شعر المتنبي في العتاب
شعر المتنبي في العتاب يجذب القلب ويأسر الروح، ويثير الأحاسيس نحو الشعور بالندم على فقدان الحبيب وهجرانه، فقد كان المتنبي ينتقي ألفاظه بعناية، ويطلق العنان لقلبه، ليستفيض لسانه بعذب الكلام الذي يذيب الحجر.
لذلك ومن خلال موقع الماقه دعونا نستمتع بأعذب الكلمات التي أطلقها شاعرنا الجليل في معاتبة محبيه وإلقاء اللوم عليهم.
شعر المتنبي في العتاب
العتاب من أهم الصفات التي يجب أن تتوافر في الحب، بهدف المحافظة عليه وعلى بقاؤه، فمن منا لا يعاتب شريكه في الحياة على الأفعال التي قد تؤثر على قوة علاقة الحب بين الطرفين، سواء كانا محبوبين أو أصدقاء أو غيرهما.
لذلك سنسرد لكم بعض الأبيات الشعرية للمتنبي في المعاتبة والتي قد ألقاها في العديد من المواقف التي أثرت في قلبه ووجدانه، وجعلت لسانه ينطق بأجمل الشطور التي سنستعرضها سويًا فيما يلي:
- قصيدة وأحر قلباه.
- قصيدة عدت يا عيد.
- قصيدة كفى بك داء.
أولًا: قصيدة وأحر قلباه للمتنبي
هي من القصائد التي كتبها المتنبي بعد أن افترق عن خليله سيف الدولة الحمداني حاكم الدولة الحمدانية، إثر استماع الحمداني للحاسدين لهما، والحاقدين عليهما وعلى قوة علاقتهما.
حيث انقسمت القصيدة إلى عدة أجزاء وهما مدح المتنبي لسيف الدولة، ثم معاتبته له على الهجر، ثم تهديده له بالرحيل، حيث سنتناولها فيما يلي من خلال السطور القادمة.
مدح المتنبي لسيف الدولة في بداية وأحر قلباه
في بداية أبيات شعر المتنبي في العتاب، لم يتعمد البدء بالمعاتبة، بل استهل القصيدة بمدح صديقه سيف الدولة الحمداني، مما يعبر عن حبه الجم له، حيث قال:
عتاب المتنبي لصديقه العزيز
كما رأينا أن شاعرنا المبجل لم يهاجم صديقه أو يذكره بسوء، كونه على خلاف معه، بل ظل يمدحه في الجزء الأول من القصيدة، ثم بدء المتنبي في معاتبة سيف الدولة بقلب حاني، وألفاظ خالية من التهجم رغم غضبه الجسيم منه وذلك من سمو سمات أسلوب شعر المتنبي في العتاب، حيث قال:
تهديد المتنبي لصاحبه بالرحيل
في ختام القصيدة بدأ المتنبي في استجماع كل ما يملك من قوة، مهددًا صاحبه بالرحيل، إذا استمر في الاستماع إلى الخصوم، وذلك لأنه لا يقدر على مقاطعته، حيث أنهاها بأجمل جملة من جمل شعر المتنبي في العتاب فقال له:
قصيدة عدت يا عيد للمتنبي
في هذه القصيدة كان المتنبي يشعر بالألم الشديد جراء تركه للبلد بعد عدم تصالحه مع سيف الدولة الحمداني الذي عاتبه في القصيدة الماضية، مما جعله يكتب قصيدة أخرى من أجمل قصائد شعر المتنبي في العتاب.
حيث أعربت عن حزنه الجم لتركه البلاد ليلة عيد الأضحى، بعد عدم استجابة صاحبه لنداء قلبه فقال:
بقية قصيدة عدت يا عيد
لم تنته أجمل قصائد المتنبي العاتبة بعد، حيث أنه أفرغ فيها كافة مشاعره النبيلة، فقد أستكمل عتابه بكل ما امتلك من جوارح متأثرة بما حدث حيث قال:
الشاعر المتنبي يعاتب نفسه
في أسمى المعاني الراقية لشعر المتنبي في العتاب، قام أعظم الشعراء وأسماهم خلقًا بمعاتبة نفسه التي أرهقتها المشاعر الفياضة والأحاسيس الجياشة، من خلال قصيدة كفى بك داء حيث قال في أول أجزائها:
الجزء الثاني من قصيدة كفى بك داء
في هذا الجزء حاول الشاعر المغوار الوقوف مجددًا على قدميه بعزة وفخر، مستندًا إلى كسوره، ومحولها إلى عكاز يتكئ عليه، وبدا ذلك من خلال قوله:
الجزء الأخير من قصيدة كفى بك داء
في هذا الجزء وهو من أجمل أبيات شعر المتنبي في العتاب، يذكر الشاعر نفسه بالذي مضى مستنكرًا ما وصل إليه، وبعد ذلك أشرقت الشمس في شعره، فأصبح أكثر قوة وبسالة، وعاد المتنبي إلى قمة مجده وعزته في ختام تلك القصيدة، والتي جاءت نهايتها على النحو التالي:
أبيات شعر المتنبي في المعاتبة الحانية
عقب قراءتك لأبيات شعر المتنبي في العتاب، تشعر بفخره وعزته واعتزازه، فهو يعاتب دون أن يقلل من شأن نفسه، دون أن يهين كرامته، دون أن ينسى رفعته، وشموخه، وهو من أجل ما ميز أسلوب أبيات المتنبي في عتاب المحبين.
من خلال الأبيات القادمة، سنرى الجانب العاطفي من المتنبي حين يطل على قلب محبيه بالعتاب الراقي، الذي لا يخلو من عبارات الحب القوية، حيث يتجلى ذلك في قول أجمل شطور شعر المتنبي في العتاب من خلال ما يلي: