطريقة التي أتبعت بها المنشور عن اقتراح صديقتي للتوصل مع أحد العرافين، فالأمر واحد والقاسم المشترك هو الهراء، ولكن عقلي يرفض تصديق هذا.. فآية الكرسي آية من كتاب الله المصدق، لذلك قمت بعملية البحث عن فضائلها وتفاسيرها وكل ما يتعلق بها بشكل أعمق.

آية الكرسي من سورة البقرة

آية الكرسي هي الآية 255 من سورة البقرة، ولآية الكرسي العديد من الفوائد والفضائل من مكانة عظيمة فهي من الآيات التي تبعث الراحة والهدوء كباقي آيات القرآن.

متى نزلت آية الكرسي؟

نزلت آية الكرسي في المدينة المنورة ليلًا، وقيل أن الأصنام الموجودة في الدنيا خرت عند نزولها، كذلك الشياطين فرت تمامًا وذلك لما تحويه هذه الآية الكريمة من فضائل عند الله تعالى.

ما سر تسمية آية الكرسي بهذا الاسم؟

في الآية الكريمة يقول الله تعالى “وسعَ كرسيّه السماوات والأرض” وفسر العلماء بأن الكرسي عبارة عن مخلوق عظيم متواجد فوق السماء السابعة وهو غير العرش، فقال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “هو موضع القدمين” أيّ قدمي الله سبحانه وتعالى، وقال بعض أهل العلم: “إنَّهُ العرش”

وذلك يرجع إلى أن العرش يُطلق عليه اسم الكرسي، و أوضح العلماء بأن المقصود به هو أساس الحكم وهي صفات وخصائص لله وحده كدليل مطلق لألوهيته سبحانه وتعالى.

أسماء الله المتواجدة في الآية

من الأمور العظيمة لآية الكرسي هو احتوائها على عدد من أسماء الله الحسنى مثل:

الله: هو الاسم الشامل لكل اسمائه سبحانه وتعالى وصفاته الكاملة.

الحي: يعني هذا الاسم وجود الله الدائم والمستمر فهو الحي الذي لا يموت.

القيوم: يدل هذا الاسم على ان الله هو الغني عن الناس فيقوم بذاته وبالمخلوقات جميعها في السماوات والأرض.

العلي: يشير إلى سمو مكانته وعظم شأنه سبحانه وتعالى، فالعلو الكامل له من جميع مخلوقاته.

العظيم: يعني اشتمال كافة صفات العظمة والكبرياء لله وحده.

فضائل آية الكرسي

أثناء تجربتي مع آية الكرسي للزواج كان يشغلني كثيرًا معرفة فضائل هذه الآية الكريمة وتأثيرها على الجوانب المختلفة من الحياة، حيث وجدت العديد من الفضائل المتعلقة بها وخيرها الكثير علينا.. ومن فضائلها:

تحفظنا من الشياطين

عند قراءتنا لآية الكرسي قبل النوم نُحفظ من الشياطين حتى صباح اليوم التالي حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا أوَيتَ إلى فراشِك فاقرأْ آيةَ الكُرسيِّ، فلن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ حتى تصبحَ).

قراءتها بعد كل صلاة تُدخلنا الجنة

ورد عن النبي الكثير من الأحاديث بخصوص هذا الأمر حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: (مَن قرَأ آيةَ الكُرْسيِّ في دُبُرِ الصَّلاةِ المكتوبةِ كان في ذِمَّةِ اللهِ إلى الصَّلاةِ الأخرى).

كما قال –  صلّى الله عليه وسلّم

الحماية من الحسد والسحر

لأن الله تعالى جعلها حصن من الشيطان والسحرة والجن والمس، واوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بقراءتها بجانب أذكار الصباح والمساء يوميًا وكذلك فضلها في حرس البيوت.

إدراك الحقائق بشكلها الصحيح (آية الكرسي بين الصحة والخرافة)!

بعد عمليات البحث المختلفة لم أجد شيئًا واحدًا يُثبت فكرة فضل آية الكرسي للزواج أو صحة الطرق المتبعة فيها، وأن ما رفضته من أمور خرافية فعلته بطريقة مستترة باسم معتقدي الديني الذي لم أشك بطبيعة الحال فيه!

كان ذلك هو الأمر الأخير الذي أردت حدوثه وبشدة ولكن كالمعتاد لا تحدث الأشياء التي تمنيتها ابدًا، وكأنه كُتب علي أن أعيش مُعلقة في منتصف الأشياء لا أحب ما يتحقق ولا يتحقق ما أحب.

على الرغم من فشل تجربتي مع آية الكرسي للزواج، إلا أن هذه التجربة كانت بداية مرحلة فاصلة تمامًا في حياتي واستثمارها بشكل اخر جعلها تجربة ناجحة جدًا.

صاحب الظل الطويل

بعد إدراكي لحقيقة تجربتي مع آية الكرسي للزواج، لم يكن في وسعي سوى كتابة ما أُريد حدوثه وقوله على الأوراق المتناثرة من حولي، كتبت له كل ما مررتُ به، تحدثت معه عن انتظاري له ويقيني بمجيئه حتى وإن كان يجهلني موعده.

حتى إنني سردتُ له كل ما تعلق بتجربتي مع آية الكرسي للزواج وأسميته صاحب الظل الطويل، عندما كنت أُحدثه كانت تأتي لي الأفكار الإيجابية وهو ما حدث وجعل تجربتي ناجحة بعد فشلها، أكتب لك يا صاحب الظل الطويل:

“عزيزي، في كبد ما يحدث معي وكم الاستخبارات والتجارب التي يُستسقى منها عقلي دون إدراك كامل لصحتها ولعلها في وقت لاحق تكون طي النسيان، وددت أن أُبطِن لك سرًا بانني كلما حدث وقرأت سطرًا عابرًا أمامي في الصحف أكتب لك عنه، وعن أحلامي وشوقي وانتظاري.

