حكم قول يا ساتر
حكم قول يا ساتر اختلف حوله الكثير من العلماء، فقول يا ساتر من الأقوال المنتشرة جدًا على لسان أغلبنا، ولا يكاد يمر يوم تقريبًا دون أن يكون لها ذكر على لساننا، وبسبب هذا التكرار والانتشار يكثر السؤال عن حكم هذا القول؛ لذا من خلال موقع الماقه، سنذكر لكم حكم قول يا ساتر.
حكم قول يا ساتر
من الخصال الحميدة التي أمرنا الله بها هي التفكر والتدبر، وعدم الانسياق وراء كل ما هو شائع ومتبع، والحمد لله أن كثير من الناس يبحثون، ويدققون في كل ما يقال أو ينشر، ابتغاء مرضاة الله.
كما أنه من رحمة الله أنه جعل لنا الرخصة في الاختيار بين الأيسر، وبين الأحوط، وهذا يختلف بين طبيعة كل شخص وآخر، فمن الأقوال التي تنتشر بيننا هو قول “يا ساتر”.
فبسبب انتشار هذا القول بين الناس، ذهب البعض للتحري عن حكم هذا القول، وهل يصح قوله، أم أنه يجب أن ننتهي عن هذا القول، وبشكل عام اتفق أغلب العلماء على أنه لا حرج في قول “يا ساتر”، لكن من الأفضل قول “يا ستار” أو” يا ستير”.
تفصيل حكم قول يا ساتر
بداية يجب أن نعلم أن اسم ساتر أو ستار ليس من أسماء الله الحسنى، وأن أسماء الله الحسنى هي التي سمى الله عز وجل بها نفسه، أو ذكرها رسولنا صلى الله عليه وسلم، والاسم الوحيد الذي ذكره نبينا في حديثه هو اسم الله الستير في حديثه “إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر”.
ذكر في الحكم أنه من المفضل ذكر قول ستير أو ستار، وذلك لعدة أسباب، أولها أن اسم ستير قد ذكره نبينا الكريم في حديث صححه النسائي، هذا يجعلنا نسلم بصحة الاسم، ثانيا اسم ستَّار، هو صيغة فعَّال للمبالغة، ويقصد به وصف المولى عز وجل بأنه حامي، وخافي العيوب عن أعين عباده.
أما كلمة ساتر في اللغة العربية يقصد بها المادة المستور بها، كساتر من الخشب للغرفة يحجب ما فيها عن الأنظار، أو الساتر الذي يختبئ خلفه الشخص وهو معروف عندما يقال لشخص ” خذ لك ساتر”.
فتعالى الله جل شأنه عن أن يكون موصوفًا بمثل هذه الصفات، لذلك ذُكر في الحكم، أن الأفضل قول ” يا ستير” أو ” يا ستار”.
أما ذهاب العلماء بأن قول ” يا ساتر” لا حرج فيه، لأن أغلب العوام لا يعرفون الفروق الدقيقة في اللغة، وأن نيتهم هو دعاء الله بأن يسترهم وينجيهم من المصائب.
فلا حرج في قول يا ساتر لأن أصل الكلمة ” الستر” لا يغير معناها، فهذا سبب الإباحة، حيث إنه توجد قاعدة فقهية تقول إن الأصل في الأمور الإباحة إلا ما ذكر بنَص.
ساتر من أسماء الجن
تنتشر بعض الأقاويل عن أن “ساتر” هو اسم من أسماء الجن، وهذا لا يوجد له أي أصل أو سند صحيح، ولا يوجد أي ذكر في أي حديث صحيح، أو ضعيف يمكن الأخذ به من باب فضائل الأعمال، وحتى وإن افترضنا وكان الأمر كذلك، فعندما يقول الشخص يا ساتر هو يناجي الله تعالى ويطلب منه الستر.
فالأصل في الأمر النية، هل هو ينادي، ويناجي الله عز وجل، ويطلب منه الستر والنجاة، أم أنه يستحضر جني كما يقولون.
رأي أغلب العلماء في قول يا ساتر
رأى أهل العلم أن قول “يا ساتر” هو من الإخبار عن صفة من صفات الله وليس ذكر اسم من أسمائه، ومن المفضل إقران القول باسم من أسماء الله تعالى كقول “يا رحمن استرني” أو “يا ساتر استرني”.
لأن القول بهذه الطريقة، يعتبر من باب الإخبار عن صفة من صفات المولى عز وجل، فوصف ربنا عز وجل بصفة الستر هو ثابت؛ لذلك فباب الإخبار يختلف عن باب الأسماء.
آراء مختلفة للعلماء في حكم قول يا ساتر
كما ذكرنا أنه يوجد من يأخذ بالأيسر، ويوجد من الناس، من يأخذ بالأحوط، بل أن الصحابة كان منهم من يأخذ بالأيسر، ومنهم من يأخذ بالأحوط، وفيما يلي سنذكر آراء بعض أهل العلم في قول يا ساتر، وهي كما يلي:
- الشيخ بن عثيمين رحمه الله قال بأنه لا مانع من قول يا ساتر، إذا كان ذلك من باب الإخبار.
- من الشيوخ الذين أفتوا بجواز قول “يا ساتر” الشيخ عبد العزيز الفوزان.
- قال الشيخ بن باز بأنه لا يجوز قول يا ساتر، لأنها ليست اسم من أسماء الله تعالى
- هيئة الشئون الإسلامية بالإمارات أفتت بأنه من الأفضل دعاء الله بالأسماء الحسنى التي ثبتت صحتها، مثل يا ساتر استرني، أو يا لطيف استرني.
- دار الإفتاء المصرية قد ذكرت أيضًا أنه لا حرج في قول يا ساتر إذا كان من باب الإخبار عن صفة من صفات الله تعالى، ولا يجوز إذا كان من باب التسمية، لأنه لم ترد أي دلالة على كونها من أسماء الله تعالى.
- الشيخ زيد بن مسفر البحري قال بأنه لا يجوز قول يا ساتر أو يا ستار، وأن القول الصحيح فقط هو أن نقول يا ستير.
- قال أيضًا الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله، أنه لم يره في الأسماء الحسنى لله عز وجل، والصحيح هو قول يا ستير.