هل بخاخ الفنتولين يفطر دار الإفتاء؟ وما هي العوامل التي من الممكن أن تتسبب في إفطار الصائم؟ إن الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، ولا يجب التفريط فيه أبدًا، لكن عندما يُصاب الإنسان بأي مرض يُرغمه على الإفطار.
ففي هذه الحالة قد أمرنا الله بفعل أشياء أخرى تكون عوضًا عن الصيام، لذا سنخبركم من خلال موقع الماقه عن إجابة سؤال هل بخاخ الفنتولين يفطر دار الإفتاء.
هل بخاخ الفنتولين يفطر دار الإفتاء
إن بخاخ الفنتولين يتم استخدامه لعلاج أمراض الصدر، وخاصةً مرض الربو، والبخاخة هي آلة تحتوي على دواء سائل يُصحب بهواء يتم ضغطه عن طريق غاز خامل يتسبب في دفع الهواء، ويحدث ذلك عند جذب المريض للجرعة من خلال الفم.
يعمل بخاخ الفنتولين على توسيع القصبة الهوائية، حتى تعود عملية التنفس لحالتها الطبيعية.
أما عن إجابة سؤال هل بخاخ الفنتولين يفطر دار الإفتاء هي “نعم”، لأن هذا البخاخ يتم استعماله عن طريق الفم، وبهذه البخاخة سائل، وهذا السائل يصل إلى الجوف على هيئة رذاذ، ومن يقول إن البخاخة عبارة عن غاز فقط فهو لا يعلم جيدًا أنها تحتوي على سائل بإمكانه أن يُفطر الصائم.
يقول مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور شوقي علام: إن استخدام بخاخ الفنتولين للربو في نهار رمضان يعد من الأمور المفطرة التي تتسبب في فساد الصيام، وذلك بسبب دخول الرذاذ السائل إلى الحلق ومن ثم إلى الجوف.
إن كان المريض بمقدوره أن يستغني عنها أثناء ساعات الصيام فليفعل ذلك، وإن لم يستطع بسبب حالته المرضية فيمكنه أن يفطر، ولكن يجب عليه أن يصوم الأيام التي قام بالفطار فيها عندما يُشفى.
لكن إن كانت حالة مرضه مزمنة، ولا يقوى على الصيام إطلاقًا، ففي هذه الحالة وجب عليه إطعام مسكين عن كل يوم فطره.
آراء علماء الدين المعاصرين حول الإفطار بسبب البخاخ
لقد اختلف العلماء المعاصرين في أمر استخدام الربو (الفنتولين) للمريض في نهار رمضان هل هو مُفطر أم لا، فقال بعض العلماء أن بخاخ فنتولين يفسد الصوم، لأنه يأخذ حكم الطعام والشراب، وذلك لأنه يدخل في الجوف عن طريق رذاذه السائل.
قال البعض الآخر من علماء الدين المعاصرين أنه لا يُفطر، لأنه لا يتمكن من الوصول إلى المعدة، حيث إنه يصل عبر الحلق إلى القصيبات الهوائية، ليقوم بتسهيل عملية التنفس، وهذا الأمر لا يعتبر نفس معنى الطعام والشراب.
شواهد قرآنية حول موضوع المُفطرات
هناك عدة شواهد قرآنية تساعدنا في التأكد من إجابة سؤال هل بخاخ الفنتولين يفطر دار الإفتاء، وسيتضح لكم هذا من خلال السطور الآتية.
لقد أمرنا الله عز وجل بصيام شهر رمضان لأنه أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد روى عبد الله بن عمر عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: “بُني الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ”، هذا الحديث صحيح وقام بتحديثه البخاري.
يتضح لنا أهمية شهر رمضان ووجوب الصيام فيه من خلال قول الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة البقرة: الآية 185]
ففي هذه الآية الكريمة يُنبهنا الله إلى وجوب الصيام في شهر رمضان، وإذا كنا نُعاني من أية مرض يُعيق الصيام، أو كنا في سفر، فقد أباح لنا الله الإفطار، ولكن بشرط صوم تلك الأيام عندما يتم شفاؤنا إن كنا مرضى، أو عندما نصل إلى بيوتنا إن كنا مسافرين.
رحمة الله في صيام المسلم
إن الله عز وجل رحيمٌ بنا ولا يريد بنا المشقة أو المعاناة على الإطلاق ويتضح ذلك من خلال قوله تعالى: (…يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ…) [سورة البقرة: الآية 185].
أما رخصة الإفطار تتضح من خلال قوله تعالى: (…وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ…) [سورة البقرة: الآية 185].
أما من لم يستطع صوم الأيام التي فطر فيها بسبب مرضه، فعليه أن يطعم مسكين عن كل يوم فطر فيه، ويتضح ذلك من قول الله تعالى: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ۚ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة البقرة: الآية 184].
يجب أن نحمد الله كثيرًا على نعمة الإسلام لأنها تساعدنا وتعيننا على إقامة الفرائض دون عناء أو تعب، وتجعلنا نشعر بالآخرين ونساعدهم، وبتطبيق تلك الأمور سينصلح حال المجتمع بالطبع.