أظن إنني إذا تعمقت في وصفك سأقوم بتأسيس عقيدة حُب مبتكرة لا يعتنقها سواي، سأؤسس مذهب لا يحتاج للدلائل الاثباتية لمن حولي، فالاختلاف على ماهيته معهم لا تعنيني.

يكفيني فقط إيماني أنا به، فأنا مؤمنة وبشدة بوجودك ومجيئك، سيحدث سنلتقي على شفة الانهيار.. نتحدث عن أمنياتنا، وتجاربنا السابقة ونضحك، مثل تجربتي مع آية الكرسي للزواج.. سنتبادل الأحاديث بعد ان ساد الصمت لسنوات وتصدعت الأحلام، سنلتقي حتى نُثبت للعالم أن الزواج ليس بالخرافات ولكنه بالتلاقي الذي تُحدثه رجفة القلب”.

خطواتي الصحيحة لنجاح تجربتي مع آية الكرسي للزواج

لم أكن فقط الطرف المتحدث مع صاحب الظل الطويل ولكنه كان يُرسل لي الأمل دائمًا ويُفتح افاقي لتصحيح المسارات من عالمه الخفي.. فعرفت الخطوات الصحيحة وألهمني الله الطريق الحق، فهو:

الدعاء إلى الله

لا يوجد ما يُبرهن صحة الأقاويل عن الآيات بأعداد معينة أو تيسيرها للأمور ولكن يوجد اثباتات وأدلة قوية على قوة الدعاء، واستجابة الله مغير أقدرانا والمتحكم الأوحد بها سبحانه.

الصحيح أن الأمور الغير منطقية  لا تقتصر فقط على المشعوذين ولكن ايضًا في ترديد الأقاويل، والتلاعب الذهني بالدين والقرآن.

ولكن الدعاء في مطلقه دون ربطه بالفعل لا يُحقق شيء، أمر غير دقيق إذا آمنا بأن الدعاء يُغير اقدارنا دون فهمنا للنواميس التي وضعها الله في كونه، فإن كان لدي ألم في يدي فكتابتي هي من اجهدتها (فهذا وعي).

وإن ألححت داعية بأن يرزقني الله بيد من ذهب فلن يفلح الدعاء، وبالتالي الدعاء دون سعي هو الاستعمال الخاطئ لشفرات فك الكنز (إن الله لا يُغَيِّرُ ما بقوم.. حتى يُغَيِّرُوا ما بأنفُسِهِم).

الفهم الصحيح لآيات القرآن وتفسيرها

الخطوة الثانية التي شكلت فارقًا في تجربتي هي القراءة وعدم السير على نهج غير مُبرهن وغير صحيح، فمن الظُلم أن تُستغَل الآيات القرآنية لتحقيق الهراء، الفهم الصحيح وفهم معاني الآيات وتفسيرها يُساعد كثيرًا في خلق حديث رابح مع الله.

الصبر على الأقدار بأداء الصلوات

الصلاة هي الحبل الرابط بيننا وبين الله والتي من خلالها نستطيع أن نفهم حكمته، وحتى وإن لم نستطع الفهم الكامل، فتجعلنا قادرين على الصبر والرضا بالأقدار لذلك احرص دائمًا على أداءها وعدم الانقطاع عنها.

التمسك بالأمل

بعيدًا عن عدم صحة قول آية الكرسي بطرق معينة، فإنني ايضًا ساهمت في فشل تجربتي وذلك لأنني لم أتحلى بالأمل فدائمًا كنتُ لا استطع صبرًا بما لدي خبرًا، لذلك عليك التمسك بالأمل وهو أهم ما جعل تجربتي ناجحة (فلا أبرح حتى أبلغ).

تقدير الذات

من أهم الخطوات التي اتبعتها في تغيير مسار تجربتي واستثمارها بشكل صحيح، هي تبديل رؤيتي ونظرتي لنفسي، كيف لشخص أن ينجذب لي ويُقدرني وأنا لا أُقدرني من الأساس، تأخر الزواج لا يعني قبحي وكذلك لا يعني فشلي.

ائتلاف القلوب وتكاملها

عند انتهائي من العمل كالمعتاد وذهابي إلى البيت سمعت صوتًا يهتف باسمي فنظرت له، وكان ذلك الشاب الذي أتى للعمل جديدًا منذ بضعة أشهر، ولكني في هذه المرة كنت أنظر له بصورة مختلفة عن الطبيعي، لأول مرة أشعر بهذا الشعور!

شعور غريب يعتريه الشرود حتى قاطعني صوته قائلًا، منذ أن رأيتك أول مرة وجدت في نفسي شعورًا غريبًا اتجاهك.. اراقبك كثيرًا.. أعلم متى يصفو بالك، ومتى تدق أجراس الضجة في نفسك.. أحفظ ابتساماتك.

أرى كل شيء يخصك بنظرة مختلفة عن الجميع، مررتُ بالكثير من التجارب الفاشلة دونتها بتفاصيلها على أوراقي لأهاديها لسيدة النور هكذا أسميتُكِ في كتاباتي، وبغتةً أتذكر كتاباتي لصاحب الظل الطويل، فأشرد في عالمي، وكأن هذا العالم محض حلم جميل، أجمل من أن ينتمي إليّ.. حتى قطع شرودي ثانيًا قائلًا: “تتزوجيني؟”

تزوجنا ونحيا الآن حياة آمنة كبيت جمع أحباؤه بعد أن فرقت بينهم الحروب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى