هل يجوز لبس الحجاب بالغصب
هل يجوز لبس الحجاب بالغصب هو من أكثر الأسئلة شيوعاً في الفترة الراهنة، حيث ترغب كثير من الأُمهات والفتيات معرفة الإجابة عليه حسماً للأمر، حيث أنه عند بلوغ الفتاة عُمراً محدداً يجبرها أباها على ارتداء الحجاب، غصباً عنها وهناك من الفتيات من تشعر بالضيق حيال ذلك وترغب في رفض الأمر، لذا ترغب في معرفة حُكم الشريعة الإسلامية في ذلك الشأن، وهذا ما نتعرف عليه عبر موقع الماقه فيما يلي.
الحجاب في الإسلام
المقصود بالحجاب هو الستر، وحفظ نساء المسلمين عن أعين الرجال الأجانب عليها، أي الذين ليسوا من محارمها، على عكس الخمار الذي أشار إليه الشيخ ابن عثيمين بأنه الخمار التي تضعه النساء على رأسهم وتختمر به.
حيث أن الأمر بذلك يقصد به أن تغطي المرأة وجهها به، وقد أُمرت النساء بلبس الحجاب في القرآن الكريم كما ذكرنا، لذا فهو فريضة يجب فعلها على النساء.
هل يجوز لبس الحجاب بالغصب
قام بالإجابة على سؤال هل يجوز لبس الحجاب بالغصب أمين الفتوى في دار الإفتاء، وذلك عبر الصفحة الإلكترونية الخاصة بموقع دار الإفتاء، حينما وجهت إليه أحد الأمهات هذا السؤال.
جاء الرد كالتالي أن الحجاب هو أحد الفرائض لمن وصلت إلى سن البلوغ، ويُحرم الشرع تركه، ويشيد على الأم المسلمة تربية أبنائها على الفضائل بمنتهى اللين والحكمة وخاصة البنات.
كما يجب على كل من تملك فتاة تعويدها على ارتداء الحجاب منذ صغر سنها وحتى البلوغ، حتى لا يصير الأمر عبئاً عليها عند الكبر، حيث أن مسألة لبس الحجاب تطلب الترغيب وليس الترهيب.
ما هو السن الشرعي لارتداء الحجاب
الكثير من الفتيات المسلمة والأمهات لا يعلمن السن الذي يجب عند بلوغه ارتداء الحجاب دون تردد، حيث يعد الحجاب فرض شرعي على كل فتاة أدركت سن التكليف الشرعي.
يقصد بذلك السن الذي تدرك فيه الفتاة الحيض وتبلغ مبلغ النساء، هنا يفرض عليها السعي لستر جسمها باستثناء الكفين والوجه، وأضاف بعض العلماء على ذلك جواز إظهار قدميها.
لجأت بعض الأمهات إلى سؤال أحد الشيوخ عن السن الشرعي لارتداء الفتاة الحجاب، كما سئلت عن وقت ارتداء ابنتها للحجاب وقد أجابها الشيخ قائلاً ان هناك ارتباط وثيق بين البلوغ و ارتداء الحجاب.
حيث أنه قبل بلوغ الفتاة لا تحاسب على الصيام والصلاة والحجاب، وعادة لا يوجد سن محدد للبلوغ، حيث قد تبلغ إحدى الفتيات فور بلوغهن سن التاسعة وذلك في البيئات الحارة.
قد يتأخر سن البلوغ لدى بعض الفتيات حتى بلوغهن سن الخامسة عشر، ويرجع سبب ذلك إلى معاناتها من خلل هرموني ونستطيع اعتبارها بالغة في ذلك الوضع.
عادة يتوقف تحديد البلوغ بأمرين بلوغ الدورة الشهرية، والوصول إلى سن الخامسة عشر، لذا يجب الحرص على تعود الأبناء على التزام الطاعات في مرحلة مبكرة من عمرهم، وذلك قبل الدخول في مرحلة التمرد.
من أهم تلك العبادات الصلاة، والصيام، وارتداء الحجاب، كما يجب الحذر جيداً من الضغط عليهم أو تقييد حقهم في عيش طفولتهم مع أقرانهم من الأطفال، وهذا اقتداء بمبدأ التحبيب والترغيب حتى يصلن إلى سن البلوغ وبذلك تصبح اعتادت عليه بشكل طبيعي دون إجبار أو قهر.
