اسلاميات

كم عدد الأشهر الحرم؟

كم عدد الأشهر الحرم؟ كانت الأشهر الحُرم معروفة من قبل مجيء الإسلام، فكان العرب قبل ظهور الإسلام يعظمونها ويوضع فيها القتال إلا ردًّا للعدوان وقد ذهب البعض منهم لتغليظِ دِيةِ القتيلِ فيهم، وكان هدف ذلك مرور الحجاج والتجار والوصول لوجهاتهم آمنين، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع الماقه .

كم عدد الأشهر الحرم؟

  • وكانت أربع أشهر هي ذو القعدة، وذو الحجة، والمُحرَّم، ورجب، وكانت مُعظمة في ملة أبين إبراهيم، واستمرت كذلك حتى ظهور الإسلام.
  • والعرب قبل الإسلام كما ذكرنا يحرمون فيها القتال، ثم بدأ العرب بالنسيء أي تأجيل الأشهر الحرام أو تعجيلها.
  • فقال فيه تعالى ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾.
  • واستمر العرب بالالتزام وتحريم القتال في هذه الشهور الأربع، إلّا قبائل بنو خثعم وبنو طي شذو عن ذلك، وكانوا يستحلون الحروب.

تعريف الأشهر الحُرم

  • هي تلك الأشهر التي جعلها الله مُحرّمةً، يدلّ علىها قَوْل تعالى (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّـهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّـهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ).
  • وورد في تعريفها “أنّها الأشهر التي كتب الله فيها العهد والأمان على المشركين”.
  • قال تعالى (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشهُرُ الحُرُمُ فَاقتُلُوا المُشرِكينَ حَيثُ وَجَدتُموهُم وَخُذوهُم وَاحصُروهُم وَاقعُدوا لَهُم كُلَّ مَرصَدٍ فَإِن تابوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلّوا سَبيلَهُم إِنَّ اللَّـهَ غَفورٌ رَحيمٌ).
  • وكانت مُحرّمةٌ لتوقف المعارك والغزوات فيها، لكن الدفاع عن النفس فلا يكن مُحرّم، وأشتد فيها تحريم المعاصي عن غيرهم من الشهور.

ترتيب وماهية الأشهر الحُرم

  • قال تعالى (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّـهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّـهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ).
  • والواردة في الحديث الصحيح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم “إنَّ الزَّمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ والأرْضَ، السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ، ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ”.
  • يأتي شهر رجب منفردًا بينها.
  • وتأتي باقي الأشهر الأخرى متتابعة؛ تتبع بعضها.
  • وقد ورد في الأثر عن النبيّ “أنّ أوّل الأشهر الحُرم هو شهر رجب”، ويكون بين جُمادى وشعبان، ثمّ يكون ذو الحِجّة، ثمّ ذو القِعدة، ثمّ شهر المُحرّم.
  • ولذلك تكون الأشهر الحُرم من عامَين هجريَّين بحسب أقوال أهل العلم؛ لأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ للمدينة المُنوّرة بشهر ربيع الآخرة، فأوّلى الشهور المُحرَّمٍة التي تصادفه شهرُ رجب.
  • وورد أيضًا عن الكوفيّين أنّها تبدأ من المُحرَّم، ثمّ يأتي شهر رجب، ثمّ ذو القعدة، ثمّ ذو الحِجّة.

1- شهر مُحرَّم

  • أوّل الشهور الهجريّة، ووصفه صلى الله عليه وسلّم بأنّه شهر الله المُحرّم.
  • والوحيد الذي أُضيف لله، وقد ذكر الحافظ أبو الفضل العراقيّ “أنّ تسميته بشهر الله كانت زيادةً في تخصيصه؛ لأنّه أوّل شهور السنة الهجريّة”.
  • كما يحبب الصيام فيه لما له من مكانة وفضلٌ عظيمٌ بعد صيام رمضان، عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ).

2- ذو القعدة

  • من الأشهر الحُرم، موقعه الحادي عشر بين الشهور الهجريّة، بعد شوّال، وقبل ذي الحِجّة.
  • وسُمِّاه العرب بذلك؛ لأنّ العرب تقعد الأمور التي كانت تؤدّى في غيره.

3- ذو الحِجّة

  • يأتي بآخر السنة الهجريّة؛ ويلي ذي القعدة.
  • سُمِّي بذلك؛ لأنّه تُؤدّى فيه فريضة الحجّ.

4- رجب

  • موقعه بين الشهور بعد جُمادى الثانية، وقبل شعبان، وسابع الشهور الهجريّة.
  • وقديمًا كانت العرب في الجاهليّة تحتفل بقدومه؛ بالقرابين لأصنامهم، وكانت تُسمّى الترجيب.
  • وتسمى الذبائح العتيرة أو الرجبيّة؛ نسبة لشهر رجب.
  • وعندما أتى الإسلام حرم وأوقف تلك العادات، لأنّها تذبح وتقدم لغير الله.

منزلة الأشهر الحُرم في الإسلام

  • لهذه الأشهر قدر ومنزلةٌ عظيمةٌ عند الله، فاختصّها بين الشهور كما اختصّ بعض الخَلْق عن غيرهم، والأزمنة، والأماكن.
  • اختصها دون باقي الأشهر كما اختصّ من خَلْقه الرُّسل، واختصّ مواضع من أرضه بالمساجد.
  • ولعظم المنزلة والقدر جعل الله فيها الذنوب أشدّ حرمة وإثم.
  • وعظم ثواب وأجر الطاعات والعمل الصالح.
  • وقبح تعالى الظلم فيها أشد قُبحًا، وأعظم ذنبًا ووِزْراً عمّا سواها من الشهور.
  • ولذلك وجب على المسلم بتعظيمها، وتشريفها بالعمل الصالح كما شرّفها الله تعالى.
  • قال قتادة في الأشهر الحُرم “الظُّلْمُ فِي الأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ فِي كُل حَالٍ عَظِيمًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُعَظِّمُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ”.
  • وقال أيضًا “فَعَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللَّهُ، فَإِنَّمَا تُعَظَّمُ الأُمُورُ بِمَا عَظَّمَهَا اللَّهُ عِنْدَ أَهْل الْفَهْمِ وَأَهْل الْعَقْل”.

خصائص الأشهر الحُرم

هناك العديد من المميزات والفضائل للأشهر الحُرم وهي بعضًا منها

  • تُحرم في هذه الأشهر القتال والظلم.
  • تُضاعف فيهم الحسنات في العبادات والأعمال الصالحة؛ وقال العلماء بأنّ الله عظّم فيها الذنوب؛ لمكانها ومنزلتها عند الله.
  • وقال ابن القيّم رحمه الله “تُضاعف مقادير السيئات لا كمياتها، فإنّ السيئة جزاؤها السيئة، لكنّ سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها، وصغيرة وجزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكد منها في طرف من أطراف الأرض”.
  • ويتم فيها أداء فريضة الحجّ في شهر ذي الحِجّة، ويشتمل كذلك على خير الأيّام؛ وهي العشر من ذي الحِجّة والتي أقسم بها الله في قوله (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ).
  • كما تشمل أيام العشر أفضل الأيّام إلّا وهو يومُ عرفة؛ قال النبيّ صلى الله عليه وسلم “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ، ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟”.
  • وفيه أيضًا يوم النّحر، الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم “إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ”.
  • تغليظ فيهم دِيَة القتل عند الشافعيّة والحنابلة.

الحِكمة من تحريم الأشهر الحُرم

  • لأنها تقع بين رُكنَين من أركان الإسلام، وهما الصيام، والحجّ؛ فشهر رجب قبل رمضان، وذلك للاستعداد للصيام؛ العبادة التي تحتاج لشحذ وتهذيب الأنفس وجهادها لتَرك ما تريد.
  • وفريضة الحجّ أيضًا؛ لتصرف النفس للعبادة، فهي تحتاج مَشقّةٌ وجُهد لأداء المناسك على الوجه السليم.
  • فعن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها “قُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، ألَا نَغْزُو ونُجَاهِدُ معكُمْ؟ فَقالَ لَكِنَّ أحْسَنَ الجِهَادِ وأَجْمَلَهُ الحَجُّ، حَجٌّ مَبْرُورٌ، فَقالَتْ عَائِشَةُ فلا أدَعُ الحَجَّ بَعْدَ إذْ سَمِعْتُ هذا مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).
  • ورب الحكمة من التحريم لترتاح النفس فيها، وليأمن الناس على أعراضهم وأهاليهم، فينصرفون للعبادة، والطاعات في راحة وأمن.
  • وأمر تعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم، قائلًا (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ*وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب).
  • ومَنّ تعالى على قريش بالأمن في بلدهم؛ لعِظَمِ النعمة، فقال (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ*إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ*فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَـذَا الْبَيْتِ*الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ).
  • كما قال مُخاطباً المؤمنين (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ).
  • وتتجلّى حكمة التحريم في مَنْح النفوس فرصةً للمراجعة، والهداية، وليثبت الناس على دينهم.
  • فمراعاة النفس ورفع المشقة عنها من أولويات ما تسعى لتحقيقه الشريعة؛ لتتحقّق المصالح، ويدفع الضرر والمَفاسد.
  • ويروي ابن عساكر في تاريخ دمشق، إذ قال “تَنَفَّسَ رَجُلٌ وَنَحْنُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يُصَلِّي فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ “أُعْزِمُ عَلَى صَاحِبِهَا إِلَّا قَامَ فَتَوَضَّأَ وَأَعَادَ الصَّلَاةَ، قَالَ فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ”،
  • قَالَ جَرِيرٌ، فَقُلْتُ “يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تُعْزِمْ عَلَيْهِ وَلَكِنْ اعْزِمْ عَلَيْنَا كُلِّنَا فَتَكُونُ صَلَاتُنَا تَطَوُّعًا وَصَلَاتُهُ الْفَرِيضَةَ. فَقَالَ عُمَرُ: فَإِنِّي أُعْزِمُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى نَفْسِي قَالَ، فَتَوَضَّئُوا وَأَعَادُوا الصَّلَاةَ”.
  • ويبين هذا الموقف حكمة الشريعة ومقاصدها العظيمة؛ إذ تسعى لجلب الصالح للمسلمين، ودرء المفاسد عنهم، وحثهم لاتِّخاذ القرارات الصحيحة، بتهيئة ظروف اتِّخاذها.
  • لذلك كانت الأشهر الحُرم فرصة لتُراجع فيه الأمّة نفسها، وتبرز أحسن ما لديها من قرارات رشيدة، ليحقق مصالح الدين والدُّنيا، ويبعد عنها المفاسد والأضرار.

حُسن استغلال الأوقات والشهور

  • ولعظم الوقت عند الله تعالى أقسم بها في آيات كثيرة، وكان صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على استغلال الوقت.
  • وهو القائل “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه”.
  • وفضّل الله بعض الشهور والأيام على بعضها، بحكمته المطلقة؛ ليزيدوا فيها من العبادات والأعمال الصالحة.
  • ومن تلك الشهور رجب وشعبان ورمضان، وفيها أحاديث جمة، وروي عنه صلى الله عليه وسلم انّه قال “إن رجب شهر الله العظيم لا يقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال فيه حرام… ألّا إن رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي”.
  • ومن بين الشهور اختار تعالى أربعة حُرم، قائلًا (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض منها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم).
  • وردت الأشهر الحرم في الآية مبهمة وجاءت السُنة بذكرها.
  • قال صلى الله عليه وسلم في خطبته “إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان”.
  • وللأشهر الحرم حرمه ومكانةً عظيمة قال تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام”، أي لا تحلوا محرمات الله التي أمر بتعظيمها.
  • وقال تعالى “فلا تظلموا فيهن أنفسكم” أي في هذه الشهور، لذلك يتوجب مراعاة حرمة هذه الأشهر لعظم منزلتها وحذر تعالى من الوقوع في المعاصي؛ وحذرنا تعالى في الآية السالفة من ظلم النفس بفعل المعاصي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى