اسلاميات
تفسير سورة الملك للشعراوي
تفسير سورة الملك للشعراوي تعتبر سورة الملك من السور المكية، وهي السورة الأولى في الجزء التاسع والعشرون، كما أنها تسمي سورة تبارك، ويفضل العديد من الأشخاص التعرف على تفسير سورة الملك للشعراوي لما يملكه من يسر وبساطة في التفسير، لذا أدعوك للتعرف عليها عبر موقع الماقه .
تفسير سورة الملك للشعراوي
- لقد نزلت هذه السورة على رسولنا الكريم في مكة المكرمة، وترتيبها وسط سور القرآن الكريم السورة 67، وعدد آياتها 30 آية، وعدد كلماتها 337 كلمة، وعدد أحرفها 1316 حرف.
- وقد قام الشيخ محمد متولي الشعراوي بتفسير هذه السورة بشكل بسيط وسهل، وسوف نتعرف عليه بشكل مفصل في الفقرات القادمة، كما أنه أوضح أن هذه السورة لها فضل كبير.
- فمن فضل سورة الملك فإنها تشفع لصاحبها حتى يغفر الله له، كما أنها تغفر لصاحبها عذاب القبر، كما أن الرسول الكريم قد أبلغ صحابته أنه لا ينام كل ليلة إلا إذا قرأ سورة الملك.
- كما قال الشيخ الشعراوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إن سورة في القرآن الكريم من ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى يغفر له، أنها تبارك الذي بيده الملك.
- كما أوضح الشيخ الشعراوي أن المقصود بهذا الحديث هو الشخص الذي يحب هذه السورة، ويفهم معانيها بشكل كبير ويأمن بكل ما جاء فيها وعمل بما فيها بشكل صحيح.
- ولقد اختلف بعض علماء الدين في تسمية سورة الملك، فقد قال البعض أن النبي قد أسماها تبارك، كما أطلق عليها البعض سورة تبارك الملك، ولكن الشائع في كتب السنة والتفسير أن أسمها سورة الملك.
- ولقد أوضح العلماء أن سورة الملك أفتتحها الله بتوضيح مدى كماله وعزته، وذلك لتنزيهه عن أي نقص قاله المشركون الكفار به، وفي هذه السورة يخاطب الله عقول المشركين بشكل كبير كما سوف نوضح.
- وسوف نقوم بتوضيح تفسير سورة الملك للشعراوي في الفقرات القادمة على شكل مجموعة آيات منفصلة، وذلك كما كان يقوم بتفسيرها بنفسه جزء بجزء والله أعلى وأعلم.
تفسير الآيات من 1 إلى 5 للشعراوي
- يقول الله تعالى في الآيات الخمس الأولي من سورة الملك، تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2).
- الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ(3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4).
- وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)، يقوم الله في بداية آيات سورة تبارك بتمجيد نفسه ويخبرنا أن هو من بيده ملك كل شيء.
- كما أنه لا يوجد من يعلق على حكمه وأنه لا يسأل عما يقم بعمله بعدالته أو بقهره، كما يعرفنا على سبب خلقه للحياة والموت وأنه هو من خلق كل شيء من لا شيء.
- كما يوضح لنا أنه خلق الموت حتى يقوم باختبار الخلائق من منهم الأفضل في أعماله، وأنه هو العزيز والقوي والمنيع وهو وحده من يقد أن يغفر للشخص الذي يتوب إليه بعد عودته له.
- كما يوضح لنا أنه هو الذي خلق السبع سماوات في طبقات، وأن خلقه لا يوجد به أي عيب ولا نقص، فكلما نظرنا مرات كثيرة إلى السماء لا نجد فيها أي عيب ولا نقص في أي مرة.
- ومهما بحثت عن عيب في خلقه للسماء لن تجد ذلك، كما أنه خلق بها الكواكب والنجوم في السماء القريبة من الأرض لتزينها، كما أنها جعلها علامات يهدي الإنسان بها على سطح الأرض.
- كما أنه خلق الشمس والقمر ليضيء الأرض لنا بهم، كما أنه خلق الشهاب ليقوم بحرق الشياطين بها عندما يحاولون سماع أخبار السماء، لأنهم كانوا يريدون سماع القلم وهو يكتب أقدار الناس في اللوح المحفوظ.
- وذلك حتى يسرعون ويبلغوا الدجالين والكذابين بكل ما سمعوه في السماء، حتى يساعدوهم في الكذب على الناس وأخبارهم بأنه يعرفون أقدارهم، فكل شيطان حاول فعل ذلك تبعه شهاب قام بحرقه.
- والشهاب ما هو إلا جزء متناهي الصغر من أحجار السماء، وعندما يدخل إلى غلاف الأرض الجوي ويصطدم بالغاز الموجود فيه يشتعل، ويوضح الله أنه جهز جهنم للشياطين وكل أعوانهم.
تفسير الآيات من 6 إلى 11 للشعراوي
- يقول الله تعالى في هذه الآيات من سورة الملك، وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) 6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ) 7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ(8).
- قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ )9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ(10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11).
- في هذه الآيات يقول الله سبحانه وتعالى أنه قد جهز عذاب الحريق لكل الكافرين، وأوضح أنهم عندما يلقون فيها سوف يسمع الجميع صوت صياحهم وصت فوران النار وهي تغلي بهم.
- كما بين أن أجزائهم سوف تنفصل عن بعضها البعض من شدة غيظ النار من هؤلاء الكفار، وتقول لهم الملائكة وهي تأنبهم هل الله لم يرسل لكم رسل لتهديكم، فيعترف الكفار أن الرسل قد جاءتهم ويلومون نفسهم.
- حيث أنهم هم من قتلوا الأنبياء وعذبوهم وكذبوا رسالتهم، ولكن يوضح لنا الله أن في هذه اللحظة ندمهم لا ينفعهم، وأنه هو وملائكته والناس أجمعين يلقون بلعناتهم عليهم جراء ما فعلوه.
تفسير الآيات من 12 إلى 15 للشعراوي
- يقول الله تعالى في هذه الآيات من سورة الملك، إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) 12) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )13).
- أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(14) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)، في هذه الآيات يطلعنا الله على الأشخاص الذين يخافونه في سرهم وأمام الناس.
- وأن هؤلاء لا يريدون أي مجاملة أو سمعة بين الناس بأنهم سوف يحصلون على أجر أكثر من غيرهم، وأنه في العموم لو الإنسان المسلم جعل عمله سرًا أو أعلنه فالله وحده هو الذي يعرف ما في قلوب كل شخص.
- فالله يعرف كل ما قام بخلقه بشكل جيد، ويوضح لنا أنه هو من خلق لنا هذه الأرض وجعلها خاضعة لتنفع البشر، وأنه هو وحده من جعل بها زرع ومعادن وبحار وأنهار وجبال.
- ويأمرنا الله أن نعيش بينها ونسعى للرزق بالشكل الحلال، وينهانا عن التواكل عليه بشكل نهائي، ويخبرنا أن نهاية كل هذا له هو وحده يوم القيامة ويوم نعود له جميعًا.
- ونشرح لكم معنى كلمة مناكبها والتي قصد بها الله عز وجل كل أنحاء الأرض، والسبب الرئيسي لنزول هذه الآيات أنه في أحد الأيام أخفي الكفار فكرة لينالوا بها من رسولنا الكريم.
- ولكن الله عز وجل أعلمه بهذه الفكرة عن طريق سيدنا جبريل، وأنهم كانوا يخبرون بعض بأن يظل هذا بينهم سرًا حتى لا يعرفه إله محمد، فرد الله عليهم في هذه الآيات بأنه يسمعهم سواء أعلنوا قولهم أو أخفوه.
تفسير الآيات من 16 إلى 19 للشعراوي
- يقول الله تعالى في هذه الآيات من سورة الملك، أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ(16) أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ )17).
- وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ )18) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)، ويتحدث الله في هذه الآيات عن الكفار.
- فيقول عز وجل هل أمن هؤلاء الكفار بأنه يقدر أن يخسف الأرض ويأمرها بأن تخل توازنها وتنقلب بهم، أو يؤمنون بأنه قادر على أن يرسل عليهم من السماء الحصا ليقضي عليهم بها كما حدث مع إبرهه في عام الفيل.
- ويوضح لنا أنه قد كذب العديد من الأشخاص من قبل وكان عقابهم من الله أنه دمرهم، وبعد ذلك يخاطب عقول هؤلاء الكفار كيف أنهم لا يتأملون الطير وهو يطير في السماء فوق رؤوسهم.
- وكيف لهؤلاء الكفار لا يتأملون هذا الطير وهو يرتفع وينخفض ويفرد أجنحته ويضمها والله وحده هو الذي يمسك هذا الطير في السماء.
تفسير الآيات من 20 إلى 22 للشعراوي
- يقول الله تعالى في هذه الآيات من سورة الملك، أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ(20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21).
- أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (22)، وفي هذه الآيات يقول الله عز وجل لمن يقوموا بعبادة آلهة غيره هل تستطيع هذه الآلهة أن ينصروهم أو ينجوهم من العذاب.
- أو هل من الممكن أن تقوم هذه الآلهة التي يعبدونها من دونه أن ترزقهم لو أحب الله أن يمنع رزقهم هذا، ويقارن لهم الله بين الذي يمشي معوجًا ومكفي على وجهه في الطريق.
- وبين الذي يمشي بشكل طبيعي في طريقة المستقيم الواضح أمامه، والله في هذه الآيات يخاطب الكفار أصحاب العقول فقط، وذلك ليفكروا في هذا الأمر بهذه الصورة.
تفسير الآيات من 23 إلى 26 للشعراوي
- يقول الله تعالى في هذه الآيات من سورة الملك، قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24).
- وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (26)، ويقول الله للمشركين في هذه الآيات أنه هو الذي خلقهم من لا شيء وأنهم لم يكونوا أي شيء.
- كما أنه هو الذي خلق لهم حاستي السمع والبصر كما أنه هو من خلق لهم عقولهم، وأنه جعلهم ينتشرون في كل أنحاء الأرض بمختلف جنسياتهم وألوانهم ولغتهم.
- وأن كل الخلق سوف يعودون إلى الله يوم القيامة، ويقول الله أنه كيف يقوم المشركين بإنكار يوم القيامة ويتسألون عن موعده، والله يقول لسيدنا محمد أنه يخبرهم أن علم هذا اليوم عند الله فقط.
- وأن كل ما على الرسول هو البلاغ، وأن الله قد أمر رسوله الكريم بأن يبلغهم كلهم بأن يوم القيامة قادم لا شك وأن ينذرهم من قدوم هذا اليوم فقط، دون أن يعلمه بموعد هذا اليوم.
تفسير الآية 27 للشعراوي
- يقول الله تعالى في هذه الآيات من سورة الملك، فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ (27)، في هذه الآية قام الله عز وجل بوصف جزء من مستقبل الكافرون.
- وهو مستقبلهم عندما يرون بأعينهم يوم القيامة، وأن هذا اليوم الذي كذبوا به كان قريب منهم جدًا، ويوبخهم الله على تكذيبهم بهذا الوعد وأنهم كانوا يستعجلون حدوثه وقد حدث.
تفسير الآيات من 28 إلى 30 للشعراوي
- يقول الله تعالى في هذه الآيات من سورة الملك، قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) 29).
- قل أرأيتم إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ (30)، يقول الله عز وجل في هذه الآيات لرسوله الكريم أن يخبر المشركين الذين يجحدون نعمه عليهم من سوف ينقذهم من عذابه.
- وأن يخبرهم أن الله وحده بيده أن يهلكه هو ومن معه أو أن يرحمهم برحمته الواسعة فمن سوف يرحمهم وهم لا يؤمنون به، وأنهم سوف يرون بأعينهم من سيكون الخاسر ومن سوف تكون نهايته حسنة.
- ثم يكلم الله عقول هؤلاء المشركين مرة أخرى ويسألهم ماذا لو كل الماء الموجود على الأرض اختفى، وأنهم لم يستطيعوا أن يخرجوا هذا الماء بفؤوسهم ومعاولهم.
- فمن الذي سوف يرزقهم بهذا الماء ثانيًا على وجه الأرض غير الله عز وجل، والتي سوف تساعدهم في استمرار حياتهم عليها بشكل كبير، والله وحده أعلى وأعلم.