الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة
الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة الذي تعاني منه النساء ليس سهل، حيث ينتاب المرأة تحول في المشاعر الإيجابية لاستقبال الطفل إلى سلبية، ويكون الحزن والاكتئاب هو المسيطر عليها، لكن يمكن معالجته والوقاية منه ببعض الطرق التي سنتناولها في موقع الماقه.
الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة
يمكن للمرأة أن تتفادى اكتئاب ما بعد الولادة بسهولة، حيث إن كل ما عليها فعله هو اتباع بعض الطرق والإجراءات، مثل:
- الحفاظ على استقرار مستويات السكر.
- تجنب مسببات الالتهاب.
- المحافظة على التمارين الرياضية.
- النوم بقدر كافي وترك السهر والمجهود.
- تناول الأطعمة التي تقاوم الاكتئاب.
1–الحفاظ على استقرار مستويات السكر
يسبب تناول السكريات بإفراط تعكر الحالة المزاجية وعدم استقرارها، كما تتسبب السكريات في مرض السمنة، وهذه أمور تسبب الشعور بالحزن، بسبب تغير شكل الجسم بعد الولادة.
لتتمكن من الحفاظ على معدل السكر بالدم، ينصح بالتقليل من تناول الأطعمة المحلاة خلال الحمل وبعد الولادة، ويمكن تناول الفواكه بدلاً من السكريات تعويضاً لها، حيث تحتوي على الفيتامينات اللازمة لتعويض الحامل، فالحفاظ على مستويات السكر من أهم أسباب الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة.
2–تجنب مسببات الالتهاب
للوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة يجب تجنب مسببات الالتهاب، حيث ترتبط الالتهابات بالاكتئاب بشكل كبير، حيث إنها تسبب مشكلة مع الناقلات العصبية في الدماغ، ويعد الالتهاب استجابة طبيعية للجسم عند إصابته بعدوى بكتيرية أو فيروسية.
هناك العديد من العوامل المسببة للالتهاب، والتي يجب الابتعاد عنها.. مثل اتباع نظام غذائي غير صحي أو سوء التغذية، وكذلك التعرض لمسببات التلوث مثل دخان السجائر والمنظفات وغيرها.
كما تساعد بعض الأطعمة في تعزيز صحة جهاز المناعة لمقاومة العدوى المسببة للالتهاب، مثل الخضروات والفواكه بأنواعها، لذا ينصح بالاهتمام بأنواع الطعام في هذه الفترة.
3–المحافظة على التمارين الرياضية
تعتبر الرياضة أفضل الوسائل في الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة، حيث تعزز من الحالة المزاجية للمرأة بإنقاص الوزن المكتسب بسبب الحمل، واستعادة لياقتها مرة أخرى، مما يسبب لها شعور الثقة بالنفس.
ينصح للمرأة التي ولدت حديثاً أن تقوم بممارسة الركض الخفيف أو المشي بصفة يومية، بجانب التمارين الصباحية عقب الاستيقاظ من النوم، وكذلك محافظتها على حالتها المزاجية بممارسة تمارين الاسترخاء.
4–النوم بقدر كافي وترك السهر
يعتبر الحصول على قسط كافِ من النوم من أكثر المهام صعوبة بعد الولادة، حيث يتسبب الحرمان من النوم في الشعور بالحزن والاكتئاب، لذلك يجب اقتناص أي فرصة للحصول على قيلولة عند نوم الطفل.
فالنوم على فترات منتظمة وكافية يساعد على الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة، كما يمكن أن تطلب الأم مساعدة من أحد المقربين أو الزوج للاعتناء بالطفل حتى تحصل على قدر جيد من النوم، وتتمكن من استكمال مهامها اليومية المتعلقة بالطفل.
5–تناول الأطعمة التي تقاوم الاكتئاب
ينصح بإدراج بعض الأطعمة في النظام الغذائي اليومي، حيث إنها تساعد في الوقاية من الاكتئاب وتعتني بالحالة المزاجية للأم، ومنها:
الأسماك الدهنية
تعتبر الأسماك مليئة بعنصر الأوميجا 3 الهام للدماغ، لذا يفضل تناول بعض الأسماك مثل سمك السلمون، للحفاظ على تركيز الأم.
الحبوب الكاملة
ينصح باستخدام الدقيق الأسمر بدلًا عن الدقيق الأبيض في الأطعمة المتناولة، حيث يكون مفيد أكثر للمرأة الوالدة.
تناول المكسرات
تحتوي المكسرات على الأحماض الدهنية الهامة للوقاية من الاكتئاب، لذا ينصح بتناولها لتغيير الحالة النفسية.
الشوكولاتة الداكنة
يجب أن تتناولها المرأة بحذر لكيلا تسبب لها زيادة الوزن، حيث إن الشوكولاتة الداكنة تزيد من مستويات الهرمونات المسئولة عن السعادة بالجسم.
مشروبات الأعشاب
يقصد بها المشروبات مثل الينسون والنعناع، حيث تساعد على الشعور بالاسترخاء والراحة النفسية.
الفئات المعرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة
لا تصاب جميع النساء بحالات اكتئاب عقب الولادة، لذا نحدد الفئات الأكثر عرضة له من خلال النقاط التالية:
- النساء الأقل من 20 عاماً واللواتي لا يتلقين علاجاً طبياً بانتظام.
- النساء اللواتي أنجبن أكثر من 6 أطفال.
- بعض النساء اللواتي لم يتلقين دعم من الأهل والمجتمع خلال فترة المراهقة.
أعراض وتشخيص حالات اكتئاب ما بعد الولادة
تتشابه حالات الاكتئاب عند المصابين بها جميعًا، سواء للنساء عقب الولادة أو الحالات العامة الأخرى، لكن بالنسبة لحالات اكتئاب ما بعد الولادة فإن فترة هذه الحالة لا تتعدى الثلاث أشهر، وإلا دخلت في تطورات نفسية مرضية خطيرة.
لتحقيق الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة من الواجب معرفة الأعراض الخاصة به، حيث تشمل أعراض الاكتئاب ما يلي:
- تغير الحالة المزاجية
- الشعور باللامبالاة
- اضطرابات النوم والشهية
- الانفعالات الزائدة
- التعب والخمول باستمرار
- تحقير الذات والشعور المستمر بالذنب
- صعوبة اتخاذ القرار وعدم التركيز
- تدني الحالة المزاجية
- اضطراب وانفعالات غير اعتيادية
- التململ
- الصداع المتكرر
- الأفكار السلبية تجاه الطفل المولود
- التطور لأفكار انتحارية محتملة
كما يرتبط الاكتئاب في الغالب بانخفاض الهرمونات الملحوظ في الجسم، وبعض العوامل المرتبطة بالجسم مثل:
- القلق والتوتر
- التعرض لاكتئاب سابق
- قصور الغدة الدرقية
- فرط الغدة الدرقية
لا يتعلق اكتئاب ما بعد الولادة بالتالي:
- مستوى التعليم للمرأة
- ثقافة المرأة
- جنس المولود
- الرضاعة
- طريقة الولادة
- إذا كان الحمل مخطط له أم لا
مضاعفات حالات الاكتئاب بعد الولادة
ننصح جميع الأمهات باتخاذ طرق الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة،
فقد يتطور الاكتئاب للمرأة ما بعد الولادة، خاصة في الحالات التي تزيد مدتها عن ثلاثة أشهر، مما بتسبب في:
1–الذهان Postpartum psychosis
حالة طبية نادرة تظهر عادةً في الأسبوع الأول بعد الولادة، وتكون علامات وأعراض هذه الحالة حادة، وقد تتضمَّن العلامات والأعراض ما يلي:
- فقدان الإحساس بالمكان والزمان.
- أفكار وسواسية بشأن الطفل.
- هلوسة وأوهام.
- اضطرابات بالنوم.
- طاقة مفرطة وهيجان.
- البارانويا.
- محاولات إيذاء النفس أو الطفل، مع احتمال الميول للانتحار.
2–الانفصام العقلي Schizophrenia
3–الهوس الاكتئابي Manic Depressive Psychosis
عوامل المضاعفات الخطيرة
يمكن لأي أم جديدة أن تعاني من اكتئابِ ما بعد الولادة ويمكن أن تتطور بعد ولادة أي طفل، أي أن الأمر ليس مرتبط بالولادة الأولى فقط، ومع ذلك تزداد الخطورة إذا:
- كان لديكِ تاريخ مَرَضي من الاكتئاب، سواء أثناء الحمل أو في أوقات أخرى.
- معاناة الأم من اضطراب ثنائي القطب.
- عانيتِ من اكتئاب بعد الولادة السابقة.
- كان لديكِ أفراد من الأسرة يعانون من الاكتئاب أو اضطرابات مزاجية أخرى.
- عانَيْتِ من أحداث مرهقة خلال العام الماضي، مثل مضاعفات الحمل أو المرض أو فقدان العمل.
- كان طفلكِ يعاني من مشاكل صحية أو احتياجات خاصة.
- كان لديكِ توءمان أو ثلاثة توائم أو ولادة متعددة أخرى.
- واجهت صعوبة في إرضاع الطفل طبيعيًّا.
- كنتِ تواجهين مشاكل في علاقتكِ مع شريك حياتكِ أو نصفكِ الآخَر.
- كان لديكِ نظام دعم ضعيف.
- وجود مشاكل مالية.
- كان الحمل غير مخطط له أو غير مرغوب فيه.
طريقة علاج اكتئاب ما بعد الولادة
تتم علاج حالة الاكتئاب ما بعد الولادة بواسطة أدوية الطب النفسي المختلفة، حيث يتم اختيار الدواء وفقاً للأعراض الجانبية، وما إذا كانت الأم مرضعة أم لا، مع العلم أن جميع الأدوية المضادة للاكتئاب تنتقل إلى حليب الأم، لذلك يجب أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار.
ينصح بالبدء بنصف الجرعة المعتادة ثم زيادتها تدرجيًا، وينبغي الاستمرار في تناول الدواء لمدة 6 أشهر، لمنع حصول الاكتئاب من جديد، أما في حالة عدم الاستجابة للعلاج خلال 6 أشهر، فينصح بالتوجه إلى الطبيب النفسي للاستشارة.
يجب استشارة طبيب مختص لتحديد العلاج المناسب لحالة المريضة، والذي يمكن أن يشمل ما يأتي:
- تناول بعض الأدوية وتشمل دواء سيرترالين Sertraline، وهو الدواء الموصي به أثناء فترة الرضاعة، إضافة إلى مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية.
- المعالجة بالصدمة الكهربائية، حيث تكون احتمالات الشفاء فيه مرتفعة، إذ تتحسن حالة المريضة في غضون 2 – 3 أشهر.
متى تزور الطبيب؟
إذا شعرتِ بالاكتئاب بعد ولادة طفلكِ، فقد تنفرين منه وتستحين من الإفصاح عن ذلك، لكن إذا شعرتِ بأي أعراض لحزن ما بعد الولادة أو اكتئاب ما بعد الولادة فاتصلي بطبيبكِ وحددي موعدًا للزيارة.
إذا كانت لديكِ أعراض ذُهان ما بعد الولادة، احصلي على المساعدة الفورية، ويجب عليكِ الاتصال بطبيبكِ في أقرب وقت إذا كانت علامات وأعراض الاكتئاب لها تلك الخصائص:
- إذا كانت الأعراض لم تختفي خلال أسبوعين، وتستمر أو تزيد.
- أصبحت الأعراض أكثر سوءًا.
- أصبح من الصعب عليكِ الاعتناء بطفلكِ.
- وجدت صعوبة في أداء مهامك اليومية.
- تضمنت أفكارًا عن إيذاء نفسكِ أو إيذاء طفلكِ.