كما ذكرت بعض الآيات القرآنية فرضية ارتداء المرأة للحجاب، حيث تم ذكر ذلك في سورة النور حيث قال سبحانه وتعالى “وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ”.
حكم الحجاب في الإسلام
يعد حكم الحجاب في الإسلام هو فرضيته على المرأة المسلمة، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بفرض الحجاب على المرأة المسلمة لكثير من الأسباب التي تحمي مصلحتها.
حيث أن الغرض منه هو حفظها وتحصينها من التعرض للأذى، واجتناب الفتنة، كما أمرنا الله عز وجل “ذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ”.
يجب على المرأة المحجبة الالتزام في لبس الحجاب من خلال ارتداء الجلباب معه أو غيره من الملابس التي تعمل على ستر الجسد بأكمله.
كما يرى بعض العلماء أن الوجه يعد أهم أعضاء الجسد التي يجب تغطيتها لتجنب فتنته لأنه أعظم مثال للزينة ولفت الانتباه، حيث أن الحكمة من الحجاب هو ستر المرأة من الرجال الأجانب.
يقصد بالجلباب هنا هو ما تضعه المرأة على جسمها ورأسها لزيادة سترتها، كما ورد في السنة النبوية أن النقاب جائز.
شروط حجاب المرأة المسلمة
بعد أن تعرفنا على هل يجوز لبس الحجاب بالغصب، فهناك عدة مواصفات للحجاب الشرعي السليم الذي جاء ذكرها في نصوص القرآن الكريم، والتي يجب معرفتها جيداً والالتزام بها حتى نحظى بثواب ارتداء الحجاب بشكل سليم وهي:
- يجب أن يقوم الحجاب بتغطية الجسم بأكمله بشكل يستر الجسم ولا يظهر منه شيئاً سوى الكفين والوجه وذلك طبقاً لآراء جمهور الفقهاء.
- يجب أن يكون الحجاب واسع وفضفاض، حتى لا يشف على الجسم ويصفه، ويظهر تفاصيله.
- يجب أن يكون اللباس ثقيل وليس شفافاً حتى لا يظهر جسم المرأة.
- يجب أن يكون ذلك اللباس والحجاب فيه تشبه للرجال، حيث جاء إلينا نهي صريح من الرسول صلى الله عليه وسلم عن التشبه في الملابس بين كل من المرأة والرجل.
- يجب ألا يكون لباس المرأة المحجبة يهدف إلى جذب الانتباه أو بغرض الشهرة، بغية أن تكون من خلاله متميزة عن نساء بلدتها.
فضائل الحجاب
يتسم الحجاب بكثرة فضائله ومميزاته، التي تعود بالنفع على المرأة المحجبة الحريصة على الالتزام بحجابها، كما تعود بالخير على المجتمع بأكمله ومن أهم تلك الفضائل ما يلي:
- عند التزام المرأة بالحجاب التزام بما أمرنا به المولى عز وجل، وطاعة لما أمرنا به، وتعظيم لما حرمه علينا، بهدف نيل رضاه.
- يحفظ الالتزام بالحجاب المرأة من تعرضها للشرور والأذى.
- يساعد الحجاب على حفظ عرض المرأة المُسلمة، واجتناب ما يسئ إليها.
- يعد من فضائل الحجاب هو نشر العِفّة والفضيلة في المجتمع الإسلامي.
- تتميز المرأة المحجبة عن غيرها من المساء بمظهر ديني يميزها عن غيرها، وقد تكون بحجابها أحد أسباب التزام فتاة أُخرى.
حكم ارتداء الحجاب عند قراءة القرآن
هناك بعض الفتيات التي لم يلتزمن بارتداء الحجاب بعد، ويلجأون إلى ارتدائه عند قراءة القرآن الكريم، وهناك من لا يهتم بارتداء الحجاب عند قراءة القرآن ويساورهم بسبب ذلك بعض مشاعر القلب حول ذلك إن كان فعله من الصواب أو الخطأ.
الحقيقة عدم وجود حرج في عدم ارتداء الحجاب أثناء قراءة القرآن من كتاب الله، أو خلال تلاوة القرآن الكريم، وذلك حال تواجدها في منزلها، ولا يحيط بها رجال من محارمها.
أما في حال كان هناك من يحاوطها من الرجال الأجانب خلال القراءة، فهنا يفرض عليها ارتداء لباسها الشرعي الخاص بالحجاب، كما يفضل عليها استقبال القبلة خلال ذلك.